الأحد، 20 فبراير 2022

قراءة نقدية عن نص صرخة نبض للشاعرة لبنى حمادة بقلم الناقد الشاعر السيناريست محمد هلال البيلي

 قراءة نقدية عن نص صرخة نبض

للناقد الشاعر السيناريست
المخضرم صاحب البصمة، التاريخ الحافل
و الرؤية المختلفة ..
أستاذي محمد هلال البيلي
من كتابه الجديد
الخواطر النقدية
حول القصيدة النثرية
رؤية نقدية معاصرة

(صرخة نبض ..)
لا صباح كي أشرق
لا كفر كي تحتسب صرخاتي
لا طاقة كي ألهث خلف خوفك
و لا بعث لجثامين أحترقت
كي تشعل النبض في قلب الفراق
............
أيها العقيم أنا عاقر
تركت رحمي داخل سلة مهملات
في أرضٍ بلا ماء
بعدما تخلصت من أثر وحلك
العالق فيّ
لا مزاج لي كي أخون عزلتي
لم تغتالني أظافرك حين لهونا سرًا في المرات اللاحقة
فلا داع أن نلتقي ساعة صفر
و لا داع أن نتبنى فاشلاً أخر يشبهك
وحدي الأن أحدثني .. أعترف
أداعبني .. أنصت
أصمت كي أستكين و أستجيب
أقتلك لأحيا
و أقتلني لأتحرر
أيها الضال الساقط فيّ من غيمة لا تستحي
أنا مغلقة تمامًا ..
لا تقترب
أما أنت أيها الداخل المتشعب
كخبيث لذيذ ممتع
أيها المغيب المنتظر الممتلئ مثلي
على الطاولة الحزينة
أشعر أني أحبك
حين تنتهي من سماع أغنيتك
ودع سكان المقهى
تعمد في فنجان ذاكرتك الضحلة
حاسب النادل من تحت الطاولة
بعد أن ترسم في فراغه علامة أستفهام ..
تتدلى من عنق الحياة
اتبعني إلى ظلام الزاوية
حافيًا بلا أمل
عاريًا بلا شروط
مستعدًا لتزحف دهرًا نحوي
رأسًا على عقب
فأنا منزعجة جدًا منذ البداية
و لا عمر لي كي أتكفل بقلبك
ربما لو أحببتني حقًا
تحترق ..
و أحترق في صباح أتي معك
لا تخف ..
يطربني صراخك من خلف قضبان صدري
لن أفلتك ..
ستمكث هنا مائة عام بعد الألف
تصرخ قبل الذروة
فأنا أهوى الانتقام
و يشعلني ذاك النغم المثير
#lubna_hamada

لبني تستهل النص بختامه
تتعامل مع القصيدة بضربة هي القاضية ممكن
حين تكتب لا صباح عندي لكي اشرق
نهاية الحياة تبدا بموت الشمس في وجدان بطلة النص
لا النافيه في اربعة مواضع متتالية
لا صباح
لا كفر
لا طاقة
لا بعث
هنا لا بعث لجثامين احترقت ولم تكتب ماتت
فالحرق منتهاه رماد يتطاير لا يثبت بمكان
احترقت المشاعر النفوس ارواح التجربة
هنا تنادي العاقر علي العقيم
ويالها من روعة المنادى والمنادى عليه
خلاصة الموقف الأنساني
لاذرية لاحساس لم يولد بين عاقر وعقيم
ضربات لبنى تقضي علي القراءة المغلقة وتعطي مساحات للقراءات المنفتحة
من العاقر في النص ومن العقيم ؟
ثم تاتي اعلي درجات استعمال الرمز الحي في موقف الموت الحتمي
كيف استعملت الشاعرة لبنى حمادة ببراعة وثقة رمزية الرحم الذي تركته في سلة المهملات
هل هو وليد ضل الناس طريق اهله
هل هو نتاج مشوه بين عقيم وعاقر لم ينجبا سوي حسرة الحصاد
هل هو رحم اصابه مرض جعله في محل العدم
ولماذا الارض بلا ماء
هل هو جفاف القلوب وصخرية المشاعر
هل نحن بحاجة ملحة ايها الرفاق لاستدعاء شادية لتقهر جبروت عتريس وتفتح الهاويس
هل نحن في السنوات العجاف
قراءات مفتوحة لدلالات مفتوحة ورموز بغير غموض وفكر شعري منظم
ومن الانزياحات الاسلوبية الملفتة للنظر ان تقول
لم تغتالني اظافرك سرا ) اذن نحن في الماضي
ثم تكمل حين لهونا سرا في المرات اللاحقة
وكنت انتظر مثلكم ان تقول المرات السابقة
هذا الانحراف والعدول اللغوي ماتع ايضا
لانه حلم وليس واقعا ان يلتقي الماضي بالمستقبل في لحظة حضارية آنية
بطلة النص تتمرد علي فكرة ان تكون سببا في استنساخ نموذج اخر لهذه العينة البحثية الفاشلة
حين ترفض ان تتبني فاشلا يشبهك
كم الكراهية مع رقي الطرح ممتزج بلغة مرتفعة للغاية
الكره برقي هو باب لم
تطرقه كل القلوب
هي تتحرر بقتل تاريخها ومحو ذكرياتها وسحق ماضيها
ثم تنتقل الي خطاب وجداني آخر حين تقول
اما انت
كاميرا تتجه صوب شخصية بطل ثالث في النص
فمن هو وكيف ظهر فجاة
لبني تتميزين بان لك زمن فني ماتعا وليس ضائعا
من انت يامن جعلتنا لا نري الموت المفاجيء للقصيدة
يامن احييت روح النص
انه المغيب المنتظر
تصفه بتناقض غريب
الساقط الضال الداخل المتشعب الممتليء اللذيذ الخبيث
في اشارة الي قدرته علي التغلل الخفي في هذا الكيان المنهك بداية
والذي هو يمثل الغيب والغموض في دلالة علامة الاستفهام المتعلقة بعنق الحياة
كما تتعلق هي بعنق الحياة
هي اصبحت تساوي علامة استفهام ايضا في معادلات لبنى
وهنا تتجلي شهوة الانتقام والانقلاب علي المثالية
فالوافد الجديد هو الثأر من حلم فاشل قديم
هكذا اتضحت النية السوداء للبطلة في تحول درامي مفجع في روعته ورائع في فجيعته
بطلة القصيدة تستدرجه في زاوية مظلمة
تملي شروطها
تستدرجه ليكون الذبيح المنتظر
لتشفي غليل ما مضي
ونحن ننتظر معك لحظة الانتقام وروعة الختام الدرامي المدهش
في سينما القصيدة النثرية المصورة
مفردات ورموز لحالة الضياع
العاقر العقيم سلة المهملات
وحلك تغتالني
اظافرك للوحشية
ثم توقف وتأمل في منطقة التجهيز في النص
فما هي
هي المنطقة الفاصلة بين مرحلتين زمنيتين او نفسيتين بقرار يحول مجري التوجه الفني في القصيدة المعاصرة
وهل حدث ذلك مع بطلة القصيدة؟
نعم
متي؟
عندما تخلصت من اثر وحل تجربتها الاولي وتوجهت بكل قوتها المتبقية فتاتا نحو قصة جديدة
بتحولات نفسية سلبية مخيفة بحثا عن اشباع شهوة جديدة
لا ترتبط برحم شهوة الانتقام
مفردات المرحلة الثانية ورموزها
ظلام الزاوية
حافيا عاريا
انظر معي الي شهوة الاذلال لديها
لتزحف نحوي
يطربني صراخك
حالة ربما مرضية في افعال درامية مفاجئة من لبنى حمادة
النص بين اين عمري
ودائرة ال
انتقام
تدور احداثه
دلالات هامة
ودع سكان المقهي
دلالة القرار المستقبلي للعلاقة
(نفسك في ايه قبل ماتموت)
استدعاء شعبي فصيح
لن افلتك
البطلة هنا عاشقة
فاقت عاطفتها شهوتها نحو الخلاص
وربما كان الانتقام هنا من الفشل القديم بالاندفاع نحو تجربة تشفي من مرض قديم
تعددت القراءات والابداع واحد

اذن اين قوة الجذب المدهشة في هذا المنتوج الادبي؟
اعتقد ان المفاجاة كانت في التحول الدرامي لبطلة النص حيث ان سمات الشخصية الفعلية لم تكن لتخبرنا ان هناك تغيير في بناء الشخصية
هي المقهورة
المهزومة
الضعيفة
المستكينة
فجاة تحولت الي هذا المتوحش المنتقم مع المجهول


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق