الاثنين، 2 ديسمبر 2024

لا يكفي بقلم الكاتبة راوية شعيبي

 لا يكفي

راوية شعيبي

__________

لا يكفي 

 أن تقرأني فحسب

عليك أن تفهمني و تتفهم

تلك الفواصل التي أرسمها دون سطر

عليك أن تشعر بشتاء السطور

و برد الضمور

و حرارة الصمت

بين جملة و أخرى

عليك أن تعرف 

كيف تنفعل الكلمات 

على أريكة انتظارها

للحظة مخاض الحروف

و كيف غدا الحرف جنين اللهفة

عليك أن تدري 

كيف جازفت بشرف المعنى

و أعراف القصيد

و رفعتك شعاري

في وجه الرفض و الخنوع

عليك أن تعي

كم ذرفت من رسائل

و كم ارتديت من قناع

لكي أخفيك عنهم

و لا يروك تبحر 

في دمعي الأسود

كم كانت جميلة

 أيامي القليلة معك

 و كم كانت لذيذة

 لهفتي للقاك

كنت أشعر بإجهاضك يوما ما

من رحم أيامي

و لكني بالقليل منك 

كنت أتحدى حزني الأبدي

بفرحك المؤقت

أنسى حضورك الناقص

و كلماتك الشاسعة

التي تسع كل نساء الأرض

كنت تقولها

في لحظة شرودي عنك

كنت أحب ترتيبها 

و تصفيفها كخصلات شعر

غجرية

تميل و لحن نشوتها

و توزع على أصداف بحري

ضوء الحنين

كنت أريد أن تنسى 

ما قاله الشعراء

و تكلم به العشاق قبلك

و تؤلف لي قصيدة

بروي روحك

و قافية شعورك

كنت أحبك بصمت صادق

لا بكلام محشو بعسل الأكاذيب

كلمة صادقة منك

كانت زادي لسنين الخوف

لا أحب حديثا مكررا

و أحب أن تأخذ روحك

من الصدفة لونها

و من اللحظة معناها

لأكون لك بكل ما أملك 

من صدق 

كنت على استعداد

أن أنفق صبري 

في سبيل فرحك

كنت أراك فارسا

بحب أصيل

لا مربط له في هذه الأرض

سوى قلبي

و لا عنوان له بين حشود العاشقين

الا اسمي

بأنانية الكون أريدك صدى أنفاسي

بجبروت الأعاصير

أريدك

أن تمحو كل ذكرى لامرأة

مرت بقلبك قبلي

و تمنع أي تسرب لامرأة غيري

بعدي

كنت أحب أن تنصاع لأمري

و أن أكون منصاعة لأمرك

بود

بشغف

و ليس بعقل

فيه جمارك الأفكار 

تفرض ضريبة لكل عابر 

بأرضها

عالم أنت من التناقضات

مدينة من الأسرار

, أنا أحب

أن تكون صراطا

مستقيما من الشعور

لهذا لم نتفق

و احتضر الحب بيننا طويلا

و مات بسكتة قلمية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق