الأحد، 1 ديسمبر 2024

قصة قصيرة أنقراض الأسود للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل

 قصة قصيرة 

أنقراض الأسود 

للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 


الصدمة الأولي في حياة الشبل الذي ملك الغابه لهيبه والده ملك الغابه أتته مبكرا حيث وقع الأب درغام في شراك الصيادين الذين باعوه لأحد الأمراء الذي بدوره أهداه إلي حديقه الحيوان بالعاصمة 

أصبح شبل ذلك الأسد الصغير بلا أب بين ليلة و ضحها و لم ينتهي الأمر عند هذا الحد بل تزوجت والدته بعد فترة قصيره من الأسد ليث ذلك الأسد الذي يتزوج كل لبؤه مات زوجها أو تم اصطياده 

وأصبح شبل يعاني من الوحدة بعد أن تركته والدته وحيدا في الغابه ،لم يتحمل أن يري والدته في رفقه ليث الذي حل محل والده وأصبح مطلوب من شبل أن يبحث عن طعامه بنفسه رغم صغر سنه و ضعف بنيانه مقارنه بالفريسه التي من المفترض أن تكون وجبته  

هنا قرر شبل أن يتوجه إلي السيرك الدائم في المدينه المتاخمة للغابة للعمل هناك فقد ضاقت به الغابه بما رحبت 

خاصه أنه  والده نصحه مرات بالابتعاد عن حافه الغابه حتي لا يتم اصطياده و تسليمه للسيرك ليكون فقرة مسليه من فقرته 

استقبله المدرب بتحفظ شديد و بدأ في تعليمه و تدريبه بعنايه فائقه و بالفعل شبل استوعب التدريبات بسرعة كبيرة و دخل في العروض و أبهر المدرب و الجمهور لما له حضور و شخصيه و مهاره و حركات غير متوقعه لا تناسب مع كونه أسد 

كل هذا حتي يستطيع الحصول علي طعام جيد و يهرب من الأحداث الداميه التي ظهرت حياته في الغابه 

فضل أن يكون فقره في السيرك عن العيش في الغابه مضحيا بحريته حتي يقتات و ينسي زواج والدته من ليث 

و كذلك فقدان والده 

مرت الأيام سريعا و كبر شبل و أصبح ادائه غير مرضي 

و بدأت اداره السيرك في التملل منه و معاملته بطريقه لم يعتادها منهم من قبل 

تذكر في يوم العرض أن والده ووالدته ضحايا للبشر 

هم سبب تشريد أسرته عندما تم اصطياده والده 

و هم سبب زواج والدته من ليث

وهم سبب معاناته في الغابه بعد فقدان أسرته 

كل ذلك بسبب البشر

تذكر كل هذا في لحظه واحده و شعر بهياج شديد 

جعل كل من في العرض يفر منه بطريقه عشوائيه 

أثارت رعب الجمهور الذي خرج من السيرك مهرولا كل يحاول أن ينفذ بجلده 

تم غلق حلبه العرض علي شبل و تم رشقه بحقنه مخدرة 

جعلته في عالم اخر لم يشعر الا وهو داخل قفص 

ضيق في حديقه حيوان العاصمه 

في البدايه تعجب من المكان و حاول تذكر ماحدث و لماذا وصل إلي هذه الحاله من الهياج ربما احاسسه بالظلم أو معاناته و ترسبات نفسيه ألمت به في لحظه معينه 

و لكنه فرح لانه سيكون قريب من والده الأسد درغام 

و بمجرد أن اقترب منه الحارس لامداده بالطعام 

سأله عن الأسد درغام 

نظر إليه الحارس في أسى و سأله هل تعرفه 

أجاب شبل بحده نعم إنه والدي 

دمعت عيناه و هو يجيب لقد توفي منذ يومين 

و أصبح قفص الأسود فارغا 

واداره الحديقه تعرضت لحرج بالغ بسبب عدم وجود اسد بها و لكن ما حدث في عرض السيرك من يومين أخرجها من هذه الورطة  و تم نقلك لحديقه الحيوان للعمل بها بعد أن أصبحت خطرا علي العاملين في السيرك و الجمهور أيضا 

انهار شبل عندما علم بوفاه والده و أن هذا القفص هو القفص الذي سكنه الوالد لفتره طويله 


ها هو قد ترك   الغابه حتي يهرب من الذكريات 

ليأتي إلي هذا القفص ليظل حبيس الذكريات حتي تنتهي حياته كما انتهت حياة والده من قبل 

امتنع عن الطعام حتي هزل جسده و أصبح لا يهتم بالزوار ورواد الحديقه بل يجلس بجانب الحائط شارد الفكر مدمع العين ينتظر النهايه 

و عندما ازدات حالته سؤ عرض علي طبيب بيطري تخصص حيوانات مفترسه 

أوصي أن ينتقل شبل إلي قفص اخر و يتم زواجه من لبؤه صغيره تخرجه من الحاله النفسيه التي يمر بها 


لم تستطع اداره الحديقه تغيير القفص لتعقيدات روتينيه و اداريه و لكنها وفرت له زوجه صغيره و جميله 

لم يستطع شبل الاقتراب منها ربما تذكر والدته التي تزوجت من ليث بمجرد اصطياد والده 

ربما خشي أن ينجب اشبال يكون مصيرهم مصيره بين القضبان 

كلها افكار ترددت في ذهنه و هو يراجع شريط حياته 

حاولت أن تتقرب منه و لما حكي لها ما يدور بفكره 


امتنعت  عن الطعام هي الأخري وفشلت كل المحاولات لاطعامهما 


في تلك الأثناء زار الحديقه أعضاء من جمعيات الرفق بالحيوان و ولاحظ الجميع الحاله المزريه التي ألمت بالإسد شبل ورفيقته قادت تلك الجمعيات حمله ضخمه في الصحف و السوشيال ميديا تندد بالأهمال الشديد الذي لحق لحيوانات الحديقه 

و تم رفع الأمر للمسئولين الذي قرروا لتهدئه الرأي العام بعد كل محاولات إخراج الأسد و رفيقته من الحاله النفسيه السيئة التي إصابتهما و بعد كل جهود الجميع لعلاج الأمر 

بيع الأسد و رفيقته لأحدي الغابات المفتوحه التي يملكها رجل اعمال شهير 

في الطريق مات الأسد 

و تزوجت رفيقته من أسد آخر في الغابه المفتوحه



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق