الجمعة، 29 أبريل 2022

ويضيع الترياق في أصابعهم بقلم الكاتب محمد بن رجب

 ويضيع الترياق

في أصابعهم
................
أحلامك تناثرت في تلافيف الكلام
عذبة كانت ...
رفرفت في القلب
و أقامت في الكيان
ثم ثارت ثورتها
الى متى حلمك يولد مريرا
ليموت فور السلام
وترقص مراكب أوباش الدماء
في رحلة هانئة طويلة
يتبعها جميعهم
لا قانون يسترهم
تعرّيهم الأباطيل والترهات
ويحميهم كبيرهم هذا ...
وقرصان البحار والأنواء
وترحل الأماني
لا عودة لها تغور في الأزمان
..الأشجار ما عادت تموت واقفة
ولا النخل يحتفظ بهامة الرجال ..
تلاشت أناشيدي ..وتلك الأغاني
فلا الماء ماء
ولا البحر لأهله ...
فلم تعد له حرمات
خانته رياح الجبن
ورياح الجبن ما كانت يوما رياحه
هي اليوم سجّانةالنجوم
وتعتق العواصف البائرات
وتطلق الكلاب السائبة في الآفاق
فلا أوتاد لسقف الشعر
و لم تعد البلاد مرتعا للحب ...
ضاعت المراتيج والمفاتيح
وأقامت الضباع قصورها على الجحور
وسكت الكلام
وآرتحل السلام ...
والتاريخ أضاع مجاديفه
أهداها لمن يتقن السرد والأكاذيب
ويبني أسطورة الملاح
ذاك الذي ضيّع البوصلة
ولم يعرف الشطآن ...
ولا المراسي
تطوّح به الرغبة المحمومة
والانتصاب وحده
يكذب على التاريخ
والتاريخ أبدا ما صدقه .
لأنه قد يستسلم يوما
لكنه يا سادتي دوما يعود إلى الرشاد
لنخلة الواحات القديمة
وصدق الناس في البلاد
لاسكات رياح لا لواقح فيها
ولا طعام ولا نبات
..لقد علا بناء النفاق
نفاقهم ...
لا علاج لهم ..
ولا دواء
تخرجهم من الأبواب السبعة
يعودون لك من ثقب اللصوص
وخرم ابرة
يسرقون النار
ويحلقون بلا أجنحة
...ولا براق لهم
ويخطفون من المحبين فرحتهم
ويسرقون من المرضى شفاءهم و الترياق ...
محمد بن رجب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق