.(2). هل نحتاج جراحة ذاتية لعقولنا؟! .(2).
إضاءة معرفية : د/علوي القاضي.
... في الجزء الأول دعانا الكاتب عند مواجهة أي مشكلة أن نكون إيجابيين ولا نقف في المنتصف
... وفي الباب (الثاني) يتكلم عن (أدوات التفكير الإبداعي) السبعة فيقول :
..★(1) يهتم الكاتب بالأسئلة والإستفسار فينصحنا بقوله ، إطرح سؤالا أفضل ، لعلّ هذه الخطوة تبدو للقارئ للحظة أنها خطوة ساذجة ولاقيمة حقيقية لها ، وللأسف هذا ما يعتقده الكثيرون ممن يبخسون حق السؤال ويجهلون قيمته وأهميته في رؤيتنا للعديد من المواضيع وشتى تفاصيل حياتنا بشكل يومي ، ويبرز الكاتب لنا أهمية طرح السؤال فيقول ، إن السؤال هو أهم قاعدة للإجابة ، وكلما كان السؤال دقيقا كلما كانت الإجابة أكثر وضوحا ، وبدوره كلما كان السؤال مختلفا كلما دلنا رؤية جديدة وأجوبة نوعية ، وعليه على المرء دوما أن يبتعد عن الأسئلة النمطية لأنها وفي الأخير لن تقودنا سوى لإجابات مكررة ، علينا دوما أن نسأل أسئلة أفضل ، أن نتعمق في الرؤى ونستدل على أجوبة أكثر دلالة وإقناعا
..★(2) وينصحنا الكاتب أيضا بالمبادرة بطرح الأسئلة وعدم الإنتظار حتى تطلب منا فيقول ، إطرح أسئلة قبل المعتاد ، وعلى ذكر الأسئلة ، علينا أن ننتبه للتوقيت الذي نفعل فيه ذلك ، فالكثيرون في الحقيقة لايطرحون الأسئلة إلا حينما تُفرض عليهم ، فيصبح السؤال إضطرارا يقع على المرء فيفضي به مرغما ، وبدلا من ذلك يستطيع المرء أن يطرح السؤال قبل أن يتحتم عليه ذلك ، وأن يتعلم كيف ينظر للأمور ويثير حولها التساؤلات ليلتقط الإجابة على مدار الرحلة ، وكلما طرح الإنسان الأسئلة قبل الوقت المعتاد كلما التقط مزيدا من الإجابات وفتح العديد من الرؤى وتنامت بدورها أسئلة جديدة مستمرة ترتقي بحلوله وتعطيه فرصة الإبداع الحقيقي ومنهجية متميزة في التفكير وحل الأمور
..★(3) كما يدعونا الكاتب إلى التفاعل بالتفكير السريع والمنطقي فيقول ، فكر بسرعة 100 م/ساعة مانقصده هنا ، هو أن يتعلم الإنسان فتح الباب للعديد من الأفكار للدخول دونما خوف أو تردد ، قد يبدو هذا مستعصيا في البداية ، لكن وما إن تتيح لنفسك فرصة التفكير المرن والسريع حتى تتوالد مئات الأفكار في وقت قليل ، وهنا ليس بالضرورة على المرء أن يطبق كلما يرده من أفكار ، إذ يكفينا فقط تقبل هذا الكم منها ومن ثم الإختيار الأنسب ، ومع مرور الوقت والمران الكثير سنصبح قادرين على التفكير وخلق العديد من الحلول في وقت قصير
..★(4) وينصحنا الكاتب بتوسيع مدارك فكرنا فيقول ، فكر بزاوية قدرها 180 درجة ، ولا تجعل طريقة تفكيرك ضيقة ، ولا تحصر أفكارك في حلول روتينية محضة ، وإجعل أفق تفكيرك شاسعا منفتحا للعديد من الطرق لتسلكها بسهولة وهكذا فقط ستبلغ هدفك بشكل أسرع ، ولن يتحقق هذا إلا حينما تبتعد عن الأفكار النمطية التي يخضع لها العامة ، وأن تكسر التصورات التقليدية وتنتهج مسالك جديدة ومبتكرة ، هكذا فقط ستستطيع الخروج بتفكير إبداعي حقيقي
..★(5) ويؤكد على أهمية التفكير الشمولي فيقول ، لن تستطيع بلوغ هذه المرحلة إلا حينما تنفتح تماما على كل ماحولك ، وتقلل إرتباطك بالأفكار العادية أو مكتسباتك القبلية ، لتتخطى معارفك وتنشد معارف جديدة ، وتنتقل من أفكارك السابقة نحو أمور جديدة تماما وعلى نحو غير مسبوق تربط بين معارفك وما أنت بصدد معرفته ، وهكذا فقط سيصبح تفكيرك أكثر شمولا وشساعة وتنوعا أيضا ، لأجل ذلك قم مثلا بمزج العديد من الحلول والأفكار رجوعا لمجالات مختلفة ومتنوعة لتنتهي لحلولك الخاصة بدلا من التقوقع في دائرة واحدة لن تمنحك سوى حلولا ضيقة
..★(6) ويدعونا للتعاون مع العباقرة للإستفادة من أفكارهم وخبراتهم ، فالتعاون هنا يكون بأن تفكر مثلهم ، وأن تضع نفسك مكانهم للحظات وتنظر للأمور عبر طريقتهم ، أن تشاركهم رؤاهم وأن تناقش أفكارك مع المبدعين ، فكلما إتسع النقاش وتشعبت الرؤى كلما أضحت فرص تكوين أفكار إبداعية جديدة أمر ممكنا
..★(7) ويعرض وجهة نظرة في توحيد المفهوم ، وتوحيد المفهوم هنا نعني به تبسيط للمشكلة عبر تقسيمها لمشكلات أصغر ، وبدلا من الوقوف عند مشكلة ضخمة معقدة ، سنتفرع لحل مشكلات أقل تعقيدا ، وما إن نتفرغ من حلها حتى نبلغ الحل الأكبر ، هذه الطريقة في الحقيقة من أهم الطرق التي تساعدا على التفكير الإبداعي ، لأنها تمنحنا الفرصة للتفكير في حلول بطريقة مرنة بدلا من أن تحصرنا في زوايا ضيقة ، فهي تساعدنا على المضي قدما (ولو ببطء) نحو الأمام وتجنبنا الوقوف عاجزين دون حراك
... وإلى لقاء في الجزء الثالث إن قدر لنا ذلك وقدرت لنا الحياة
... تحياتي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق