الأحد، 1 ديسمبر 2024

عاتبته قائلةً : بقلم غياث خليل

 عاتبته قائلةً :

" لماذا أهملتني !؟

  لقد كنتَ بخيلاً هذا الشهر

  فرسالتكَ المئة لم تصلني إلا بعد اكتمال قمره "

فقال لها تاركاً فصاحته وراءه :

" إذا صرت خَجَلْ بتحطيني ع خدودك !؟ "

ابتسمَتْ بحزنٍ فًأردف :

" خبّئيني خلف ابتسامتكِ الحزينة كما تُخبئ الغيمة العاشقة قمر أيلول ".

فأنا يا صغيرتي :

" كلّما ازدتُ عمراً نقصَتْ مناعتي في مواجهة الحنين ".

***

أرسلَتْ له :

" الزهايمر الإرادي مرضٌ أحتاجه بشدة لأكون قادرةً على الحياة بغيابكَ "

أرسل لها :

" أبحث عن حبّ امرأةٍ تمحوكِ من متحف القلب وسجلات الذاكرة "

***

قالت :

" كم هو مؤلمً أن تُهدي امرأةٌ - دون أن تدري - لرجلٍ تحبّه امرأةً أَحبَّها ! ".

قال :

" أتعلمين لماذا أعشق الخريف !؟ "

نظرَتْ إليه بتساؤلٍ صامتٍ.

فأجاب :

" لأنه يعرّي حقيقة الأوراق ".

***

أَغضَبَها

فكتبَته بأحمر شفاهها على جبين مرآتها

وحطمَتها بكيد امرأةٍ حاقدة.

التقطَتْ صورةً

ثم أرسلَتْ له

(قتلتكَ).

وصلَته رسالتها

فانتقم من صورتها التي تنام بصدر هاتفه

وحين حاول أن يُرسل لها

(مزقتكِ)

كان هاتفه شظايا رسالتها

فانتصر كيدها الأنثوي على رعونة ذكوريته.

***

كان لا بدّ من رحيلها 

لم تقل شيئاً

فقط أشبعته بالذكريات

***

مشبعةً بالغرور

وبمنتهى الغطرسة والأنانية

عادَتْ.

فتحَتْ جرح قلبه من جديد

اطمأنَّتْ على مكانها به ورحلَتْ.


بقلمي 

غياث خليل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق