قصة قصيرة
براءة
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
مرت سنوات عديدة اجمع الأموال في الغربه حتي احقق احلام اسرتي وكلما حققت هدف انتقلت بدون أن أشعر إلي هدف آخر بدايه من المسكن و السيارة الفارهة مرورا بمصاريف التعليم الانترناشونال ، أصبح المال مثل ماء البحر كلما ارتويت لا يزيدك الا عطشا.
في الرياض وفرت المدرسه التي اعمل بها شقه صغيرة
انطلق منها بعد انتهاء اليوم الدراسي للعديد من الأسر لإعطاء الدروس الخصوصيه ومن خلال عملي كمدرس تعرفت علي الكثير من الحاليه المصريه المقيمه بالرياض
الأطباء منهم و المهندسين و كنا نلتقي كثيرا يوم الراحه داخل كافيه معروف للمصريين
لم أغادر الرياض منذ سنتان خوفا من إنهاء عقدي و اكتفيت بإرسال المصاريف للاسره خاصه مع دخول الابناء جامعات خاصه أجبرتني علي الاستمرار هنا و تشجيع الاسره علي استكمال مسيرتي في الغربه رغم الوحده التي تنهش ايامي و أصبحت أله تعمل بلا توقف
في تلك اللحظات رشح لي احد الاصدقاء سيدة سعوديه صديقه لزوجته تعمل مدرسه رياض اطفال مطلقه لعدم الانجاب للزواج بها خاصه أنها علي خلق و تدرس لأبنائه في رياض الاطفال و ذات دخل متميز و لها مسكنها و لا تمانع في زواج المسيار . لم أتردد في قبول الفكرة من حيث المبدأ حيث أنني أعاني مثلها من الوحده و الملل
و الحل الأمور مهيأة للزواج بها حيث أن فارق العمر بيننا مناسب فأنا علي مشارف الخمسين و هي في بدايه الاربعينيات كل ما يقلقني ربما لا تكون علي درجه الجمال الكافي وطلبت منه ترتيب لقاء بينا في اقرب وقت حتي اقطع الشك باليقين
و بالفعل يوم العطله دعاني للغداء في منزله و هي أيضا أتت معطره الملابس و تضع بعض الكحل في عيناها
و في وجود الصديق و زوجته رفعت النقاب
هي بالفعل مقبوله الشكل حلوه الحديث خفيفه الدم
وافقت بكل ترحاب أن تكون زوجه ثانيه و أن يكون الزواج مسيار مع موافقه أسرتها
و بالفعل انتقلت لمنزلها و عشنا اجمل أيام حيث أفضت علي من الملابس و الهدايا و العطور
معظمها تم شحنها إلي مصر للاولاد
و لاول مرة منذ سنوات أصبحت زبون دائماً لأحدي الصيدليات الشهيرة التي تبتاع الفيتامينات و المقومات المستورده حتي أتي اليوم الذي أخبرتني أنها حامل
لم اصدق الخبر في البدايه خاصه أن صديقي أكد لي انها طلقت من أجل الانجاب و أن زوجها تزوج مره أخري و له العديد من الأولاد
ورغم قلقي من الخبر إلا أنني شعرت و لأول مرة منذ سنوات عديده بالفرح و الغبطه فقد أصبح لدي ابن بعد هذا العمر و أن هناك رابط قوي أصبح بيني و بينها
و آتي الأبن و سميته براءه
صممت زوجتي علي اضافه اسمها و اسم ابنها في جواز السفر
و رغم اعتراضي الشديد علي تلك الخطوه خاصه أن الاسره في. مصر لا تعلم بهذا الزواج
سألتها هقول ايه لزوجتي و اولادي في مصر لما يسألوا
مين ده و أشرت إلي ابني
ردت في عصبيه قولهم براءه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق