إلى أين تمضين.. في مثل هذا الفراغ العظيم..؟!
الإهداء: إلى تلك التي أبرقت إليَّ أوجاعها..وحين تصفحتها..أسرجت دمي إلى شهقة العاصفة..
(كلما لاح بين المرايا..كهل جنوبي متعَب..عانقيني..ليس بين المرايا..سوايَ")
..منذ سنين عجاف..
أبحث عنكِ
أكاد أصيح:ترى أين أنتِ!؟
ويتوه الصّوت سدى في الدروب
وفي غمرة الغيب أهذي :
لِمَ..
أسقطتني القوافل من دربها
ِلمَ..لمْ تصل ومضتي للمرايا
لِمَ..بعثرتني الفصول..
بين شتيت المدى
والوصايا..؟
وأظلّ أمارس وهمي..
وأرسم على صهوة الرّوح
ملامحَ جرحي
إلى أن يعبرَ القلبُ بوابةَ العمر
لكنّني..أبدا لا أراك..!
* * *
هاهنا يجترح الغيم أحزانه
تجيء البروق وتمضي
تبحث في أعين العاشقين
عن غرّة الفجر..
وتستطلع الصّبح
في شهقة العابرين..
وأعيد السؤال:
تُرى..هل أضعتكِ..؟!
أم أراني أسافر خارج الظل
ليهجعَ القلب في صمته
ريشة في مهب الهلاك..
* * *
إلى
أين تمضين في مثل هذا الفراغ العظيم..؟!
وكيف أظلّ وحيدا أتهجّى..
همس خطاك
وكيف لي أن أحتفي بالماء
في لجّة البحر
وكل النوارس
تسرج أشواقها للرحيل..؟!
..ههنا يبحث الغيم عن دمع زيتونة أهملتها..
الحقول
ويطرّز من أدمع العاشقين وشاحا
للذي سوف يأتي..
كما لو تجيء الفصول بما وعدته الرؤى
لكن..ترى..
ماذا سأقول إذا جاءني الماء والملح
بأشرعة مزقتها السيول؟!
-ربّما لن يكون الذي ينبغي أن يكون-
وربّما لن أضيء زمانا جديدا..
على شرفة في يديك
وربّما قد أرشف من مهجة العمر..
كأس المساء الأخير..
أو قد أظلّ
أبحث عنك في ما اعتراني من العشب
والطين
والدّمع
وأطرّز عمري فصولا على راحتيْك..
ويغفو الوجْد في غربة الغيب
يهفو إلى عطر صداك..
وتمرّ غيومك جذلى..
تلامس نرجسَ القلب
لكنّني..
أبدا لا أراك..
محمد المحسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق