الجمعة، 18 فبراير 2022

دراسة نقدية وتحليل لقصيدة ( لاهيت لك ) للشاعرة الأستاذة رضا عبد الوهاب بقلم الناقد محمد هلال البيلي

 شرُفت بالدراسة النقدية والتحليل الرائع لقصيدتى ( لاهيت لك ) بعيون الشاعر والناقد الكبير محمد هلال البيلي خواطر نقدية معاصرة كل الشكر والتقدير لحضرتك دمت بخير وود وروعة وعطاء


***********************************
عندما تبحث عن النموذج الأمثل لمنهجية سؤال الذات والشعر الرومانسي باعتبار أن الذات هي المرتكز الأساسي للعملية الإبداعية فتجد نموذجا رومانسيا مبهرا لا تستطيع تجاوزه وتحتم عليك الذائقة الفنية أن تقف أمام هذا النص الحالم المحترق عشقا ولوعة من شاعرة المفاجأة السعيدة الأستاذة رضا عبد الوهاب
فهي تقود حملة رومانسية تغزو بها واقعا شعريا معقدا وثقيل
هي بهذه الروح والنفس الشعري المعطر بثوابت فنية وتعبيرية تقوم من مكتبها بأكبر عملية دعم فني للشعر الحقيقي بلغة غاية في الفيروزية السابحة في سماء الحب الصافية
تقول ا. رضا في استهلال موجع
وشققت عن وجعي وعن أشواقي
وهممت أن أهديك عمري الباقي
هنا تبدا بفعل يوحي بقمة الألم
فالشق لغة هو الصدع او المزق
هنا دلالة القهر النفسي والصبر علي بلاء الحب تبدو واضحة
أن تبدأ نصها بهذا الفعل والذي يشير اجتماعيا إلي الحزن العميق بعد فقد عزيز من شق الجيوب في الجنائز
نقلته هنا الشاعرة والتقطته من اللا شعور بحرفية الممارس لمهنة الأدب سنوات طويلة
والاستهلال أثبت بشهود اللغة أن جريمة عاطفية غائبة قد حضرت في ذهن بطلة النص في لحظة استدعاء الماضي وامتلاء القلم
ثم تضرب بفعل أكثر تدعيما لرؤيتي فتقول
وهممت أن
هنا دلالة الندم بعد العقد
والشعور بالخزي وخيبة الأمل المنتظرة
هنا يظهر نسق مضمر في شخصية بطل النص وهو السقوط في بئر اللاجدوي من التجربة نظرا لعبوب خبيئة لم تظهر بعد
تقول وهممت أن
وهممت لغة هي أن تعزم علي القيام بشيء
ومن هنا يتضح توافر عدم الثقة من بطلة النص تجاه بطله
وبالتوجه نحو السياق النفسي للكتابة نجد أن ثمة خيبات متتالية مرت بها البطلة في عيون الشاعرة
فمن الفعلين المعبرين بدقة شديدة
وشققت وهممت تترابط الحلقات المفقودة في تفسير التركيبة الرومانسية للبطلة والبطل
ثم
تؤكد وتقول
وكتمت جرحا
فهوبت بي
ببن الوفاء والخداع تقف الجملة الشعرية ذات التركيبة المحكمة من رضا عبد الوهاب
المقدمة وكتمت جرحا
النتيجة فهويت بي
ثم يظهر الضعف الأنثوي للبطلة المرهونة بغير وثاق والاعتراف بالضعف فضيلة هذا النص
لماذا؟
لأنه لولا العشق الأسطوري للبطلة لما سامحت وعادت ونادت وكتبت
حالة انهيار وجداني كببر تطفو علي سطح الألفاظ الواقعة في دوائر إيحائية جديدة من الشاعرة
وتصل بها دلالة الشعور بالقهر إلي انتفاضة المرأة في وجه رجل كهذا فتقول
يا أيها المبعوث في أفق الهوي
لا هيت لك إن جاز فيك عناقي
هنا ومن حقل دلالي يوسفي
وتجمع كلمات قاموسية ذات اتصال دلالي تحت لفظ عام تبدو حالة استدعاء لرمزية تاريخية زليخه يوسف الصديق بهممت
و لا هيت لك
لكن الفارق هنا يبدو جليا في شخصية البطل الغائب بهذا النص
ثم ترميه بأشد الأفعال قوة وعنفا
أمنت بالعهد المقدس
وكفرت أنت
في الحقيقة الشاعرة الزميلة بنت جيلي رضا عبد الوهاب هي شاعرة نقلت الزمن الجميل في الشعر إلي زماننا هذا
لها قدرات فنية كبيرة
قدرة علي إدارة نصها بهدوء دون ضجيج
لها من الثقة والاتساق والانسجام والقصدية والمقبولية ما يضعها في الصف الأول لشواعر الوطن العربي
تتميز باختبار تجارب وألفاظ وتراكيب جديدة وجميلة مبهجة في الألم
الصورة في شعر رضا عبد الوعاب تمثل المحتل الرقيق لكل المساحات الخضراء بالقصيدة
الحمولات الدلالية تصل بالمعاني في سهولة دون تعقيد
فخامة البيت الشعري عند رضا عند الوهاب هو جزء من حوارها معنا فرضا تكتب نفسها
المحصول اللفظي بمقياس التجربة بلا زيادة او نقصان
النضج الفني والاتزان العروضي أضاف جمالا علي جمال قفلات العجز المبهرة
القدرة التعبيرية والغوص في وجدان المرأة المهزومة وتفصيل وتفتيت وتوضيح وتصوير هذه المشاعر يحسب لعقلية رضا عبد الوهاب
ذات المرجعية الفكرية الثقافية الواضحة
دراما الموقف الانهزامي في كاميرا رضا عبد الوهاب لا يمكن أن تمر عليه دون أن تقف لتأخذ لقطتك في قصتها الحزينة
هي كانت ومازالت وستظل مكسبا كبيرا للساحة الأدبية الشاعرة الكبيرة رضا عبد الوهاب
قراءة نقدية
محمد هلال البيلي
Peut être une image de 1 personne et texte

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق