الأحد، 1 ديسمبر 2024

خواطر وتأملات سليمان ... ( ١٨٣١ ) بقلم الكاتب سليمان النادي

 خواطر وتأملات سليمان ... ( ١٨٣١ )


"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ "

التوبة ١١٩


فرق شاسع وكبير بين أن تكون وجودي تؤمن فقط وتسلم للنظريات المجردة ... 

وأن تكون مؤمنا يملئك الشعور بوجود الله تعالى وأنت تعترف بحقه في أن يكون الحكم له وانه واضع المبادئ التي يجب الانطلاق منها ، وشرع الحدود التي يجب الوقوف عندها .... 


المؤمن حين يتعامل مع غيره مثلا هو ينطلق من معرفته بالله ويؤمل ما عنده ، فتجده صادق في طاعته ويرتفع بإيمانه الي فضيلة الصدق مثلا ، طاعة لله أولا وطمعا فيما عند الله جزاءا للصابرين ... 


وأما هذا الوجودي الذي يؤمن بنظرية الصدق للصدق ، فتجد أن غاية أمله أن يكون صادقا في معاملاته مثلا ، ولكنه لا يعبد الله حين يصدق أو يؤمل فيما عند الله ... 


هو لا يرى الصدق أنه انقياد وقيام لحق الله عليه أن يكون الصدق فضيلة يثاب عليها ، إنه يعمل بناء على قناعته النفسية أو الاجتماعية في أن يكون صادق وفقط ... 


هو متجرد من أي وجدان أو مشاعر تربطه برب السماء ، علاقته واهية بينه وبين خالقه ، ولذلك تجده سريعا ما يهتز وينهار إذا كذب عليه أحدهم ويقول لم يعد في الناس خير لأنهم يكذبون ، وتأخذه الحسرة والندامة أنه كان صادقا معهم في حين أنهم كلهم كذبة وخداعين ... 


أما حين تكون مؤمنا وخدعك أحدهم ، فأنت في بحبوبة الطمأنينة لأنك واثق أن الجزاء ليس عند الناس ولكنه عند الله حين الرجوع إليه ... 

"لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا "

الأحزاب ٨


سليمان النادي 

٢٠٢٤/١٢/٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق