الثلاثاء، 28 مارس 2023

ما عُدتُ في سِفْرِ الرّبِيع مُسََجَّلةْ ـــــــــ سعيدة باش طبجي☆تونس


 ☆《ما عُدتُ في سِفْرِ الرّبِيع مُسََجَّلةْ》☆

ما عُدتُ في سِفْرِ الرّبِيع مُسََجَّلةْ
شَابَ القَذالُ وثَلْجُ عُمْري كَلَّلَهْ
لم يَروِهِ الدَّمْعُ المُخَضّبُ بالأسَى
ما ضَمّهُ..أوْ رَمَّهُ..بلْ أذْبلَهْ
لم يُطفِئْ النَّارَ الّتِي حَاقتْ بهِ
سَكبَ اللَّظى فَوْق القَذالِ فَأشْعلَهْ
وأنَابَهُ ..حتّى اَرتَمَى...مِنْ سُقْمِهِ
شِلْوًا عَلى وَهَنِ الخُدُودِ المُهْمَلةْ
أضْحَى رَمَادًا بَعدَ أنْ خُصْلاتُهُ
كانتْ عَلى كَتِفِ الشّبابِ مُهَدَّلَةْ
كانتْ علَى عَرشِ الجَمالِ أمِيرةً
تهْفُو عَلى زنْدٍ النّسِيمِ مُدلَّلةْ
ترنُو إلَى هَامِ الذُّرَى مَفْتُونَةً
بِسَبائِكِ التّبْرِ النّضِيدِ مُكَلّلَةْ
☆☆☆
القَهْرُ يأكلُ خَافقِي وأنَامِلِي
والرُّوحُ في سِجْنِ الضُّلوعِ مُكَبَّلَةْ
فِي خَافِقِي ضِدَّانِ يقْتَسِمانِ جَذْوةَ
صَبْوَتي..والفكرُ أضْحَى بَلْبَلةْ
قَلَمانِ بلْ شِعران.. وامْراتانِ بلْ
وَطنانِ..بلْ عُمْرانِ..مَنْجَمُ أسْئلةْ
أفْقانِ...بلْ كَوْنانِ..ويْلي منْ أنا؟
أوْ كيْفَ أضْحتْ لِي حَياتي مُعضِلةْ
طَوْرًا تَرَاني والسِّنُونُ تكُدُّنِي
وسُدُولُ عُقْم النّبْضِ فوْقِي مُسْبَلةْ
و يَراعُ أخْيِلتِي بِبَيْدَرِ خَيْبتِي
يُلقِي عَلَى جِذْرِ الأنَامِلِ مِنْجَلَهْ
و يُريقُ دَمَّ مَحَابرِي فوْقَ الثّرَى
يَسْقي بِه فِي حَقْلِ شِعرِي حَنْظَلةْ
لِيَنَامَ فوْق وِسَادِ أشْواك القَتادِ
ولا يَرَى فِي الشّعرِ إلّا مَهْزَلَةْ
و لِذَا يُطَلّقُ نَبْضَهُ وخَيالَهُ
ويَبِيعُ في سُوقِ المَكَاسِدِ مِقْولَهْ
طوْرًا أرًاني في رَبيعِ مَواسِمي
رَغْم الصّقيعِ بِلمَّتِي و الأخْيِلةْ
والحِبْرُ يَروِي فِي الأنامِلِ جَدبًها
والعزْم يَغْرسُ في المَواجِعِ مِعوَلهْ
أشْتاقُ أوْشِمُ فوْقَ خَدّ الأسْطرِ
العَذْرَاء بُهْرةَ نَجْمةٍ مُتَسَلّلَةْ
أشتاقُ أرسُمُ فَوْقَ رِدفِ الرّبْوةِ
الزّهْراء نفْحةَ وَردةٍ مُتَجَمِّلَةْ
و بِخِصرِها الرَّيَّانٍ مَاءَ جَداولٍ
يَسْرِي ويُنْبِتُ في الحُقُول السُّنْبُلةْ
و بِفَرعِها طيْرُ الحمامِ بأيْكِهِ
يشْدُو أهازيجَ الغرامِ المُرسَلَةْ
أوطانُ عِزٍّ ساٍمقاتٌ هامُها
تهْفو على قٍمَمِ الشُّموخِ مُكَلَّلَةْ
كانتْ أواخِرَ همِّ قِرطاسِي وأقْ
لامٍي واخْيٍلتِي...فأضْحَتْ أوّلَهْ
ما هَمَّنِي إنْ ْكُنْتُ في سِجْن الخَريفِ
او الشّتاءِ أسٍيرَةً ...مُتزَمِّلةْ
فَلرُبَّمَا سَأعودُ في سِفْرٍ الرّبيعِ
أميرةً وعَلى العُرُوشِ مُهَلِّلَةْ
فاليوْم تهْفُو في شِغافي جذْوةٌ
بِالوَصلِ في مهْدِ السُّهادِ مُعَلِّلةْ
وجُنونُ شِعرِي يبْتَغي عِشْقَ الذُّرَى
ومَجازُ اخْيِلتِي تَحَوَّل أسْئلةْ :
"إنْ كانَ هذا العٌمْرُ يُنْضِجُ نَبْضَنَا
فلمَا لجَينُ الشّيْبِ عُمْري أهْزَلَهْ؟
هلْ إنّنِي رَغْم الضَّنَى بِيَراعَتي
مازِلْتُ في سِفْرِ القَصيدِ مُسَجَّلةْ؟
أمْ إنّنِي سَأظلُّ فِي طَلقِي.. مَخَا
ضِي مُعسِرٌ..و وِلادَتِي مُتَأجِّلَةْ ؟
فيَجِيبُ عُمْري في أسًى:"في شَرْعِ
أحكامِ القوافِي تِلْكَ هيَّ المَسْألةْ "
☆《سعيدة باش طبجي☆تونس》☆

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق