الثلاثاء، 10 ديسمبر 2024

سماء واحدة لا تكفي لجناحين بقلم الكاتبة راضية بصيلة

 سماء واحدة لا تكفي لجناحين

==================
سماء واحدة لا تكفي لشُباك
عند الظهيرة.. شباك مفتوح
لا ذكرى،
لا أحد يجيء أو يروح...
لا أفق يُرى،
الغيوم تتسلل بين أصابعي،
أجنحة واهنة ترتجف،
تجدّف عبر هواء ثقيل،
كأنني إيكاروس جديد،
أسير بجرح الوقت نحو شمس
لا ترحم العابرين.
عند الظهيرة.. شباك مفتوح
لا ذكرى،
لا أحد يجيء أو يروح...
الصمت يحيطني،
كظل يتمدد بين اللاشيء
وأجنحة محطمة.
ذكريات هنا،
ظلال غروب
ووجوه تطفو لتسقط
في هاوية النسيان.
حنين ثقيل
يتدلّى من أغصان الفراغ
كثمار مرة،
لا تُقطف.
عند الظهيرة.. شباك مفتوح
لا ذكرى،
لا أحد يجيء أو يروح...
غمست قلبي في ركوة النسيان،
فعاد كأسود القهوة،
فجرت فقاعاته لحن الموسيقى القديمة.
كلما هممت بالهرب،
عاد طيفك،
ريحًا تعصف بماء راكد،
تحرك الرماد الساكن في داخلي.
عند الظهيرة.. شباك مفتوح
لا ذكرى،
لا أحد يجيء أو يروح...
أنا إيكاروس الذي قطع مسافات الغياب،
دفن أضلعه بيده،
ثم صففها جناحين جديدين،
رطوبتها فضحت عاهات قديمة.
وما عدت أعرف طريق العودة.
أسافر على ظهر غيمة..
كلما أوغلت في حرج الوقت،
تردد صدى الشادي:
“ويح الحريق،
حين يصبح الرماد
لغة للعاشقين.”
عند الظهيرة.. شباك مفتوح
لا ذكرى،
لا أحد يجيء أو يروح...
وجدتني أقف أمام الشباك،
مرايا مهشمة لا تعكس وجهي،
ولا وجه الحريق،
غابة من اللهب
تسافر بلا جذور،
تخدش الهواء،
تبحث عن سماء أخرى،
سماء...
غير تلك التي أسقطتني.
......
راضية بصيلة
Peut être du pop art


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق