مفارقات فلسفية: السعادة والتعاسة
تأملات فلسفيه في جوهر الإنسان.
بعد أن عشتُ، وشاهدتُ، وجرّبتُ، وتعلّمتُ، أحببت أن أدوّن بعضًا من رؤيتي عن الحياة،
عن معنى السعادة، وعن الوجه الآخر منها: التعاسة.
الكلّ يبحث عن السعادة.
لكنّ أغلبنا يبحث عنها في الخارج: في الأشياء، في الناس، في الزمن.
بينما هي في الحقيقة تسكن في الداخل، في جوهر الإنسان، في صمته العميق.
السعادة والتعاسة ضدّان لا يلتقيان،
يبدآن من نقطةٍ واحدة، لكنهما يسيران في اتجاهين متعاكسين.
الأولى طريقها إلى النور،
والثانية طريقها إلى العزلة والظلام.
🔹 السعادة تبدأ من النفس.
من يريدها بصدق، يجعلها طبعًا فيه،
يعرف كيف يوجّهها، وكيف يحميها،
ويستغلّها لمصلحةٍ عامة، لا لمصلحةٍ أنانية ضيقة.
فمن يسعى إلى سعادته مع الآخرين، يربّي في نفسه الصبر والسكينة والمحبة الصادقة.
أما من يسعى إليها لنفسه فقط،
فقد نال جزءًا من اللذة، لكنه خسر المعنى.
السعادة تكبر حين تمتدّ:
من الفرد، إلى العائلة، إلى الأسرة، إلى المجتمع.
فإن وجد الإنسان من يشاركه رؤيته، من يفهم معنى السعادة لا شكلها،
ومن يملك الأخلاق والوعي والاستعداد للتطوّر —
تتحوّل الحياة إلى سكينة جميلة، وإلى جيلٍ يتوارث النور بدل الضجيج.
أما إذا كانت الأنانية هي المحرّك،
فإن ما يبدو سعادةً ليس سوى قناعٍ جميل للتعاسة،
تتسلّل ببطءٍ إلى الروح حتى تسيطر عليها.
وخلاصة ما تعلّمته:
السعادة قرار، وليست صدفة.
هي بيد الإنسان إن أرادها،
والتعاسة أيضًا بيده إن سمح لها بالدخول.
الأديب Ayman Asıltürk
13.10.2025. أيمن أصل ترك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق