الخميس، 12 ديسمبر 2024

لـــــــيـــــلـــــىٰ 1 بقلم الشاعر عادل غتوري

 لـــــــيـــــلـــــىٰ 1

*

أيــــا لــيــلىٰ أيــالــيلىٰ

أيــالــيــلىٰ أيـــا لــيــلىٰ

مــعي صلِّي علىٰ الهادي

لــكيما نُــرضيَ الــمولىٰ

وخــيــرُ الــدنــيا نــجنيهِ

ونــرقــىٰ مــراتباً أعــلىٰ

*

ســأحكي بــعضَ أحوالي

وأســردُ بعضَ ما قد كانْ

أفــضفضُ مَــعْكِ يــاليلىٰ

لــنكبحَ صــولةَ الأحزانْ

فــمــا أحــلــىٰ مــواســاةٍ

مِــنَ الإنــسانِ لــلإنسانْ

*

نــبــيعُ الــخــيرَ بــالخيرِ

ونــبــغضُ آفـــةَ الــكبرِ

يــعــودُ الــخــيرُ بــالخيرِ

ولــــو نــلــقيهِ لِــلْــبحرِ

لـــــعـــلَّ اللهَ يــقــبــلُــنا

فــمَــن يــالــيلتي يــدري

*

انــا مِــن مــنشأي كــنتُ

أحـــبُّ الــخــيرَ لِــلــكلِّ

وأمــشــي بــفطرةٍ أنــقىٰ

مِـــنَ الــنِّــسرينِ والــفلِّ

وأفــتحُ قــلبي لــلأحبابِ

لابــالــحــقــدِ والـــغـــلِّ

*

وإنْ ماضاقَ صدرُ النَّاسِ

لــم أغــضبْ ولــم أعجلْ

وأجـــمـــلُ مــاأقــدِّمُــهُ

ســمــاحاً لــلــذي يــجهلْ

لــيــبقىٰ صــفــونا أبـــدا

وتــبقىٰ عــذوبةُ الــمنهلْ

*

بــعــيداً عـــن مــعاناتي

وشَــظْفِ العيشِ والقسوةْ

وعــن مــأساتي الــكبرىٰ

ســأنشيءُ داخــلي دولــةْ

دعــائمُها صــحيحُ الدينِ

لا الــطــبال لا الــطــبلة

*

ضــيــاعُ الــحبِّ ضــيَّعنا

وأتــلَــفَ يــومَــنا والــغدْ

وأصــبحنا نــرىٰ الــقتلىٰ

بــأرقــامٍ تــفــوقُ الــعــدْ

عـــن الــعشاقِ أســألُكم

رأيــتــم عــاشــقاً يَــحتدْ؟

*

كــأنَّىٰ نــعيشُ فــي غابٍ

حــياةَ الــوحشِ والــثعلبْ

فــهــذا مــثــقفٌ يُــهــذي

وشــيــخٌ ودَّ لـــو يــغلبْ

وهـــذا الــقــاعُ مــكــتظٌ

بــنــسلِ ســيادةِ الــعقربْ

*

أعــيــنــيني أيـــا لــيــلى

حــبــيبٌ يــطلبُ الــمددا

فــحــرثُ الــمــاءِ أعــياهُ

ولـــم يــنصعْ لــهُ أحــدا

فــــيــا اللهُ كـــنْ عــونــاً

وكـــنْ يــاربَّــنا الــسندا

*

فــحــبُّ الــحبِّ شــرعتُنا

بــها نــمضي مــعاً لــلغدْ

لُــعِــنتَ لُــعِنتَ يــابغضُ

ومــا أحــلاكَ دينَ الوردْ

تُــرىٰ هــلْ منَّا مَن يأباهُ

أو عـــن مــثــلهِ يــرتدْ؟

*

نــبــيُّ الــعشقِ مــبعوثٌ

يُــهــادي الــحبَّ لــلنَّاسِ

يُــحــطِّمُ فــيهم الأصــنامَ

يــكــشفُ زورَ خــنَّــاسِ

وأنـــتِ نــبــيأةٌ مــثــلي

فــلا تــصغي لــوسواسِ

*

لــنا فــي الــحبِّ يــاليلىٰ

مــعــابدُ لــســنا نــقربُها

وأقـــــوالٌ وأشــــعــارٌ

نــبــيتُ الــلــيلَ نــكــتبُها

دمـــوعُ الــملحِ تــسكبُنا

وحــيــن تــجفُّ نــسكبُها

*

يــخــالــطنا فــنــخــتلطُ

بــــمــا لاعــقــلَ يــقــبلُهُ

ونــرضــىٰ أنْ نــكــررَهُ

فــبــئسَ الــوزرُ نــحملُهُ

وكـــان الأولــىٰ نــدفعُهُ

ولانــــنــــفــكَّ نــقــتــلُــهُ

*

ويــبقىٰ الــعرفُ يــأسرُنا

نــنــافحُ عــنــهُ بــالــمقلِ

ونــرفــضُ قــولَ عــاقلِنا

ونــبقىٰ نــذودُ عن خطلِ

فــكمْ مِــن عــادةٍ درستْ

وكـــمْ قـــولٍ لــمــختبلِ

*

أنــا والــشاعرُ الــمجنونُ

لازلــنــا عــلــى الــعــهدِ

نــراعــي الــحدَّ لانــحتدُّ

بــل نــحنوا عــلى الوغدِ

بــهــذا الــديــنُ يــأمــرُنا

بــحــالِ الــلَّــهوِ والــجدِّ

*

وأيـــــمُ اللهِ يــالــيــلــى

أنـــا والــحــزنُ أَخَــوانِ

يُــعــبــئــني بــخــيــباتٍ

أعـــبـــؤهُ بـــأدرانـــي

وحــيــن أنـــامُ يــأخذني

وأأخــــذُهُ لأحــضــاني

*

فــديــنُ الــنَّاسِ يــؤلمُني

ويَــذهبُ بي إلى اللا دينْ

يــفــتُّ الــقــلبَ تُــؤلمني

مــسوخٌ تسكنُ (الفترين)

دعـــاةٌ لِــلخنىٰ زرعــوا

بــقــلبِ قــلوبِنا الــسكِّينْ

*

وأيـــــمُ اللهِ يــالــيــلــى

أنـــا مــتــسولٌ ضــائــعْ

بــــلادُ اللهِ تــشــريــني

وتــرجعُني إلــىٰ الــبائعْ

فــأضحتْ تُــهمتي الشعرُ

ولــيــس يــليقُ بــالجائعْ

*

بــغــاثُ الــطــيرِ يــاليلىٰ

تَــســيَّدَ فـــي ســماواتي

أنـــامُ بــحــضنِ قــافيتي

أهــدهِــدُهــا بــخــيــباتي

أُرتِّـــلُ سِــفــرَ تــعذيبي

ومـــا قـــد كــان والآتِ

*

وأيـــــمُ اللهِ يــالــيــلــىٰ

أنــا لا أدري كيف أكون

أكـــونُ الــبائعَ الــحافي

أكــون شُــويعراً مجنون

أشــيــري عــليَّ يــاليلى

لِأيٍّ يَــصلُحُ الــعرجون؟

*

عــلى عَجَلٍ مضىٰ العمرُ

ولا زالَ الــفــتىٰ يــهذي

يــقــولُ الــشــعرَ يــاليلى

ولــم يَــعمدْ لــما يــؤذي

فــقــالــوا ذا فــتــى شـــذَّ

أيــالــيــلاي أنْ شِــــذِّي

عادل غتوري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق