المَرْأَةُ الوَطَن
أَمْسِكِي وَ تَمَسَّكِي
وَ اسْأَلِي و تَسَاءَلِي
أَقْدِمِي وَ تَقَدَّمِي
لَا تَجْزَعِي
وَ إِنْ فَزَعْتِ
فَارْحَلِي
أَمْسِكِي خَيْطَ النَجَاحِ
بِحِكْمَةٍ
شُدِّي الشِرَاعَ وَ أَبْحِرِي
لَا تُبَالِي بِعُيُونِ
الحَاسِدِين
أَو خَيَالِ المُخْتَفِي
المُتَرَبِّصِ
بَيْنَ طَيَّاتِ السِنِين
إِزْرَعِي حُبًّا
وَ إِسْقِي وَرْدَكِ
و احْفَظِي الشَوْكَ
لِغَيْرِ المُبْصِرِين
إِنَهُم كُثْرٌ
وَ أَنْتِ مِنْهُم
تَتَوَجَّعِين
يَا زَهْرَةً فِي الحَقْلِ الذِي
لَمِ يَكْتَمِلْ فِيهِ الرَبِيع
الأَصْلُ أَنْتِ
وَ الأَمَانَةُ بَيْنَ يَدَيْك
فَلَا تَتْرُكِي الحَقَّ يَضِيع
هَدْهِدِي الطِفْلَ بالأمَانِي
وَ امْسَحِي عَنْهُ العِلَلْ
أَنْتِ سِرَاجُ النُورِ
أَنْتِ الوَطَن
أَنْتِ قَلْبٌ
أَنْتِ رُوحٌ
أَنْتِ نُورٌ
أَنْتِ عَدَّادُ الزَمَن
أَنْتِ حِبْرٌ
يَكْتُبُ تَارِيخَ الشُعُوب
أَنْتِ دِرْعٌ لِلْمِحَن
أَنْتِ إِنْ تَتَخَاذَلِي
لَا وَجْهَ لَنَا
إِنَّنَا هَا هُنَا
أَعْدَدْنَا الكَفَن
مَدّي الخُطَا
أَجْيَالُ تَمْشِي خَلْفَكِ
أَبْحِرِي مِنْ خَلْفِكِ
تَأْتِي السُفُن
إِنَّ الجِبَالَ أَشْفَقَتْ
مِنْ حَمْلِهَا
لَا تَقْنَطِي
إِنَّ الحَبِيبَ
لَمْ يَخُنْ
فِي كَفِّكِ تَتَسَطَّرُ
كَلُّ الدُرُوب
فَتَمَعَّنِي وَ تَجَنَّبِي
كُلَّ الحُفَر
يَتَسَاءَلُونَ
كَيْفَ المَدَائِنُ تَكْبُر
قُلْتُ بِبَيْتٍ
فِيهِ اُمٌّ كَالوَتَر
تَبِيتُ تَغْزِلُ
فِي سِرِّهَا أَفْكَارَهَا
عِنْدَ الصَبَاحِ
تَنْبُتُ
أَغْصَانُ الشَجَر
إِنِّي اُحَيّي المَرْأَةَ
فِي عَرْشِهَا
أُمٌّ و زَوْجَةٌ
أُخْتٌ وَ بَنَاتٌ
كَالدُرَر
الهاشمي البلعزي
في
06/01/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق