الجمعة، 31 مارس 2023

هَذَا أَنا ــــــــــــــــ منير الصّويدي


 هَذَا أَنا..

***
بالكادِ أخطُو..
أسْتيْقظُ فَزِعًا..
أحَاولُ الوُقُوفَ.. أبحَثُ عَنْ عَصَايَ..
فَلا أجِدُ لهَا أثَرًا..
أُلَملِمُني.. أبحَثُ لي عَن مُتَّكَأ.. فإذا الغُرفةُ مُدْلَهِمّةٌ..
والسّكُونُ جَاثمٌ على أركَان البَيتِ.. وصُدُورِ المَحزُونين..
أنادِي بمِلْءِ فَمِ الألم...
يا خيبةَ المَسْعى.. لا أحدَ يسمَع نحِيبي عَدَا كلاَب "الدّوّار".. يَتَعالى نُبَاحُها وكأنّها تخْبرُني بأنّنِي غريبٌ في مُدُن الدّهْشَة والخَراب..
وأنّني وَحيدٌ في مَرافِئ الغِياب..
أُجهِشُ ببُكاءٍ مرّ.. ثمّ أتلمّظ شَهْقَتي.. وأطلبُ غَفوَةً.. باتَتْ عَصِيّةً منذ اسْتَرقَ مِنِّي اللّيلُ سَنَدِي وعَمُودي الفِقريّ.. وأرْدَاني كائنًا مُختَلفًا عن كُلِّ المَوجُودَات..
غريبًا في غُربَتِه.. كَئيبًا في وحْشتِه.. وَحِيدًا في عُزلتِه..
نَاديْتُ بكلّ ما أوتِيتُ منْ قُدرةٍ على الصّراخِ والعويلِ والنَّحِيب.. حتّى خمدَ صَوتِي.. فحَشرجتُ:
" هلْ يتميّزُ النصّ.. والأسلوبُ أعرجُ؟..
هلْ يَيْنَعُ الغصنُ والجِذعُ مُعْدَمُ؟
هلْ يَسْتقيمُ الدّهرُ والكونُ مُظلِم؟
هلْ؟... وهَلْ؟... وهَلْ؟..."
ثمّ ارتختْ جوارحي.. وطلبتُ النّهاية..
***
منير الصّويدي
القيروان - تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق