السبت، 26 فبراير 2022

أواه بقلم الأديبة لطيفة بنت البشير الزوالي

 أواه

على مدارج العلم رميت خيباتي
و بين أروقتها ألقيت صدى أصواتي
أواه على سخفي
تطهرت و توضأت و تصوفت
و على قيام الليل واظبت
و على هجر أهلي و قلمي توكلت
و ركضت ركض الصادقين
قلت لهم
إلى جنة الحرم الجامعي مسافرة
و لحور العين و لذة الحلم معانقة
أواه على حمقي
كنت عارية عن كساء الحروف أبحث
فكانت الشيوخ أكثر عريا مني
شيئا من أنفاسي أعطيتهم
كانوا يتكلمون بلا لسان
و إن تكلمت قطعوا لساني
أواه على حسرتي
شيوخ بعقول صبيان
و صبيان بعقول لصوص
عن اﻷولين قلت للحظ ساخرة
كيف أعطيتهم سرك
قال لي هازئا
أعطوني الكثير من أموالهم
و صاروا بلا أنوف أمامي
و عن الثانين بكيت كثيرا لحالهم
و احترت في حبل نجاتهم
و بكى الحظ على حظه
حين علم أن جيوبهم فارغة
علموهم أن الدراسة خرافة
و أن الشهادة سعادة
علموهم أن العلم مفسدة للعقول
و أن الدرهم مقدرة لﻷجيال
أواه على قهرتي
سأعود إلى عقل جاحظي
و عذوبة جبراني و حلاوة ميخائيلي
سأعود إلى غباء افلاطون و ذكاء فرويد
و فريسة زولا و آنا تولستوي
هنا العمق و الصدق و البرهان
هنا العجب العجاب و السحر المذاب
سأستريح بين كتب موتاي
فمعهم وجدت معنى حياتي
سأعود لقلمي الذي تركته كالمعلقة
سأشبعك نكاحا و أرويك بماء المتعة
لم تكن جنة و رب الكعبة
كانت حيطانا بلا أعمدة
و أزهارا بلا رائحة
و رسوما بلا ألوان
و نصوصا بلا عنوان
انزعجوا قليلا أو كثيرا
لا يهمني
أنا الجريحة و الكسيرة و المريضة
سأثأر و سأزأر و سأمزق
لن يهدأ لي صوت إلا بهدوء أوجاعي
حينها سأصمت عن...
لطيفة بنت البشير الزوالي
السبت 26 فيفري 2022
Peut être un gros plan de 1 personne

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق