الأربعاء، 24 يناير 2024

قراءة في قصيدة "الكلُّ عائد للشاعر التونسي طاهر مشي

 تجليات الصور الفنية في قصيدة "الكلُّ عائدُ،هكذَا الأدوارُ!" للشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي

(قراءة أسلوبية-متعجلة)
بين يدي قصيدة معبّرة خير تعبير عن عاطفة صادقة يشترك فيها الشاعر وكل فاقد للأب-في زمن مفروش بالرحيل-،وهي قصيدة تعاضدت فيها المستويات الأسلوبية،والفنون البلاغية مع بعضها البعض في بنية النص الشعري والتي تتيح للمتلقي أن يكون جزءا منه ومشاركا له من خلال مشاعره وعواطفه،كما أثارت المهيمنات الأسلوبية الداخلية للنص نفسية المتلقي من خلال بنيات نصيّة كالإيقاع الصوتي وتكرار الحروف والكلمات مما أدّى إلى نغمات بكائية.
لنقرأ معا:
الكلُّ عائدُ،هكذَا الأدوارُ!
يا والدي قد رُجّتِ الأوتارُ
بِتُّ اليتيمَ وصُحبَتِي الأشعارُ
بِتُّ اليتيمَ وفي رحيلِكَ غُصَّةٌ
طَعْم المَنِيّة يُحزَنُ الأحجارُ
دارٌ كئِيبَةٌ حين غاب ضِياؤكُمْ
والدّمعُ سالَ وفي الحَشاشةِ نارُ
والأمُّ باكيَةٌ وتدعو ربَّها
يا ربِّ صبْراً،فارقَ المِغوارُ!
حِمْلي ثقيلٌ والفِراقُ مُبرِّحٌ
كمْ كنتُ أرْجو يُكمَلُ المِشوارُ
قد فَارَق الخِلُّ الذي آنستُهُ
قد شَاءَ ذاكَ الواحِدُ القهّارُ
فَاسْكِنْهُ قُربَ نبيِّنا وشَفيعِنا
جنّاتُ عَدْنٍ قُربُهُ وفَخارُ
ثبِّتٌهُ عندَ سؤالِهِ وارأفْ بهِ
واغفِرْ،فأنتَ الرّاحِمُ،الغفّارُ
هذا أبي ربّاهُ عاد،توَلّهُ
والكُلُّ عائدُ،هكَذا الأدوارُ !
طاهر مشّي
القصيدة تحتوي على بكائية شديدة تتجلى في الكلمات "اليتيم،غصّة،المنية،الدّمع،الحشاشة،الفراق.."وغير ذلك من المفردات التي تدلّ على تعلّق الشاعر د-طاهر مشي بوالده،الذي غاب جسديا وبقي شعريا في مخيلته.لذا جاءت (القصيدة) منسجمة تماما مع دلالاتها التي يختزنها الوزن العروضي،لأنها تتحدّث عن عمق المأساة التي عصفت بقلب هذا الشاعر الملتاع.ومما يدلّنا على قوّة العاطفة،وشدة بكائيتها ما جاء في القصيدة من كلمات لها أثرها الفعّال على نفسية المتلقي "دارٌ كئِيبَةٌ حين غاب ضِياؤكُمْ /والدّمعُ سالَ وفي الحَشاشةِ نارُ/والأمُّ باكيَةٌ وتدعو ربَّها /يا ربِّ صبْراً،فارقَ المِغوارُ!.."
هذه القصيدة -الموجعة-حد البكاء،تصلح لكلّ رثاء يوجهه إبن إلى والده،فهي تترجم عاطفة صادقة،وطافحة بالمعاني الإنسانية النبيلة وهي بالتالي القاسم مشترك بين الشاعر والقارئ،كل هذا يجعل منها ذات ديمومة واضحة وتؤثر في قارئها تأثيرا واضحا ولا سيما أن الجانب الأسلوبي فيها كان جليا.لذلك آثرت دراستها دراسة أسلوبية،وذلك لطغيان المهيمنات الأسلوبية على بنيتها الداخلية والخارجية،والمتلقي لا يسعه وهو يقرأ القصيدة إلا أن يبقى مشدودا لمعانيها وأفكارها،لما تؤديه من معان بلاغية ومقاصد أسلوبية وذلك على المستويات الصوتية والتركيبية والدلالية.
ولغة الشعر منذ نشأته قامت على التنغيم والإيقاع،لأن غايته التعبير عن الإنفعال،ويكاد يتفق نقّاد الشعر ودارسوه (وأزعم أني واحد منهم ) على أن الإيقاع يمثّل ركنا من أركان الشعر بل أعظمها تأثيرا،بما يملك من مقدرة على تحريك الأحاسيس والعواطف صوب قيم النص الفكرية والجمالية،ولهذا تميّز الشعربنواح متعدّدة للجمال،أسرها إلى نفوسنا مافيه من جرس الألفاظ،وانسجام في نواحي المقاطع،وتردّد بعضها بعد قدر معيّن منها،وكل هذا ما نسميه بموسيقى الشعر،ولا غرو في ذلك فهي لبّ الشعر،وعماده التي لا تقوم له قائمة من دونه،من هنا أشاع د-طاهر مشي أجواء موسيقية في القصيدة تتجلى بالإيقاع الخارجي المشتمل على الوزن والقافية،ونقصد به-الموسيقى-المتأتية من تتابع مقاطع تفعيلات الوزن الشعري في نظام الوزن العروضي واطّراد القوافي في آخر أبيات القصيدة..
على سبيل الخاتمة :
انطوت القصيدة (الكلُّ عائدُ،هكذَا الأدوارُ!) على صور فنية بإخفاء الشاعر د-طاهر مشي حزنه،فقد حرص على ستر دموعه،لا إظهارها إلى العلن،وبذا فإنّ هذه الصور القائمة على تعمية الدلالة وعدم التصريح بها،وهي الباثّة للقيم المعنوية في كل الأبيات الشعرية،لكون ما تمّ إخفاؤه (الحزن،الدموع) وهما مما تخجل منه النفوس،في الوقت الذي يثيره جمال الصور في بنيتّها السطحية،وبهذا الكشف والتحليل لما أحالت إليه الصور الفنية من المعاني القريبة والبعيدة،برزت قيمتها ووظيفتها الأسلوبية التي تعتمد على استفزاز متلقيها بما تخفي من دلالات لا يتمّ التوصّل إليها إلا بعد التأليف بين ما تطرح من عناصر تؤدي إلى المعنى الأصلي المقصود منها.
ختاما : دراسة القصيدة في ميزان علم الأسلوبية الحديثة تكشف لنا أبعاد النص الشعري المتفردة أكثر فأكثر،فأستنبطنا في هذه-القراءة المتعجلة-بعض المستويات الأسلوبية المختلفة للقصيدة،كالمستوى الصوتي الإيقاعي،والتركيبي،والدلالي.
الدراسة الصوتية للقصيدة دلّت عليه بوجود توازن مقصود في إيقاعها،وأنّ ألفاظ القصيدة تميّزت بالدقة في الإختيار وبسعة الدلالات وتنوّعها،وبإثارة الخيال وبقوّة التأثير في المتلقين،وأنّ معظم أشكال التكرار في القصيدة انبثقت من العلاقة بين الأب ود-طاهر مشي.
وتبيّن أنّ إختيار الشاعر (د-طاهر مشي) التعبير بالصورة عن المعاني التي يراد اثباتها في ذهن المتلقي فنقل الأفكار والمعاني له بصورة حسيّة.
وقد تظافر التصوير المعتمد على الواقعية والتصوير البلاغي المعتمد على التشبيه والإستعارة في تشكيل الصور الفنية في القصيدة.
طالعتنا،في هذه القصيدة،صورة صادقة لنفس بشرية غارقة في لجج الأحزان والمواجع.
وكان أن ظهرت لصدق الشاعر في رثائه ومشاعره مجموعة من الآثار في الجانب التشكيلي
من قصيدته،فاندغم بذلك الشكل مع المضمون ضمن الإطار الرؤيوي الحاكم على النص.
وقد أبرز رثاء الشاعر معالم واضحة لتجربة الفقد الحزينة والموجعة،حيث البحث المؤلم عن جمالية الكتابة الشعريّة،وكأن الشاعر يكتب نشيد البوح الحزين للذات التي تسترجع عبرها أصوات الآخرين،بل صوت أب توارى خلف الغيوم،وسافر إلى الماوراء حيث نهر الأبدية ودموع بني البشر أجمعين..
محمد المحسن
كل التفاعلات:
أنت، وSouad Ouni و٧ أشخاص آخرين

الانسان المغترب بقلم:الباحث الجزائري د بوخالفة كريم

 

يعيش الشعب كابوساً لا حلماً... إنه محاصر. ودائرة الحصار تضيق باستمرار، فيضطر بفعل اليأس إلى الإنشغال بتدبير شؤونه الخاصّة، وتحسين أوضاعه المعيشية الماديّة على حساب كرامته وإنسانيته وطاقاته الإبداعية...
عندما يكون الانسان عاجزاً ويعي عجزه في علاقاته بالمجتمع ومؤسساته، ما هي البدائل أو الخيارات السلوكية المتاحة له لتجاوز اغترابه؟ بكلام آخر، ما العمل؟، وكيف يتصرف في مواجهة هذه العلاقات والأنظمة السائدة التي تحوله الى كائن مهمش أو عاجز؟
وجواباً على هذا التساؤل، أقول إن الانسان المغترب قد يقبل بهذا الوضع مضطراً ويعايشه، ولكنه قد لا يقوى على تحمله، فيبحث عن مخرج بسبل مختلفة. ويبدو لي، إذاً، أن هناك ثلاثة خيارات سلوكية بديلة أمام الانسان المغترب في التعامل مع هذه المعضلة، وهي:
1-الانسحاب أو اللامواجهة على أن يجد سبيلاً آخر يجنبه تحمل أوضاعه. بكلام آخر، قد لا يتمكن الانسان من الاستمرار في معايشة اغترابه في علاقاته بالمجتمع والدولة والمؤسسات التي ينتمي اليها أو يعمل من ضمنها، ويدرك أنه لا يقوى على تغيير الواقع أو الرضوخ له ولو ظاهراً، فيحاول الانسحاب منه أو الهرب باحثاً عن فرصة أخرى للخلاص من الوضع الذي يعانيه. وكثيراً ما يتم هذا الانسحاب بأشكال مختلفة بحسب الظروف ومدى وجود احتمالات قد تسهم في إنقاذه ولو شكلياً من أوضاعه المزرية.
في ظل مثل هذه الأوضاع، قد تشكل الهجرة أفضل الحلول الممكنة، وهذا ما نلحظه عند الكثير من المواطنين في البلدان العربية، وبخاصة من قبل الشبان والشابات....
2-هناك احتمال الخضوع أو الرضوخ والاستسلام للأمر الواقع والتكيف معه على الأقل ظاهرياً والنفور منه ضمنياً عندما يستحيل الهرب، ويرافقه تطلع الى قدوم حالة ما من الفرج من نوع ما. وبهذا المعنى، يشكل الرضوخ خياراً آخر كثيراً ما يلجأ اليه المغتربون أيضاً بفعل اليأس والضعف والتمسك بقيم الصبر. ثم إن للخضوع لغة خاصة متوفرة في الثقافة السائدة، منها ظواهر التملق والمجاملة والتحبب والتقيّة والتسويغ والتنازل والمساومة. وقد تؤدي هذه المسوغات في نهاية الأمر الى الانسجام بدلاً من الرفض والتنافر...
3-هناك بديل من المواجهة بالتمرد الفردي أو العمل الثوري على تغيير الواقع من ضمن حركة سياسية أو اجتماعية منظمة... قد يتمرد المغترب بدل أن ينسحب او يرضخ،فيواجه المجتمع أو المؤسسات والأنظمة ويعمل على تغيير الأوضاع والتوجهات السائدة، غير أن التمرد الفردي بحد ذاته لا يشكل حلاً عاماً، فلا بد من أن ينشط الانسان من ضمن حركات اجتماعية شعبية في سبيل تغيير الواقع تغييراً جذرياً....






كل التفاعلات:

نحن فاشلون في التواصل بقلم: الباحث د.بوخالفة كريم

 


اننا كافراد وكمجتمع وكأسرة خصوصا فاشلين في التواصل وهذا سبب تعاستنا وسبب تعرض الكثير منا لمشاكل نفسية خطيرة قد تتسبب في ضياع مستقبله.
تأكد ياصديقي انه لا أحَد سيفهمُ مَا تكتمهُ فِي قلبك دائماً، لَا أحَد سيخمِّن مَا يدورُ بعقلك، بطريقةٍ سحريَّة أنتَ نفسُك لَا تؤمنُ بهَا، ولَا أحَد علىٰ هَذا القدرِ الذِي تظنهُ مِن الوقاحةِ أَو افتقارِ الحبِّ أَو شدَّة الغباءِ إِن لَم يفهَم صمتك
كلُّ مَا فِي الأمرِ أنكَ لَم تعُد طفلاً رضيعاً سيفهمكَ الآخرُون دُون كلامٍ، كنتَ تصرُخ، أَو تعبسُ بوجهِك، أَو تمدُّ ذراعَيك، ويفهموكَ بطريقةٍ مَا، هُم لَم يكُونوا عباقِرة فِي الفهمِ، قَد خمَّنوا بشَكل صحِيح لأنهُ -ببسَاطة- كانَ سهلاً، لأنَّ احتياجكَ كانَ مقتصِراً علىٰ الطعامِ، أَو النظافةِ، أَو الهدهدةِ، أَو النومِ.
نحنُ فاشِلون فِي التواصُل لأَننا نتوهَّم أنَّ صَون كرامتِنا وكبريائِنا آمنٌ فِي كهفِ الكتمَان، نعِيش وسطَ الآخرِين بمشاكِلنا وتعقيداتِنا وتقلباتِ أمزجتِنا ومتطلباتِنا الكثيرةِ والمُختلفة، مُتوقعين أَن نكُون مفهومِين تلقائياً كالأَطفال.
الحيَاة أبسطُ مَا تكُون عندمَا تتكلمُ عن حالَ قلبكَ، وتضعُ كومَة مشاعركَ وأفكاركَ بَين يدَي المُصارحة والشفافيَّة إزاءَ الآخرِين.
يقول علماء النفس من المهم أن تتحدَّث عن ألَمِك للشَّخص الذي آلَمَك حتى تتشافَى مِنْه خُصوصًا لو كان المُتسبِّب بهذا الألَم هِيَ الأُسرة كالأُم اوالأَب اوالإخْوَة ، لكن ما يجعل الكثير من الافراد منا لا يُقْدِمُون على هذا العلاج البسيط والمجَّاني هو غياب لُغة الحوار لَدَى الأُسرة وعدم وجود مساحة آمنة للتعبير عن الذَّات ولِشَرح مَدى تضرُّرك من أخطاءٍ اقترفوها بِحقِّك لانهم لن يناقشوك في الامر فإمَّا أنهُم سيَحكمون عليْك بالضعف والحساسية المُفرطة وأنك شخص مُدلَّل ، أو أنْ يَأْخُذوا وَضعِيّة الدفاع ويَبدؤُوا بتعديد عيُوبك وأخطائك لِيُوصِلُوا لك رسالة مَفادها أنّك لَسْت أفضل منهم ولا أقلّ سُوءً منهم رغْم أنه لَم يَكُن مِن أهدافك أنْ تُخبِرهم بأنهم سيِّئُون ، كُل ما تُريده هُو إخبارهم بِما سبَّبُوهُ لك مِن ألَم حتى تتعافَى لا أكثر ؛ والسيِّء في الأمر أنّ هذه الأساليب إن اِستُخْدِمَت ضِدّك فإنّها كَفيلة بجعلك تتجنَّب الحوار والمُصارحة ثُمَّ مِن هُنا تَنْشَأ الحواجزالَّتي تجعلك بعيدًا عنهم . لهذا يقال إن العائلة إما أن تصنع إنساناً أو كومة عقد.. صحيح انك تعيش معهم في البيت مجاناً و لكنك تدفع الإيجار نفسيا!!!
قَد تَكُون تضحك كَثيرًا ولكنّك لا تستطيع الضَّحك معهم ، قَد تَكُون شخصًا مَرِحًا مع الجميع لكنك لا تستطيع أن تكُون مَرِحًا معهم ، قَد تَكُون شَخصًا شَفَّافًا ومُريحًا لِكُل مَن يتعامَل معك لكنّك لا تستطيع أن تَكُون شَفَّافًا معهُم ، وقَد تَكُون شَخصًا خَيِّرًا ومِعطاءً تبذل الخيْر للجميع وبطِيبِ نَفْس ولكن حين يتطلَّب مِنك أنْ تُقدِّم عطاءً لهُم يكون شيئًا ثَقِيلًا على نفسك وسَتُقدِّمه لأنهم أُسْرتك وليس لأنّك تُحبُّهم ، بالإضافة إلى أنّك لَن تَشعر بِسعادة البَذْل والعطاء معهم كَما تشعر بها مع الآخرين هذا طَرْح البُذور الَّتي زرعوها بِك ، ولَو أنهم تَخَيَّرُوا مِن البُذور والنَّباتات أزكاها وأطيَبها لَمَا آلَت الأُمور إلَى ما آلَت إلَيْه ، ولَكِنّها اختياراتهم الَّتي لا ذَنْبَ لَك فيها .. وَلا أَجِدُ خَيارًا لهذه المُشْكِلة أفضل مِن أنْ تَعمل بأَصلِك الطيِّب وتَعمل مَا يُملِيه عليْك وهُو الوَصل والبِر والإحسان رغم الحواجز الَّتي تَحُول بيْنك وبيْنهُم ، ليْس شرطًا أنْ تكُون معهم كَما تَكُون مع أُولئِك الَّذين تُحبُّهم وتنسَجِم معهُم ، المُهم أَن تَفعل الواجِب اتجاههُم .. هُم لَيْسُوا إلَّا ابتلاءً مِن ابتلاءات الحياة ؛ والغَرَض مِن ابتلاءات الحياة هُوَ تَمْيِيزنا أَيُّنا أحسَنُ عمَلا، ان المجروح من عائلته لا يشفى أبدا ، لان
‏الألم الذي يبدأ من العائلة ، لا ينتهي أبداً .
احيانا العائلة تدمرنا اكثر من المرض ومن ‏ الحرب ومن الحكومة، حتى أكثر من الحب ومن الفقر، العائلة في وقتنا الحالي اصبحت هي سبب أساسي لكُل الإضطرابات النفسية بالنسبة للكثير هي سبب الإكتئاب والإنعزال و المشاكل هي سبب كون الإنسان بلا أصدقاء وبلا علاقات هي سبب الأمراض النفسية وهي ما يقيد المرء ويجعله غير واثق في نفسه ان العائلة هي المدمر الأول للبعض ولكنه يخجل من قول ذلك،ما لاتعلمه ياصديقي اننا نعيش زمن الفردانية والماديات وفي هذا الزمن الاسرة لم تعد مصدر الامان، فمكانتك في اسرتك محددة بما تملكه من مال وماديات وان لم تملك فسيرفضك حتى احبائك! وبهذا
ستصبح شخصا لا تحب الناس ، أو على الأصح سيصبح وجودهم يثقل على صدرك وتضيق به نفسك.
و انا اعلم انه قد شقّ عليَّك أحياناً في لحظات صفائك ، أنك لا تستطيع البوح للقريبين منك بما يزخر في قلبك ، بل قل إنني كنت أستطيع ذلك ولكن لا أريده" "
وفي الاخير تمنيت ان اقول لك ياصديقي اعتزل مايؤذيك لكنني اعلم انك ستقول لي لايمكنني ترك البيت!



*رضى الله عنهم ورضوا عنه** بقلم: الأديب دعلوى القاضى.

 


... هذه الآية تكررت في أربعة سور من القرٱن الكريم : * ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) *
... ذكرت في سورة المائدة وسورة التوبة وسورة المجادلة وسورة البينة
... * "رضي الله عنهم ورضوا عنه" * هذه الآية تتكون من بعدين : الأول هو رضا الله عن العبد وهذا هو مانسعى له جميعاً وأظنُ أن هذا البعد واضح ومفهوم للجميع ، الثاني هو الأصعب وهذا ماأردت التركيز عليه وتوضيحه وهو قول الله تعالى : ( ورضوا عنه )
... وهنا السؤال : هل أنت راضٍ عن ربك؟! وكيف أرض عن الله وأنا العبد الفقير إليه ؟!
.. سؤال صعب أليس كذلك لأننا عباده فكيف ننال شرف الرضا عنه ؟!
... أخى الكريم دعني أُعيد عليك صياغة السؤال : هل تعرف مامعنى أن تكون راضٍ عن ربك ؟!
... معنى الرضا عن الله : هو معنى يتمثل فيه صلب الإيمان بمعنى التسليم والرضا بكل ماقسمه الله لك في هذه الحياة الدنيا من قدر سواء كان فى تقديرك خير أم شر
... الرضا عن الله : يعني أنك إذا أصابك بلاء إمتلأ قلبك يقيناً أن ربك أراد بك خيراً بهذا البلاء وأنه أبعد عنك ونجاك من ماهو أسوأ
... الرضا عن الله : يعني أن تتوقف عن الشكوى للبشر وتفوض أمرك لله وتبث له شكواك ولا تشكو الخالق للمخلوق
... الرضا عن الله : يعني أن ترض عن ربك فى كل أحوالك ، إذا أعطاك وإذا منعك ، وإذا أغناك وإذا أخذ منك ، وإذا كنت في صحة وإذا مرضت بمعنى أن تسلم أمرك لله ، أن ترض عن ربك في كل أحوالك
... أن تنظر لحالك وتسأل نفسك : هل أنت راض عن نفسك ، حالك ، زوجك ، أبناءك ، أهلك ، قدرك ؟!
... فكل هذه الأشياء قداختارها الله لك دون إذن منك ، فهل أنت راضٍ عن إختيار الله لك
... إعلم أخى الكريم أن هناك خمس نقاطٍ مهمة يجب أن نفهمها خلال تدبرنا لهذه الآية :
١- شعورك بالألم لايعترض مع الرضا عن الله ولايتنافى أبداً معه أحياناً لسبب أولآخر ، فنحن بشر وهذه الدنيا دار إبتلاء ، ولم ولن يسلم منها أحد ، فخير خلق الله بكى عند وفاة ابنه والشعور بالألم دليل على تدفق المشاعر الإنسانية
٢- هناك فرق بين الصبر والرضا ، فالرضا درجة أعلى من الصبر ، لأن تصبر يعني أن تتحمل الألم ، لأن هذا قدرك وليس في يدك شئ غير الصبر ، ولكن الرضا أن تشكر الله على هذا الألم !
٣- الرضا عن الله منزلة عالية جدا لايصل إليها إلامن إمتلأ قلبه حباً لله ورسوله والقضاء والقدر خيره وشره ، فهناك أناس عندما يمرون بأي ضائقة تسمعهم يرددون دائما قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صل الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ) ، ما أروعه من إيمان وما أروعه من يقين
٤- إعلم علم اليقين أن الله لايبتليك إلا ليسمع تضرعك وليغفر ذنوبك أوليرفع درجتك في الجنة ، فارض عن ربك
٥- الإنسان إذا لم يرض عن ربه فلن يكتمل إيمانه ، وحتى لو ملك الدنيا كلها فلن يرض أبداً للحديث : " من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط " ، وسيبقى ساخطاً على كل شي وسيعيش حياته في نكد وشقاء
... لذلك الواجب علينا أن نتدبر هذه الآية ونفهمها جيدا على ماتهدف إليه
... تأمل حياتك وركز فى كل ماحرمت منه أو أُخذ منك واسأل نفسك هل أنت راضٍ عن الله هل رضيت بقضاءه وقدره
... وكرر دائما : ربي إني راضٍ عنك فارض عني
... راقب كلماتك وتصرفاتك ، إذا كنت ممن لايتوقفون عن الشكوى للبشر والتذمر من حالك فاعلم أنك من أشقى الناس وأنك في خطر ، فراجع نفسك حتى لاتخسر دنياك وٱخرتك
... تقرب إلى الله بتسليم أمرك له وبكل مايزيدك حباً لله
... فإذا أحببت الله ورسوله أحببت قدره وجميل عطاءه وقضاءه
... أخى الكريم تذكر دائما : أن ماأصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك
... غفر الله لنا ولكم أجمعين
... اللهم اهدنا واهد بنا
... تحياتى ...



رِيمُ الْفَلَاةِ بقلم: الشاعرمحمد حسان

 


رِيمُ الْفَلَاةِ بقلمي / محمد حسان
أَبْصَرْتُ بِالْبَيْدَاءِ رِيمًا شَارِدَا يَسْكُبُ الدَّمْعَ مِنَ الْوَجْـدِ حَائِرَا
سَحَّــاءُ عَيْنـــُـــهُ يَذْرِفُ أَدْمُعَــا لِفِرَاقِ مَنْ يَهْوَى وَأَضْحَى غَابِرَا
حَالَ الْقَطِيعُ دُونَ وَصْلٍ بَيْنَهُمْ بَاتَ مَعَ الثُّرَيَّا يُنَاجِي سَاهِرَا
أَلَا مِـنْ مُجِيبٍ لِتَـضَرُّعِ هَـائِمٍ ذَابَتْ جُفُونُهُ دَوْمًا تَرَاهُ صَابِرَا
سَقَى الرِّمَالَ بِمُقْلَتَيْهِ تَأَلُّمَا فَاسْتَحَالَتْ لَهُ الْـوِدْيَانُ أَبْحُرَا
وَمَــا إِثْـمُهُ إِلَّا قَلْــــبٌ نَابِضٌ لَمْ يَتَّقِ سَهْمَ قَنْصٍ ظَنَّهُ عَابِرَا
فَاسْتَقَرَّ حَشَا الْفُؤَادِ لَهُ مَوْطِنَا غَـابَ عَنْ خُلْـدِهِ كَـوْنُهُ مُسَافِـرَا
صَــارَ اللُّبَابُ مِنْ يَوْمِهِ مَرْتَـعَا لِبَنَـــاتِ فِكْرٍ صَيَّرَتْهُ صَــــاغِرَا
لَا هُوَ بِالْبَطْحَاءِ يَلْقَى نَفْـسَهُ وَلَا إِلَى الْقَطِيعِ يَعِيشُ سَامِرَا كَذَا صَرْفُ الزَّمَانِ وَذَاكَ شَأْنُهُ وَمَا لِنَفْسٍ حِيلَةٌ فَتَظَلُّ حَائِرَا