الاثنين، 24 يناير 2022

* مهلاً * بقلم الكاتبة حبيبة المحرزي.

 * مهلاً *

مهلاً مهلا
أيامي المتشظية
كسيحة كضحايا حرب عالمية
مهلاً فالدروب تخربت
اشتبكت منذ أمد
تقصف
تشوه بعض كائن
قالوا إنه مازال حيا
أشواك السدر والصبار والقندول
خطواتي باتت متلعثمة دامية
تخشى البقاء
تخشى الرحيل
تخشى الحياة
تفر كضحكة مجنونة
كأغنية بلهاء في غار جبل متصدع
من سجلاتي المفقودة
تظل إلى الأبد
تلك الكلمات اليتيمة
سجينة وراء شفق مسود مزمجر عدائي
تاه صوتي
ما عدت أرتب البسمات
ماعدت أوضب أعياد الميلاد
تبعثرت الأيام والأعوام والقرون
أحرقت الشموع كلها
دسست بقايا كرامة
في الرماد
كي أفنى واقفة كزيتونة من عهد قارون
فوضى يبعثرها الخوف والخذلان
يكشر الضحى بعداء مبيت مميت
تعبث بي الظلمات في الأروقة الموصدة
تعبت من الأنا تمضغ اليتم والعلقم
ترفع الراية البيضاء
خوفاً أو استسلاما
أرسلها مع النسيم الناعق الحزين
تغبر
تسود
تفر
تتلاشى
تتركني في مرمى السبع جمرات
عطشى ثملة
تتيبس في حلقي الكلمات
أغرق في غربتي
في وحشتي في الفراغ البهيم
خليفة سيزيف أنا
أدفع بعضاً من أحلامي
حلماً واحداً لانقصان ولا زيادة
أعيد أكرر أسحب أدفع كل غريب
في متاهات بعض
من أيامي الباقية
مهلا
لا تتسرعي
الاتي لن يكون
لن يصير أجمل ولا أكمل
مما فات
مهلا مهلا
لا تتسرعي
فالأوجاع أسرع.
حبيبة المحرزي.
تونس.
Peut être une image de 2 personnes et texte


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق