الخميس، 29 أبريل 2021

الطائر المهاجر ، سيعود قصة قصيرة للكاتبة تركية لوصيف /الجزائر

 الطائر المهاجر ، سيعود

قصة قصيرة للكاتبة تركية لوصيف /الجزائر
كان الأنين ينبعث من الغرفة المقابلة،كان لوالدته التى انعزلت بمفردها عن الناس ولم تعد ترغب فى رؤية أحد ، كلما حل الظلام تخرج لحديقتها وتغرس نباتات جديدة يجلبها لها ابنها الوحيد من حرصه على تحسن مزاجها ، كانت تطلق الأسماء على النباتات ثم تلتفت للأقفاص وتطلق سراح العصافير وتودعها على أمل عودتها ، ثم تعود أدراجها لغرفتها وكان الوقت يقترب من الفجر، تسلل على
للغرفة حتى يتبين مايجرى
كانت الغرفة مضاءة بالشموع التى تتراقص شعلاتها ترسم ألوانا على ملامح المرأة التى لاتزال تحتفظ بسمات الجمال والصوت الهادىء فتفشى أسرارا من مقلتيها ومما يبوح به لسانها ، لم يكن أحد يؤنسها إلا الذكرى الحزينة فتعيدها على المرآة الفضية ..
تسمر مؤنسها "على " الذى لا تشعر به وتسلل الحزن لقلبه ، كان يخشى عليها الخرف وكان لا يزال يستجمع شتاته حتى يقابل "عزوز"كان يراها محتفظة بمشاعر حقيقية كلما تذكرت طائرها القناص ، كان يشبه الجوارح وصعب الإنقياد ، عاشق الجبال والأرقيلة ..
تلك الليلة ، كانت ناقمة على ماخطه عزوز على بياض صفحاتها وكان "على " يخشى عليها ، وجودها بحياته والرفاهية التى يحياها تغنيه عن النبش فى ماضيها .
بدت له كما لو أنها تستحضر روحا ميتة
كانت تعاتبها وتذكرها بالعهد القديم الذى قطعاه
سويا
(كنت تدفع الشباب لملاحقتى وتظهر بعدها يامخلصى ،كنت تدفع للفقراء وحولتهم لقطاع طرق ،يعتدون على الفتيات حتى تطمس معالم الشرف فى البلدة )
(كيف لم أنتبه لحمرة عينيك وقرنيك ووساختك)
..الشاب يتصبب عرقا ..
..ثم تبكى بحرقة ..
آه ،أعاتب نفسى التى غررت بى وكنت أجمل الفتيات
تسمعنى من منبت الشهد كلاما يطيب الخاطر وتحمر له الوجنتان واطرق رأسى استحياء..
ثم ترفس برجلك مادب بأحشائى من حياة ،لقد سميته "على" على أول حرف من إسمك ياعزوز..
يدق بابها ويناديها :لم أنت مستيقظة ؟
آوى لفراشك يا بنى
ولكنه بقى مشدود البال ،
عماتعرفه المرآة ،من كانت تستحضر فى مخيلتها ولم بتاريخ 27فبراير؟..
كل الأوراق تفحصها ليجد نتيجة كشف الحمل بذاك التاريخ ثم لا يوجد شيخ يدعى عزوز إلا عزوز الماركة وهذه كنيته ،لأنه كان يتتبع مجال الموضة وجديدها وهو صاحب مصنع ..
اقتنى عبوة شراب حتى يأخذ منها معلومات يحتاجها المستهلك واتصل بالمصنع وسأل إن هو لعزوز الماركة ..
الشبه واضح بين الأب والإبن ودخوله كان عن ثقة وأنه صاحب الحق ..وسيأخذه..
اللقاء تم سريعا والشبه والثقة الزائدة حسما النتيجة لصالح" على" ،بادره قائلا؛كيف هى دليلة ؟
لقد اشتد عودك وصرت شابا..
البيت جميل ،كانت والدتك من غرست الأشجار والأزهار وكانت تفوح عبقا عبق روحها..
هل هى من أرسلتك؟
لقد جنت وحالتها ساءت كلما تذكرت تاريخ 27فبراير..
كان ينتظر الرد ولكن" عزوز" غادر المكتب وكانت فرصة ليأخذ على صورة حائطية ..
ووضعها إلى جانب مجسم منحوت لإمرأة ،أطالت النظر بهما ولم يكن صدفة أبدا ،فالرجل الثانى كان نحاتا فقيرا هكذا عرفته أمه وهذا التمثال من صنعه
ومن المرأة يا أمى ؟
لا أدرى ..أنا لم اطلب يوما مجسما ولكن وضع بالبيت تماما مثلما أنت تضع الصورة ..
تقصدين أنها مكيدة ؟
مكيدة أكيدة ..
الفخارجى كان من أفضل أصدقاء عزوز ،وكان مدمنا على تدخين الأرقيلة تماما مثل أبيك ،وكان يبيت الليل ينحت مفاتن النساء بالطين ..
ولكن هذه الرجل لإمرأة عرجاء
كما لو أنها استفاقت من غيبوبتها
العرجاء ،كانت العرجاء فتحية ،من فشت بسرى وماتت فى حادث سير مدبر. .
كانت سببا فى انفصالنا ولكن "عزوز" أبقى على الود واشترى لنا بيتا وخصنا بمعاش يكفينا ثم هجر البلدة
كان شبيه الطير المهاجر ،يحلق كلما تلبدت السماء ولكن الطير المهاجر سيعود ..
Peut être une image de 1 personne

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق