الثلاثاء، 3 ديسمبر 2024

قصة قصيرة أنا وهن و أخر أيام العمل للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل

 قصة قصيرة 

أنا وهن و أخر أيام العمل 

للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 


غدا سيفتح باب المعاش المبكر و أنا في حيرة ما بين تقديم أوراقي أم أكمل خدمتي إلي النهايه 

أبحث عن حياة جديدة بعيده عن الروتين و الملل و انتظم في صلاتي التي أهملتها  كثيرا و استعيد علاقاتي الاجتماعيه التي انقطع بسبب ضيق الوقت ، المعاش جيد يكفي اسرتي الصغيرة فقد تزوجت ابنتي تم ابني فهو في نهايه المرحله الجامعيه و لديه عمله الخاص الذي يوفر له  مصروفه الشخصي ،

ما جعلني متردد تلك المساعدات الماليه التي اقتطعها من مكافآت العمل لمساعده جارتي الشابه نسمه التي هرب زوجها منذ سنوات و تركها مع أبنائها بلا عائل 

و حنان الأرملة تلك السيده التي جاوزت الاربعين و ليس لديها دخل أو معاش لأن زوجها المتوفي عامل يوميه ليس له تأمين و تربي اولاد صغار في مراحل التعليم المختلفه 

وليلي فراشه المكتب التي كنت أمنحها أذن يومي للخروج من العمل في بدايه اليوم لتعمل خادمه في البيوت لمساعده زوجها المريض الملازم الفراش 

صراع شرس يدور داخلي فمعني تركي العمل هو ترك هؤلاء السيدات للمجهول 

و لكن قدراتي الصحيه و التقدم في العمر و محاوله اللاحق بما تبقي من العمر يعزز رغبتي في الراحه 

اعددت الاوراق المطلوبه للتقاعد ووضعتها في درج المكتب و غادرت المكان متجها إلي المنزل 

و في المساء تسرب الي شعور بالراحه أن تلك اخر ليله في رحله العمل الشاقه التي امتدت لسنوات 

و بالفعل ذهبت إلي مخدعي و أغمضت عيني لأذهب في سبات عميق ربما لاول مره أخلد للنوم بهذه السرعه 

و هذا العمق 


وسط دخان كثيف وضباب تلوح لي نسمه و قد ضاق بها الحال حتي أصبح بيتها مرتعأ لراغبي المتعه الحرام مقابل المال فهي جميله و صغيرة السن و ليس لها عائل و قد فقدت الامل في عودة زوجها 

و علي ناصيه الشارع تقف حنان تبيع المخدرات للشباب 

حتي تستطيع أن تأتي بمصاريف الدراسه لابنائها و أصبح دولاب حنان من اشهر دواليب المخدرات في المنطقه 

أما ليلي فقد وقعت في براثن المدير الجديد المعروف عنه انحرافاته النسائيه و أقام معها علاقه غير شرعيه للسماح لها بالخروج من العمل في أوقات مبكره من اليوم للعمل في المنازل و يوم بعد يوم سمح لها بأن نبيع السندوتشات و المثلجات في المصلحه مع تخصيص غرفه مميزه لها للبيع 

و امدادها بالمال المطلوب لشراء البضاعه مع اقتسام الربح معها  .


استيقظت من نومي فزعا علي صوت المنبه ، ارتديت ملابسي بسرعه و ذهبت إلي العمل مكررا أن أستمر في العمل أيما الاجلين قضيت 


استدعاني المدير العام في الصباح و بمجرد دخولي 

من البوابه الكل يخبرني بسؤال المدير العام عني و طلبه التوجه إلي مكتبه بمجرد وصولي العمل 


و بالفعل اتجهت إلي مكتب المدير العام الذي أخبرني بقرار تعييني مدير عام المصلحه نظرا لأنه  حصل علي موافقه التقاعد اليوم من الوزارة  وهو يجهز أوراقه لتقديمها إلي الوزارة و رشحني لمنصب المدير العام بدلا عنه


مع المنصب الجديد و ازدياد الدخل بصورة كبيرة 

قررت الزواج من حنان الأرملة 

و السعي مع نسمه لخلع زوجها الهارب علي اتزوجها و انا مع حركه الترقيات القادمة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق