الخميس، 19 ديسمبر 2024

.تقول الضاد... بقلم .. د محروس فرحات .مصر

 ...........تقول الضاد.............

تَقُولُ الضَّادُ يَا قَوْمِي تَرَكْتُونِي
تَرَكَتُوا حُرُوفِي أَجْمَعَهَا هِجْرَتُونِي
وَطَعِمَ لِسَانَكُمْ صَارَ بِهِ مِلْحٌ
بِطَعْمِ الْمَرِّ أَوَاهُ. سَحَقْتُونِي
فَهَذَا يَقُولُ (أُوكِيهِ) وَلَمْ يَدْرِي
بِأَنَّ لَدَيَّ مَا يُغَنِّي قَهْرْتُونِي
وَذَا إِنْ أَصْبَحَ الصُّبْحُ لَهُ (مُورْنَنْجْ)
وَإِنْ أَمْسَى تَرَى الْعُجْمَى وَيَنْسُونِي
وَهَذَا لَفْظِيٌّ مَادَامَتْ بِنَا الدُّنْيَا
سَيَبْقَى ظَاهِرًا يَعْلُو وَيَكْفِينِي
أَنَا اللُّغَةُ الَّتِي ظَلَّتْ بِلَا قَيْدٍ
وَحَفِظَ اللَّهِ كَمْ كَانَ يُرَاعِينِي
وَدَمْعِي صَارَ فِي هُمْ يُلَاحِقُنِي
وَغَبَّتْ عَنْكُمْ طُولًا بِلَا دُونِي
رَفِيعُ الْقَدْرِ كَمْ كَانَ بِهِ طَبْعِيٌّ
وَعِنْدِي مُرُونَةٌ تَكْفِي أَضَعِتُونِي
أَنَا مِنْ أَبْرَزِ الْفَضْلِ لِمَنْ سَبَقُوا
وَمَنْ حَفِظْتُ لَكُمْ عِلْمًا قَهْرَتُونِي
وَصَارَ كَلَامُكُمْ عَجَمِيٌّ لَا مَعْنَى
وَلِيُّ الْفَضْلِ لِمَاذَا بَعْدُ تَبْكُونِي
أَسِيرَةٌ مِنْ هُنَا جَاءَ يُقَرِّبُنِي
يَفُكُّ الْقَيْدُ عَنْ قَدَمَيْ جَرْحْتُونِي
وَمَنْ يَفْرِضْ لَنَا فَرْضًا يُعَلِّمُنَا
يُعِيدُ الْفَضْلَ مِنْ بَعْدُ فَعِيدُونِي
صَغِيرٌ يَنْطِقُ الْعُجَمَى بِلَا خَوْفٍ
وَعِنْدَ يَبْقَى فِي صَمْتِ هَدْمِتُونِي
يُسَابِقُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِلَى لُغَةٍ
وَيَفْتَخِرُ بِأَنَّ لِسَانَهُ صَارَ بِلَا لوني
وَسِيبَوَيْهِ وَالْأَخْفَشُ كَذَا الزُّجَّاجُ
قَدْ قَالُوا وَمَا زَالُوا فَأَفْتُونِي
أَيُبْقِي مَيْلُكُمْ أَبَدًا إِلَى غَيْرِي
وَقَدْ أَعْدَدْتُ مِنْ كُتُبِ دَوَاوِينِي
أَنَا الْأُمُّ وَكُلُّ لُغَاتِهِمْ صَارَتْ
كَمَا الْأَطْفَالُ كَمْ أُخِذَتْ مَوَاعِينِي
وَكَمْ بِالدَّمْعِ أَبْكِيهِمْ وَبِي شَغَفٍ
بِأَنْ لَوْ شَمَو أَرْهَارِي رَيَاحِينِي
أَنَا الْإِفْرَادُ وَالْجَمْعُ بِلَا (إِسْ)
أَنَا مَنْ أَبْدَعَ اللَّفْظَ بِتَبَيِّنِي
أَنَا الْقُرْآنُ تَفْسِيرًا وَآيَاتٌ
كَلَامُ الْجَنَّةِ يَكْمُنُ بِتَكْوِينِيٍّ
أَنَا الضَّادُ فَهَلْ فِي لُغَاتِكُمْ مِثْلِي
فَإِنْ كَانَ أَشِيرُوا عَلَيَّ دَلُّونِي
لَمَّا الْهِجْرَانُ يَا قَوْمِي وَلِي شَرَفٍ
يَطُوفُ الْأُفُقَ وِضَاحًا وَيَحُدُّونِي
انا في الجنة الأولى ولي الفخر
أَنَا مَنْ أَبْدَعَ اللَّفْظَ بِتَبَيِّنِي
أَنَا الْقُرْآنُ تَفْسِيرًا وَآيَاتٌ
كَلَامُ الْجَنَّةِ يَكْمُنُ بِتَكْوِينِيٍّ
أَنَا الضَّادُ فَهَلْ فِي لُغَاتِكُمْ مِثْلِي
فَإِنْ كَانَ أَشِيرُوا عَلَيَّ دَلُّونِي
لَمَّا الْهِجْرَانُ يَا قَوْمِي وَلِي شَرَفٍ
يَطُوفُ الْأُفُقَ وِضَاحًا وَيَحُدُّونِي
أَنَا الشَّعْرُ بِهِ أَشُدُّوا وَيَتْبِعُنِي
أَنَا الْآدَابُ وَالْقِصَصُ مَوَازِينِيٌّ
أَنَا الْإِعْرَابُ أَجْمَعُهُ فَيَفْهَمُنِي
كَثِيرُ الْخَلْقِ لَوْ ضَلُّوا أَعَادُونِي
وَذَا الْمُتَنَبِّي كَمْ جَالَ بِأَرْوِقَتِي
وَزِنَتُ الْقَوْلَ إِنْ قِيلَ أَعْزُونِي
لِمَا الْآنَ. أَنَا صِرْتُ بِمُنْكَرَةٍ
وَهَلْ مِنْ عَدْلِكُمْ أَنْسَى وَتَنْسَونِي
أَنَا كَالْأَنْجَمِ الزُّهْرِ وَلِي أُفُقَ
يَفُوقُ الْكُلَّ فِي أَدَبٍ وَتَكْوِينٍ
أَنَا الدُّرَرُ الَّتِي ظَلَّتْ لَكُمْ أَبَدًا
وَإِنْ غِبْتُمْ فَكَمْ كَانَتْ تُنَادِينِي
لَمَّا غَابُوا عَنِ الدَّرْبِ وَمَا عَادُوا
وَظَنُّوا أَنَّهُمْ كَسَبُوا وَأَبْكُونِي
وَهَذَا لِسَانُهُمْ صَارَ بِهِ عِوَجٌ
وَصَرَّتْ عَلَامَةُ الْجَهْلِ وَأَضُنُّونِي
أَنَا مِنْهَالُ مَنْ عَلِمُوا بِلَا غَيْضٍ
وَمَا غَاضَ هُنَا فَيْضٌ أَتَدْرُونِي
أَنَا الْبَحْرُ وَبِي الْأَمْوَاجِ زَاخِرَةٌ
وَفِيهَا الْخَيْرُ فَيَاضًا فَهْمَتُونِي؟
أَنَا الضَّادُ وَمِنْ بَعْدُ يُضَاهِينِي
عَلَى الرَّبَوَاتِ كَمْ غَنَتْ رَيَاحِينِي
وَفِي الْجَلَسَاتِ كَمْ كُنْتُمُ اسَامِرَكُمْ
بِشِعْرٍ أَوْ. أَقَاصِيصَ وَتَرُوونِيٍّ
وَاحْفَظْ سِرَّكُمْ دَومًا بِلَا شَرْطٍ
وَإِنْ قُلْتُمْ بِحُلُوِّ اللَّفْظِ تَجِدُونِي
.. د محروس فرحات .مصر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق