الأربعاء، 29 مارس 2023

خواطر رمضانية مبعثرة ـــــــــ محمد حامد بن ابراهيم


 .......... (( خواطر رمضانية مبعثرة))......... م............. ........... ...................................................... .. ...الأماكن التي سكناها طويلا حتى مللناها ثم غادرناها صارت اليوم مزارا لايمل لارواحنا المتعبة بالحنين والشوق الدفين حتى إلى زواياها المظلمة واركانها الحزينة .. الاشخاص الذين سكنونا ثم رحلوا عنا إلى وجهات مختلفة ظلوا مقيمين فينا ولم يبرحوا اماكنهم.. بعضهم عرجت روحه إلى السماء تاركة في القلب لوعة لم تنطفئ نارها وعجز النسيان عن طيها حتى الساعة وبعضهم نات به المسافات ولكنه ظل حاضرا فينا يحيي أملا بلقاء لم تخب جذوته.. معارفنا في رحلتنا عبر قطار الحياة لاحصر لعددهم ولانهم مجرد رفقاء سفر فإن صحبتهم تنتهي في محطات النزول وتختفي صورهم من الذاكرة.. تلك هي الحياة وقوانينها والعجيب فيها ان الانسان يتاقلم حتى مع الألم و التعاسة ويطبع مع البؤس.. يكذب من يدعي أنه يفرض خياراته على الحياة دون ثمن فهامش التحرر من قوانين الحياة ضيق.. ليس بالمال وحده يحيا الانسان وليس بالصحة البدنية وحدها يستطيع أن يحمي نفسه من الأذى.. كل شيء متحرك ومتغير في الحياة فلاحلو دائم ولا مر دائم .. النسيان نعمة للمبتلى والمقهور و المصاب و الذاكرة الحية نعمة تؤنسنا في زمن الوحشة وترافقنا عندما يعز الرفيق في الطريق وتعطي لوجودنا معنى عندما يكون الحاضر بلا معنى.. العلاقات تتبدل و تنتهي عندما تفرض اكراهات الحياة او اغراءاتها احكامها.. قد نصاب بخيبة الامل في حبيب أو صديق أو قريب لأننا خسرناه في لحظة قاسية لكن مع مرور الوقت ولو بصعوبة كبيرة ننسى ونتاقلم مع عدم وجوده في حياتنا وتبقى الذكريات عزاءنا الوحيد في فقده.. الانسان كائن معقد التركيب، يحمل الشيء ونقيضه.. الانسان انس ونسيان والبشر بر وشر.. جمع فيه الخالق ملكة العقل ومعين العاطفة حتى يكون كائنا متوازنا، فلولا العاطفة لتجبر العقل ولولا العقل لطغت العاطفة واحسن حكمة يهتدي بها الانسان ويتخذها زادا في طريق حياته هي أن يحب بعقله ويفكر بقلبه.. محمد حامد بن ابراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق