ندوة ثرية بمدينة توزر الشامخة عن شاعر العشق والحياة ( أبو القاسم الشابي)،على هامش الذكرى 91 لرحيله بقلم الأستاذ والكاتب الصحفي عادل الجريدي.
( تقديم محمد المحسن)
"إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر" ( أبو القاسم الشابي )
في إحدى مقالاتي السابقة عن شاعر الحياة،وعاشق الوجود،وڤيتارة الطبيعة،أبو القاسم الشابي،ثائر تونس الخضراء،وصوتها الصارخ..كتبت ما يلي ( فقرة مقتطفة من مقال مطول،تولت مؤسسة الوجدان الثقافية الرائدة تونسيا،إقليميا وعربيا تحت إشراف الدكتور التونسي الألمعي طاهر مشي نشره :
"على أجنحة الألم والأشواق المسافرة لا يزال أبو القاسم الشابي محلقا في سماوات الإبداع،ولا تزال صوره الشعرية ترافق الأجيال ترانيم للعشاق ومنبرا للتاريخ والثورات وضفائر على جدائل الأيام.
اقتات الشعر والمرض من جسد أبي القاسم الشابي عدة سنوات،قبل أن يقعده المرض رهين فراش، وبعد أن تجسدت المأساة التي تغذي شعره وشعر الرومانسيين عموما في ذاتية طافحة،فلم يعد حديثه عن الليل والغربان ولا التشتت ولا الضياع ولا الأنياب الزرقاء للزمن،أكثر من تجسيد شعري لسطوة المرض الذي أكل بشراهة جسده النحيل الذي تناهشته الأسفار والهمة العالية والأدب المجنح...
وختمت قولي :ملأ الصبح الجميل أو التوق للجمال نفس الشاعر الشابي،وملأ المرض والغربة الفكرية والثقافية والنفسية والضياع الذي عاشه مع جيله نفسه سوداوية وألما،ولم تكن سنواته الخمس والعشرون،إلا أيقونات ضوء لامعة جعلته رغم رحيل الجسد لسان الشعب العربي الفصيح،ونفح طيبه الخصيب.."
في هذا السياق،وافانا الشاعر والصحفي والكاتب الفذ الأستاذ عادل الجريدي بمقال مستفيض حول الندوة الأخيرة التي انتظمت بمدينة توزر الشامخة
على هامش الذكرى 91 لرحيل شاعر الحياة،وعاشق الوجود-أبو القاسم الشابي-ننشرها بمؤسستنا العريقة والرائدة-الوجدان الثقافية-تعميما للفائدة مع تمنياتنا القلبية للأستاذ الفاضل عادل الجريدي،بمزيد الإشعاع،الإبداع والتألق..
توزر تحيي الذكرى 91 لوفاة الشاعر الخالد أبو القاسم الشابي
فقرات فنية وأدبية وندوة علمية وتكريمات ثقافية في روضة الشابي
-عادل الجريدي
أحيت مدينة توزر أيام 9 و10 و11 أكتوبر 2025، الذكرى الـ91 لوفاة الشاعر التونسي الكبير أبو القاسم الشابي،من خلال تظاهرة ثقافية دارت فعالياتها بروضة الشابي،تحت اشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتوزر وامتدت على مدى ثلاثة أيام، في أجواء استحضرت مسيرة شاعر "إرادة الحياة" ومكانته الرفيعة في الأدب التونسي والعربي.
وقد اشتملت التظاهرة على فقرات أدبية وفنية متنوعة،انطلقت من معرض اصدارات حول الشابي والاصدارات الجديدة لابناء الجهة وورشة للخط العربي و للفن التشكيلي تستهدف اليافعين والشباب و اخري للصناعات والحرف الفنية،كما ازدان اللقاء بسلطان الكلام وفرسان الحرف في قراءات شعرية لشعراء الجهة من ابرزهم الشاعر السيد التابعي والشاعر خير الدين الشابي و الشاعر احمد لمباركي و الشاعرتين طيفة الشابي و السيدة نصري وظيوف التظاهرة الشاعرين عادل الجريدي و شمس الدين العوني،في تفاعل مع جمهور الثقافة.
وتميزت التظاهرة كذلك بـندوة علمية ناقشت جوانب من تجربة الشابي الشعرية والفكرية،تحت عنوان : الشابي..وقضايا التحرر و الحرية،وقد ساهم فيها كل من الدكتور طارق ثابت من الجزائر بمداخلة تحت عنوان : صوت الذات المتمردة وتمثلات الحربة في شعر الشابي
ومداخلة للدكتور علاوة كوسة بعنوان : التحرر منظورا رومنطيكيا في شعر الشابي
ومداخلة الدكتور عمر حفيظ بعنوان : سؤال الحرية في كتابات الشابي وقد ادار الجلسة بامتياز الاستاذ جمال الشابي
وقد تم أبراز حضوره المتجدد في الذاكرة الجماعية والثقافية التونسية،إلى جانب تكريم عدد من الوجوه الثقافية والإبداعية في ولاية توزر وهم على التوالي الاديب و المفكر الشادلي الساكر و المبدع الفنان الراحل نورالدبن ماطر والاديب الشامل محمد بوحوش،تقديرًا لعطائهم ومساهمتهم في إثراء المشهد الثقافي المحلي.
وقد شهدت هذه المناسبة حضورًا لافتًا لمكونات المجتمع الثقافي والمدني، ما يعكس تواصل الأجيال مع رمزية الشابي، الذي لا تزال قصائده تُتلى وتُدرّس، وتُلهِم الأدباء والقراء على حد سواء.
تأتي هذه التظاهرة في سياق حرص الفاعلين الثقافيين بجهة توزر على تثمين التراث الأدبي التونسي، وتعزيز مكانة رموزه في وجدان الشباب، عبر أنشطة تُعيد للشعر والفن دوره المحوري في تشكيل الوعي الجمعي.
الأستاذ عادل الجريدي
*تعقيب محمد المحسن : *أبو القاسم الشَّابِّي الملقب بشاعر الخضراء (24 فبراير / فيفري 1909 -9 أكتوبر 1934) شاعر عربي تونسي من العصر الحديث ولد في قرية الشَّابِّية في ولاية توزر.
صاحب البيت الشهير "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر"، كان شاعرا وجدانيا عميق الإحساس،نادى بتحرير الشعر العربي من صورته النمطية القديمة،والانفتاح على الفكر والخيال وأشكال التعبير الجديدة.
ما قيل عن أبي القاسم الشابي يجمعه الجميع على أنه شاعر استثنائي ترك بصمة لا تُمحى.فهو الشاعر الذي حوّل معاناة حياته القصيرة إلى أناشيد للأمل والإرادة.ورغم بعض المآخذ الفنية التي تُؤخذ على أي شاعر،يظل شعره قادراً على استثارة المشاعر والأفكار،وتظل كلماته خالدة في ذاكرة ووجدان الملايين في العالم العربي،مما يجعله أحد أهم الأصوات الشعرية في القرن العشرين.وقد قال عنه
الناقد شكري المبخوت: "الشابي هو صوت الحياة والثورة ضد الموت والجمود،وقد استطاع أن يعبر عن روح العصر في وقت مبكر."

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق