السبت، 19 فبراير 2022

قراءة نقدية في قصيدة (شوك الرحيل) للأستاذة عبير مبارك بقلم الناقد محمد هلال البيلي

 قصيدتى (شوك الرحيل)

والتى تقدم مشكورا الشاعر الكبير والسيناريست الاستاذ محمد هلال البيلى بعمل دراسه عنها
فكل الشكر والتقدير ان اهدانى كل هذا الجمال
راجية من الله عز وجل أن اظل عند حسن ظن الكبار
وإليكم الدراسه النقديه يقول:
الآن لقاء مع البداعة مع الفخامة مع القلم الذي نستقبله بالورود قبل العيون
هنا يظهر الفرق واضحا جليا بين ان تكتب المرأة بمشاعرها دون قيود او سيطرة الذات المبدعة علي العقل وبين ان تكتب تحت ضغوط ومركزية القهر الذكوري لها
هنا النص الحالم للوجدان السابح في عالم الرومانسية الغائبة
هنا نستعيد معها قصص الحب المدهشة في عالم نسي واهمل وتغافل عن اسمي مشاعر وادق احساس يخترق القلوب كرصاص ناعم
هنا نص لعبير مبارك اليسا القصيدة العربية
هنا شوك الرحيل
ضربة بداية موجعة اتت في لحظة نضج فني ووهن انثوي معبر عن ادب المحنة ليخرجنا معها من محنة الادب
تقول
مهما نأيت عن الفؤاد مازلت ملتصقا بروحي
لم تقل مازلت متصلا بروحي
لم تقل مازلت مرتبطا بروحي
لم تقل مازلت متعلقا بروحي
خرجت عن المألوف فتطرف المعني بجماله وروعته
روعة الإلتصاق الروحي الإلتصاق اعمق بكثير
اعطت عبير مبارك الألتصاق قيمة شعرية خرجت بالكلمة من المستوي الوظيفي للمستوي الفني بمهارة امتزجت بوجدان بطلة النص المحترق عذابا ولوعة
تقول عبير مبارك
مستوطنا رغم المسافات اضلعي
دلالة الإستيطان دائما مزعجة لكل عربي لكن الشاعرة صدمتنا بها في مفاجاة الإيقاظ الذهني
نظرية الصدمة الفنية
اجادتها أليسا الشعر العربي
هو يستوطن ضلوعها
فلماذا لم تقل يستوطن مشاعرها رغم المسافات
دلالة الإستيطان البعيد دلت علي سطوة وقدرة هذا الفارس الغائب الحاضر
ولماذا مستوطنا رغم المسافات اضعلي هو المعني البلاغي الأفضل
لأن الأستيطان عن بعد لا يمكن ان يصل إلي الجسد فكيف جسدت هذا المعني أنها تعيش وهو بداخلها رغم المسافات
يسكنها رغم المسافات
يعانق مشاعرها ويغترف من انوثتها رغم المسافات
أعباء التجربة ثقيلة علي الشاعرة
أعباء الوعي والخلفية المعرفيةأاكثر ثقلا
اعباء الطرح لا يتحملها مبدع
لكنها عببر مبارك بقدراتها الفنية الكبيرة
ثم
تستدعي الرمز الأنثوي الأشهر في التاريخ وتزيده جمالا
امراة العزيز
وهنا يتدخل تحليل النسق المضمر في النص في جملة
قد بت كامراة العزيز اذلها
اذلها
هل يعبر هذا عن إحساس عميق لديها بالذل تجاه فارس أذل أنوثتها ونال من كبرياء فؤادها
هنا بطل النص غائب ولا نعرف شيئا عن سماته او صفاته او أفعاله الدر امية
كيف تحولت الأحداث في النص.القصة لم تتضح بعد
ياعبير هل هناك سبب لهذا البعد؟
بطلة النص تذكره وتخاطبه وبالتاكيد هو لا يقف أمامها الأنأ
إذن هو هذيان الفقد يصعد في سطح القصيدة الموجعة
كلنا متعاطفون مع البطلة إلي الأن
لقد فقد البصر الوجداني
فابيت في رهج العماية اصطلي
والرهج هو السحاب الرقيق كالغبار او هو الغبار
ثم تضع عينين لقلب البطل المتسلط حبا عن بعد
حين تكتب
ياويح قلبك كيف يرقب مقتلي؟
تراكيب بسيطة غير معقدة حتي الأن
القراءة منفتحة متاحة للقراء
اللغة سهلة يسيرة
الحقل الدلالي وهو مجموعة الكلمات القاموسية ذات الاتصال الدلالي التي توضع تحت لفظ عام
يحمل دلالات العشق
اقرا معي
الفؤاد روحي قد بت كامراة العزيز
وهج الجمال
الهوي
اتراك ترحل
حقل دلالي للعشق وبيئة لفظية حالمة ومنكسرة لبطلة النص
دراما الفقد والغوث والامل المفقود في حياة المراة العاشقة بصدق
ثم روعة الصياغة وضربة الأفيه الشعري الفصيح
آثرت ان تصم المسامع دون همسي
وسلبت حلمي من غدي
وقتلت نفسي
لقطة صياغية ارتفعت بالمتخيل الشعري وجاءت في منتصف النص ليمتد طريق الجاذبية الشعرية في النص
قدرة الشاعرة علي مضغ الألم وطرحه شعرا فاقت توقعات البطل الشارد
ثم
تنزل بطلة النص من فوق هرم رابع للشعر النسوي لتقدم قسما يقسم القلوب العاشقة
تقسم فتدمع لها العيون وتبكي معها قلوب العاشقين
ألم اقل لكم انها اليسا الشعر
تقسم
تالله ياروح الفؤاد
تالله ياليل الوداد
تاالله ياعطر المداد
قدرات عبير مبارك في التقسيم اللغوي كبيرة
كانها تمتلك كنزا من المفردات في منزلها تاخذ منه فيزداد عبيرا
هنا
تقسيم رائع
الفؤاد الوداد المداد
وهنا استكمال اروع
وفرحه وصبحه وفوحه
نحن امام نص مدرسة وليس مجرد قصيدة رائعة
تقسم اهواك عاشقة انا
نحن في ملحمة حب ستينية
نحن في لوعة نهر الحب فاتن وعمر الشريف
نحن قي غاية الاتساق والاتسجام مع القصيدة
تقول
مهما تفرق في الحشا شوق الرحيل ساجمعك
ساظل اشرب ادمعك
إنزياح دلالي في اجمل صورة
ساظل اشرب ادمعك
هل تشرب الدموع بمرارتها
ساظل اشرب ادمعك
هل يجمع الشوك في الحشا
دلالة تناثر الجراح بداخلها
دلالة تناسل الأوجاع في وجدانها
الدوائر الإيحائية للكلمات فات كل مستوبات التعبير
بلا اقنعةرمزية نقرا ونستمتع بما تكتبه عبير مبارك
تكتب
روحي معك قلبي معك
الحقل الدلالي العاشق ينتشر في جسد القصيدة التي اصعب مافيها انها اوشكت علي الأنتهاء
هنا
لحظة تبرير ذاتي وغفران لكل ماارتكبه هذا البطل
هنا لحظة الإحتفاظ بعبق التجربة
هنا تظهر القوة العقلية للشاعرة حين تسحب بساط الكراهية بعيدا لتجلس في لحظة اللاوعي العقلانية لتسامح وتنسي مااقترف
تقول
مهما جنيت وجئتني متعللا اطوي الانين لاسمعك
طاقة كامنة في كلمة اطوي هل اكتشفها احد؟
قالت اطوي الانين ولم تقل انسي
هنا سقوط في اللاوعي اللغوي ياعبير
هنا السقوط الحزين
هنا عرفنا كلنا ان بطلة النص تتالم تتالم بالفعل
تسطيع ان بخدع النص بعض الناس او كل الناس ولكن خداع البيلي اكثر صعوبة
البطلة قالت أطوي ولم تقل انسي
فالطي يعني الوجود الساكن القابع في بئر وجدان البطلة
ثم ياتي تاكيد تحليلي حين تكت
وكدت اقسو
أذن افوز في معركتي الحاسمة مع النص في اكتشاف انساق مضمرة في النص
ثم روعة الختام بحلو الكلام ورفع الملام وكسر النظام وجفاف الاقلام ومنع الصدام
حين تختم
قد بات يؤلمني الذي قد اوجعك
نص ممتع إلي اقصي درجات الأمتاع
زمن النص ماتع
لاتوجد اوقات فراغ في النص
الجملة الشعرية عند عبير اليسا مبارك غاية في التماسك الدلالي
الكلمات منتقاه بعناية ليست غريبة عليها
الفكر الشعري عام منفتح مقبول
البناء محكم والصورة الشعرية والتي هي اساس العملية الإأبداعية هي اهم مايميز هذا النص وكل نصوص عبير مبارك
الإستدراج الدرامي وجمال القصة
والإتزان الموسيقي
وارتفاع المستوي اللغوي والنغمي في النص زاده جمالا
الكلمات تحمل من الإيحاء والطاقة الشعورية ما يكفل لكل عاشق ان يسبح في بحر هذا الحب الجميل
اكتشاف النسق المضمر في نظرية الكاتب المزدوج حيث ان الجانب الأدبي اظهر بلاغيا روعة وأبداعا
لكن الجانب النفسي اظهر اشياء اخري
تراوحت بين تواضع الكاتبة وهدوء شديد في شخصيتها
غياب الذاتية المفرطة
تصالح نفسي واضح
إتزان عقلي ممزوج بوجدان مشتعل
اللغة فصيحة لكنها سهلة الفهم والتناول
الثقة في الذات الأنثوية تجلت في قولها
أنسيت عذب المنهل؟
الإنحراف الدلالي العجيب في
قطرات حبك تستبيح مواجعي
هنا ايضا إنزياح إضافي في قطرات حبك
لكنني اراها بعين المفسر قطرات من ماء النار لانها تحرق المواجع.فهل كان حبا ام عذابا
هل نحن في القرن الواحد والعشرين أم في زمن آخر.
إنها تكتب مالم اسمع منذ زمن بعيد
من فوق عرش الروح تثوي سيدا متسيدا
تكتب اقرار الهيمنة
وتعهد الحب الأستثنائي
هي تكتب تاريخا جديدا ومتجها فكريا جديدا علي الشعر النسأئي
هي لم تتغطرس
يامعشر الرجال هنا فصيدة بها بطلة النص امرأة قوتها في ضعفها
الفكر الشعري هنا جديد
علي القاطنين بجوار هذا النص ان يتقدموا لبطلة النص إذا استمر البطل في الغياب
لكن اظنها لن تقبل إلا بالذي فرق في الحشا شوك الرحيل
فلم تجزع وظلت تحبه
هي امراة من زمن بعيد
والشاعرة من زمن جديد
واشكر الأستاذة عبير مبارك اليسا القصيدة العربية علي أنها بيننا تبدع وتضيف
قراءة نقدية
محمد هلال البيلي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق