السبت، 27 نوفمبر 2021

تعالي لأعترف لكِ..!! خالد العيسى/جريدة الوجدان الثقافية

 


تعالي لأعترف لكِ..!!

.........................
تعالي لأعترف لكِ..
بأنني من أقام على الجوع زادا إلى أن يحين موعد اللقاء..
بأني..
نذرت روحي للنصب في محاريب الانتظار..
أطيل القيام..
وألهج بالدعاء..
أرتقب أن تكتحل عيوني بطلة..
هي للروح عناق..
ولو طيفا يزاورني كل ذات مساء..
تعالي لأعترف لكِ..
رغم غرابة الوضع..
رغم لا منطقية الظروف..
ورغم استحالة الأمور..
بأنك تلك العابرة الأولى إلى أرض قلبي بعد رفض وطول إباء..
سأعترف لكِ الآن..
بأنك تلك التي التقيتها يوما على أطراف الكلمات لتمر..
بين نقطة وفاصلة..
فشذت عن قواعد النحو والصرف..
والإعراب والبناء..
واستقرت رغم أن الزمن قد أحال ثباتي إلى كثبان رمال تعلن حالها أنها ليست لطالب الوطن موطنا..
ولا تعترف لعابر بالبقاء..
لتولدي في أعماقي أيكا ممتد الجدائل..
،وتستطيلي بداخلي كما النخيل..
وتثمري رطب الوصال بعد سنوات العجاف..
وأيام الخريف العاجزة الصماء..
تعالي لأعترف لكِ..
للمرة الأولى بعد ما يقارب الأربعين وجعا..
أن المرء لا يحتاج لسبب ليحب وطنا..
فنحن هكذا نولد..
على هوية الانتماء..
وملة الوفاء..
نفعل أشياءنا البسيطة والعادية..
ومتى كان الشعور يخضع للتبرير؟!..
متى كان الشغف يا سيدتي يخشى من الخطر؟!..
ويتوقف في إشارة المرور..
متى كان توق الدواخل يحتاج جوازا للسفر؟!..
أو تأشيرة للعبور..
ومتى كانت ممارسة الجنون تحتاج للتفسير؟!..
إنه ال..
حب..
نحب الأوطان رغم أننا قد نبتلى بالنفي منها..
ونعشق الأشخاص رغم أنهم قد ينكروننا ويرموننا بالتجاهل واللا مبالاة..
والجفاء..
لتظل تلك المضغة العجيبة بداخلنا تبرهن على..
غرابة الحب حين يجئ..
وإمارات الشوق إذا تمادت في الظهور..
مدي يدك..
ودعي الصمت يقول عنك إذا استحال الكلام..
بأن(أنا معك)..
ليست محض حروف تكتب أو كلمات تقال..
إنما هي صك انتماء..
تمنح وطنا..
هوية..
ومصير..
تمنح الأشكال..
والألوان..
والأسماء..
تعالي لأقول لكِ..
أني أحبك..
ولا أعرف كيف أشرحها..
أشتاقك..
ولا أستطيع أن أوضحها..
فقد أتيتك مفتونا بروحكِ التي تتغلغل بداخلي على مهل..
مجنونا باقتراف كل ما أعجزتني السنون في ماض العمر عن فعله..
فدعيني أحبكِ كما أشاء..
دون رؤية..
ودون لقاء..
متى خضع الحب يا سيدتي لمنطق الأشياء..
أحبكِ..
حياة من الآن أعيشها..
وما قبلها..
فاعتبريه على قيد الاستثناء..
دعيني أحبكِ..
وفقط..
ياااا أنتِ..
هذا جنوني فلا تعولي..
إن لم يلق قبولا..
ولا تسألي..
واعتبريه هراء'' في هراء..
في هراء..
خالد العيسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق