~ للمدائن كبوات ~
في مدينتي التي لطالما أطعمت
جياع العالم
أموت فيها ولا أحيا
أتسوّل في كلّ سَحر شربة ماء
ورغيفا من دقيق الكلمات ...
في مدينتي اللّاهثة خلف بوصلة
الباكية على أنقاض محرابها
يرتع زمرة من الأفّاقين
وأبناء عصاة قصموا ظهرها
في مدينة يأكل الباطل الحقَّ فيها
تُغتال أحاديث الأرواح النّقيّة
والمرايا
وتستشهد مواسم أفراحها
في المدائن التي لا تكون فيها الأقلام
حرّاس بوّابات الورع
ولا تسقي القصائد زائريها
خمرة
تخلو عيون أهلها من كلّ وميض بارق
وتنعقل الألسن من فرط الذّهول
حسرة
لذلك ؛
سألعن من سمّم السّنابل مرّة
وسألعن من جَرفَ الوادي
ألف مرّة
في مدينتي التي لطالما
اغاثت مدائن الكآبة
بقوافل الياسمين
تحاصرني الأشواك
وتكبّل القيود الأيادي الحرّة
يا مدينة عطشتُها وآشتقتها
عليك سلام المرابطين على عتبات الوجع
المشيّدين حصون الإباء
النّاقشين تراتيل الصّامدين على جدرانها
ولأن للأحلام البيض حقّ الحياة
غنّي موالا
ولوّحي للنّوارس
براياتك البيضاء
ولا تقولي :
- لقد تلعثم في حناجري التّعبير
يا مدينة سئمت الوعث
ولعنت أرباب العبث ...
ّ -------------- (( روضة بوسليمي ))

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق