الخميس، 12 ديسمبر 2024

النظرُ الثاقب .. في عواقبِ الموجَبِ والسالب شعر الأديب : يونس عيسىٰ منصور ...

 ✳️ النظرُ الثاقب .. في عواقبِ الموجَبِ والسالب ...✳️

مهداةٌ إلىٰ أستاذنا وشاعرنا العربي التونسي الكبير الدكتور الطاهر مشي المبجل :

هِيَ الأحداثُ تُنذِرُ بالقيامِ

تَهبُّ هبوبَ شاربةِ المُدامِ

تُناورُ بالحُلومِ وتعتليها

كتائهةٍ تسيرٍ بلا نظامِ

عجيباتٌ غريباتٌ فِطامٌ

كمولودٍ يُهَدَّدُ بالفطامِ

وما أنا والسياسةُ في انْسجامٍ

فَحُكْمُ الشعبِ قامَ بلا انْسجامِ

جُذامٌ ثوبُها جيلاً فجيلاً 

وقاكَ اللهُ من ثوبِ الجُذامِ

إذا حَكَمَتْ أُناسٌ نصفَ عامٍ

يُحاسبُها أُناسٌ ألْفَ عامِ !

فما ليْ إنْ طغىٰ هٰذا وهٰذا !؟

ألا بُعْداً لِهٰذَيْنِ الطُّغامِ ...

صغارُ الناسِ تهتفُ للعظامِ

وماتدريْ بمَخْفِيِّ المَرامِ

أرىٰ أنَّ السياسةَ إن حَواها

كريمٌ صار من صِنْفِ اللئامِ ...

ضَياعٌ دربُها تَيْهٌ مَداها

قَتولٌ سهمُها من غيرِ رامِ

ضحاياها سجونٌ نائماتٌ

تَرىٰ التحريرَ طيفاً في المنامِ

تَرىٰ آثارَها ثأراً عضوضاً

تَهِبُّ مِنِ انْتقامٍ لانْتقامِ

مَسَكتُ لجامَها سبعينَ حَوْلاً

فلم أحصُدْ عدا خِزْيَ اللجامِ

 وكنتُ أعُدُّها مجدَ انْتصاريْ 

فلم أربحْ سوىٰ عارِ انْهزاميْ

وقد شاهدتُ في بلدي شبيهاً

لما قد حلَّ في بلدِ الشآمِ

فلم أُدْهَشْ ولم أعْجَبْ فهٰذي

شبيهاتٌ لتلكَ وبالتَّمامِ

ومَنْ يقرأْ مساراتِ الأوالي

يَجِدْ فيها نظيراً للحِطامِ

إذا لم تمتلكْ قَدَماً ودَرْباً

لَعَمْرُكَ كيفَ تمشيْ للأمامِ !؟

وإني قد سُجِنتُ سنينَ تِسْعاً

عِجافاً .. نِصْفُها نِصْفُ الحِمامِ

بلا ذنبٍ .. ولكن سَوَّقَتْنا

كما سِيقَ الحلالُ إلىٰ الحرامِ 

لذلكَ كُنْ بعيداً واجْتَنِبْها

تَعِشْ دُنياكَ في أبهىٰ سَلامِ

وإنْ شئتَ السموَّ فَدَعْ أذاها 

تَنَلْ مجدَ العُلا .. والمجدُ سامِ

وإنْ خدعتْكَ فلسفةٌ وفِكْرٌ

ومنطوقٌ بفذلكةِ الكلامِ 

فسوفَ تفيقُ من حُلُمٍ وتَبكيْ

وتَندمُ إذْ رَكِبتَ بلا زِمامِ

ومهما ساقَكَ الأملُ ارْتياحاً

تكنْ إنْ رُمْتَها عِبَراً لرامِ

وإنْ راوغْتَها ونأيتَ عنها

تكنْ غَرَضاً لراميةِ السهامِ

تُجَرُّ وإنْ تكنْ ممنوعَ صَرْفٍ

بلا فَتْحٍ يَقيكَ .. ولا انْضِمامِ

وتُهديكَ المنونَ بِشَرِّ طُعْمٍ

وَرُبَّ مَنِيَّةٍ بين الطعامِ

ومَنْ يَبصُرْ تواريخَ الخواليْ

يَجِدْ ماخلْفَها مِثْلَ الأمامِ

إذا كانَ الوئامُ بها اعْتقاداً

لَعَمْرُكَ كيفَ تُؤمِنُ بالوئامِ !؟

وإنْ أمْسَ الغرامُ لها انْتماءً

بربِّكَ هل ستأنسُ بالغرامِ !؟

حُسامُكَ في الوغىٰ عقلٌ خبيرٌ 

حُسومٌ في الملاحمِ كالحسامِ ...

بهِ تَحتلُّ عاصيةَ اللياليْ

وتَهزِمُ فيهِ أرتالَ الظلامِ

فجاهدْ واعْتصِمْ باللهِ صِدْقاً

فنيلُ الطيباتِ بالِاعْتصامِ 

فخُذْها حكمةً مِمَّنْ وَعاها

تَعِشْ في مأمَنٍ بين الأنامِ ...

✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️

شعر : يونس عيسىٰ منصور ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق