خواطر بلا قيود ....
بقلمي/ محمد حسان
إن النقس الإنسانية عالم يحتوي الكون كله بين جنباتها، تتأثر بكل موجوداته الحسية والمعنوية، فهذه النفس وعاء لكل المعاني التي تسطرها كلمات الزمن ومرآة لكل مجريات الأحداث التي تصيبنا مفرحة كانت أو حزينة، فنفوسنا مدونة لما يمر بنا من حوادث ولما تخطها على صفحات مشاعرنا وأحاسيسنا الأيام، وكل ما يدونه الإنسان من مشاعر وأحاسيس وكذلك كل ما تجود به قريحة القلب من كلمات ماهي إلا ما يعلو السطع بعد امتلاء القاع، فما نعبر عنه ما هو إلا خلجات وخواطر نابعة لهذا التفاعل الذي مسرحه النفس وما شعرت به وبين ما تسطره الأيام والليالي على صفحات أحاسيسنا وقلوبنا، ومهما نحاول مسايرة موكب الحياة نجد أن بعض أفعالنا دون وعي منا تبوح بما تحتويه من مشاعر ألم وحزن؛ لقلة ما يفرحنا مع وجود العقل؛ لأننا بعد الوصول إلى مرحلة التمييز وما يدعونها مرحلة العقلانية _ وليتنا لم نصل لهذه الحقبة العقلانية التي تكون شاهدا علينا لا لنا_ نرى ما كنا لا نتوقع أن نراه وكل ما نحاول أن نعبر به عما خالج مشاعرنا وأحاسيسنا من هذه المعاني والكلمات التي دونتها الأيام والليالي؛ بل حفرتها يد الأحداث والعوارض المختلفة على لَبِنات قلبي الإنساني، فكل ما يدون من خواطر وخلجات ما هو إلا أصداء وانعكاسات لمعاني هذه الأحداث التي كان مسرح أحداثها هو القلب والأحاسيس، ورغم محاولة العقل ليكون متصديا ومهيمنا على هذه المشاعر والخلجات ولا يريد أن يُخرج منها إلا ما برتضيه ويشعر بهيمنته عليه؛ إلا أن نفسي وما تشعر به بين جوانحها لم تقبل إلا أن تكون تلك المشاعر والخواطر حرة دون تقييد أو هيمنة عقلية، لتكون صافية الصدق لا يشوبها أي تشويش ، أو أدنى تدخل حتى لو كان من نفس عقل مَن يحمل هذه النفس، لأني أحببت أن تكون خواطري ومشاعري وأحاسيسي طائرا يحلق حيثما شاء، ويحط ترحاله أينما شاء وحيث شعر بأن يفعل ما يصبو إليه في فضاء عالم الصدق؛ لأنني أؤمن بأن تعبيري بقلم الصدق الإنساني سيمس وتر قلوب مَن يحلقون معي ويملكون الإحساس بهذه التفاعلات، ويريدون التحليق معي في التعبير عما سطرته الأيام والأحداث، ولكنهم لا يملكون قلم التعبير، فكثير منا يملك الإحساس بمعاني كلمات الزمان وأحداثه؛ ولكن لا يملك القدرة على التحليق، فأرجو أن أكون رسولا عن كل مَن يحاول التحليق بخواطره ومعانيه ولا يملك الجناحين حتى أعبر عنهم عما يدور بخواطرنا وأحاسيسنا, وأدعو الله أن يوفقني لما يحب ويرضى وأكون جديرا برسولية التعبير الإنساني بخواطري وخلجاتي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق