الجمعة، 31 مارس 2023

أراني صرت مثلك تماما بقلم د. زهيرة بن عيشاوية

 أراني صرت مثلك تماما
أحفر قلبي ثقوبا لأزرع بذورهم اليانعة في دمي
ثم أواريها عن خطى الغرباء
أمد يدي نحو السماء
وأنفض السحاب
لأسقي تربتهم العطشى للفرح والأمان
وأنتظر ..
بكل صبر الأمهات ،
أنتظر ..
بكل جَلَد الآباء ،
أنتظر ..
بكل ذرة في حديد صلابتي المهترئة ،
أنتظر ،
أن يزهر الفرح في مآقيهم الحالمة بابتسامة الربيع الهارب من فوهة الماضي ومن حاضر لا يبتسم ..
صرت مثلك تماما
أمسك السقف بيد و أطعم الأحلام باليد الأخرى
أقف وسط الزحام وحدي
و أخطف حرارة الخبز لأدفئ عصافير البطون اللاجئة لجداري المتداعي للسقوط
صرت أهرب من صوت المآذن
والباعة والقطط المشردة
صار جيبي لا يقوى على تحمل يدي
أتفقده
لعل ثقوبه زادت كما زاد ثمن السباق نحو البقاء
هل تَراني من هناك ؟
من نافذة الأمل البعيد
هل تستطيع أن تعدّ تجاعيد وجهي و شيب رأسي و تقيس طول تنهيدتي التي بدأت منذ أن فارقتني ولم تبلغ خط الوصول بعد ؟
هل تُراني صرت مثلك حقا أم أنني لم أفلح أيضا في أن أكون أبا ؟!!

                            زهيرة بن عيشاوية
              Zouhaira Ben Aichaouia

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق