الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025

قراءة لقصيدة "تؤلمني الذكريات" للشاعر ماجد محمد طلال السوداني بقلم الكاتب طه دخل الله عبد الرحمن

 قراءة لقصيدة "تؤلمني الذكريات" للشاعر ماجد محمد طلال السوداني

القصيدة :
تؤلمني الذكريات
تلاحقني كلمات العتاب
دونكِ تموتُ المشاعر
بين أهلي وأنا رجل غريبٌ
قطارُ الليل
يسرعُ بي نحو الماضي القريب
يمرُ الزمان
تنطوي الأيام
تمضي السنينَ ولا تعودُ
تنتهي الأحلام
يتضاعفُ ألمُ الأشواق
تمتدُ جروحي إلى اخرِ العمرِ
تجتمعُ في قطارِ الأحزان
أهربُ إلى النومِ
لعلي أتخلصُ من الأوهامِ
تطاردني الأفكار
ثلثي العمر يسرقهُ الانتظار
بين حنايا قلبي شعور
لا يقالُ
أعجزُ عن التعبيرِ
بالكلامِ
تهربُ الحروف من اللسانِ
تعلن العصيان داخل الفم
أختارُ الصمت
أكتفي بنظراتِ العيون
غريب هو الجفاء
يتسارعُ فيه الزمن
نحو الملل
رغم شدةِ رياح الخريف
وقدومِ الشتاء
يتساقطُ أقربُ البشر
حتى أنتِ وأقربَ الأعزاء
تتمسكُ أوراقُ الأشجار بالأفنانِ
شاهدة على بقايا الأمل
أشكو طيفكِ ندمًا
من قسوةِ الوجع
ماجد محمد طلال السوداني
العراق / بغداد
*************************
القراءة:
تمثل هذه القصيدة لوحة نفسية مفعمة بالألم والحنين، تُصوِّر معاناة الشاعر مع ذكرياته التي تقض مضجعه وتطارده كظلٍّ لا يفارقه. فلنقف عند محطاتها الرئيسية وقوف الناقد المتأمل، ونحلل عناصرها البلاغية تحليل المستبطن لأسرارها.
أولاً: العنوان وعتبة النص يأتي العنوان "تؤلمني الذكريات" بمثابة النغمة الأساسية للأوركسترا الشعرية، فهو يختزل جوهر المعاناة والوجع الذي سيسري في عروق القصيدة. كلمة "تؤلمني" تحمل في طياتها دلالات الألم المزمن الذي لا ينقطع، بينما "الذكريات" تفتح باب الزمن الماضي بكل ما يحمله من شجون.
ثانياً: البنية الدرامية والصور الفنية
1. استعارة الذكريات والكلمات ككائنات حية: "تؤلمني الذكريات // تلاحقني كلمات العتاب" هنا يحوِّل الشاعر الذكريات من مجرد صور عقلية إلى كائنات مؤلمة، ويجعل كلمات العتاب كائنات طارقة لا تني عن ملاحقته. وهذا من البلاغة في تجسيد المعنويات.
2. استعارة الموت للمشاعر: "دونكِ تموتُ المشاعر" إنها استعارة مروعة توحي بالخواء العاطفي والجمود الشعوري، فالمشاعر التي يفترض أنها مصدر الحياة تصير هنا إلى ممات.
3. الصورة السوريالية للغربة: "بين أهلي وأنا رجل غريب" تكثيف بليغ للاغتراب الداخلي، حيث يصور الشاعر نفسه كغريب بين أهله، في مفارقة تراجيدية تزيد من حدة المعاناة.
4. استعارة قطار الليل: "قطارُ الليل // يسرعُ بي نحو الماضي القريب" القطار هنا استعارة للزمن الذي لا يتوقف، والليل يضفي على الصورة طابعاً كئيباً. وتسارع القطار يرمز إلى تسارع الأحداث نحو الماضي الذي لم يبتعد بعد.
5. الانزياح الزمني: "يمرُ الزمان // تنطوي الأيام // تمضي السنينَ ولا تعود" يستخدم الشاعر الانزياح الزمني لخلق إحساس بالتسارع المصحوب بالحسرة، مع التأكيد على الزمن الذي لا يعود.
6. التراكم العددي للألم: "تنتهي الأحلام // يتضاعفُ ألمُ الأشواق" هنا تتحول الأحلام إلى ألم، ويتضاعف الشوق بدلاً من أن يخفت، في مفارقة مؤلمة.
7. استعارة الجروح والقطار: "تمتدُ جروحي إلى اخرِ العمرِ // تجتمعُ في قطارِ الأحزان" صورة مركبة تجمع بين الجروح التي تمتد كقطار، والقطار الذي يجمع شتات الأحزان. إنها استعارة مزدوجة تخلق تكثيفاً درامياً.
8. الهروب إلى النوم كملاذ: "أهربُ إلى النومِ // لعلي أتخلصُ من الأوهامِ" يصور الشاعر النوم كمحاولة يائسة للهروب، لكن حتى هذا الملاذ لا يخلو من مطاردة الأفكار.
9. سرقة العمر: "ثلثي العمر يسرقهُ الانتظار" صورة سارق للانتظار، تعكس هدر الزمن وهدر العمر في انتظار مجهول.
10. عجز التعبير وتمرد الحروف: "أعجزُ عن التعبيرِ // بالكلامِ // تهربُ الحروف من اللسانِ // تعلن العصيان داخل الفم" هنا يبلغ الشاعر ذروة البلاغة في تصوير العجز عن التعبير. إنه يجسد الحروف كجنود تعلن العصيان، واللسان كساحة معركة، والفم كسجن.
11. بلاغة الصمت: "أختارُ الصمت // أكتفي بنظراتِ العيون" مفارقة عظيمة، حيث يتحول الصمت إلى لغة، والنظرات إلى حوار. إنها بلاغة ما لا يقال.
12. استعارة الجفاء كفضاء: "غريب هو الجفاء // يتسارعُ فيه الزمن // نحو الملل" يحول الشاعر الجفاء من حالة إلى مكان تتسارع فيه الأزمنة نحو الملل، في صورة وجودية عميقة.
13. مفارقة الخريف والشتاء: "رغم شدةِ رياح الخريف // وقدومِ الشتاء // يتساقطُ أقربُ البشر" يخلق الشاعر تقابلاً بين ثبات أوراق الأشجار وتساقط البشر، في صورة مرهفة عن زوال العلاقات الإنسانية.
14. الطيف والندم: "أشكو طيفكِ ندمًا // من قسوةِ الوجع" يختتم الشاعر بصورتين: طيف الحبيبة كشبح يطارده، والندم كشاكي يشتكي من قسوة الوجع. إنها خاتمة تضع القارئ في دائرة الألم التي بدأ منها.
ثالثاً: الخصائص الأسلوبية
1. الانزياحات الدلالية: يحقق الشاعر الانزياح بالتحولات الاستعارية التي تجعل المجردات ملموسة.
2. التكرار: تكررت أفعال المعاناة (تؤلمني، ألم، وجع) مما يعمق الإحساس بالألم.
3. المفارقات: الغريب بين أهله، الصمت الناطق، ثبات الأوراق وسقوط البشر.
4. البناء الإيقاعي: اعتمد الشاعر التفعيلة الواحدة مع تنوع في القوافي، مما يخلق إيقاعاً كئيباً متواصلاً.
5. اللغة: لغة سهلة بعيدة عن التكلف، لكنها تحمل عمقاً دلالياً كبيراً.
رابعاً: الرؤية الفلسفية تكشف القصيدة عن رؤية وجودية للموت المعنوي، حيث تتحول الحياة إلى سلسلة من الخيبات، والزمن إلى سجن للأحزان، والعلاقات الإنسانية إلى أوهام تتبدد.
ختاماً، يمكن القول إن الشاعر قد نجح في خلق نص شعري مكثف، جمع بين البلاغة التقليدية والرؤية المعاصرة، فكانت قصيدته سيمفونية للألم الإنساني في أعمق تجلياته.
طه دخل الله عبد الرحمن
البعنه == الجليل
14/10/2025


التصابي بقلم الكاتبة للاإيمان الشباني

 التصابي

أصبح التقليد أوسع انتشارًا من الأصالة، وهي ظواهر غريبة عن قيم الرجولة والشهامة والمروءة، من أبرز تلك الظواهر ما نراه من تصابي بعض الرجال وتقليدهم للشباب، أو حتى تشبههم بالنساء في اللباس والحركات والتصرفات، وكأنهم يتنكرون لهويتهم الأصلية ويتخلون عن الهيبة التي وهبها الله لهم، وهنا تعتبر الرجولة أكبر مجرد مرحلة عمرية أو صفات جسدية، و هي مبدأ وسلوك وشخصية متزنة تحمل على عاتقها مسؤولية الكلمة والموقف، وحين يعبث الإنسان بهذه الهوية فذلك إيذان بانهيار القيم التي تحفظ توازن المجتمع.
حين يتصنع الرجل ملامح لا تليق به، فيحاكي في مظهره الشباب ويجاريهم في كل صغيرة وكبيرة، من لباس ضيق أو ألوان صارخة أو تقليعات لا تتفق مع وقاره، فهو لا يعبث بمظهره فقط، وإنما يعبث برمزية الرجل في المجتمع. لا شيء يعيب أن يحافظ الإنسان على أناقته أو يهتم بمظهره، ولكن أن يتحول هذا الاهتمام إلى طمسٍ للفوارق الطبيعية والاجتماعية بين المراحل العمرية أو بين الجنسين، فإننا نكون قد تجاوزنا حد الاعتدال إلى مساحة من التشويه والضياع.
إن تشبه الرجال بالنساء، من حيث اللباس أو الصوت أو الزينة أو الحركات، يخلخل ثوابت الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ويجعل من الرجولة عبارة عن قشرة فارغة لا جوهر لها. مثل هذا السلوك لا يُعدّ حرية شخصية كما يروج البعض، بل هو تعدٍ على الخصوصية الفطرية لكل جنس، ويزرع اضطرابًا في الأدوار الاجتماعية التي تقوم عليها بنية المجتمع. ومن يتهاون في هذه المسائل يساهم، ولو بغير قصد، في تآكل الجدران التي تحمي كيان الأسرة وتحفظ استقرار المجتمعات.
المجتمع يحتاج إلى رجال يُقتدى بهم، رجال يقفون وقت الشدة، ويُعتمد عليهم عند الأزمات، لا إلى من يسعون خلف مظاهر زائفة تفرغ الرجولة من معناها، وتستبدل الوقار بالتصنع، والشموخ بالهشاشة. عندما ينسلخ الإنسان من طبيعته، فهو لا يخسر احترام الآخرين فحسب، وهو يفقد احترامه لذاته، ويتحول إلى نسخة ممسوخة لا تثير الإعجاب إذ تثير الشفقة أو السخرية.
الرجولة الحقّة ليست خشونة، وليست عنفًا، لكنها كذلك ليست تماهيًا مع النعومة المصطنعة أو تخلّيًا عن الثوابت. هي توازن بين اللين والشدة، بين الرحمة والحزم، بين الذوق والاحتشام. فلا يليق بالرجل أن يفرط في سجيته التي فُطر عليها، ولا أن ينجرف وراء موجات الموضة التي قد تنقلب عليه وتنزع عنه مهابة كان يحظى بها في عيون من حوله.
إن التشبه بالنساء أو التصابي الدائم لا يعبّر عن تحضر أو تطور، هو في كثير من الأحيان تعبير عن فراغ داخلي يسعى المرء لملئه بمظاهر زائفة. والواجب على الإنسان أن يصون نفسه عن الانجراف في مثل هذه السلوكيات، وأن يستبقي من الوقار ما يجعله مثالاً يُحتذى لا صورة تُنتقد. فالرجل الذي يعرف قدر نفسه، ويحترم طبيعته، لا يحتاج إلى تزييف كي يثبت وجوده، ولا إلى تصنع كي يلفت الأنظار، وهكذا، فإن الانجراف وراء التقليد الأعمى، سواء في اللباس أو الأسلوب أو حتى الفكر، هو انحدار في سلم الثبات والاتزان. والرجولة الحقّة، في زمن التزييف، أصبحت مسؤولية لا يحملها إلا من وعى قيمته وعرف أن هيبته ليست في مظاهره وإنما في أخلاقه وثباته ومواقفه.
للاإيمان الشباني


صدور المجموعة الشعرية الخامسة للشاعر حسين السياب بعنوان (قبل أن يستيقظ البحر)

 صدور المجموعة الشعرية الخامسة للشاعر حسين السياب بعنوان (قبل أن يستيقظ البحر)


عن دار منازل للنشر والتوزيع في مصر، صدرت حديثاً المجموعة الشعرية الخامسة للشاعر حسين السياب بعنوان (قبل أن يستيقظ البحر)، متضمّنةً مجموعة من النصوص الحديثة التي كتبها الشاعر بروحٍ تتأمل الوجود وتسبح بين الموج والذاكرة، وبين الحلم وملح الحياة.


يمثّل هذا الديوان امتداداً لتجربة الشاعر الوجودية التي تتقاطع فيها الذات مع الطبيعة، ويستحضر فيها السياب البحر بوصفه رمزاً للتحوّل واليقظة الروحية. وتكشف نصوص المجموعة عن صوتٍ شعري ناضج يمزج بين التأمل الفلسفي والعاطفة الإنسانية العميقة، في لغةٍ شفيفة تتنفس الحلم والدهشة معاً.


يُذكر أن حسين السياب شاعر وكاتب عراقي، صدر له أربع مجموعات شعرية سابقة هي: بتوقيت القلب، تسابيح الوجع، عزف الرمال، ومطرٌ على خدِ الطين.

شارك في مهرجانات شعرية عربية وعراقية بارزة، وكتبت عنه دراسات نقدية من نقاد عراقيين وعرب، ونُشرت قصائده في عدد من الصحف والمجلات الثقافية داخل العراق وخارجه.



الاثنين، 13 أكتوبر 2025

** قراءة وجدانية في قصيدة (أخي) لمصطفى الحاج حسين. بقلم الكاتبة: ((زهرة زميطة)).

 ** قراءة وجدانية في قصيدة (أخي) لمصطفى الحاج حسين.

بقلم: ((زهرة زميطة)). 


يشكّل النصّ الشعري "أخي" نشيدًا وجدانيًا عميقًا في حبّ الأخ، تتدفّق فيه العاطفة الصادقة بلغة شفّافة وصورٍ مفعمة بالحياة والدفء. استخدم الشاعر مصطفى الحاج حسين، البناء التصاعدي للعاطفة، من تمجيد الأخ، إلى الاستغاثة به، فالحنين إليه، ثمّ مناجاته في الغياب، في حوار داخلي يمسّ القارئ في أعمق أعماقه.


في هذه القصيدة، يصوغ الشاعر مرثية وجدانية للأخوّة، تتجاوز البعد البيولوجي إلى الروحي، حيث يتحوّل الأخ إلى وطنٍ، وأمّ، وصديق، ومخلّص من الضياع. يتدفّق النص بلغة شعرية خالية من التكلّف، محمّلة بتراكيب دافئة، تنداح في فضاء الافتقاد، والاعتراف بالفضل، والحنين، والوجع.


يحفر الشاعر ألمه بحنان، مستخدمًا صورًا بليغة مثل: "أنتَ الوطن الذي قذفوني منه"، و"قلْ للموت أن ينتظر عليّ"، ليرسم مأساة البُعد والانفصال، ويحوّلها إلى خطاب إنساني شامل، ينبض بالتأمل والاحتراق الصامت.


تمثّل القصيدة نموذجًا للشعر العاطفي الناضج، حيث تتّحد اللغة بالرؤية، ويتحوّل الأخ من مجرّد فرد في العائلة إلى رمزٍ كليّ للسند والضوء والنقاء الوجودي.*


     زهرة زميطة.


** ((أخي))..


أحاسيس: مصطفى الحاج حسين. 


سَيِّدَ رُوحي أَنتَ  

نَبْضَ دَمي الوارِفَ بِالعَذوبَةِ  

شَمسَ قَلبي 

الَّذي بَدَّدتَ ظُلْمَتَه  

قَبْلَ أَنْ يَغْزُوَهُ الحُبُّ 

كُنْتَ أَنْتَ قَدْ طَهَّرْتَهُ  

بِأَغانيكَ.  


أَنْتَ الماءُ الَّذي رَوّى وُرودي 

والضَّوْءَ الَّذي تَنَفَّسَتْهُ بِحاري.  


مَنْ أَنا لَوْلاكَ يا أَخي؟!  

كُنْتُ ضالًّا عَنْ وُجودي.  

صَنيعةَ صَوْتِكَ أَنا

ثَمَرَةَ وِجْدانِكَ الأنيقِ.  


تَعَلَّمْتُ مِنْكَ العَزْفَ  

عَلَى أَوْتارِ الحَياةِ 

وسَكَبْتَ بِأَصابِعي النُّورَ.  


مَنْ كانَ يُحْييني حِينَ أَموتُ؟!  

ويُنْقِذُني مِنْ هَجْمَةِ الرِّيحِ؟!  


أَنْتَ مَنْ شَيَّدَ قامَتي 

وفَتَحَ نَوافِذي عَلَى المَدى  

عَلَّمَني والِدي بِنَاءَ الحَجَرِ 

لَكِنَّكَ عَلَّمْتَني إِنارَةَ الفِكْرِ.  


كَلِماتي اغْتَسَلَتْ بِطُهْرِكَ 

وسَمائي اتَّسَعَتْ بِرَحابَةِ صَدْرِكَ 

أَنا غُصْنٌ مِنْ أَشْجارِ رُوحِكَ 

قَطْرَةُ نَدىً مِنْ فَجْرِ وُجودِكَ.  


وَإِنْ كُنْتُ الآنَ أَحْتَرِقُ  

لأَنَّكَ عَنِّي بَعِيدٌ 

أَنْتَ الوَطَنُ  

الَّذي قَذَفوني مِنْه 

وَإِلَيْكَ أَحِنُّ وَأَصْبو.  


يا شَقيقَ ضِحْكَتي الَّتي غادَرَتْني 

أَجْنِحَةَ رُوحي المَخْطوفَةَ  

لَثْغَةَ بَوْحي أَمامَ المَجْهولِ. 


آهِ أَخي 

لِي مِنْكَ طَلَبٌ:


قُلْ لِلْمَوْتِ أَنْ يَنْتَظِرَ عَلَيَّ  

وَلَنْ أَنْسى لَهُ هذا الصَّنيعَ.  


أَعْطِني فُرْصَةً... 

حَتّى أَلْتَقيكَ 

وأُقَبِّلَ يَدَ ضَوْئِكَ 

وجَبْين نَبْلِكَ

ثُمَّ...  

لا بَأْسَ أَنْ أَموتَ  

قُرْبَ دَنْدَناتِ عُودِكَ.  


يا أَخي...  

يا أَكْثَرَ مِن أَبي 

يا أُمَّ أَوْجاعي 

يا صَديقَ شَهْقَتي  

الأُولى والأخيرةَ.*


  مصطفى الحاج حسين.  

        إسطنبول



أراني أنبش في ألق الدجى ما تبقى..من الذكريات بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أراني أنبش في ألق الدجى ما تبقى..من الذكريات


إلى تلك التي تسللت من فجوة للقلب لا تحرسها الصلوات..عانقتني تحت نافذة العشق..ثم تركتني ريشة في مهب الرياح..


على ضفاف نهر ضرير..


                        ارتديت ثوب الصمـــت


ودفنت الحزنَ..


                    في الحزن


وارتجلت بعض الكلمات..


***


الآن بقيت وحيدا..


         رحل الأحبّة


رحلوا جميعا..


وبقى القلب


 يبكي وحدته 


                 في صمت البراري


امتشقت صهوة الرّيح العقيمة


وغدوت أركض..


                   خلف السراب..!


***


من هنا مرّوا..


دون وداع


                    يترك القلبَ أعمى


فمن ذا الذي يمنح العمرَ عمرا..؟


ويؤثث مدنا 


                  يسكنها الوجع


      وينأى عنها 


صهيل الزمان..


              لا عمر لي الآن..


ولا وطن


وكل المدائن من حولي ترتحل..


صوب الآقاصي


ونوارس الكون


            ترسم على الجرح


تخوم الفجيعة


وأنا:


 أنا بين المدى


 والمدى


   أشتاق لوجه ارتحل 


     عبر مخمل الرّيح


تاركا خلفه 


مرّ المذاق


وأبحث بين ركام الذكريات


وبين الخمائل


                   التي عانقتها الظلال


عن زهرة لوز..


                    تناستها الفصـــول


عساها تعود بالرّوح..


إلى الدفء القديم


إلى وجه تسلّل من فجوة للقلب


                  لا تحرسها الصلوات


لعلّي ألامس طيفَ وجد..


               توارى خلف الدروب


لعلّي أكتب للقادمين..


         بعض الوصايا


       تنبجس من شهقات المرايا


وأنبش في ألق الدجى ما تبقى..


من الذكريات


عساني أستردّ من مهجة اللّيل


              تلك الوجوه القصيّة


وأغسل بماء الصّبح..


           بقايا الأمنيات العتيقة


      ليحتفلَ الدّمع في مقلتَيَّ


بأطياف أحبّة مضَوا..


                   دون وداع


وأحمل بين ضلوعي..


ما تبقى من الوَجد


          جرحا عتيقا


وأقتفي أثرَ القوافل التي مضَت 

في سكون


صوب الزمان


وألج ثوبَ الشهقات


         في وحدتي


وأشهق وحيدا..


                        بين الثنـــــــايا


عسى تلك النجوم البهيّة


            تحملني على ظهورها


فيحطّ البدر


                        على راحتيَّ


محمد المحسن



خدني الحنين كلمات حسن هاشم

 ( خدني الحنين )


من بعيد

شوفت بعينيا شوية شباب

ع النواصي متلطعين

سألتهم من غير عتاب

انتوا مين

ردوا عليا إحنا مين

أنت إللي مين

سكت الكلام

وقلت بصوت حزين

فين الأدب فين الخشىٰ

فين الصحاب المخلصين

مسلم مسيحي

كنا يوماتي متجمعين

وبتسألوا أنا أبقى مين

روحوا اسألوا

عني الشوارع والحارات

أنا الماضي الجميل

أنا الزمن الحلو إللي فات


خدني الحنين

خدني الحنين لأهل حيَّنَا الطيبين

روحت أدور ع الصحاب المخلصين

فين الوشوش الطيبة

شايف عيون متغربه

حتى الصبايا سألتهم

كانت هنا بنت الجيران

هنا نقشنا إسمنا ع الحيطان

ولسه بردوا بتسألوا

أنا أبقى مين

خدني الحنين


خدني الحنين لمدرستنا والكتاب

روحت جاري لحد باب المدرسة

قربت منه ...وفلحظه

لاقيت قلبي.. بيتنطط م الفرحة

ويا دوب وصلت.. عقلي أنصدم

مش هما دول

صحابي بتوع زمان

ولا هما دول مدرسيني والعيال

دخلت أجري ع الفصول

سمعت دقات الطبول

ونشيد تحية العلم

قلت يا ناس

لسه فيه عندي أمل

شيء محتمل

إني أقابل حد

من صحابي القدام

أو حتى أشوف مدير المدرسة

يمكن يقولي أي كلمة كويسه

مش هي مدرستي

ولا هما دول مدرسيني والعيال


أنا كان عندي يا ناس مُدرسه

كانت تدرس لي العلوم والهندسة

وكمان القراءة والحساب

من حبها...بنبقى طايرين فوق السحاب

وف مره غبت عنها

قالتلي ليه كنت غايب يا ولد

قلتلها بصوت حزين

امبارح أمي ماتت

الضحكه الحلوه غابت

ودموع عينيا شابت

راحت خدتني في حضنها

ضمتني ضمة...سمعت صوت قلبها

وسمعت صوت من عدم

منك يا دنيا قلبي انظلم

حتى السنين

اديتني ميت مليون قلم

مش مصدقين

روحوا اسألوا عني السنين

مجروح وقلبي ليها...مليان حنين

خدني الحنين

خدني الحنين


الفيلسوف العاشق

حسن هاشم

فجر اليوم السبت 11 أكتوبر 2025



( حالة رجل ) بقلم الكاتبة أوهام جياد

 ( حالة رجل )

لقد غزا الشيب رأسه ، حتى بدأ التفكير في ايامه التي ذهبت منه ، بلا شك الموت سيصبح قريبا ، لقد انتظمت دقات الساعة ونبضات قلبه المتسارعة، كان يفكر كثيرا، كان يريد أن يصبح عالما للفلك كي يسرح بمخيلته عن دنيا الوقت ، هكذا بدأ يفكر وهو يدس الصبغ فوق شعره الاشيب متذكرا زمنه الجميل.


14/10/2016


أوهام جياد 

بقلمي.



سوق الدواب. امضاء.. الكاتب. ادريس الجميلي .

 سوق الدواب.

ما بعد السبات كان الخبر .هذه اشلاء و تلك اجساد ممزقة .حفر عميقة و اخرى عفوا عميقة .مسكت هاتفي فتحته لتاكيد الخبر .آه مرت سنوات و مازال القنديل يتدلى على عتبة الكوخ .انها الذكرى تداعبني فتحرق نعشي دون الولوج لركن بيتي..اهواك يا ارضي دون سبب .حب اخر يرسو على اشلاء الرضع ....لقد طلعت الشمس و ظهر الضوء خافتا حتى الظهر .تلك تلفاز تحدث نفسها لانني ما نويت السمع لمالكي سوق الدواب المعذرة ايهتها البقرة الحمراء على سرقة صفة التشبيه .كان القوم هنا و على يمينهم اسلحة بيضاء .لقد ذهبوا بعد ان تركوا آثار أرضهم فيها سكن الطغاة فيها غرسوا مدام العراة. اخيرا تركوا لنا سوقا يراسه اسيادا الفوا الرعاة ...تعبت من فرط الركوع لوحدي امام الديار و خلف البئر شربت الماء مذاقته كطعم العلقم .اعادوا لنا نشر الخبر ..حضر ملوك تلك الدول نشروا الزرابي تعطروا لنيل القبل...تغامزوا تسامحوا تهامسوا تفاخروا وووو.لقد اكلوا اللحم و شربوا عصير الدماء فاكرموا رواد الفتن.....على جبل الفلين تنادي امراة و في باطنها رضيع يبكي ينادي ابعدوا عن ارضي سوق الدواب .


الامضاء... ادريس الجميلي .



انتظرتك ولم تأت بقلم الكاتبة زينة الهمامي تونس

 *** انتظرتك ولم تأت***


انتظرتك ولم تأت

انتظرتك حتى ذاب المساء في أحداقي

حتى بردت النجوم على راحتي

حتى صار الصمت رفيق وحدتي

و لم تأت.

فجمعت بقاياي المبعثرة

لملمت شتات روحي ورحلت

أجرّ خلفي ظلاً بالخذلان مثقلا

ووجعًا عميقًا يقطر من ملامحي.

في طريق عودتي بك ألتقيت

 صدفة  أو قدرا بك مررت

رأيتك تفتح ذراعيك بلهفةٍ وشوق

تحتضنها كما كنت تحتضن الحلم

توقفت برهة

كأن الزمن تعثر بيننا

راقبت المشهد بصمتٍ 

يوجع أكثر من البكاء

ثم انصرفت

كان على طرف لساني سيل من الأسئلة

لكني ابتلعتها كدمعةٍ خجلى

وعلى شفاهي ابتسامة تحجّرت

ابتسامة كانت آخر ما تبقّى مني

مادت الأرض تحت قدمي

و تبعثرت خطواتي

وغصّت الكلمات في حلقي فما نطقت

عادتني الذكرى من بعيد،

تفتح أبواب الأمس التي أغلقتها عبثًا

تسحبني إلى أيامٍ خلت

كم أوقات  قضيناها معًا

كانت كالحلم الجميل

كنسمةٍ مرت على قلبٍ ظمآن

وكم في الغياب لك انتظرت

كأن الانتظار صلاة

وكأنك وعدٌ مؤجل لا يأتي.

و ماذا الآن؟

لا شيء في يدي سوى الصمت

وسوى حنينٍ يتقوّض ببطءٍ في داخلي

وأنا أمضي...


بقلمي:  زينة الهمامي تونس



الصياد بقلم الشاعر محمد علقم

 الصياد

..........

مـا للبـلابــل اليـوم لا تصـدحُ

إنْ غـردت. شـدوهـا لا يُفـرحُ


الحــزن.. بــان كـأنّ بهــا علّـة

والحَبُّ منثور والأفنان تَطرحُ


والماء ينعـش الفؤاد بنسيـابه

فسبحان المبدع يعطي ويمنح


والجو بهيٌ. والشمس مشرقـة

يشفي السقيم به الطبّ يَنصحُ


سرب من الحمـام... في خميلة

والمنظر.. خلاب... كأنه مسرح

 

والنفس إنْ تعودت.. تسـاءلـت

ما بال. الطيور لا تحلق وتمرحُ


إنّ المكـان... يســرّ ...مــن رأى

إنْ كـان... لا يليـق.. عنه تنـزحُ


أم.. الـزمـان... كـان لهـا غـادرا

بيّـت لهـا... فتكسـرت الأجنـحُ


راقبــت... المكـان. فـــراعنــي

صيـاد... بــالبنـدقيــة يســـرحُ


فـأطلـق.. مقــذوفـا مـن آلتــه

وإذ طيـر... بالأرض... يُطــرح


أيقنت.. أنّ الضمير في إجازة

وأنّ الطير. بالإحساس يُفصحُ


إنّ الطيــور... تشعـر. بغيـرهـا

حينمـا. الصياد لجنسها يَذبـحُ


تلك المشـاعـر... في الكائنـات

بينما المرء عن أخيه لايَصفحُ


رباه علّمتنا لكن الطغاة دأبهم

ظلم العبـاد.. همهـم المصـالح


لا يعـرفـون.  معنـى.. الأخـوة

طـوبى.. لمـن اليـوم يسـامـح


محمد علقم/13/10/2017


امرأةٌ لم تأتِ بقلم الكاتب عادل العبيدي

 امرأةٌ لم تأتِ

———————

حكم الغيب بأن الهوى عسرا

فلا أنيسة في الخطوب تُدعى

وحيدٌ يشكو ثغـرًا يـُحادثهُ

كأنما الهمُّ في نجواه قد أفضى

يحلم بدفء الليل إن جار صقيعُهُ

ويشتكي روحًا من الأوجاعِ ما غفا

كأن الأرض قد شهقت فضائلها

وأورقت في ثرى الآلامِ سقاما

توارت خلفَ الثريّا دونما أملٍ

كأنها من ضياءِ الصبح قد خجِلا

كلَّت نواقيسُ شعري والحروفُ تناثرت

كأنها من جراحِ القلبِ ما اكتملا

أرَ أسرابَ الحمائمِ جحافلٌ مُجمَّلة

تُسابقُ الصمتَ نحو الحلمِ مرتحلا

لم أجنِ من قواريرِ الظلامِ نشوتَها

سوى أسىً في كؤوسِ الصمتِ قد ثمِلا

هي الدنيا والجدُّ فيها بمختزلٍ

تُريك حلْمًا، وفي الأعماقِ مقتتلا

وقد سكنتْ من عروقي كلّ نابضةٍ

كانت إذا مرّ طيفُها القلبُ قد جذلا

تأنّقتْ في جفاءٍ لا قرارَ لهُ

كأنّها الدهرُ، إنْ لاقيتَهُ… عدلا!

تركتني بين حلمٍ ليس يُنصفني

وحسرةٍ تنخرُ الأشواقَ والأملا

—————————————

ب ✍🏻 عادل العبيدي



*قولي بربك اين المنتهى* بقلم/محمد رشدي روبي

 *قولي بربك اين المنتهى*

قولي  بربك اين  المنتهى

اين المحافل و ليل الهوى


هذي العيون تزف الدموع

تناجي الوئام و تهوى اللقا


فصرنا  بقايا شموعا تذوب

و صرنا رفاة قصيد  انتهى


اغرك  اني  هجرت  الوداد

أكنت الحقود وقلبى جفى


و ما كنت يوما  الا الودود

اسابق  فرحا  اليك  همى


هجرتك خوفا مني عليك

فحسن اختيارك يعني الدفا


اليك عني  يا نبض  وتيني

فليس  بوصلي  ذاك  الرجا


لو كان هجري دواء الجروح

فانت  الدواء و حسن المنى


خريفك يبحث عذب الفرات

بكفي   نهر  كثير   الندى


وترنو عيونك خلف الوداد

فتعصى التقدم تأبى النوى


تعالي وفكي حصار الشفاه

سأعلن عشقك خلف الورى


بقلمي/محمد رشدي روبي

فلسطين..غزة


حاول تفهم ٠٠!! / بقلم الكاتب السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر

 حاول تفهم ٠٠!! /

بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠


يا صديقي كن كلمة طيبة و سفيرا للدين و للوطن في الداخل و الخارج أمام العالم ٠٠


و في البداية حاول تفهم عندما يطرح طرف ما موضوع أو قضية سواء دينية أو سياسية أو اجتماعية أو مجرد رأي في أي مجال من الحياة و لا سيما في الأمور المتاحة و المختلف فيها أصلا فلا تتعصب من باب التبعية و الجهل بها و عدم تقدير المقاصد و المنفعة و الصالح العام و  الانتماء الصحيح ودفع الضرر ، فلا تتبع الأهواء و روح القبلية و الطائفية و المذهبية و غير ذلك ٠٠


فمطلوب منك التحلي بالأخلاق و القيم مع الالتزام بأدب الحوار و المناقشة بعيدا ً عن الجدل و الخصومة الشخصية ، وذلك انتصاراً لتوجهاتك الضيقة و مصلحتك على حساب المجموع و الترويج لفكر ما لضرب الثوابت و المستقر من الرُؤى ، و البُعد عن التجريح و التطاول في التعليق ووسم الناس بالكفر و التبديع و التخوين ٠٠ هلم جرا ٠


بل النيل من شخصيته و ذاته و صبَّ اللعان و السباب بالجملة من قاموس الإباحة لمجرد طرح فكرة أو تعقيب فما منك إلا الإهانة صراحة و تضليلا في نعرة و ضجيج غير محمود بالمرة ٠


فليس لك أي حق في التعبير و ليس هذا من باب الحرية أو خُلق الدين ؟!


ثم من فوضك بهذا التسلط ؟!


و هل دخلت في قلوب و نوايا الأخر ؟!


و كأنك واصي و سيف على المختلف معك في بجاحة ،  مع العلم الموضوع لا يخصك شخصيا ، موضوعات عامة و فيها الاختلاف و الخلاف قديما ، فأنت لست أكثر الناس تدينا أو انتماءً وطنيا أو علما و ثقافة ٠٠٠  


فكل هذه الممارسة من باب الأنانية و الغباء و الحقد و الكراهية و المظاهر و الأنفة و الاستكبار و المكاسب و عمى البصيرة و الغلو و العلو عن الحق وبث التدليس بأساليب غير حضارية و إنسانية قطعاً ٠


و أخيراً انتهي عن هذا القمع الفكري بكافة وسائله و التطرف و الإرهاب التسلطي على رقاب الناس بهذه البذاءت و الحماقات ، و التي طفحت على السطح و توغلت سلبا على الرقاب فردا و مجتمعا ٠


و على الله قصد السبيل ٠


كم وما ولا ولن لمحمد مطر

 كم وما ولا ولن

لمحمدمطر 

لو علمت كم و كم لكنت انت كم وكم 

ولو.  علمت   لم   ولم.  لكنت  لم ولم

لو علمت.  أن حبي كان كم وإن حبي 

لك فاض  وغطي  ياحبي انت اي كم

لوعلمت  أني إني في هواك  إني إني 

كنت ماتفارقيني لوقضائي اليوم حم 

تمضي  السنون وانا.بالعشق عاشق و

لم ولن اعشق سواك لوعازل إليك نم 

لا ولا ولم لن اترك  هواي وإن انت يا

انت لا ولم فهواك  انت في القلب تم

افعلي ما  تشائين  إني احبك   قربي

المسيني قبليني راقصيني يكفينا هم

لا  ولا  ولا تصدقي  في  العشق قول 

عازل فلاولاتصدقيه قدكفانا منه غم 

ما وما.  ولا ولا ولن.  يصدقك حديثا

وكيف تصدقينه.  و قوله  كذب  وذم

قربي  والمسي  نبضات.  قلبي تجدي

قلبي.في حشاه.بالحنان لك ضمك ولم

قلبي في.  هواك  قد ذاب  عشقا وقد

صار.  بحرا جربي  تجديه  بهواك طم

كان قلبي.  كسفين  ضاع  شطه فتاه  

ببحارالعشق وكم ضمته موجات  يم

ثم آب إليك يبحث عن  مرساه عندك 

فإن  قلت لا ولن آب و.  بالترحال.هم

قد.  اتيت   ابغي النوم   بصدرك فهل

تقبلين  فقلبي لرياح  خلف بالله  شم

قد تعبت من.  الترحال وعيون الشك

الشك لما.  تنظر  فكانها  طلقات  سم

قدتعبت قدمللت فقولي وسوف ارحل

فمافائدةالبقاءإذا الحب في قلبينا رم

قوليها قد تعبت قدمللت  وما وما لي 

بالجدال طاقة  فالحزن  غطاني وعم

قوليهاوسأنسحب في هدوءفلسنافي

قتال انصحك والنصح للمحبوب جم

محمد مطر


نظرة فوقية بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة

 نظرة فوقية


نحن الذين التحقوا مؤخرا بمركز تجمع الأفراد في النبك أوقفونا إلى حائط إحدى الغرف هناك، و حمل كل واحد منا لوحة كتب عليها بالطباشير رقمه العسكري، ثم جعل المصور يلتقط صورة لكل فرد منا 


الحمد لله ها هي الأمور في بدايتها مضت بسلام و ما من مواجهات أو تحديات بشأن لحيتي


في حياتنا المدنية أو العسكرية كانت الأمور تمضي وفق طابع الإهانة المستمرة، فالرئيس يهين المرؤوس و المدير يهين الموظف و المعلم يهين التلميذ أو الطالب و هكذا [ يمكن استثناء قلة قليلة من ذلك ] 


أي أن النظام في بلادنا لم يكن ليقوم وفق احترام متبادل بل وفق نظرة فوقية و استعلاء و استصغار للآخر [ لذا كان ذلك سببا رئيسا في تقهقر مجتمعاتنا لتكون في أسوأ حالاتها ]    


بعد أن انتهينا من مسألة التصوير جمعونا في فسحة ترابية و أجلسونا الأرض و جاء الضابط االمنتدب من الوحدات الخاصة ليختار من هذا القطيع الذي أمامه من يليق من حيث البنية الجسدية للقيام بمهام تلك الوحدات الشرسة


كان ينظر إلينا باحتقار شديد و كان يطلب من أصحاب البنية القوية أن يترجل الواحد منهم واقفا ثم لا يلبث أن يتقدم منه و يوجه إليه لكمة قوية، فإن ثبت أمامه اختاره ليكون أحد عناصره، و إلا فلا 


و يا سوء حظي حين سدد هذا الضابط نظره إلي و طلب مني أن أترجل واقفا [ قبل أن يطلب مني الوقوف كنت أحدث نفسي بالقول الحمد لله إن بنيتي ضعيفة و أنا لا أصلح أن أكون محل اختياره ]  


لكنه لم يطلب مني الوقوف ليسدد إلى لكمة ليعرف ما إذا كنت أصلح لتلك المهمة أم لا، بل طلب مني الوقوف ليسخر مني و من لحيتي أمام سائر الأفراد المتواجدين في المكان، و ليقول: من أين جاءنا هذا الشيخ المبجل ؟ هل جاءنا من الأزهر الشريف، أم تراه شريفا من أشراف مكة؟

...😢😢😢 


- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا 


إشراقة شمس 81

انشودة الحرب والحب بقلم الكاتبة زهيدة ابشر سعيد

 انشودة الحرب والحب


هي انشودةٌ مشروخةٌ 


منسوجةٌ؛

 من وهنٍ


طاحتْ بااليالي 


العارماتِ من الشجنِ


فقأتُ عينيَّ التي


تبحث.   عن وسنٍ


انشودةُ الغدرِ والخداع!ِ


خداعُ  حقبٍ طويلة


خيباتها.  مريرة


ادمعت.   عيناي


دمعاً غزيراً


انشودةٌ. متراميةُ


الجثث. تغحُّ با النتن!


وشعاراتٌ. 


فارغاتٌ لا يمتن


بل يهمسن!


يهمسنَ في وادي الضياعِ


تابوتُ حبٍّ  وحربٍ


حفرتُ  لهم قبرٌ

عميقٌ


الروحُ رفضتْ

الطلوعَ


والأنتهاءَ  الي رفاد


فكرت في اعطائها


حقنة الرحمة!


لكن يضج  عقلي


والتزم. الصمت


نخرُ الذاكرة بتناسيَّ


اضاعَ اياماً جميلةً

لن تعود


وصوتُ  الضميرِ يصحو


مافات من سنين


يخنق العبير'


يقتل الزهر'


هو همٌ ووبالٌ


اوقفتكَ  من السريانِ فوق


شرايني!

اغلقتُ امدادَ جسرِك

من الحنين!

لا اريد السكينةَ

بحرُك الأسنُ

يقتل اعوادَ  الياسمين


تهددني با التخثر ؟


تخثر!


بعدك الماءُ تعكّر


ذراتُ ملحٍ ظننتها

 حباتَ.  سكرٍ


ابتعد دعني امضي


دون قيد


الحب لا يصلح اذ وضعنا

 له شروط.  يموت'


يحتاج غذاءَ


الروح.ِ تروح مع


الشقاء


ابعد ماعدت الياسمين

لتحتاج. انماءً


تقطرة السحب التي روتها ماء

من رب السماء

هالها ببكرِ الصيبِ


فأرتوتْ  وتقطرتْ


با الندي


اصبحتْ. نسمةً

.   تحملُ نسيمَ الكونِ


غيرَ مقيدةٍ!


لا اقل ارحل


بل توارى


ماعدت احنُّ اليك


بترتُ الحنينَ


وضعتُ اطرافَ الظروفِ


رحمني القدرُ بنسيانك


وضعتك في رفوفِ السنينِ


قد تنكب عليك رياحُ الحياةِ


او اكون لك طوقَ النجاةِ؟ 

لست ادري؟ 

غير انك بعيدٌ من حدودِ


حلمي. انك بتَّ


احتمالاً!


قد تغدو حقيقةً


او تعلقُ في عمقِ


الخيالِ


ان ادنو اليك تعالَ!


محالٌ


زهيدة ابشر سعيد

الخرطوم. السودان

أصداء الضياع بقلم الكاتب سلام السيد

 أصداء الضياع


الْآهَاتُ وَالْأَنَاتُ

تَخْتَلِطُ مَعَ ذَبْذَبَاتِ الْانْتِعَاشِ

وَالْصَّدَأُ الْمُتَرَاكِمُ فِي جَوْفِ الرِّيحِ

يَحْفِرُ أَوْدِيَّتَهَا بِعُمقِ الْوَخْزِ.


أَفْرَغْتُهَا بِعَجَلَةِ التَّرْحَالِ،

بَيْنَمَا حَزْمَةُ الضُّوءِ تَنسَابُ

بِرَهَافَةٍ عَلَى الْجِدَارِ،


حَدِيثُ الْجُنُونِ بِالْهَوَى

عَلَى أَلْسِنَةِ الْمُغَرِّمِينَ

يَرْتَطِمُ بِأَوَّلِ رَعْشَةٍ لَهَشِيمِ النَّارِ.


أَيَادٍ مَبْلَلَةٍ بِالْحِنَّاءِ

تَنْقُشُ الذِّكْرَيَاتِ بِالْأَصَابِعِ الثَّلاثَةِ،

تَتَلاشى مَعَ كُلِّ صَدًى لِلْوَجَعِ.


وَقْعُ الضَّجِيجِ قَبْلَ السِّحْرِ

لِخَلْعِ الْأَقْنِعَةِ الْمُنْهَكَةِ،

وَوَرَاءَ كُلِّ وَجْهٍ،

مَلَامِحُ تَتَشَابَهُ بِحَقيقتها

تُخْفِي آلامَهَا.


فِي عَالَمٍ مَمْلُوءٍ بِالتُّرَّهَاتِ

تَبْقَى الْأَحْلَامُ

عَبْئًا ثَقِيلًا عَلَى الصَّمْتِ،


يَالَغْرَابَةَ،

إِنَّهَا مُجَرَّدُ قِصَّةٍ

عَنْ ثَغْرٍ تَعَلَّمَ آخِرَ لَحْظَةِ الْحُلْمِ،

لَكِنَّهُ لَا يَنْتَبِهُ،

وَيُعَاوِدُ شَرِيطَ خَيَالِهِ تَارَةً أُخْرَى.


سلام السيد



" لحظة وله دفينة " بقلم الكاتب محمد ختان

 " لحظة وله دفينة "

أنين بكل احتمال الرجا

ليس لي من سبيل التأفف

عم الجسد أوجاع الاَه

كلما زفرت الأنفاس النبض

فلا السرير تحمل رقودي

و لا صراع الداء إكتفى أشواق

نهش الإنتظار غوار فؤاد

حتى بات تصارعني شدة الخفق

فكيف أقاوم زلزال اللهفات

أمام داء تفشى الأرجاء

و اِحتل مدن الأساسية للكيان

هي لوعات ستبقى و يشتد الماَزر

عند كل لحظة وله دفينة

ليس بيدي حيلة

فإني مغلوب عن الأمر

غوى الهوى الفؤاد و إنتهى

تعمق بين ثنايا صميم الوجدان

أحكم لزمام أمور النفس الرائجة

و أغلقت أبواب المداخل و المخارج

لتعلن حالات طوارئ صراع الإنتماء

فيتداعى سائر الجسد بالحمى

حين رٌمِيتٌ بسهم الهوى

اِنقلبت الموازين النظام

و في الأرجاء عم النبض

تهت عن حالي المعتاد

و بِثٌ بعالم من التواهان

لست أدري بأي حالة تروجني

و أي وضع تفشى الأعماق

هي دبدبات ترعش الذات

اِحتارت لها مفاهيم العقل

و اِستقبلتها مكنونات القلب

بكل التفاصيل الدقيقة و الخافقة

بكل المقومات المندرجة و المنعشة

بكل المعطيات العاطفية والرومنسية

بكل الخلجات المندفعة و الراغبة

بكل المكنونات المتعطشة و الملتهبة

ويبقى الرصيد ينتظر أن يعبأ

لتشحن صلاحية الاِستمرار

كي يمتد العمر للحن خلود

تمت بقلم محمد ختان المملكة المغربية 7/10/2025



ندوة ثرية بمدينة توزر الشامخة عن شاعر العشق والحياة ( أبو القاسم الشابي)،على هامش الذكرى 91 لرحيله بقلم الأستاذ والكاتب الصحفي عادل الجريدي.

 ندوة ثرية بمدينة توزر الشامخة عن شاعر العشق والحياة ( أبو القاسم الشابي)،على هامش الذكرى 91 لرحيله بقلم الأستاذ والكاتب الصحفي عادل الجريدي.

( تقديم محمد المحسن)


"إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر" ( أبو القاسم الشابي )


في إحدى مقالاتي السابقة عن شاعر الحياة،وعاشق الوجود،وڤيتارة الطبيعة،أبو القاسم الشابي،ثائر تونس الخضراء،وصوتها الصارخ..كتبت ما يلي ( فقرة مقتطفة من مقال مطول،تولت مؤسسة الوجدان الثقافية الرائدة تونسيا،إقليميا وعربيا تحت إشراف الدكتور التونسي الألمعي طاهر مشي نشره :

 "على أجنحة الألم والأشواق المسافرة لا يزال أبو القاسم الشابي محلقا في سماوات الإبداع،ولا تزال صوره الشعرية ترافق الأجيال ترانيم للعشاق ومنبرا للتاريخ والثورات وضفائر على جدائل الأيام.

اقتات الشعر والمرض من جسد أبي القاسم الشابي عدة سنوات،قبل أن يقعده المرض رهين فراش، وبعد أن تجسدت المأساة التي تغذي شعره وشعر الرومانسيين عموما في ذاتية طافحة،فلم يعد حديثه عن الليل والغربان ولا التشتت ولا الضياع ولا الأنياب الزرقاء للزمن،أكثر من تجسيد شعري لسطوة المرض الذي أكل بشراهة جسده النحيل الذي تناهشته الأسفار والهمة العالية والأدب المجنح...

وختمت قولي :ملأ الصبح الجميل أو التوق للجمال نفس الشاعر الشابي،وملأ المرض والغربة الفكرية والثقافية والنفسية والضياع الذي عاشه مع جيله نفسه سوداوية وألما،ولم تكن سنواته الخمس والعشرون،إلا أيقونات ضوء لامعة جعلته رغم رحيل الجسد لسان الشعب العربي الفصيح،ونفح طيبه الخصيب.."

في هذا السياق،وافانا الشاعر والصحفي والكاتب الفذ الأستاذ عادل الجريدي بمقال مستفيض حول الندوة الأخيرة التي انتظمت بمدينة توزر الشامخة

على هامش الذكرى 91 لرحيل شاعر الحياة،وعاشق الوجود-أبو القاسم الشابي-ننشرها بمؤسستنا العريقة والرائدة-الوجدان الثقافية-تعميما للفائدة مع تمنياتنا القلبية للأستاذ الفاضل عادل الجريدي،بمزيد الإشعاع،الإبداع والتألق.. 

توزر تحيي الذكرى 91 لوفاة الشاعر الخالد أبو القاسم الشابي

فقرات فنية وأدبية وندوة علمية وتكريمات ثقافية في روضة الشابي

-عادل الجريدي

أحيت مدينة توزر أيام 9 و10 و11 أكتوبر 2025، الذكرى الـ91 لوفاة الشاعر التونسي الكبير أبو القاسم الشابي،من خلال تظاهرة ثقافية دارت فعالياتها  بروضة الشابي،تحت اشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتوزر وامتدت على مدى ثلاثة أيام، في أجواء استحضرت مسيرة شاعر "إرادة الحياة" ومكانته الرفيعة في الأدب التونسي والعربي.

وقد اشتملت التظاهرة على فقرات أدبية وفنية متنوعة،انطلقت من معرض اصدارات حول الشابي والاصدارات الجديدة لابناء الجهة  وورشة للخط العربي و للفن التشكيلي تستهدف اليافعين والشباب  و اخري للصناعات والحرف الفنية،كما ازدان اللقاء بسلطان الكلام وفرسان الحرف في قراءات شعرية  لشعراء الجهة من ابرزهم الشاعر السيد التابعي والشاعر خير الدين الشابي و الشاعر احمد لمباركي و الشاعرتين طيفة الشابي و السيدة نصري وظيوف التظاهرة الشاعرين عادل الجريدي و شمس الدين العوني،في تفاعل  مع جمهور الثقافة.

وتميزت التظاهرة كذلك بـندوة علمية ناقشت جوانب من تجربة الشابي الشعرية والفكرية،تحت عنوان :  الشابي..وقضايا التحرر و الحرية،وقد ساهم فيها كل من الدكتور طارق ثابت من الجزائر بمداخلة تحت عنوان : صوت الذات المتمردة وتمثلات الحربة في شعر الشابي 

ومداخلة للدكتور علاوة كوسة بعنوان : التحرر منظورا رومنطيكيا في شعر الشابي 

ومداخلة الدكتور عمر حفيظ بعنوان : سؤال الحرية في كتابات الشابي وقد ادار الجلسة بامتياز الاستاذ جمال الشابي 

وقد تم أبراز حضوره المتجدد في الذاكرة الجماعية والثقافية التونسية،إلى جانب تكريم عدد من الوجوه الثقافية والإبداعية في ولاية توزر وهم على التوالي الاديب و المفكر الشادلي الساكر و المبدع الفنان الراحل نورالدبن ماطر  والاديب الشامل محمد بوحوش،تقديرًا لعطائهم ومساهمتهم في إثراء المشهد الثقافي المحلي.

وقد شهدت هذه المناسبة حضورًا لافتًا لمكونات المجتمع الثقافي والمدني، ما يعكس تواصل الأجيال مع رمزية الشابي، الذي لا تزال قصائده تُتلى وتُدرّس، وتُلهِم الأدباء والقراء على حد سواء.

تأتي هذه التظاهرة في سياق حرص الفاعلين الثقافيين بجهة توزر على تثمين التراث الأدبي التونسي، وتعزيز مكانة رموزه في وجدان الشباب، عبر أنشطة تُعيد للشعر والفن دوره المحوري في تشكيل الوعي الجمعي.


الأستاذ عادل الجريدي


*تعقيب محمد المحسن : *أبو القاسم  الشَّابِّي الملقب بشاعر الخضراء (24 فبراير / فيفري 1909 -9 أكتوبر 1934) شاعر عربي تونسي من العصر الحديث ولد في قرية الشَّابِّية في ولاية توزر.

صاحب البيت الشهير "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر"، كان شاعرا وجدانيا عميق الإحساس،نادى بتحرير الشعر العربي من صورته النمطية القديمة،والانفتاح على الفكر والخيال وأشكال التعبير الجديدة.

ما قيل عن أبي القاسم الشابي يجمعه الجميع على أنه شاعر استثنائي ترك بصمة لا تُمحى.فهو الشاعر الذي حوّل معاناة حياته القصيرة إلى أناشيد للأمل والإرادة.ورغم بعض المآخذ الفنية التي تُؤخذ على أي شاعر،يظل شعره قادراً على استثارة المشاعر والأفكار،وتظل كلماته خالدة في ذاكرة ووجدان الملايين في العالم العربي،مما يجعله أحد أهم الأصوات الشعرية في القرن العشرين.وقد قال عنه

الناقد شكري المبخوت: "الشابي هو صوت الحياة والثورة ضد الموت والجمود،وقد استطاع أن يعبر عن روح العصر في وقت مبكر."



فــوق الحور أنت بقلم الأديب سعيد الشابي

 فــوق الحور أنت

ومن يستطيع جدالك ـ يا حبيبتي ـ

وعـــــذارة حبك ، تفور نارا واشتعالا

......................فـــــوق الحور أنت 

وفــــوق الخــــيال ، وفوق الجــــمال

من ذا الــــــذي لا ينتـــشي ان رآك

ومن يـــــــديك يســـيل الشهد زلالا

تـــــــــــرشفه الــــــشفاه شــــــفاء

ومن عينــيك في الأعـــــين أغــــان

تصبـــــبينها تخلــــــــــــــــيد لـــــقاء

وبـــــوح حب تمـــرّد ، فكنت وكــــان

وكــــــــان الوجـــود ، يــــوم لـــــقانا

 

سعيد الشابي


عِندَ اكْتِمالِ القَصِيدَة بقلم الكاتب: حسين عبدالله جمعة

 عِندَ اكْتِمالِ القَصِيدَة

بقلم : حسين عبدالله جمعة

عِندَ اكْتِمالِ القَصِيدَة...!

آهٍ... لَو تَعْلَمِينََ كَيْفَ تُصْبِحِينَ،

وَتَصِيرِينََ أَنْتِ،

وَحْدَكِ أَنْتِ الجَمِيلَة،

مِثْلِ اكْتِمَالِ البَدْرِ،

وَمَوْسِمِ حَصَادِ القَمْحِ في بِلادِي،

وَكَمَا قِصَصِ الحُبِّ والغَرَام...!!!

نَعِيشُهَا...

تَعِيشُ فِينَا...

نُمسي أَبْطَالَهَا...!

لَكِنَّهَا تَبْقَى،

تَبْقَى مُسْتَحِيلَة...

عِندَ اكْتِمَالِ القَصِيدَة.

تَعَانَقَ شَذَى عِطْرَيْنَا،

فَانْسَكَبَ رَحِيقًا...

وَصَبَّ حُرُوفَ كَلِمَاتِي،

وَرَاحَتْ عَيْنَاكِ تَعْدُو...،

تُذَلِّلُ مَسَافَاتٍ بَعِيدَة،

وَأَغْدُو بَرِيقَ عَيْنَيْكِ،

وَتَصْدُرُ الجَرِيدَة...!!!

تَحْمِلُكِ أَنْتِ،

وَأَنْتِ...

أَنْتِ القَصِيدَة.

عِندَ اكْتِمَالِ القَصِيدَة،

تَظْهَرُ سِمَاتُ الحَمْلِ...،

وَأَبْدَأُ...

فِي انْتِقَاءِ أَسْمَاءٍ جَدِيدَة.

وَهُنَالِكَ...!

عَلَى أَغْصَانِ شَجَرَةِ الرَّحِيل،

فِي أَعَالِي جِبَالِ التِّيبِت،

أَعْقِدُ خَيْطًا آخَر،

بِلَوْنٍ آخَر،

وَتَمْضِينََ أَنْتِ وَحِيدَة،

كَشُعْلَةِ القِنْدِيل،

تُحَاكِي الصَّمْتَ تَارَةً،

وَأَطْوَارًا...!!!

تَتَرَاقَصِينََ مَعَ كُلِّ تَنْهِيدَة.

عِنْدَ اكْتِمَالِ القَصِيدَة...!

يُسَافِرُ الفَجْرُ،

مَعَ صِيَاحِ دِيكٍ آتٍ

مِن أَمَاكِنَ لَا بَعِيدَة،

يَسْتَقِلُّ أُفُقًا رَمَادِيًّا،

يُعَانِدُ الصَّبَاحَ،

يُصَارِعُ شَمْسًا عَنِيدَة.

وَشُعْلَةُ القِنْدِيلِ...

تَخْفُتُ...،

تَذْوِي...،

وَرُوَيْدًا... رُوَيْدًا...،

تُعْلِنُ الرَّحِيلَ.

وَتَبْقَيْنَ أَنْتِ...

سَيِّدَةَ القَصِيدَة...!

حسين عبدالله جمعة 

سعدنايل لبنان

لن يسلوك قلبي بقلم المفكر العربي عيسى نجيب حداد موسوعة اوراق

 لن يسلوك قلبي


حتى وأن

مرت الساعات

تحمل بعادك بما فيها


هديتي لك جميلة

قلادة جواهر مزركشة

عناقيدها كرمتي تهبك قوافيها


رهن من تفاصيلك عبرت 

على خوابي أيامي تفوح بعطر

دنياي راحلة تعقبت عشقك بماضيها


لا زلت احسب الثواني كطفلة

تعانقك أمومتها بالأحضان الدافئة 

يا ذكرنا الجميل ألك غدا بالوفاء تلاقيها


وردة سكنت بستان حياتي

وسط بهجة كلما غمضت جفوني

تغفوها روحي كطيف أينما لهفتي تسقيها


كما أعطشنا حرمانها شوقا

نلاهي الروح أن تصبري للعناق

ملاقاتها كالخيال تهفو الينابيع بسواقيها


هذه ديار سجينة اطيافك بحلم

عسى حلمي يراك أغنية تعاشق الصبا

تتلهف النفوس بمحراب طيبتك أن تغنيها


قد كانت الزيارات مستحبة لنا

على باحة البدر سكن اسمك الجميل

مدائح بأوسمتك زينة كديون علينا نوفيها


تسكن بوح نقش رهن طيب

غدا نحاكي الربيع بأسمك الموهوب

كلنا نودع السنين فمن علينا للتحايا يلقيها


                      المفكر العربي

                  عيسى نجيب حداد

               موسوعة اوراق الصمت



نوبات القدر بقلم د علي عبد حسون

 نوبات القدر

عندما تضئ الشمعة تحترق

وتبات الدمعة مكلومة 

ويصير القلب كجواد عبر ممر الزمن لا يقف

 وهل أنا كما كنت 

وهل الحلم تجدد أو نال القلب هذا الحلم 

ولكن العمر يمر 

وتتحدث قصتي عن بطل 

أضحك هل كنت يوما بطلا

هل رسمت باقات الورد على شكل عقود

وتزين بها البطل

وما زلت أطارد ذلك الأمل وأرفض المستحيل

وأقول يا سادة أنه قدر

وتمحق آلامي خلف جدران الأمل

أنا مابرحت عن حلمي

وأنا ابدا لم أغادر عالمي

وهل حان الوقت لأن أستريح

وهل حوزت الأمل

تحديات اعيشها وذكريات لا أنساها

وأخري أرفض ذكراها 

وبين العيون يسكن ظله

والقلب يهتف باسمه

والفكرة تتلألأ وتنير

لكن سرعان ما يضيق الطريق

ويخفت البريق

وألتفت حولي لا حبيب ولا صديق

وأعزف كلمات مرة

وأهرول حولي كأنني عصفور مذبوح أو هرة

ويتمايل غصن امامي فارتطم

واقع وأغوص في ألمي وأبتلع

لكنني أنا البطل أرفض المستحيل

فاعاود الكرة وأقول أنا هنا أنا موجود

حتي وإن كانت الحياة مرة

فأرسم بريشتي صورة البطل

واللحن الذي طالما انتظرته

يحكي قصتي وفكرتي 

وضحكتي حتى تدق نوبات القدر

فألتحم بأملي وحان للأمل أن يكتمل


بقلم د علي عبد حسون


مفارقات فلسفية: السعادة والتعاسة بقلم الكاتب أيمن أصل ترك

 مفارقات فلسفية: السعادة والتعاسة

تأملات فلسفيه في جوهر الإنسان.

بعد أن عشتُ، وشاهدتُ، وجرّبتُ، وتعلّمتُ، أحببت أن أدوّن بعضًا من رؤيتي عن الحياة،

عن معنى السعادة، وعن الوجه الآخر منها: التعاسة.

الكلّ يبحث عن السعادة.

لكنّ أغلبنا يبحث عنها في الخارج: في الأشياء، في الناس، في الزمن.

بينما هي في الحقيقة تسكن في الداخل، في جوهر الإنسان، في صمته العميق.

السعادة والتعاسة ضدّان لا يلتقيان،

يبدآن من نقطةٍ واحدة، لكنهما يسيران في اتجاهين متعاكسين.

الأولى طريقها إلى النور،

والثانية طريقها إلى العزلة والظلام.

🔹 السعادة تبدأ من النفس.

من يريدها بصدق، يجعلها طبعًا فيه،

يعرف كيف يوجّهها، وكيف يحميها،

ويستغلّها لمصلحةٍ عامة، لا لمصلحةٍ أنانية ضيقة.

فمن يسعى إلى سعادته مع الآخرين، يربّي في نفسه الصبر والسكينة والمحبة الصادقة.

أما من يسعى إليها لنفسه فقط،

فقد نال جزءًا من اللذة، لكنه خسر المعنى.

السعادة تكبر حين تمتدّ:

من الفرد، إلى العائلة، إلى الأسرة، إلى المجتمع.

فإن وجد الإنسان من يشاركه رؤيته، من يفهم معنى السعادة لا شكلها،

ومن يملك الأخلاق والوعي والاستعداد للتطوّر —

تتحوّل الحياة إلى سكينة جميلة، وإلى جيلٍ يتوارث النور بدل الضجيج.

أما إذا كانت الأنانية هي المحرّك،

فإن ما يبدو سعادةً ليس سوى قناعٍ جميل للتعاسة،

تتسلّل ببطءٍ إلى الروح حتى تسيطر عليها.

وخلاصة ما تعلّمته:

السعادة قرار، وليست صدفة.

هي بيد الإنسان إن أرادها،

والتعاسة أيضًا بيده إن سمح لها بالدخول.


الأديب Ayman Asıltürk 

13.10.2025.       أيمن أصل ترك


**(( النَّهْر )).. أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.

 **(( النَّهْر ))..

أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.

      

تَرَهَّلَتْ جِهاتُكَ بالدُّرُوبِ 

والصُّبْحُ يَقْتَنِصُ سَجاياهُ 

تَجاعِيدُ نَمَتْ في نَبْضِكَ 

وَخارَتْ بأحْلامِكَ اللَّيالي 


أَكانَتْ أَناشِيدُكَ زُلْفى 

حينَ تَوَرَّمْتَ بالهَواجِسِ؟  

ما كُنْتَ تَعَضُّ النَّجْوَى  

حينَ شَبَّ فيكَ الرَّحيلُ؟!  

فَكَيْفَ تَشَعَّبْتَ بالمَوانِئِ؟!  

وصارَتْ صَوارِيكَ تَمُوءُ؟!


هَلِ اسْتَبْدَلْتَ شَتاتَكَ  

وَتُهْتَ بأنْحاءِ الحَنينِ؟!  

فَلِمَن أَفْرَدْتَ الجَحافِلَ  

وَنَشَرْتَ الرُّعودَ

إِنْ هُزِمْتَ بالوُعودِ؟!  


لِلنّارِ ما تَقولُ؟!  

نَفَضْتَ عنْ وَهْجِها الرَّمادَ 

لَوَّحْتَ بِعَرْفِها لِلْجَليدِ  

أَشْعَلْتَ صَمْتَنا بِاليَباسِ  

وَصِرْنا نَجُولُ


ماذا تَقولُ؟!  

وَقَدْ تَفَتَّقَتْ في عُرُوقِنا الدِّماءُ.

تَجَرَّعْنا انْكِسارَنا 

امْتَطَيْنا السُّهولَ


جِئْنا مِنْ جُحورِ المَخاوِفِ  

اسْتَلَلْنا آلامَنا...  

اسْتَبَقْنا السُّيولَ 

ماذا تَقولُ؟!  


أَتَهْرُبُ؟!  

ونَحْنُ نَسْلُ خُطاكَ 

تَوافَدْنا مِنْ رُؤاكَ 

حَمَلَتْنا إِلَيْكَ الفُصولُ.  


ماذا تَقولُ؟!  

مُنْذُ كُنْتَ يافِعًا... شَرَخْتَ الرَّدى 

بَتَرْتَ في نُفُوسِنا العَفَنَ 

فَهَلْ تُحِيدُ؟!  

وأَنْتَ مَسارُ نَبْضِنا؟!

ونَحْنُ مَجْراكَ الوَحيدُ  

فَما تَقولُ؟!  

إِنْ كُنَّا وإيّاكَ الهُطُولَ!!!


   مصطفى الحاج حسين.

      حلب عام 1986م



*...معصمي...* بقلم الكاتب حمدان بن الصغير

 *...معصمي...*

لِمَ لا نلتقي 

و نترك الأَجْسَادْ

تدير حوارها الأَبَدِيّ

هذي يَدِي

و هذا سوارك بمعصمي

يطوفو مسافرا 

كي يبلغ مِرْفَقِي

لا تسأل  

كَمْ عذّب إحساسي

ملمس الذَّهَبِ

و كم غاصت بروحي

همسة العَتَبِ

أنا ما خُنْتُ

و ما غِبْتُ

سوى أنّ شمسي

تحجبها السُّحُبُ

إن لم تَرَنِي

كيف تَعَرَّقْتَ بلا وهجي

و كيف تَعَثَّرَتْ أَقْدَامُكَ

بِخُطَايَا تَتْبَعُ أثري

هذي يدي

و هذا شعاع الشمس 

يلمع بما في معصمي

حمدان بن الصغير 

الميدة نابل تونس


كل المواقد بقلم الأديبة زينب بوتوتة الجزائر

 كل المواقد 


انطفأ موقد أمي 

كل المواقد موقدة 

إلا موقد أمي 

وبقيت تائهة داخل دوامة حزني 

وكلما أقف وسط الدار 

أبحث عنها

 وأبحث عني 

وعن "كانون " أمي 

فلا أشم رائحة طيبها 

ولا أرى خصلات شعرها الشقراء

 ولا أجدها ولا أجدني 

فإذا انطفأ موقد الأم 

فلا مواقد بعدها 

وإذا سكت صوت الأم

 فلا صوت بعدها

ولا رائحة للحب تحوم في أرجائه

ولا حضنا حنونا يحتضنني    

ولا لهفة تنتظر وصولي 

ولا دمعة تسكب فوق وجهي 

ولا دعاء يفتح لي الممرات المظلمة

ولا شعاع وجهها المشرق 

كوجه الشمس 

يقترب مني …….


الأديبة زينب بوتوتة     الجزائر



باجمل ليل بقلم د.هشام الفقى

 باجمل ليل 

.......

يهل الليل

وتهلى بأجمل ليل

تغيب الشمس من ضيك 

وتلمع النجوم زيك 

يميل القمر على يدك

أجمل ميل 

يلاعب نسيمك  وحدك

نسيم الكون ،نسيم ليل

يسعد في الجوار زهرك وفل جميل

يارب 

نتمني سعدك

وعمر طويل

ويسهر القمر مفتون

في أحلي ليل

..........

د.هشام الفقى



السِّكِّيرُ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف ... (تونس)

السِّكِّيرُ ... (من وحي تفشّي ظاهرة السُّكر في المجتمعات العربيّة)

لَـدَيَّ جَارٌ بِشُـرْبِ الخَمْـرِ مَمْحُـونُ

فَلَيْس يَضْبـطُه في السُّكـْرِ قَانُـونُ

تَرَاهُ، إِنْ أَفْرَغَ "القَرْعَاتِ"(1)، مُنْتَـفِخًا

كَأَنَّ بَطْنَـهُ، بَعْـدَ الشُّرْبِ، "بَـالُونُ(2)"

وَالـوَجْهُ أَحْـمَـرُ والـرِّجْلَانِ مِنْ ثِقَلٍ

قُـيِّدَتَـا، وصَـدِيقُ الأَمْسِ مَـلْـعُـونُ

يَـرَى الجِـدَارَ كَـبَحْرٍ، عِنْـدَ نَشْوَتِهِ

أَمَّا لَدى السُّـكْرِ، فالصَّرَّارُ "كَمْيُونُ"(3)

أَمَّـا اللِّسَانُ ، فَـمَـا عَادَتْ فَصَاحَتُه

إِلاَّ كـمَا يَنْطِقُ "النِّـسْطَاسَ" لَسُّونُ(4)"

الـجِـسْمُ يَنْـحَازُ مِنْ رُكْـنٍ إِلَى رَكَنٍ

والشَّوْكُ، مِنْ سُكْرِهِ، وَرْدٌ و"يَسْمِينُ"

والـجَيْبُ أَفْرَغُ مِنْ بَيْتٍ بِهِ بَـقِـيَتْ

بِـنْـتٌ وزَوْجٌ وأَطْـــفَــالٌ مَـغَــابِــيـنُ.

مِسْكِـينَـةٌ مَـرْأَةٌ قَـدْ عَـلَّـقَت أَمَلاً

بِمِـثْلِ هَـذَا، وأطـفَالٌ مَسَاكِـينُ ...

"القَرْعَاتِ"(1) : القَوَارير.

"بَـالُونُ(2)": نُفَّاخة.

"كَمْيُونُ"(3) : شاحنة ثقيلة.

" لَسُّونُ(4)": مَن لا يستطيع نطق السِّين. (بالعامّيّة التّونسيّة)

حمدان حمّودة الوصيّف ... (تونس)

خواطر : ديوان الجدّ والهزل.



قصة قصيرة بقلم الكاتب : محمد الهادي بن عبدالله / تونس

 قصة قصيرة بقلم : محمد الهادي بن عبدالله / تونس


                   ** شقيق شيطانة **


أخذ بيدها الرقيقة وآختفى بها في الظلام البعيد ..غاص بها في سابع أرض ..أصوات غريبة تأتي من هنا وهناك ..صفير وشخير وأنين .. قهقهات متقطعة ، وهرج ومرج ...

  - تفضلي هذا بيتنا .

نظرت إليه بآستغراب كبير .

دفعها أمامه ، ومشى بها نحو باب عملاق مشدود بسلاسل

من نحاس .. سلاسل حلقاتها كثيرة وغليظة ..

كانت كأنها في حلم مفزع .. كابوس شديد يخنقها ، يكاد يزهق روحها .

  - قف مكانك .

صوت غليظ ينبعث من وراء الباب الكبير .

إرتعدت فرائصها .

ماذا يحدث هنا ؟؟

همس في أذنها: لا تخافي ، تقدمي .

حركاتها المشلولة تنبئ بشدة خوفها .

الفضاء المظلم الواسع يزداد سوادا .

ضوء شاحب ينبعث من بوابة صغيرة مستديرة .

  - ما بك ؟؟ لا تخافي ، إنه هو .. 

شعر رأسه كأشواك القنفذ . عيناه كجمرتين متقدتين . أذناه كحمار الوحش . أسنانه كالمسامير الحادة .

جحظت عيناها وصاحت : من هو ؟؟

جذبها من يدها وقال لها بصوت خافت : لا تخافي ولا تحزني ، إنه هو ، ستعرفينه فيما بعد .

فُتح الباب على مصراعيه . ظهر تمثال غريب من بعيد . رأس فيل في جسم جمل .

تقدمت معه بخطى متثاقلة  نحو ساحة صغيرة محاطة بالصخور السوداء .

يجلس هناك على الصخور شبه رجال ونساء وأطفال .

لم أتمكن من رؤية وجوههم ، لقد أسدلوا عليها قطعا سوداء من قماش خشن .

تفوح روائح لم أعهدها من قبل .

جرت نحونا فتاة كشيطانة قبيحة وحاولت الإمساك بيدي .

خفت وقفزت إلى الوراء .

  - قلت لك لا تخافي . إنهم هم .

  - من هم ؟؟

  - لا تخافي ، مدي يدك وسلمي عليها .

  - من هذه؟

  - ستعرفينها ، لا تقلقي .

مدت يدها لتقع في يد حرشاء ، مملوءة بدمامل سوداء .

صاحت وأرتدّت إلى الوراء بسرعة . كان الخوف يملأ قلبها

الرقيق .

  - يا إلهي ، أين أنا؟

مسح على رأسها برفق وآبتسم .

  - أنت يا جميلتي في بيتك .

  - بيتي ؟؟

  - ماذا تقول ؟؟  

- نعم ، في بيتنا الجديد .

  - بيتنا الجديد ؟!!

إنبعث ضوء أزرق خافت من وراء حائط كبير ، حجارته رمادية اللون .ظهر شبه رأس آدمي . قهقه بصوت خشن عال ثم آختفى سريعا وراء كومة من تراب أصفر اللون .

  - يا له من شقي  ..أخي العشرون بعد الألف .

قالها مرافقها بضحكة ساخرة .

ضغط على يدها ، وآستدار بها في مسلك ضيق ، ثم في دهليز مظلم قليلا .

أشار إلى صناديق حديدية كبيرة ، وقال بصوت حزين :

  - هذه كنوز جدي . تركها منذ آلاف العقود  وآختفى .كان جدي جميلا وحنونا ، وكان يحبنا  ونحبه .

  - جدتي تجاوزت الألفين من العمر . مازالت جذابة .شعرها كالذهب الوهاج ، لكنه كالإبر الحادة ..

  - بيتنا هذا يعيش فيه الكثيرون والكثيرات. . الجميع سيفرح بقدومنا هذا اليوم ..

سار أمامها بهدوء ودخل غرفة صغيرة شبيهة بقلّة كبيرة جدا .جذبها بقوّة حتى كادت تسقط على الأرضية اللزجة .

أغمضت عينيها وصرخت عاليا ...

أخذ أحدهم حفنة بخور وألقى بها في الكانون الموضوع في ركن من أركان الغرفة .

زغردات رقيقة حادة تشق الرؤوس تنبعث من هنا وهناك ...

إيقاعات راقصة تسمع من خلف أزهار وورود كثيرة وكبيرة ، مليئة بالأشواك الطويلة.. 

تسمّرت عيون بعضهم  بوجه الشيخ الذي كان يهمهم بكلمات غير مفهومة .

كان الشيخ يرتعش ويتصبّب عرقا . 

ساد صمت لدقائق قليلة .

أدخنة البخور تملأ المكان .

إبتسم الشيخ وقال بصوت حاد :      

  - كشفتك.. أخرج يا قليل الحياء وإلا أحرقتك . هيا بسرعة .. أخرج أيها اللعين ..ها هو عود الحطب المشتعل في يدي .. سأضعه في عينيك..

  - سأخرج ،، سأخرج ...أنا خارج ..

صفير هنا وهناك ، كريح قويّة تعصف .. 

جذبها بقوة ، ولكن ..

سقطت على الأرض وأخذت تصيح من شدة الألم .

حضرت شيطانة وآصطحبت أخاها " الجني العاشق "  إلى حيث لا نعلم ...

إبتسم الشيخ ، وقال بصوت المنتصر :

   - نجحنا .. كان جنيا صعبا ..



مقتطفات من رواية الكاتبة هادية آمنة

 مقتطفات من روايتي

في مساء ربيعيّ، دفعت عارم بناتها أمامها، إلا

 ابنتها شهلة التي كانت تسير خلفها، هكذا تعوّدت الابتعاد عن أنظار أمّها.

نزلن المنحدر المؤدي إلى الواحة، مشت البنات على حوافي مساكب الفول، متضاحكات، متتبعات الفراشات المرفرفة على رؤوسهن.

انحنت الأمّ وقطفت قرناً من الفول، فصصته ومضغت حبّاته الخضراء، ثمّ صرخت في بناتها محذّرةً إياهن من الابتعاد عنها.

في طرف الواحة، كان هناك خوص مسقوف بسعف النّخيل اليابس، حامت حوله دجاجات سائبات تحت حراسة كلب شرس.

ما إن شَعُر الكلب بالقادمات، حتى هرول نحوهنّ نابحاً.

خرجت العجوز العكري من مخبئها، وصاحت فيه منادية. عاد نحوها مبصبصاً بذيله، مشغولاً بالغريبات الخائفات، المحتميّات بأمهنّ وكان بين الفينة والأخرى يدور نحوهنّ مكشّراً عن أنيابه مهدّداً.

ـ شدّي كلبك علينا يا العكري!

طمأنتها العجوز قائلة:

ـ ما تخافوش، ما يعمل شيء.

وضعت طرف عكازها على رقبته، فانصاع الكلب لها متذلّلاً، تاركاً لعارم وبناتها فرصة الدّخول إلى الخوص.

بكلمات مقتضبة، رحبت العجوز بعارم، ثمّ قالت:

ـ الرّبيع ربِّع، والّلبن قراص، خافي على الصبيّة من الترّاس.

الشهوة الجنسيّة عند بني البشر تشتدّ بحلول الرّبيع؛ فهم ليسوا بمعزل عن بقيّة الكائنات الطبيعيّة، وكلّ الحواس تذعن بلا مقاومة أمام تلك الرّغبة الجامحة.

عفّة الأنثى وشرف عائلتها بين فخذيها، لذلك كان التقفيل أو التصفيح ضرورة؛ فبهذه التعويذة يُشَلّ انتصاب العصا، وتتراخى أمام جدار الصد للعضلات المتشنجة الزائدة عن المهبل.

لذلك وجب تحصين البنات من شهوات شياطين الجنّ والإنس. جاءت عارم ببناتها لتصفيحهنّ كما فعلت معها أمّها يوماً قبل زمن انبلاج نهديها.

طلبت عارم من بناتها الجلوس على حصير، فتكومن عليه مستطلعات في خوف، نحو العجوز الشعثاء التي احتجبت لبرهة خلف لحاف قذر متدلٍّ على حبل يقسم الخنّ إلى نصفين.

ثمّ دعت عارم لإدخال أول بناتها، دفعت شهلة أمامها.

من خلف السّتار، سمعن سعالاً وهمهمات، ثمّ صرخة فجفلن واجفات.

خرجت شهلة من المخبأ، محتقنة الوجه، مختنقة بالبخور الذي أسال دموعها.

مسحت قطرات الدّم المنسابة على ركبتها، نظرت لأخواتها بإشفاق، ثمّ جلست على مقعد خشبيّ أمام الخنّ، غير عابئة بنظرات الكلب لها.

شخصت عيون البنات وجلا مما سيحدث لهنّ، فقالت لهنّ أمّهن:

ـ الأمر بسيط، سأكون مع كلّ واحدة منكنّ، وأحذركنّ من الخطأ في هذا القول:

"ولد النّاس خيط وأنا حيط، ولد الناس خيط وأنا حيط."

تُفحّج كلّ واحدة منهنّ سبع مرّات على المنسج المُنحلة خيوطه، مردّدة التعويذة، والويل لها إن أخطأت، لتجعل نفسها خيطاً سهل التّمزيق، وولد الناس حائطاً في صلابته؛ حينها تجزرها أمّها في غضب وخوف.

الأمر كان هيّناً بالنسبة لهنّ، لكنه عصيّ على صغراهنّ دليلة.

• "نعِيد تصفيح هذه الفزغولة عندما تكبر وتستطيع الكلام"، هكذا قالت لها العجوز.

لكن عارم، متوسّلة، ناشدت الصّبر، وفي أعماقها توجّس، ثمّ تحسّست موضع الشّامة، التي ما كانت إلا خطين رفيعين فوق ركبتها، علامة عن جرح التّصفيح المغمور بالرّماد، الذي أسال البعض من دمها كقربان عن دم البكارة التي استطاع الفرنسيّ فضّها.

"هل أخطأتُ في قولي مثل الصغيرة دليلة؟" هي لا تتذكّر، "ربّما."

الأرجح أن هذه الطّقوس لا يسري مفعولها مع أبناء الروامة؛ هم جنس آخر، بعيون ملوّنة، فصيلة غريبة خارقة من البشر، عجنوا بدم الأبالسة، طوّعوا الحديد وركبوه.

لكم كان يُرهبها عواء القطار الهادر، الزاحف كثعبان ضخم، يخترق رأسها ويعصر أحشائها، كما اخترق قضيب الرّومي لحمها ومزّقه رغم تصفيحها

هادية آمنة 

تونس



أنا المنسيٌ بين عثرتين بقلم الكاتب جلآل باباي ( تونس)

 أنا المنسيٌ بين عثرتين


          جلآل باباي ( تونس)


▪︎ تصدير:

يقول محمود درويش:

أُرِيدُ مَزِيداً مِنَ العُمْرِ / كَيْ يَعْرِفَ القَلْبُ أهْلَهْ،/ وَكَيْ أَسْتَطِيعَ الرُّجُوع/ َ إِلَى... سَاعَةٍ مِنْ تُرَابْ." 


لشمالي المنكسر تراب المسافة

ولوجهي مابقى من ماءه

رمت بجسدي غيمة الصيف

أرٌقت فراشة الليل

شرٌدتنا الأناشيد عند ركام البيت

و هذا الحصار الطويل 

رمى بمعطفه و لبسني

أعلن منذ الأمس منفاي

أنا الولد المنسيٌ بين عثرتين

أنام واقفا في العراء

أقاوم غبار  الرصاصات الطائشة

أفكٌك الأسئلة العالقة

عند مفترق عزلتهم

من نشبت في شرفتهم دماء

أبكي أصابعي الميتة 

لم تسعفني كهولة متيبٌسة 

صوٌبت بوصلة يمناي

حتى ألتحق بقلبي العاشق

انفطر  من الوجع المزمن

و رمتني الغيمة 

صوب المساجد المهجورة

أقرأ ما يكفي من الشٌِعر 

في مهبٌ هذه البلاد 

آه لو كنت أصغر

لمشيت باعتدال فوق سجادها

ثم صلٌيت ما تيسٌر من نوافل

و اقتطعت تذكرة العودة

 يرافقني صوت المذياع

:" سنرجع يوما..إلى حيٌنا.. "


               • أكتوبر ٢٠٢٥