نظرة فوقية
نحن الذين التحقوا مؤخرا بمركز تجمع الأفراد في النبك أوقفونا إلى حائط إحدى الغرف هناك، و حمل كل واحد منا لوحة كتب عليها بالطباشير رقمه العسكري، ثم جعل المصور يلتقط صورة لكل فرد منا
الحمد لله ها هي الأمور في بدايتها مضت بسلام و ما من مواجهات أو تحديات بشأن لحيتي
في حياتنا المدنية أو العسكرية كانت الأمور تمضي وفق طابع الإهانة المستمرة، فالرئيس يهين المرؤوس و المدير يهين الموظف و المعلم يهين التلميذ أو الطالب و هكذا [ يمكن استثناء قلة قليلة من ذلك ]
أي أن النظام في بلادنا لم يكن ليقوم وفق احترام متبادل بل وفق نظرة فوقية و استعلاء و استصغار للآخر [ لذا كان ذلك سببا رئيسا في تقهقر مجتمعاتنا لتكون في أسوأ حالاتها ]
بعد أن انتهينا من مسألة التصوير جمعونا في فسحة ترابية و أجلسونا الأرض و جاء الضابط االمنتدب من الوحدات الخاصة ليختار من هذا القطيع الذي أمامه من يليق من حيث البنية الجسدية للقيام بمهام تلك الوحدات الشرسة
كان ينظر إلينا باحتقار شديد و كان يطلب من أصحاب البنية القوية أن يترجل الواحد منهم واقفا ثم لا يلبث أن يتقدم منه و يوجه إليه لكمة قوية، فإن ثبت أمامه اختاره ليكون أحد عناصره، و إلا فلا
و يا سوء حظي حين سدد هذا الضابط نظره إلي و طلب مني أن أترجل واقفا [ قبل أن يطلب مني الوقوف كنت أحدث نفسي بالقول الحمد لله إن بنيتي ضعيفة و أنا لا أصلح أن أكون محل اختياره ]
لكنه لم يطلب مني الوقوف ليسدد إلى لكمة ليعرف ما إذا كنت أصلح لتلك المهمة أم لا، بل طلب مني الوقوف ليسخر مني و من لحيتي أمام سائر الأفراد المتواجدين في المكان، و ليقول: من أين جاءنا هذا الشيخ المبجل ؟ هل جاءنا من الأزهر الشريف، أم تراه شريفا من أشراف مكة؟
...😢😢😢
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
إشراقة شمس 81
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق