الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

من المطرِ والتراب/محمد علي الشعار /جريدة الوجدان الثقافية


من المطرِ والتراب
يسافرُ من بحرٍ لبحرٍ وما رسا
وفي كلِّ موجٍ أزرقِ اللونِ جُنِّسا
ويرقبُ أبراجَ الخيالِ بطرْفِه
عسى يُدركُ النارَ التي فوقَها عسى
وفتّشَ عن سرِّ الرمادِ على النوى
وصارَ لأضلاعِ الدخانِ مُهندسا
يمرُّ على ذكراهُ شوقُ قوافلي
وأستافُ من طينِ الُأبوَّةِ نرجِسا
أبي دربَ من يهوى الحياةَ كرامةً
ويرفلُ في ثوبِ النعيمِ مُقَدَّسا
*صلاحُ ويا فجرَ السعادةِ كلّما
محا ليليَ الآمالَ فيَّ وعَسعسا
سأكتبُ فوقَ الغيمِ حُبَّّكَ يا أبي
لتَخْضَلَّ كُثبانُ الصحارى وتأنسا
وَرِثْتُكَ ظلاً وارِثاً عن نخيلِه
وحلْماً حريريَّ القصيدةِ مَلْمسا
ولولا تجلّيكَ المنارَ و وجْهَهُ
تلبَّسني ليلٌ طويلٌ مُنكَّسا
تفرّدَ روضٌ بالترابِ مُباركٌ
فضاءَ بنجْماتِ السماواتِ وٱكتسى
تُرفْرفُ أعلاهُ ملائِكةُ السما
أقامتْ عليهِ بالجوانِحِ مَحْرسا
ولو علمَ التُرْبُ الضميمُ من الفتى
لطارَ بأسرابِ الدموعِ من الأسى
كسرْتُ كؤوسي في سرابِكَ وَمضةً
ولم أرَ يوماً في غيابِكَ مُشْمِسا
وهذا بيانٌ من حليفِكَ عفتَهُ
لمشروعِ أهرامِ النجومِ مُؤَسِّسا
مضتْ كلُّ أزماني بسُنَّةِ دهرِها
وكفّاكَ ما طالت مَشيبي لتُنْتَسى
وهذا مشيبي جنْبَ رأسِكَ شُعلةً
حملْنا معاً وِزْرَ الزمانِ بما قسا
ويومَ يُنادى في القيامةِ ضائعٌ
أُرى تحتَ رِجليكَ اللتينِ ... مُكدَّسا
أحكُّ بأظفارِ الحروفِ وِسادتي
إذا جِلدُ هذا الليلِ مني تَحسَّسا
وما تلكَ من أنفاسِ زهرٍ مُعسَّلٍ
ولكنّها ممَّنْ مراراتهِ ٱحتسى
وقدّمَ أوراقَ ٱستقالتِه الشذا
فبعدَ رحيلِ النجمِ يرتحلُ المسا
رسمتُ على خدِّ الزهورِ مشاعري
وطيّرْتُ من شطِّ البنفسجِ نورسا
وللشعرِ شيطانٌ يُغالبُني مدىً
وذا بعضُ ما أوحى إليَّ و وسوسا
أتى بائعُ الأوجاعِ حانوتَهُ هوىً
ورشرشَ ماءَ الحُزْنِ صُبحاً وكَنّسا
محمد علي الشعار
٢٦-١١-٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق