الاثنين، 24 يناير 2022

انتهى الدرس /حبيبة المحرزي /جريدة الوجدان الثقافية


 *انتهى الدرس*

انقضت العطلة الصيفية. ساعدت ابنة سيدتها على إعداد ادواتها وتغليف كتبها الجديدة وتسريح شعرها المتهدل، لتعود الى المدرسة في أجمل صورة في هذا اليوم الجميل.
سرُعت في غسل الصحون والاطباق. تكسر بعضها . ركنتها في اسفل الحاوية كي تسلم من التقريع والصفع.
وقفت أمام المرآة. نزعت المحرمة القاتمة التي تلف شعرها. أشاحت ببصرها عن الشعر الملبد. جذبت كتابا وكراسا وقلما كانت تخبئها تحت ثيابها منذ اخذتها السيارة الفارهة. وانطلقت بها إلى المطبخ لتظل هنا ليلا نهارا تحمل الصحون النظيفة اللماعة وتعود بها ملوثة ببقايا اطعمة...
أنهت كتابة الجمل المتبقية. سدت كل الفراغات كما اوصتهم المعلمة قبيل امتحانات السنة المنقضية والتي لم تجتزها. لان أباها قبض ثمن غسل الصحون والاطباق لمدة سنة كاملة والسيدة مستعجلة لتتفرغ للاعتناء بابنتها المدللة.
لكنها نسيت أن صديقاتها في المدرسة النائية قد اشترين كتبا جديدة بعد أن ارتقين درجة أخرى بعيدا عن الاطباق والصحون الملوثة ...
حبيبة المحرزي
تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق