بقلم نعيمة الحمامي التوايتي
تصدير:
يقول بودلير: "إنٌ النثر الشعري موسيقي، بدون إيقاع وبدون قافية، منساب مع الترددات الغنائية للروح، مع تموجات الحلم".
على هذه الترددات الغنائية للروح وتموجات الحلم نصافح
ديوان "وجهها الآخر الذي لا يعرفني" للشاعرة والسينمائية التونسية منى الماجري. هو باكورة أعمالها الشعرية. صدر عن الدار الثقافية للنشر والطباعة والتوزيع بتونس في 2021. ضمٌ 36 قصيدة نثرية في 90 صفحة.
قدٌم للديوان الشاعر ، الإعلامي عبد الحكيم الربيعي.
تضمن الديوان أيضا سيرة ذاتية مختصرة للشاعرة.
منى الماجري هي أستاذة متحصّلة على الماجستير في اللغة العربية. وممثّلة توٌجت بجائزة أفضل دور أوّل في المهرجان التونسي للسينما سنة 2019 عن دور "نازلي" في شريط" ولدي" لمحمّد بن عطة. شاركت بدور الأم في شريط " "حفيد عائلة مراد" للمخرج أيوب يوسف...
انفتح الديوان على تصدير لباسكال قينيار. وانغلق على مقتطفات شعرية.
تضمن أيضا اهدائا خاصا شمل الأصول والغصون . فى الاهداء، الذات الشاعرة حبَتْ نفسها وتشبٌهت بطائر دؤوب رحٌالة يتوق إلى الحرية والحركة على مكُوك سندبادي ، فذاتيتها لا تتحقق إلا بالحركة تقول الشاعرة من خلال هذا الإهداء. والحركة قد تكون رقصا روحانيات عبره تسمو إلى عالم نقي.
نتساءل عن خصوصية التجربة الشعرية لصدقتنا منى الماجري؟
إن الوقوف على هذه الخصوصية يستدعي منا الوقوف عند العتبات: أساسا عنوان الأثر وصورة الغلاف. سنُحاول القيام بمقاربة سميائية نسبر من خلالها مدى علاقة العتبات بالمتن.
العتبة الأولى: العنوان:
" وجهها الآخر الذي لا يعرفني." العنوان جاء مخاتلا
الهاء والأنا وعلاقة الصراع والصدام ، وغياب التجانس بين الأنا والهي, الآخر..
وجهها الآخر: الهي. الغائبة بالحضور في الأنا تعكس حالة من التشظي والانشطار تعيشها الذات الشاعرة
. الهي ذات.
والانا ذات ...ونحن ذوات...والمرأة نساء. يُخاتلنا العنوان منذ البداية ويُربكنا وفي الآن يحفزنا على ولوج النص للتعرّف على مناخات الكتابة الشعرية عند السيدة مني وسبر أغوار عالمها ويورطنا في السؤال عن الواقع النفسي والمجتمعي المتأزم الذي تعيشه الشاعرة. هذا الواقع الذي سبرته فنّيا من خلال عالم السينما والآن تسبره شعريا فالشاعرة توظف فنونا شتّى لتقصّي أعماق هذا الواقع الرديء وجعل منها ذواتات متعدٌدة بعضها لا يعرف بعضها فكانت الكتابة هي آليتها لمقاومة الضغوطات لتتعرّف الأنا عن الأنا في واقعها. الكتابة هي المنقذ. وهي الملجأ..السيدة منى تجعل من الشعر آلية للمقاومة والإنعتاق فهي تلتزم مع المتلقي بانها تقدم له شعرا كما جاء في التعريف الأجناسي للكتاب. هذا الكتاب هو ديوان شعر. فتبني من حروف الشين. والعين. والراء . رعشة وعرشا تلوذ بهما من غائلة الإكتآب والعتمة وكل ضروب القمع النفسي والمجتمعي وتسمو بها إلى عالم الهدوء والسلام وهذا يحيلنا على التصدير الذي وشّحت به ديوانها فالكتابة ليست غاية في حدٌ ذاتها. الكتابة هي الحنين إلى الفرح وإلى التحرّر من براثن البؤس والألم.
احتل العنوان أعلى الكتاب. خُطٌ باللون الأصفر الذي يحيل على النور والقوّة على الإنشراح وانتشار الضوء بكثافة .
جاء العنوان على خلفية فنية تمثلت في لوحة تشكيلية هي صورة الغلاف ,العتبة الثانية في الديوان.
في سيميائية الصورة والتواصل
صورة الغلاف؛ لوحة تشكيلية للفنانة الصديقة الشاعرة هاجر ريدان. موسومة ب" رحلة أمومة "
، تقدٌم لنا اللوحة مجموعة من الأشكال والألوان وشخصان: امرأة وطفل.
تفاصيل كثيرة تختزنها و استفهام يتشكٌل بفسيفساء الألوان وانسحاب مساحات النور والظلام وهندسة الأشكال التي توحي بالانشطار والتشظي
فللوحة دلالاتها التي تضعنا أمام إشكالية اللغة التشكيلية. فهي لغة مرئيّة متطوّرة
وتستدعي قراءات "
ومقاربات مختلفة، سسيولوجية ونفسية وغيرها من المناهج.
لكن تظلّ القراءة التشكيليّة هي الأقرب للعمل الفنّي لأنّها:
-1- تُمثٌل نسيج التواصل بين المتلقي والفنان
-2- تخترق " الظاهر " أي الحدسي المباشر
للكشف عن " الباطن" , عن الإيحاء والدلالات للوقوف على مختلف العلاقات بين العناصر التشكيليّة والأنساق التعبيريّة.
بيٌن"رولان بارث” في كتابه "مبادئ في علم الأدلّة"أن هذا النظام : " الظاهر / الباطن "هو أساس كلّ القراءات".
لذلك سنعتمد القراءة التشكيليّة في تناول صورة الغلاف
" رحلة أمومة" هي لوحة بين التشخيصي والتجريبي بتقنية زيت على قماش. أبعادها: 40/60
في مرسمها تحتل اللوحة موضعا هاما في مجموعتها التشكيلية وتُبرز طفلا ماسكا بأمّه. امرأة بوجه منشطر
فبدت بوجهين و تحيط بالجسد فسفساء من الأشكال" والألوان: الأزرق والبرتقال الذي يتخلّله اللون الأسود للشعر.
فما هو الخطاب الذي تريد اللوحة أن تمرره إلينا بلغة الشكل واللون و بحركات الخطوط و هذا التوزيع للظلال وهذا الانشطار القادم إلينا من عمق اللوحة،
وما هي علاقة اللوحة بالمتن؟
هذه الفسفساء من الاشكال والالوان ماهي إلا شظايا وانشطار. تعكس معاناة الإنسان عموما والمرأة خصوصا معاناة نفسية واجتماعية واقتصادية من نتائجها التشوهات التي اصابت الجسد. وادت إلى التشظي والانشطار.
تُبرز اللوحة إمرأة بكل ما فها من تلوينات. هذا التشظي والعلاقة بالآخر الذي جعل المرأة نساء والذات ذواتات في اللوحة هو أيضا ما يُبْرزه عنوان الديوان الذي بين يدينا فصورة الغلاف والعنوان متماهيان ومتناسقان لأنّ التشظي وتعدّد الذواتات هما التيمة المحورية للوحة وللديوان.
اللوحة تعكس إذا تجاذبا بين المرأة الأم والمرأة المبدعة في رحلة من التشظي والانشطار.
هذه رحلة عاشتها منى الماجري في " وجهها الآخر الذي لايشبهني" في مرحلتين. فكان التقاطع بين الرسم بالحرف والريشة متماهيا في انزياحات متعدٌدة
المرحلة الاولى: مرحلة المرأة الأم، الشمعة التي تنير درب الآخر. فالطفل في اللوحة ماسك بامه.يبدو متخفٌيا ومحتميا بها في الظاهر. لكنّ القلق الوجودي باد.والرؤى حمالة اوجه؟؟؟
إمراة: أُمٌ، زوجة مربية، حاضنة اجتماعية ...
و طفل: مشروع انسان, الآخر
المرأة يحرٌكها وعي معرفي ومجتمعي. تؤمن بالمعادلة التي تقول: طفل في بيىة سليمة يعيش في كنف الحماية والرعاية النفسية والاجتماعية =رجل يفكٌر وانسان يحمل قيما كونية. فاستبطنتها بعمق.
هذه المرحلة، عاشتها السيٌدة منى في الاسرة، بالوان متعدٌدة جعلت الذات تنشطر وتتشظى إلى ذواتات داخل العائلة وخارجها.
منى هي الزوجة والامٌ الحاضنة والمربية وهي الاستاذة ايضا.منى المتشظية في ذواتات مختلفة تعيش مع الآخر" الهو" ومن اجله ، في خدمته مرحلة تكون فيها الأنا المنغمسة في صلب اليومي تُكابد في محيطها القريب والبعيد تؤدي رسالة. تبني الجيل. تعِدٌ المواطن. والهوس بالنجاح: "نجاح "الهو" مرادف لنجاح"الأنا" تحدٌى يدفعها دائما إلى الامام
إنها مرحلة البناء.
ومرحلة ثانية هي مرحلة منى المبدعة التي توظٌف فنونا شتي في حقلها الابداعي. فهل
تستبطن اللوحة أيضا دعوة إلى أن يتوارى الطفل / الرجل إلى الخلف قليلا و أن ينصت كثيرا للمرأة، بعدأن احتمى بها ومنها نهل النفسي والثقافي والحضاري ليكون وليرتقي ويفسح لها مجالات الشان العام لتوظٌف ما راكمته من تجارب؟
إنّنا ننتقل إلى التمرٌد على المألوف والثورة عليه لتصرخ اللوحة بألوانها الصاخبة والشاعرة بحرفها المتمرّد في وجه الضغط المجتمعي الذي تعيشه المراة فيكباها ويكون من معيقات السمو النفسي والمادي.
.
اللوحة التشكيليةوالنص الشعري كلاهما خطاب
متمرّد ينسج رؤى ابداعية من الخطاب المتواري بالداخل.
رؤى ابداعية يُشكٌل جسدَها الحرف والشكل واللونُ. وتضاريسها حركةُ المسح و السحب على الألوان والصور الشعرية.
وكلاهما رسالة وصرخة تُذكٌِرُ بدور الفنون من اجل ثورة ثقافية تعيد تشكيل العالم من حولنا.
وإذا كان اللون الاصفر المشعٌ الذي كتب به العنوان يضيء شغف الشاعرة بلحظات الفرح المعتقة فإنٌ انفتاح الديوان
على تصدير لباسكال قينيار: "الكتابة ليست غاية في حد ذاتها. الكتابة هي الحنين لفرح ما"، يُرسٌخ ذلك.
شمل الديوان عناوين تدل على ألوان النفس المتقلبة
في صراعها الدائم بين ثنائية المضيء والمعتم.
فالقصائد في تماسكها تشكل صورا بنيت من تفاصل الواقع المتجذرة في الذاكرة ومن المتخيل فنفذت إلى العمق الانساني تبرز تجلياته الوجدانية والروحية وتنشرها من خلال تيمات متنوعة جعلت من الديوان بستانا شعريا نهل:
من الطبيعة ومن سلاسة اللغة
من الطبيعة نهل قصائد:
مطر، جفاف، بحر، حكاية البرد، صديقي المطر، شجرة التين، كنوز البحر، عين ونجمة، أنا والريح، رفقة الشمس". ووردت العناوين على شكل مفردة فكأن بالقصائد لوحات تحيل إلى التجريد
اما اللغة فهي أصل البناء ولا يستقيم أي نص أبداعي بدونها لأنها وسلة المبدع وآلية القاري والناقد رغم اختلاف زوايا النظر وطرائق التناول. فسلاستها عند الشاعرة والتخصيص من خلال الإشارة والإضافة، والمركبات العطفية لرسم علاقة الذات الحميمة بهذه العناصر الطبيعية تتجلٌلى من خلال القصائد التي تقترب فيها من عناصر الطبيعة: تستيقظ الروح وتنتشي بروائحها كالعطور والبخور. تلتقطها الشاعرة وتعود بها إلى اناها، إلى نفسها، إلى الذات.
انظر إليها في قصيد "مطر"ص 21
المطر، هذا المطر أعرفه جيدا
ففي كل زيارة له
أعود ركضا إلى نفسي، أطرق بابها بنفس متقطع
أعود إليها بعد تيه في أزقتها
عندما يطرق المطر بابنا، أشعر بالنوم يغشى عيني المندهشة أبدا.
صداقة حميمة مع الماء، الماء جزء أساسي في التكوين يوحي بالأمان والحياة .المطر ماء عذب نقي رمز أنثوي تندمج من خلاله في عالمها الذاتي. وتنغمس في الحلم إثر الإحساس بالارتواء. والبحر مثل الماء الأبوي فإذا كان المطر يبعث على الارتواء فللبحر روائح تنعش الروح وتبعث فيها الحركة والانشراح والفرح
فهو يفيض بروحانياته فيجعل الجسد ليٌن وخفيف فيتحرك كما الروح.
.
قصيد البحر ص34
اشتهي البحر
يقف على الباب
يرتدي جلبابه
ذاك الذي يخبئ روائح العيد
اشتهي البحر يفتح ذراعيه
يقول لماذا تأخرت
فنحن دونك والعيد نكون بلا عيد
وتغمرني رائحة البخور
تغمرني رائحة الجامع
تفيض علي محبة ذاك البحر
يتحوٌل ماء المطر إلى رمز أنثوي وماء البحر إلى رمز ابوي في "تجاذب بين الماء والنار. فماء البحر دافئ عميق كذاكرة قديمة للرحلات البحرية والعبور والرحيل والعودة. وظل ملاذا للحلم والانغماس اللاوعي حد اشتهاء الغرق. " الناقدة هيام الفرشيشي"
ما أجمل أن يشرق الزورق بالشمس العارية تتغنج للماء
لا بأس إن غرق، فما أجمل أن نغرق
على رقص، على بلسم ودفء وبعض رواء.
"وهو اندماج رمزي يحيل على سعادة الجسد في اندماجها مع نشوة الروح، مضيفة إليه عنصر الشمس كقادح لاندماج الحلم بطاقة الحركة. فالبحر يجب أن يكون مضيئا لأنه يستوحش الظلام: "
البحر يخاف الظلام
يتسول قبسا."
- الوطن حضر في أكثر من قصيدة
منها:
"يا وطني، وطن وجندي، جمهوريتان، فينق، هذه البلاد، شمل".
وتعبر منى الماجري عن همومها الوطنية. في نص "وطن وجندي" ص 70على سبيل المثال. وتكشف عن موقف ذاتي، تبرز من خلاله الذاتية الشعرية المباشرة للوعي المنظم، والتشكيل المرئي، وإدراك أيديولوجي. من خلال حسها الشعري وشدة وعيها بقوة الحرف وقدرة الشعر على المقاومة
باتت تطرز له قميص الصوف
ولما استيقظت وجدته نائما في العراء
ومهدت له فراشا حذو النجوم
عند الصباح وجدته في خرابات البناء..
جندي يطوي ركبته يهيء بندقية
والوطن في الحانة يقبل ساق عاهرة عند المساء.
تبدو الصور ، واقعية، ، فالجندي ينام في العراء في الأماكن المهجورة، يطوي ركبته وهو يهيئ البندقية. هو ينكر الذات من أجل حماية الوطن، بينما هناك من يتاجر بالوطن ويقبض لينفق أموال العمالة على النساء المدنسات. ثنائة الدنس/ الطهارة وتستعمل مفردة أخلاقية "عاهرة" لتدل على سقوط القيم الوطنية. وهي بذلك تحمل هما وطنيا إزاء الخيانات والنكبات. وتشير إلى الارتفاع (النجوم) مقابل السقوط (الحانة)، حتى الوطن فقد صفته القدسية وانغمس في الرذيلة. مما يدل على انتفاء هذه القداسة لدى البعض، في المقابل يعيش الجندي في العراء يذود عن وطن وقع تدنيسه.
"وجهها الآخر الذي لا يعرفني" لمنى الماجري يتدرج بنا من الصور المألوفة والمتخيلة إلى اللاوعي لتبرز من خلاله أحاسيسها وحالاتها الوجدانية المتعددة. مستدرجة صورها الموغلة في الخصوصية وفرادة الخيال. لأنها تدور حول ذاتها الخاصة، وتصويرها من الداخل:
كان الفضاء حالكا
وكان رجلا يتسلق الحائط
يشرئب إلى مربع النافذة
المحاطة بالضوء
وكان يقشر الإطار
كأنه يقدح قبسا وقبسا لبقية الظلام.
- ومن ألوان النفس ومعانيها المتقلبة ابين ثنائية المضء والمعتم: قصائد:
"الأحمر والأسود، مدرسة الحب، حلم، مخاض، عند المساء، أنا الصيادة، زاوية للفرح، اكتمال، جوارح مرهقة".
من وعلاقة بالأخر المختلف قصائد:
"زائر، عبق العابرين، ذاك الراحل، خطى وسط الطريق، فوانيس، قهوة العمر، رصيف، سماد، طوفان، كورنا". ولم ترد هذه النصوص مرتبة في عناوين كبرى
ترسم صورا ابداعية من داخل الذات من حلمها المتيقظ في فضاء البحر
ففي قصائد "وجهها الآخر الذي لا يعرفني" نرى الشاعرة، في سخرية سوداء، تتعرّض إلي عصرنا المعولم الذي أفقدنا لذة الكتابة الشعرية وكأنها تدعوه إلى التوقف فالشعر سمو وحياة واكتشاف
تقول الشاعرة في قصيد "قهوة العمر":ص53
والقهوة شربناها على عجل
لم نعرف، لم نعرف أبدا لذة الاحتساء
… ونحن ندافع الزحام، ضاع ضوع القهوة وأثر سكرها
فالروح الشعرية تجد ملاذها في الروح العميقة المتأملة لا في الجسد لأنها تحررها
نجدها تمزج بين جمال الصورة الطبيعية وخيالها. وترسمها بوجدها ثمّ تقدمها للمتلقي شهية أنظر نص "شجرة التين" ص 65 التي اتستحضرت صورتها الحسية المتخيلة. فرسمت لوحة تشكيلية بديعة مزجت فيها جمال الطبيعة وصورة الانسان فأنسنتها
نعم لشجرة التين عيون عسلية
وخدود خضراء، أو هي وردية
عند كل مساء ينهل من عطرها...
إن الاختناق الفردي يصنع الاختناق الجماعي، نحتاج إلى الشعر لأنه قيمة «إذا كان النثر يمثل ظل الكتابة فالشعر جوهرها»، تتوج تجربتها المتميزة التي عرفت
إن الفنون عامة والشعر خصوصا هو إثبات للوجود وتحقيق لإنسانية الإنسان.
نعيمة الحمامي التوايتي اديبة وناقدة من تونس