الأحد، 23 نوفمبر 2025

" خبايا و مرايا " بقلم الكاتب محمد ختان

 " خبايا و مرايا "


تأتي الأحلام بغثة


تفتعل أشياء عديدة


و الحلم متنفس النفس


قد يفرحنا أو يحزننا


غايته تبرر الوسيلة


قنطرة تعبر فيها الحياة


سماء يعرج اليها الحنين


أرض تمتزج عليها الفصول


كلما أغمصت الجفون


تتوه مني نفسي للحظات


تسافر دون وعي مني


بين رحاب ألا شعور الدفينة


قد تطول أو تقصر الرحلة


تتشابك خيوط كالعنكبوت


تكون رفيعة و هشة المضمون


تسرد حكايات و أقاصيص


حسب الظرف لبحاصل و المتعايش


منها الوردية و منها المزعجة


ترحل بنا إلى عوالم مجهولة


تترائى واقعا ملموسا


تمر كمشد فيلم بسينما


تتداخل في كل الأحداث


تنعشنا حينا و تغرقنا أحيانا


ملادنا الوحيد لكل حالنا و أحوالنا


فطرة خلقت فينا نعمة


أطياف و أطياف تأتي و تروح


ترفرف ضيف كوهم أو كلمحة


صديق وقت الشدة و الرخاء


رسالة تخفف مسارنا و أشواقنا


منبع تستفيظ منه القلوب


سحابة تظللنا و قت اللزوم


انعاش لمرافق الروح


ارتواء عند الظمأ و الانتظار


تلطف بنا لحظة الشدائد


كلما ضاقت راودتنا بسلاسة


مثل أمطار الغيث بالخريف


تبدأ من الطفولة حتى الممات


كتاب يفتح لنتطلع منه و فيه غوار المجهول


فيا ليث لا نحرم وجودها في زمن الانقراض


تمت بقلم محمد ختان المملكة المغربية 13/11/2025



سقطت في هواك لمحمد مطر

 سقطت في هواك

لمحمد مطر 

قل لي  من اغراك  بي فكبلت


 قلبي و  روحي.ياانت بالهوى


ماذ. ا.  تقول في   عليل مسه 


ضر. وانت للضر.  ياهذا الدوا


داو عليلك   ياظالما من آلامه


فالقلب بنارجواك هارواكتوى


ماانت إلاحبيب للروح وبلسم 


فقل لي علام فؤادك قد. نوى


علقتني.وتركتني وحيدا. هنا


ياظالمااقتات على نارالجوى


علقت قلبي بحبالك بالهوى و


شنقتني والقلب فيك قدهوى


قل.لي. ماذا. أنت في فاعل و


قلبي لقلبك بالحشاياقدحوى


محمد مطر


نجاة بقلم الكاتب عمر أحمد العلوش

 نجاة

كلما سمعتُ صوتَ نجاة

تذكرتكِ

أغانيها رسائك حب معتقلة 

معتقلة في صدركِ

حنجرتها تعرف اسمكِ

وكأن كل أغنيةٍ تُقال

لتوقظ في صدري صورتكِ

يبدأ اللحن فيَّ

كخطواتكِ القديمة

ويعود الليل بذكراه

إلى نافذتي الساهدة

تسهر لكِ وحدكِ

إن جئتِ ...

انزعي وشاحكِ

وشاحكِ الأسود وتعب السفر

واتركي باب الليل ينزف

فإن لليلِ نبرةً تشبه همس نجاة

وهي تقول: أنا بستناك 

نافذتي ساهرة

تشبه تلك الشمعة 

في ليلة حب

شمعة تحاول أن تفهم

إذا كان القلبان يعرفان الطريق

لماذا الخطوات لا تأتي

أداري شوقي

كمن يمشي على أطراف الأصابع

على كومة جمر

كي لا يوقظ جرحاً فيك

أنا ما كنتُ مجنوناً

لأطفئ قمرك

ولا لأغيّر قدرك

ولكنني…

أعرف أن قربكِ

يجعل الحقول تُورق

ويجعل المطر يهطل

من كلمة

والليل يلين

من لمسة

لأن القلب

كلما جرّب الرحيل

عاد إليكِ خائفاً

كعصفور قتله البرد

باحثاً عن وعد يشبه

القرب 

إن سألتكِ الرحيل 

فلا تصدقي

فالبوحُ في حضرة الشجن

يقول ما لا يعني

ويفتح باباً لا يريدكِ أن تعبريه

ابقِ

فإن الليل بدونكِ

ينسى شكله

والنهار يصير بلا لون

والأيام كأنها تبحث عنك

فما زال قلبي– رغم الغياب كله –

يُسمّيكِ

أغلى من روحي


✍️ بقلمي: عمر أحمد العلوش



خذلان "بالعامية المصرية" بقلم الكاتبة والشاعرة/حنان فاروق العجمي

 خذلان "بالعامية المصرية"

بقلم الكاتبة والشاعرة/حنان فاروق العجمي 

خذلني وقال انتهى دوري 

وجابلي ملح أحُطه على جدوري 

وقال موتي عشان أعيش 

وذنبي إن كان ليَّ حضوري 

ف وقت غاب فيه عمدًا

كان لازم أقف ضروري 

كان لازم أشيل مركب بيميل 

بإيدُه كان بيغرقها

حطَّم كل شيء بنيتُه 

نكَر كل جميل 

والخير قال عليه شروري 

وجعي كان بيصرخ 

ليه قتلت فيَّ شعوري 

عشت حياة التماثيل 

موميا مُحنَّطة مع فرعون

بخ السِّم ف ضلوعي 

وقال سحرولي!

ونسي إن لولا رفعتُه على كرسيه 

ما قامت له قومة ولا ريشُه اتنفش 

كان لابس توب الطيب

ماسك عصاه بيها الأرض يضرب 

ادَّعى إني مش شايفاه 

وأنانيتُه قامت وخداه 

غدَر وخان

وكُنت على سجادة الصلا مستنياه

وعلى عيبُه وضعف شخصيتُه عارفاه 

قلت أعدل حالُه المقلوب 

زاد ف عِندُه وغروره 

العصا رماها ظهر تعبان بديل طويل 

يلدغ إللي يَقرَّب ويغمَّض عنيه

بديلُه ضرب كل ما حواليه

أفعى مجلجلة جرسها رنان

نوى على دور الأُلعُبان 

يسجل ويحذف ويركِّب

ويعلِّي صوتُه ويشهِّد كل قرد وأبو قردان 

غراب ينعق شوفوا أنا مش غلطان 

يألِّف قصص يداري بيها خيبتُه

أتاريه كان مخطط ولعبها صح التِّعبان 

خذلني ف وقت ما كنت رافعة راسُه

دبحني وسط ناسي وناسُه

لا خاف من رب شايفُه

ولا وِلد مسك فيه وحايشُه

ولا راعى ضمير ولا لُه كبير

قادر ع الفُجر 

شَرَد مع البعير 

ونهق كل الحمير 

فرحوا في الخراب 

واتفتحت كل الأبواب 

وريح دخلت من الشبابيك صفير 

والفرح اتنصب 

وقالوا خسرتي أمير !

مع إني اتربيت إن الأمير 

ما يرمي لحُمُه

ولا عِشرَة يخون 

ولا يفضح ويعيب ف اسيادُه

وهو نفسُه كله عيوب 

عايش كالنِّعاج أسير 

خذلني الخسيس 

واكتشَفت إنه عيِّل سيس 

لا لُه في شيَم الرجال

ولا يعرف إلا بوس النِّعال

يجري ورا القرش

يلحس الأرض بلسانُه

وما كُنتش أعرف إنُّه جبان 

وإنُّه بالرخيص يبيع دمُّه

يدوس على لحمُه وناسُه

جزء من سيرة ديك البرابر

وحكايات عندي كتير 

عن الواقف ع الباب غفير

رقص ع السلم 

لا طال فوق ولا تحت الزَّير



أراني أرنو إلى طيفها.. ينسلّ من وجع الرّوح بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أراني أرنو إلى طيفها.. ينسلّ من وجع الرّوح

الإهــداء:إلى تلك التي عانقتني تحت شرفة القلب..ثم تركتني رعشةً في مهب الغيوم..


دروبي عقيمة..

       في جلال الصّمت

يشهق اللّيل من حولهـا

كأن يراني وحيدا

دمعي رذاذ يبلّل عطرَ المساء

     ولكنّي على صهوة الجرح..

أنير عتمات الطريق

بأنوار قلبي

وأصرّ على الحبّ..

           والإحتفاء

* * *

أعتّق وجْدي الذي إشتهته الرؤى

         وأجمع من رعشات النبوّة 

 شتات المرايا

وأسقي بدمعي كرمةً في الألم

وأرنو إلى نجمة..تتلألأ..

       في فيض ذاك الدجى

وأرتق من شغفي للقادمين..

شعارا

وأهيم بهذي التي أسرجتُ لها وجعي

        عساها تحمل عنّي وزرَ الوصايا

وترسم على مسلك الجرح..

للشوق أوجاعنا

لعلّي أراها..

وقد أرخت جدائلها..

          في سكوني

أو تراني..

أغسل ألمي بالحنين

وأنبجس ثانية..

           من ثنايا الخطايا

غدا أراها..

            ترى هل أراها؟!

أو ترَوْني وحيدا..

                       أؤثّث من الصّمت ناري

وأرنو إلى طيفها 

                      ينسلّ من وجع الرّوح

يتهادى..

                          على عتبات المساء..

لا..لا صوت لي..

                ولا رغبات لديَّ

ولا أقحوان عندي..

تبرعم في الدروب

فمن ذا سيعيد الوَجْدَ..إليَّ

وهذا حنيني

              يصرّ على الإنتشاء؟!

سأنأى عنها كي لا يراق يقيني

 وذاك يقيني سوف أعيش عليه

          أحتضن فضائلَ كلّ نبوّة

وأرتحل خلف القوافـل

             عبر صحاري الصـدى


محمد المحسن



أرجع الئ بقلم الكاتب (عبد الفتاح حموده)

 أرجع الئ

على نغمات نجاه (أرجع إلئ) جلست تصغى إليها بأهتمام بالغ وأطلقت لخاطرها العنان إلى ذكرياتها التى عاشتها مع حسام فى البيت القديم فى وسط البلد مع أمها وشقيقها أحمد.

كتبت فى يومياتها :_

غالبا ماكنت أصعد مع أمى إلى شقه أم حسام بالطابق الثالث لتفرد قدميها  تحت أشعه الشمس لكى  تقضى على الرطوبه التى باتت تؤلمها من جراء الإقامه فى الشقه الداخليه بالطابق الأرضى من نفس البيت حيث لا يوجد بها أى منفذ لدخول الشمس إليها فتنشغل أمى بالحديث مع أم حسام بينما أنفرد أنا وحسام بالحديث أحيانا أو نلهو ببعض الألعاب معا.

لم أكن أعرف سواه فى حياتى..ومعظم الوقت كنا نقضيه معا ماعدا الوقت الذى يذهب فيه إلى مدرسته. وكم تمنيت أن كنت واصلت دراستى بعد الأنتهاء من المرحله الابتدائيه التى توقفت عندها لكنت أذهب معه إلى المدرسه ولانفترق ليس هذا فحسب لكنت أستطعت أن أسمو بفكرى إلى مستوى تفكيره حتى لا أشعر بأى نقص فى عدم مسايرته فضلا عن أمكانيه التعبير عن مشاعرى التى تملأ جسدى كله وتزداد توهجا يوم بعد يوم.

مرت بنا بضعه سنوات ولم يخطر ببالى أن أعرف صدى مشاعرى عند حسام ومكانتى عنده وهل يبادلنى نفس المشاعر التى أكنها له.. أي إمرأه يسعدها أن تجد من يشاركها إحاسيسها ومشاعرها فلا تتشابه مع الأحاسيس الأخرى كالتى تجئ نتيجه مواقف عابره بين الناس في المدرسه أو العمل أو.. الخ فلا يعقل أن يأتي الرجل بعد سنوات عديده فيصارح إمرأته أنه يعتبرها بمثابه علاقه عابره أو هى كأخت له.

وذات يوم صعدت أمى إلى شقه أم حسام -كالمعتاد- وطلعت خلفها أحمل طبق من الحلوى المفضله عند حسام ولما صعدت إليه فؤجئت بفتاه لم أراها من قبل تجلس بجوار حسام.. لا أدرى ماذا حدث لى فقد سقط طبق الحلوى وأختل توازنى فسقطت على الأرض فنظرت إليه ووجدت يخفى أبتسامته حتى لايراها أحد وجرى نحوى يساعدنى على النهوض وهمس فى أذنى أنها أبنه خالتى ولما وجدنى لازلت على حالى من ضيق وتوتر عاد ليهمس في أذنى هى أختى فى الرضاع أيضا.

كلما جلست إلى حسام تمنيت أن تتوقف عقارب الساعه ولاتمر بسرعه البرق من فرط سعادتى بالقرب منه.

ولكن يبدو لكل سعاده ما ينغصها ويعكر صفوها فقدفأجاتنى 

أمى بما أحزننى حزنا شديدا فقد أخبرتنى بأننا لابد أن نترك هذه

 الشقه ونقيم فى شقه شقيقى أحمد مؤقتا ريثما تنتهى ترميمها بعدما ساء حالها وبدأت تظهر بعض الشقوق فى جدرانها فضلا عن تساقط حجاره فى غرفه نومنا لولا عنايه الله لكنت وأمى فى عداد الأموات.

حاولت أن أحث أمى على تأجيل الأمر أو البقاء فى الشقه أثناء الترميمات بلا جدوى وأوضحت لى أن إخلاء الشقه يعنى الأنتهاء من الترميمات بعد مدة قصيرة.

تألمت كثيرا من الفراق عن حسام وكلما شكوت لأمى بعدم الإحساس بالراحه للبعد عن شقتنا تحثنى على الصبر ريثما ينتهى الأمر.

مرت الأيام ببطئ شديد وطالت عمليه الترميمات بشقتنا بسبب تراخى العمال المكلفين بها ولعدم التزامهم بالمواعيد حسب الاتفاق معهم.

وهنت صحه أمى بسبب الرطوبه التى بدأت تترك المزيد من الألم في جسدها كله لأنها لم تعد تتعرض للشمس كما كانت تفعل ذلك عند أم حسام.

ومازال القلق يساورنى لأن حسام لم  يبذل أى جهد ولو قليل منذ أن تركنا شقتنا وكأننى  كنت مجرد علاقه عابره وأنتهى الأمر على هذا النحو.. نسى أو تناسى ذكريات عشناها وأوقات قضيناها معا.

مرت الأيام وبدأت أفقد الأمل فى رؤيه حسام وزاد الأمر سوء فقدان أعز الحبايب التى كانت بمثابه الصدر الحنون فظننت أن حسام سوف يبادر بالوقوف إلى جوارى فى هذه المحنه ولكن مما يأسف له لم يبذل أى جهد بالمره.

وقد تزوجت من أحد زملاء شقيقى أحمد فى العمل وقد وافقت على ذلك فى وقت فقدت الأمل فى عوده حسام فقد مرت الأيام فى أنتظاره فى غايه الصعوبه نالت من صحتى فأصابها الوهن وبدا الشيب يغزو رأسى ورغم ذلك لازال يراودنى الإحساس بصيص من الأمل أن يعود حسام

-ماما ماذا بك.؟. سرحانه فى أيه؟

-عدت من مدرستك ياحسام

-طبعا ياماما.. يلا ياماما أنا جائع جدا

نهضت المرأه من مكانها.. مسحت دموعها ولازالت نجاه تشاركها الأمل فى عوده الحبيب إليها

(أرجع إلئ.. صحو كنت أو مطر)

مع أطيب تحياتى 

(عبد الفتاح حموده)


لِمَ متَّ يا عمر؟" بقلم الكاتب سعيد إبراهيم زعلوك

 لِمَ متَّ يا عمر؟"


رسالة إلى عمر المختار  


لِمَ متَّ يا عمر؟

من وعدكَ أن الأرضَ ستحفظُ العهد؟

من أقنعكَ أن الموتَ يكفي لتبقى الأوطان حيّة؟

غبتَ…

فانكسر الحصان،

وتكسّر السيف،

وتحوّل الجبلُ الأخضرُ إلى متحفٍ للدموع.


كُنّا ننتظرُك،

كلّما جفَّ ماءُ النشيد،

وخانَ العَلَمُ ظلَّه،

كُنّا ننتظرُ طلعتكَ

من بينِ جذوعِ الزيتون،

لكنّ الخيولَ جاعت،

والسروجَ باعوها

في سوقٍ يُشترى فيه كلُّ شيء… إلا الكرامة.


أين أنتم يا رجال السنوسية؟

يا من أوقدتم قناديلَ الفجرِ في العتمة،

أين الباروني، أين أبو بكر،

أين تلك الوجوه التي تشبه التراب النبيل؟

أتُراكم اليوم تحرسون النسيان،

أم تتفيّأون ظلالَ الخُطَب الفارغة؟


يا عمر،

غسلوا التاريخَ بالماء البارد،

ومسحوا دمَ الشهداءِ

بمحرمةِ السياسة.

ثم ابتسموا وقالوا: نحنُ الأحرار!

أيّ حريةٍ؟

والمشانقُ ما زالت واقفةً

لكنها تُنصب اليوم لمن يكتب الحقيقة.


لم نعد نحفظ الوصايا،

نُصلي على صوركم،

ونُبايعُ قاتليكم،

نرتّل أسماؤكم ثم نُسلم مفاتيح الأرض للغزاة.

أهذه ليبيا التي وهبتَ لها رقبتك؟

أهذه البلاد التي كنت تراها في عيون المجاهدين؟


يا عمر،

الطفلُ في درنة

لم يعُد يرسمُ وجهك،

صار يرسم زورقًا للهروب.

والعجائزُ في الزاوية

تُسبّحن بالخوف،

ويُخفين أسماء أحفادهن

عن جدران المعتقلات.


لكنّنا،

رغم هذا الخراب،

لا زلنا نحفظُ صوتكَ

حين قلتَ:

"إننا لا نستسلم"...

لا زالت فينا ومضة،

تشبه آخر ما تركتَ لنا

من وهجٍ على مشنقةٍ خاشعة.


سيعودُ المجد،

حين نكسرُ مرآةَ الزيف،

ونُشعلُ بأسمائكم قلوبَ الأجيال،

حين نكتب ليبيا من جديد

لا بحبرِ السماسرة،

بل بدمٍ لم يُساوَم بعد.


نمْ يا عمر،

لكن لا تغِب،

كن كالنجم البعيد

حين يضيعُ المدى،

وكن كالسيف

حين تُسَنُّ ذاكرةُ الوطن.


✍️

سعيد إبراهيم زعلوك



خرائط السراب بقلم: زينة الهمامي تونس

 *** خرائط السراب ***


أنا لم أحبك كشخص فحسب

أحببتك كوطن يضم شتاتي

يضمّد عميق جراحي

عشقت كل تفاصيلك

كل اشيائك الصغيرة

كنت اظن اني ملكت الدنيا بأسرها

ولا حاكم من وطني ينفيني

أتراني كنت اعيش وهما

وتراني كنت في غير وطني سجينة

وامتد التيه في داخلي كليل دامس

كنت اسير فوق خرائط مجنونة

تؤدي الى دهاليز مميتة

وتعيدني الى جراح خلتها اندملت

كل شيء من حولي صار حرائق

وجوه بلا ملامح

وملامح بلا وجوه

وهذا الارتجاف الخفي في صدري

كنت ابحث عني بين الانقاض

انا التي فقدتني منذ دهرا

ولم اعد اهتدي للطريق

هل كنت اتنفسك ام اغرق بك

هل كنت حضني الامن

ام الهاوية التي ابتلعتني

الآن اراك كسراب يلمع

ثم ينزلق من بين يدي

كأنك معنى لا يكتمل

وانا السؤال الضائع في فضاء بلا صدى

مع كل خطوة اخطوها

روحي تتثاقل اكثر

كأنها تحمل كل الحروب والدمار

كل الابواب التي اطرقها تفتح للريح

ترسلني الى فراغ عميق

لم يبق غير نبض خافت

يخبرني انني ما زلت هنا

ولو على حافة الانطفاء

وما زال في داخلي شعور

لا يشبه الحب

ولا يشبه الفقد

شيء غامض

يمد جذوره في قلبي

كأنك الوطن المزعوم

والغربة التي تحتضنني

والحقيقة التي ابحث عنها

بين يقين ميت

وحلم مسروق

وروح تائهة في عام بلا معنى

وأسئلة بلا اجوبة...


بقلمي: زينة الهمامي  تونس



مشينا الدربَ سويّاً بقلم الكاتبة زهراء الركابي

 مشينا الدربَ سويّاً

أنا

وأنتِ يا أختي،

قبيلَ الفجرِ

نمشي الدربَ

نقتسمُ الظلالَ

وضوءَ نافذةٍ صغيرةٍ

كانت تُسمّينا الحياةْ.


مشينا الدربَ سوياً

خطوتانِ

تتشابكانِ

مثلَ نبضينِ إذا خافا الفراقْ،

نحملُ الأيامَ

في صدرينِ

لم يعرفا سوى بعضٍ

وملكنا الطفولةَ

كأنها وطنٌ من ضوء.


كم قلنا

لا نخافُ من الطريقْ،

ما دامَ في الكفِّ أُخرى

تشبه القلبَ

وتفهمهُ بلا صوت.


يا أختي

لو تعبتِ

أسندُ ظهري ليرتاحَ قلبُكِ،

ولو ضِعتُ

أتبِعُ ضحكتكِ

كأنها خارطةٌ

تدلّني لنجاتي.


مشينا الدربَ سوياً،

وما زلتِ

أقربَ من ظِلّي

وأصدقَ من يدٍ

تعرفُ كيفَ ترفعُ روحي

حينَ يثقُلُ يومي.


فامسكي بيدي

فالطريقُ طويلٌ،

لكنّهُ

يصيرُ جميلاً

حين نمشيه

معاً.


زهراء الركابي



..كل الحكايات الجميلة بقلم الكاتب أنس كريم اليوسفية المغرب .

 ..كل الحكايات الجميلة

تصنع الفرجة

والبسمة

حلم العشق المنتظر

تخرج واقفة

في طريقها العامر

بالورود

تحضن عشاقها

في الليل الطويل...

وردة من ذهب

وحديقة من فضة

نفرح لأطفالنا

في حدائقنا

لنزرع الأمل

لنعلن فرحتنا

بالاغاني والرقصات

أقول ونقول

أن البراءة

وحدها

لا تقدر بالأمل

على صورة

الشموع المضيئة

ليوم الخلاص.. .

اهلا ومرحبا بكل جميل

في أبواب المدن

على رصيف

الشوارع

في مفترق الطرق

يقيمون  جمالا وسلاما

من التاريخ والألحان

يلبسون كل أنواع الجمال

ويمرحون في دروب وساحات

الفرح والفلاح

يمشون في ركب الإنسان

والصلاح

ليوم الوعد والسعد

يشاركون الأحزان

والمسرات

يحبون الهوى الجميل والأصيل.. 

عشاق الحياة والرخاء...

أنس  كريم اليوسفية المغرب .



إعتبرنى مت بقلم الشاعر منصور أبو عبدالله

 إعتبرنى مت 

بقلمى منصور أبو عبدالله 

**************

إعتبرنى خلاص خلصت ومت 

وأعتبر نفسك لا عشت ولا شفت

أنا إنتهيت ومعنديش كلام بعد اللى قلت 

فأنسانى خلاص واعتبرنى رحت 

************

جاى تعاتب وتحاسب على اللى ليك

ونسيت عمر بحاله وانا عشت اديك 

لا الكفة موزونه وزى مليك كمان عليك 

خلاص عندك قصادى قدر ينسيك 

*************

إستحملت منك علشان انت تستاهل

وعديت قسوتك علشانك بس مش بالساهل 

وعارف اللى عملته كله ما انا مش جاهل 

كل الناس بتغلط وترجع بس انت مش بتتنازل 

*************

بتقول بلسانك مسامح واللى جواك غير 

مقلتش انك لازم تتغير وانك مش لازم تغير 

انا قلتك سامح وساعدنى كمان على التغيير 

مش تطلق جناح عندك وتخليه للسما يطير 

***************

العمر راح وانا تعبت مش منك تعبت تفكير 

مشيت كد عمرى أضعاف وتعبت نفسى مشاوير 

ودخلت دروب توهة وملقتش منك تقدير 

وكل ما أمسك الحلم الاقيه زى الهوا بيطير 

**************

والله حرام عليك ظلمك ليه فاق كل حد 

وانا مش عارف اشكيك ما هو انت مش حد 

تستاهل اتوجع علشانك وكمان أتهد 

بس حاول تفكر ومتعليش بينا السد 

***************

لسه باقيلك فى قلبى كل قلبى 

ومهما يكون حتكون كل حبى 

أصلك الاول والاخر والكل عندى 

والله يسامحك على موتى وحزنى 

**************

بقلمى منصور أبو عبدالله

إعتبرنى مت



السبت، 22 نوفمبر 2025

شوقي و حنيني بقلم الكاتبة ألفة كشك بوحديدة

 شوقي و حنيني

بين همسات الليل 

أخذ الماضي أسراري 

و بقيت بين أحضان الذكريات

على الوسادة ارتخيت 

ناديت لصور الشباب 

عبر أفكاري 

همسات الليل ساعدتني 

عزفت على أوتار ذاكرتي 

لحن شبابي 

غنى قلبي و رقصت نبضاته 

في ملجأ روحي الظمأى 

ماض ليته يعود يوما 


ألفة كشك بوحديدة


أسمعيني بقلم الكاتبة رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء

 أسمعيني


 أسمعيني كلاما يشفيني

من قسوة الغياب و يسليني

بعدما جرى لي

من طغيان أعدائي

و أعداء بني وطني

و يخلصني من كآبتي 

و يجدد أملي

و يهدهدني و يرفعني

بعيدا عن واقعنا  و ينسيني 

آلام سنيني 

و عربدة الشياطين 

في أقطار وطننا العربي

المبتلى بالتطبيع المشين


أسمعيني  بوحا يخرجني 

من ظلام سجني

و يقربني من حلمي

و ينعش أملي

و يعالج أرقي

و يعطر سمري

بذكرى تبهجني

و صور تسعدني 

و دعاء يريحني 

و يضمد جرحي

الغائر لطول اعتقالي

و  نكبتي باستشهاد عيالي

و تتالي نكبات  بني قومي

و نكسات  أجيال وطني


اللهم ردنا إليك ردا ينسينا البلاء

و أنواع الفتن وشدة الابتلاء

و  أرنا آيات لطفك في القضاء

و بارك لنا في نعمك يا واسع العطاء 

و اهد  شبابنا  لما يرضيك و يقر عيون الآباء

آمين يا محقق  الرجاء 

ببركة خاتم رسائل  السماء

عليه وعلى آله وصحبه الصلاة الجامعة

 مع كل أذان وإقامة صلاة إلى يوم اللقاء 


رفيقة بن زينب    ***   تونس الخضراء


أظن إنه لن يفعلها مرة ثانية بقلم الكاتب عماد أبو زيد

 أظن إنه لن يفعلها مرة ثانية                                              ---------------------------------                                                      عماد أبو زيد                                                                   -----------------------                                                                        كان الشارع يتزين بخطاه.. وأركان البيت  تنبض بالحياة .. وبصوته امتلئ دفئا. كان بيننا حديث طويل.. وحديث لم يكتمل.. أسرعت إليه ..فور وصولي البيت.. كان مستلقيا على ظهره.. ومسافة شاسعة بيني وبينه لأول مرة.. في صباي فعلها  ذات ليلة في بيتنا القديم .. بعد العشاء.. إذ غاب بيننا  ونحن جلوس حوله .. بكينا كثيرا.. واحتضناه جميعا.. حتى أفاق.. وابتسم.. وقال :الحمد لله.. أما آليوم فلا أظن إنه يفعلها مرة ثانية.. أقبل جبينه.. وكل فصول العمر تمر أمام عيني.. وهو حاضر فيها بقوة.. حركاته.. سكناته.                                                                                             لم أكن أدري إنني سأتألم إلي هذا الحد. كل الأيام حاضرة في ذهني بكل طقوسها.. يوم الإثنين أو الخميس مثلا.. يذهب عقب صلاة العشاء إلى  مجلس علم. يوم الجمعة..يصحو مبكرا.. ويرتدي أفضل الثياب.. ويتعطر بماء الورد والياسمين.. ويمضي للمسجد. شهر رمضان.. يومي عيد الفطر وعيد الأضحى.. ويوم..ويوم ...                         أحاديثه..كلماته.. نصائحه..وصاياه.. دعاءه لنا بالخير..أمانيه.                                                                                                                                                                           أعتقد أن فراقه قد مسني بشيء.. فقد غابت عني ابتسامة كنت أحسها.. وكغصن شجرة تتقاذفه الرياح أصبحت.. ودرجة تعلقي ببعض الأشياء قد ذهبت أدراج الرياح.. لم أعد شغوفا بشراء كرافت جديد كلما أبصرت فاترينات الملابس.. ولم أعد حالما بمنصب كبير.                                                                                                                                   ويرتاح بالي..حين أمضي  وحيدا لزيارته.. رغم الوجع والألم ..أضع على شفتي ابتسامة.. كما كنت أفعل.. و أرفع يدي اليمني ملوحا ..وكأنما أنا بانتظار من  يخرج لي..فأحتضنه .. وأنا أقول :السلام عليكم يا أبي.



قراءة لقصيدة حيفا للأستاذ الناقد الشاعر الدكتور محمد سليط بقلم الأديب طه دخل الله عبد الرحمن

 قراءة لقصيدة حيفا للأستاذ الناقد الشاعر الدكتور محمد سليط 21-11-2025

القصيدة:

حيفا

سألتُ عنها زهر شجر الكُباد

وسألتُ ما تبقى من ماء

في بردى

والمشمش والدراق

في البانوراما وشارع العشاق

من هو راحل

ومن هو باق

سألت جدران البيوت القديمة

في حي العمارة والقنوات

وقفت أراقب الطرقات

هنا عند أطراف الغوطة الشرقية

كان يلعب الصغار

لكنني لم أسمع الضحكات

جمعت تفاصيلي

قصدت داريا ومطعم الشاميات

لم أجد داريا ولا المطعم

فقط وجدت رجلاً عجوزاً

مرة يضحك وأُخرى يطلق

الآهات

ركبت سيارة أجرة قديمة

أشعر أنها بلا عجلات

السائق العنوان

قلت جوبر

عبس وحزن أصابته في لحظة

آلاف الغصات

هناك بيتنا الدمشقي وتينة خضراء

ثمارها عندما تنضج تتفتح كما البتلات

قال سقطت الشجرة

وأسقطت الجدران

قلت جدران البيت

قال كل الجدران كأنه

يرافقها بركان

قفلتُ عائداً لعمان

استيقظتُ من غفوتي عند معبر نصيب

ختمت جواز سفري مغادراً

معه ملصق لخارطة الوطن العربي

عليها علامات

ممنوع من السفر لهذه البلدان

صرخت وحيفا مدينة أجدادي

صاحت عجوز يا بني

ردد معي كان يا مكان

أشار إلى أحدهم عمن كنت تبحت

اجبت

عن طارق بن زياد

بقلم الشاعر والناقد الأردني

د محمد سليط

***********************************  

القراءة:

أيها القارئ الكريم أضع بين يديك قراءة لهذه القصيدةِ الوجدانيّةِ التي تفجَّرَتْ مِنْ أعماقِ شاعرٍ أردنيٍّ مُحنَّكٍ، كأنَّما هي أنشودةُ المشرَّدينَ، وصرخةُ الحُرِّ في زمنِ الذُّلِّ، كنهر من الأسى يسيل بين خرائب الذاكرة فاقبَلْها منِّي نثرًا يُحاكي جمالَ شعرِهِ، ويُفصِحُ عن بلاغةِ معانيهِ:

أيَّتُها القصيدةُ، يا مَنْ تحملُ في أحشائِها نارَ الحنينِ، وبردَ اليُتمِ!

لقد استهلَّ الشَّاعرُ قصيدتَهُ باستفهامٍ وجوديٍّ، كأنَّه سؤالُ طفلٍ فقدَ أمَّهُ في زحمةِ السُّوقِ! "سألتُ عنها زهر شجر الكُباد" – فالكُبادُ هو شجرُ الأسى، وزهرُهُ هو دمعُ الأرضِ، وكأنَّما الشَّاعرُ يبحثُ عن بصمةِ ألمٍ تُشْبِهُ ألمَهُ. وكأنه يبني هرمًا من الحزن قاعدته الأسئلة وقمته الكارثة.

"وَسَأَلْتُ مَا تَبْقَّى مِنْ مَاءٍ فِي بَرْدَى" – والنَّهرُ هنا ليس مجرَّدَ ماءٍ، بل هو شريانُ الذَّاكرةِ، فإذا جَفَّ، جَفَّتِ الأحلامُ. ثمَّ ينسابُ السُّؤالُ كالنَّدَى على ثمارِ المشمشِ والدُّرَّاقِ، تلك الثِّمارُ التي صارتْ أحجيةً في "بانوراما" الزَّمنِ الضَّائعِ. فالسؤال عن "ما تبقى من ماء في بردى" استقصاء لجوهر الحياة، فالنهر هنا ليس مجرد مجرى مائي، بل هو شريان الذاكرة الجمعية، وعندما يجف النهر تموت المدن كما تموت الكائنات.

يا لَهُ مِنْ مَشْهَدٍ مَأساوِيٍّ!

يقفُ الشَّاعرُ كطائرِ الفينيقِ في أطلالِ "حيِّ العمارةِ"، يرقبُ الطُّرقاتِ التي صارتْ مقابرَ للضَّحكاتِ. إنَّهُ يبحثُ عن طفولتِهِ بينَ أطرافِ الغوطةِ، فيسمعُ صمتًا يُطَبِّلُ لهُ رنينُهُ في الأذُنِ. ثمَّ يذهبُ إلى "داريا" و"مطعم الشَّامياتِ"، فلا يجدُ سوى عجوزٍ يضحكُ كالطَّبلِ الأجوفِ، ويئنُّ أنينَ الحجارةِ تحتَ المطرقةِ.

في الصور الفنية والبلاغية المتتابعة:

لقد قدّم الشاعر لوحات متعاقبة تكشف عن تدهور الواقع بالتدريج:

اللوحة الأولى: طفولة مفقودة "وَقَفْتُ أُرَاقِبُ الطُّرُقَاتْ - هُنَا عِنْدَ أَطْرَافِ الْغُوطَةِ الشَّرْقِيَّةْ - كَانَ يَلْعَبُ الصِّغَارْ - لَكِنِّي لَمْ أَسْمَعِ الضَّحَكَاتْ"

هنا يرسم الشاعر صورة مفعمة بالمفارقة الأليمة، فـ"الطرقات" التي يفترض أنها أماكن للحركة والحياة، أصبحت مسرحاً للفراغ والغياب. و"أطراف الغوطة" التي كانت جنة دمشق، أصبحت أطلالاً صامتة. والأطفال الذين كانوا يلعبون، لم يعد يسمع لهم ضحك، وكأن الحرب سرقت حتى براءة الطفولة.

اللوحة الثانية: البحث اليائس عن الذاكرة "جَمَعْتُ تَفَاصِيلِي - قَصَدْتُ دَارِيَا وَمَطْعَمَ الشَّامِيَّاتْ - لَمْ أَجِدْ دَارِيَا وَلَا الْمَطْعَمَ - فَقَطْ وَجَدْتُ رَجُلًا عَجُوزًا - مَرَّةً يَضْحَكُ وَأُخْرَى يُطْلِقُ الْآهَاتْ"

هنا يتحول الشاعر إلى جامع شواهد القبور، "يجمع التفاصيل" كما يجمع المؤرخ قطع الأثر. والعجوز الذي "مرة يضحك وأخرى يطلق الآهات" يمثل الشخصية التراجيدية التي تعيش الانهيار الداخلي، ضحكٌ يشبه البكاء، وآهات تختزل آلام أمة.

في الرمزية العميقة والدلالات الفلسفية:

رمزية السيارة القديمة بلا عجلات: "رَكِبْتُ سَيَّارَةَ أُجْرَةٍ قَدِيمَةٍ - أَشْعُرُ أَنَّهَا بِلا عَجَلَاتْ"

إنها ليست مجرد سيارة، بل هي رمز للوطن العربي العاجز عن الحركة، العظيم في ماضيه، العاطل في حاضره. والشاعر الذي "يشعر أنها بلا عجلات" يمثل الوعي المأساوي بحقيقة الأمة المتوقفة عن السير.

رمزية التينة والسقوط المأساوي: "هُنَاكَ بَيْتُنَا الدِّمَشْقِيُّ وَتِينَةٌ خَضْرَاءُ - ثِمَارُهَا عِنْدَمَا تَنْضَجُ تَتَفَتَّحُ كَالْبُتُلَاتْ - قَالَ سَقَطَتِ الشَّجَرَةُ - وَأَسْقَطَتِ الْجُدْرَانَ"

وَأَيْنَ بَيْتُ الدَّمَشْقِيِّ؟ أَيْنَ التِّينَةُ الخَضْرَاءُ؟

هنا تبلغُ القصيدةُ ذروةَ المأساةِ. فبيتُ الشَّاعرِ لم يُهجَرْ فحسبْ، بل "سقطَتِ الشَّجرةُ"، وكأنَّما سقطَتْ شجرةُ العائلةِ، شجرةُ الانتماءِ. والعجوزُ يُجيبُهُ بِصَوْتٍ كالصَّاعقةِ: "كُلُّ الجُدْرَانِ كَأَنَّهُ يُرَافِقُهَا بُرْكَانٌ" – فالحربُ هنا لي حدثًا عابرًا، بل هي زلزالٌ يبتلعُ الهويَّةَ ابتلاعًا.

والشجرة هنا ليست شجرة تين عادية، بل هي شجرة الحياة، شجرة الانتماء، شجرة الحضارة. وسقوطها ليس سقوطاً طبيعياً، بل هو انهيار كامل. والتعبير "تتفتح كما البتلات" يذكرنا بجمال كان موجوداً، ليؤكد فداحة الخسارة.

في الذروة التراجيدية والمفاجأة الصادمة:

مشهد معبر نصيب: الاستيقاظ من الحلم إلى الكابوس "قَفَلْتُ عَائِدًا لِعَمَّانَ - اسْتَيْقَظْتُ مِنْ غَفْوَتِي عِنْدَ مَعْبَرِ نَصِيبٍ - خُتِمَ جَوَازُ سَفَرِي مُغَادِرًا - مَعَهُ مَلْصَقٌ لِخَارِطَةِ الْوَطَنِ الْعَرَبِيِّ - عَلَيْهَا عَلَامَاتٌ - مَمْنُوعٌ مِنَ السَّفَرِ لِهَذِهِ الْبُلْدَانِ"

إنها صورة مركبة تختزل مأساة الأمة:

· "الغفوة" رمز للوعي المغيب

· "معبر نصيب" رمز للتفتيت والحدود المصطنعة

· "ختم جواز السفر" رمز للاحتلال والوصاية

· "الخارطة الممنوع السفر إليها" رمز للوطن المحظور على أبنائه

الصرخة المدوية: "صَرَخْتُ وَحَيْفَا مَدِينَةُ أَجْدَادِي - صَاحَتْ عَجُوزٌ يَا بُنَيَّ - رَدِّدْ مَعِي كَانَ يَا مَا كَانَ"

صرخة تختزل سنينا من التشرد، ورد العجوز يحول المأساة إلى تراجيديا تاريخية، فـ"كان يا ما كان" هي الصيغة الأسطورية للتاريخ الضائع.

ثُمَّ يَفِيقُ الشَّاعِرُ مِنْ حُلْمِهِ عِنْدَ "مَعْبَرِ نَصِيبٍ"!

يا للعَبَقِريَّةِ! إنَّ "نصيب" هو نسيبةُ الوطنِ، حيثُ يُخْتَمُ الجوازُ بختمِ الغُربَةِ، ويُوضَعُ ملصقُ الخريطةِ كشاهدِ قبرٍ. فإذا بالشَّاعرِ يصرخُ: "وَحَيْفَا مَدِينَةُ أَجْدَادِي" – وهي صرخةٌ تثقبُ جدارَ الزَّمنِ، فتردُّ عليه عجوزٌ بتعويذةِ "كان يا ما كان"، كأنَّما تقولُ: أصبحَ الوطنُ أسطورةً تُحكى!

وَفي الخِتامِ، تأتي المفاجأة العظمى!

عندما يسألُهُ أحدُهُمْ: "عَمَّنْ كُنْتَ تَبْحَثُ؟"، يُجيبُ: "عَنْ طَارِقِ بْنِ زِيَادٍ" إنَّها صاعقةُ البلاغةِ! فطارقُ بنُ زيادٍ هو رمزُ الفتحِ، رمزُ العزَّةِ، وهو الآنَ ضائعٌ بينَ الأنقاضِ. وكأنَّ الشَّاعرَ يقولُ: لقدْ خسرنا حتَّى أبطالَ التَّاريخِ!

إنها ضربة البلاغة القاضية! فالشاعر لا يبحث عن شخص، بل يبحث عن رمز العزة الضائع، عن البطل الذي أصبح أثراً بعد عين. طارق بن زياد الذي فتح الأندلس أصبح هو نفسه بحاجة لمن يفتح له باب العودة. إنه اختيار عبقري يلخص مأساة الأمة من المجد إلى الذل.

فَإِذَا بِالقَصِيدَةِ قَدْ صَارَتْ مَلْحَمَةً!

هي ليستْ شعرًا فحسبْ، بل هي وثيقةُ اتِّهامٍ للزَّمنِ العربيِّ البائسِ. لقدْ نسجَ الشَّاعرُ خيوطَ الحزنِ بخيطِ الأملِ، ومزجَ الموتَ بالحياةِ، وجعلَ من "حيفا" و"دمشقَ" شخصيَّتينِ تتنزَّيانِ دمعًا.

فهذه القصيدة ليست مجرد شعر، بل هي وثيقة تاريخية، وشهادة وجودية، وبكاء على الأطلال في عصر الحداثة. لقد استطاع الشاعر أن يحول الألم الشخصي إلى تراجيديا جماعية، وأن ينسج من حروف القصيدة نسيجاً يحمل كل ألوان المعاناة: الحنين، الغربة، الفقد، الذل، التشتت.

فاللهمَّ ارحمْ أوطانًا صارتْ حروفًا في قصيدةِ حزنٍ، واجعلْ هذه القصيدةَ ناقوسَ يَقَظَةٍ لأمَّةٍ نامَتْ عن عزِّها، فإذا بها تستيقظُ على أنَّ أبطالَها ضائعونَ بينَ الرُّكامِ!

طه دخل الله عبد الرحمن

البعنه == الجليل

21/11/2025



لكل فن سر و عزف بقلم. الكاتبة/نادياغلام

 __ لكل فن سر و عزف  

و أنا عزفي بين السطور  __ 


لوحات و ألوان

... قصائد و ألحان 

....... و شدو حروف

و قد يكون مفتاح السر

لفؤاد البعض قلمه أو ريشته

و أسراره كلمات نقشت بنبضات قلبه

على بساط حروف و فصول عمر ،

و بين صفحات كتب و نبضات قلوب

هناك دائما معزوف و مرموز

بين ثنايا الصدور و السطور

و حال فنان و نبض قلم و همس فكر

فقط لذوي الفهم و البصائر ..

سلوا الروح عن ذوبانها في تأمل الكون

و لوحات الجمال ..

سلوا العقاد عن حبه للفكر و الأدب

و امرأ القيس عن عشقه للغزل و القوافي 

و قافية الجمال هي التي تغريني

سلوا النجوم عن قصة عشق الشعر

للعزف و ليالي السهر ..

سلوا الطير عن رنة الحرف على الوتر

تعددت الأنغام و الألوان

...... و عزف القلب أجمل فن

فلا تسألوني عن سر حبي للفنون

و عزف ما بين السطور ؟ 


من_همس_حرفي   

بقلمي:الكاتبة/نادياغلام



ورقة بحثية الإسقاط الذكوري بوصفه تقنية تناصّ تحويلي: مقاربة سيميائية – خطابية في إعادة إنتاج الصوت الجندري بقلم طاهر مشي

 ورقة بحثية (بقلم المبدع الراقي والباحث الكفء طاهر مشي):


عنوان الورقة


الإسقاط الذكوري بوصفه تقنية تناصّ تحويلي: مقاربة سيميائية – خطابية في إعادة إنتاج الصوت الجندري


الملخص


تستكشف هذه الورقة مفهوم الإسقاط الذكوري بوصفه تقنية إبداعية ضمن حقل التناص التحويلي في الدراسات الأدبية الحديثة. تنطلق الورقة من فرضية أن النقل الجندري للصوت في النصوص الأدبية لا يمثل نسخًا أو سرقة، بل إعادة تشكيل للخطاب وفق منظور مختلف من حيث البنية الصوتية والتمثيل الشعوري والدلالة. وتعتمد الورقة إطارًا نظريًا يستند إلى أفكار جوليا كريستيفا حول التناص، وإلى مقولات جيرار جينيت في التحويل النصي، إضافة إلى مبادئ تحليل الخطاب الجندري. وتخلص الدراسة إلى أن الإسقاط الذكوري ممارسة إبداعية تنتج نصًا جديدًا مستقلًا، ذي قيمة تفسيرية وخطابية تتجاوز حدود الأصل.


1. المقدمة


شهدت الدراسات الأدبية في العقود الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بظواهر التحويل النصي وإعادة الكتابة، بوصفها مساحات لإنتاج خطاب جديد ينشأ داخل حوار مستمر مع النصوص السابقة. ومن بين هذه الظواهر يبرز مفهوم الإسقاط الذكوري، الذي يقوم على إعادة إنتاج نصّ مكتوب بصوت أنثوي عبر تحويله إلى صوت ذكوري، أو بالعكس، بما يصاحبه من تغييرات في البنية البلاغية والسياق الشعوري والحقول الدلالية.


تطرح هذه الورقة سؤالًا رئيسيًا:


هل يمكن اعتبار الإسقاط الذكوري تقنية إبداعية مستقلة، وليست سرقة أدبية؟


وللإجابة عن هذا السؤال، تتناول الورقة الأسس النظرية والتطبيقات الدلالية التي تجعل من التحويل الجندري ممارسة تحويلية وليست إعادة إنتاج حرفية.


2. الإطار النظري


2.1. مفهوم التناص عند كريستيفا


تذهب كريستيفا إلى أن كل نص هو "نصّ في نصوص"، وأن أي إنتاج لغوي ينشأ داخل شبكة من العلاقات مع نصوص أخرى. وبذلك، يتحول النص الجديد إلى فضاء تتقاطع فيه خطابات متعددة، لا إلى استعادة حرفية لمصدر واحد.


2.2. التحويل النصي عند جيرار جينيت


يميّز جينيت بين:


الاقتباس (Citation): النقل الحرفي أو شبه الحرفي.


التحويل (Transformation): إعادة تشكيل النص الأصلي على مستوى الصوت والبنية والدلالة.


الإسقاط الذكوري ينتمي إلى النوع الثاني، لأنه يعتمد تحويل المنظور والرؤية، لا استنساخ المادة اللغوية.


2.3. تحليل الخطاب الجندري


يستند تحليل الخطاب الجندري إلى فكرة أن اللغة ليست محايدة، بل تتأثر بالهوية الجندرية للمتكلم. ينتج عن ذلك اختلافات في:


الإيقاع الشعوري


بنية الجملة


التوترات الخطابية


الاستعارات والمجازات


وبذلك، فإن تغيير الجندر المتكلم يؤدي حتمًا إلى إنتاج نص جديد لا يمكن مطابقته مع الأصل.


3. المنهجية


تعتمد هذه الدراسة منهجًا تحليليًا – نظريًا يجمع بين:


السيميائيات


تحليل الخطاب


نظرية التناص


المقاربة الأسلوبية


ويتم من خلاله تتبّع التحولات البنيوية والدلالية التي يحدثها الإسقاط الذكوري عند إعادة إنتاج النص.


4. المناقشة والتحليل


4.1. التحويل الصوتي


يتغير الصوت السردي في الإسقاط الذكوري بتغير:


الضمائر


مركزية المتكلم


تمثيل الذات والآخر


وهذه التحولات تخلق نصًا جديدًا يختلف في موقعه داخل الخطاب.


4.2. التحويل الشعوري


تعيد الذات الذكورية إنتاج المشاعر بطريقة مختلفة عن الذات الأنثوية، خصوصًا في:


إدارة الانفعال


التعبير عن الرغبات والخوف


مسافة السرد


وطبيعة اللغة الانفعالية


ما يجعل البنية الشعورية للنص الجديد غير مطابقة للأصل.


4.3. التحويل الدلالي


تتأثر دلالة النص بعوامل:


الحقول الاستعارية الخاصة بكل جندر


تمثيل العلاقات الاجتماعية


الرموز الثقافية


وبهذا يصبح النص الجديد خطابًا ذا بنية دلالية مستقلة.


4.4. البعد البلاغي وإنتاج معنى جديد


التحويل الجندري ينتج:


انزياحًا عن النموذج الأول


معنى إضافيًا ينبع من الاختلاف


حوارية بين النصين


وهذه العناصر تجعل النص الجديد مساحة لخلق خطاب نقدي وتفسيري موازٍ.


4.5. المقارنة مع المعارضة الشعرية


تُعدّ المعارضة الشعرية مثالًا عربيًا قديمًا على الإبداع التحويلي. وقد استخدمها شعراء كبار دون أن تُعدّ سرقة.


الإسقاط الذكوري هو امتداد حديث لهذه الممارسة، لكن بنبرة جندرية بدلاً من نبرة لغوية أو وزنية.


5. النتائج


تبيّن الدراسة أن:


الإسقاط الذكوري لا يتضمن نقلًا حرفيًا، بل تحويلًا بنيويًا.


ينتج عنه صوت سردي جديد لا يتطابق مع الأصل.


يضيف دلالات جديدة تجعله نصًا مستقلًا.


يُعدّ جزءًا من نظام التناص التحويلي المقبول نقديًا.


لا تتحقق فيه شروط السرقة الأدبية (النقل الحرفي + إخفاء المصدر + التطابق).


6. الخاتمة


خلصت الورقة إلى أن الإسقاط الذكوري ليس سرقة أدبية، بل تقنية إبداعية تنتمي إلى التناص التحويلي. فهو يغيّر الصوت والمنظور والبنية الدلالية، ويُعيد إنتاج النص داخل سياق جديد. وهذه التحولات تمنح النص استقلالية وشرعية نقدية، وتضعه ضمن عمليات إعادة الكتابة المعترف بها في الدراسات الأدبية الحديثة.


ويُعدّ هذا الأسلوب مجالًا واعدًا للدراسات الجندرية، وفضاء مهمًا لفهم التفاعل بين الصوت والنوع الاجتماعي داخل النصوص.


7.  مراجع.


Kristeva, Julia. Desire in Language: A Semiotic Approach to Literature and Art. Columbia University Press.


Genette, Gérard. Palimpsests: Literature in the Second Degree. University of Nebraska Press.


Butler, Judith. Gender Trouble: Feminism and the Subversion of Identity. Routledge.


Cameron, Deborah. Gender and Language. Cambridge University Press.


Fairclough, Norman. Discourse and Social Change. Polity Press.


عبد الملك مرتاض. منهجية تحليل النص.


صلاح فضل. بلاغة الخطاب وعلم النص.


طاهر مشي



"ذِكرَاكَ عِيدٌ فِي قَلبِي" بقلم الكاتب سليمان بن تملّيست

 "ذِكرَاكَ عِيدٌ فِي قَلبِي"

🌿🏵️🌺🌸🌿


ما مرَّ ذِكرُكَ إلَّا عادَ يُنعِشُنِي

كَأنَّ وَجهَكَ عيدٌ لاحَ يبتَسِمُ


يا فرحةَ الرُّوحِ، كم بالحُسنِ ألهَمْتَها

حتَّى غَدَتْ بضياءِ القلبِ تَرتَسِمُ


سَكَنتَ نَبضِي، وَما غَادَرتَ ذَاكِرَةً

إلَّا وتَهمِسُ: مَن تَهوَاهُ يَلتئِمُ


إِن غِبتَ غَابَ سَنَا الأيَّامِ وَانطَفَأَتْ

شُمُوعُ دَهرِي، فَلا بِشرٌ وَلا نَغَمُ


وَإِن حَضَرتَ تَفَتَّحَ في دَمِي أَلَقٌ

وَزَهرَةُ الشَوقِ فِي أَعمَاقِنَا تَهِمُ


أَمضِي إِلَيكَ عَلى خَوفِي وَمَعذِرَتِي

فَالرُوحُ نَحوكَ بِالإِيثَارِ تَلتَزِمُ


كَم قُلتُ: مَا لِي سِوَى وَجدٍ أُحَاصِرُهُ

لَكِنَّ طَيفَكَ مَأنُوسٌ بهِ الكلِمُ


لَولاَ حُضُورُكَ مَا رَاقَ الهَوَى أَبَدًا

وَلاَ تَبَاهَى بِأَحلاَمٍ لهُ الحُلُمُ


يَا مَنْ هَوَاهُ لَدَيَّ العُمرُ أَجمَعُهُ

والقُربُ مِنكَ هَوىً فِي القَلبِ يَرتَسِمُ


تَبقَى الحَبِيبَ الذِي مَا زِلتُ أَحمِلُهُ

فَوقَ الجَوَانِحِ، لاَ يُبلَى وَيَنصَرِمُ


مَا كُنتُ أَعرِفُ مَعنَى العِشقِ فِي لُغَتِي

حتَّى نَطَقتُكَ، فَانسَابَ الهَوَى نَغَمُ

،🌿🌸🌺🏵️🌿

بقلم  سليمان بن تملّيست 

جربة في 2025/11/22

الجمهوريّة التونسيّة



جوه الأجنده كلمات أحمد شاهين

 جوه الأجنده  بقلم أحمد شاهين


وجوه  الأجنده  كتير  ذكريات

ودرج الرسايل ملان بحكايات

ودلفه وفيها هدايا وهدايا

وغنوة  حليم بداية الحكايه

حكايه غرامى وعزف لفريد

وما نسِيتش أبدآ حٌبى الوحيد

شرايط كاسيت  تاخٌدنى ساعات

وفايزه وورده وشاديه ونجاة

وجوه الأجنده كتير ذكريات

أغانى لصباح وهانى وعماد

وغنوه لمٌحرم  تهِز الفؤاد

ندم والندم  بأيه  راح  يفيد

ما ضحيت بقلبى وشوفتك سعيد

لأنى مصدق بغِنوة فريد

يضيع  الأمل فيسمو الغرام 

وعمر ما فرّق ما بينّا الخِصام

ولا قدرت أنسى فى يوم اللى فات

وجوه الأجنده كتير ذكريات

ما بين السطور مشاعر وشوق

وقلبين وحِلفوا تضيع الفروق

مفيش قلب تحت ولا قلب فوق

 وتاهت  مشاعر وعزفت نايات

وجوه الأجنده كتير ذكريات

قِدّرنا  نفارق قِدّرنا  نتوه

وألمح عيونها فى كل الوجوه

وشبح الفراق ياريت يقتلوه

دا دمر حياتى وعِشت فى شتات

وجوه الأجنده كتير ذكريات

قفلت الأجنده فارقت الحياه

فتحت الأجنده دى طوق النجاه

باعيش جوه ماضى وقابل وراضى

أكمل حياتى فى بحر السٌكات

وجوه

الأجنده

كتيييييير

ذكريات

كلمات أحمد شاهين



قصيدة مؤثرة للشاعرة الفلسطينية الأستاذة عزيزة بشير تمجد العطاء بلا حدود لبناة الأجيال.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 قصيدة مؤثرة للشاعرة الفلسطينية الأستاذة عزيزة بشير تمجد العطاء بلا حدود لبناة الأجيال..

إعترافا بفضله وتضحياته طرزت شاعرتنا الفلسطينية الفذة الأستاذة عزيزة بشير قصيدة مهداة لبناة الأجيال،وحاملي راية المعرفة، والسائرين على درب العطاء بلاء حدود : رجال التربية والتعليم.

هذه القصيدة المدهشة والمؤثرة أهدتها-كما أشرت-شاعرتنا القديرة الأستاذة عزيزة بشير إلى من يحملون في قلوبهم نورًا ينير العقول،وإلى من يهبون أعمارهم وقودا لمستقبل الآخرين،إلى رسل العلم والمعرفة،إلى المعلمين والمعلمات..إلى هؤلاء جميعا ترفع شاعرتنا أسمى آيات التقدير والاحترام.

تابعوا معي هذا الإبداع الشعري ولا تنسوا إهداء تحية إجلال وإكبار لمحاربي الجهل وحاملي راية التنوير :

 "أُحيلَ على التّقاعُدِ بعد عُمرٍ طويلٍ في تعليم الأجيال وها هو يودّعهم ويودّعونه بِكلِّ مشاعرِ الألم والوفاء والاعتراف بالجميل!


هذا المعلِّمُ والأحِبّةُ حَوْلَهُ

كُلٌّ يوَدِّعُ والوِداعُ …..………..أليمُ


فَهْوَ الذي أمْضى حياتَهُ مانِحاً

عِلْماً غزيراً لِلجَميعِ ………..يدومُ


طولَ الحياةِ مُؤدِّباً وَمُعلِّماً

وَيُرَبّي أجيالاً ،  ……….عليْهِ سَلامُ


كلٌّ  يودِّعُ  والحَنينُ يشُدُّهُ

حُبُّ المعلِّمِ في القلوبِ، …مُقيمُ


قُلْ للمعلِّمِ : لا تخَفْ فَعُلومُكُم 

سَتَظلُّ تاجاً نرتديهِ، …………كَريمُ


حَيِّ المُعلِّمَ وابتَعِدْ عن رسْمهِ

كَيْ لا تدوسَ على الخيالِ،…. نَديمُ


فَهْوَ المُعلِّمُ والرّسولُ بِعِلمِهِ

عِندَ الإلهِ مُقَدَّسٌ ……….وعظيمُ!


عِندَ الشّعوب ِ وعندَ كُلِّ مُعَلَّمٍ

عَصَبُ الحياةِ، مُعلِّمٌ ……..وَحَكيمُ!


عزيزة بشير


في زحمة الحياة وصخبها،يقف المعلم كشجرة باسقة،تمد ظلها الوارف على الجميع،وتغوص جذورها في أعماق الأرض،تبحث عن ينابيع المعرفة لتروي بها عطشى العلم.إنه ليس مجرد ناقل للمعلومات،بل هو مهندس للأرواح،يبني في الصدور عقولا قادرة على التفكير،وفي النفوس قيما تحفظ للإنسان إنسانيته.

لقد أبدعت الشاعرة في تصوير مشهد توديع معلم مُكرّم انتهت مسيرته التعليمية (بسبب التقاعد ). فالشاعرة تستحضر صفات هذا المعلم الفاضل وتؤكد على مكانته السامية في قلوب محبيه وتلاميذه..النبرة مهيبة،مترعة بالاحترام والتقدير، وتسعى لتعزيز قيمة المعلم ودوره الرسالي.

وكعادته الرشيقة استخدمت الشاعرة لغة عربية فصيحة،واضحة ومباشرة،مما أعطاها وقارا وجلالا يتناسب مع موضوعها.

وقد لاحظنا توظيف التكرار كأسلوب إبداعي لتعزيز الفكرة وخلق إيقاع داخلي.فكلمة "المعلم" تتكرر بشكل لافت سبع مرات،وكذلك فعل "يودع" ولفظ "كل"،مما يؤكد على مركزية شخصية المعلم وحجم تضحياته النبيلة.هذا بالإضافة إلى وجود  مقابلة ضمنية بين "الوداع الأليم" وذكر ما يبقى من إرث المعلم "علم غزير... يدوم"، "تاجاً نرتديه". هذه المقابلة توازن بين ألم الفراق وخلود العطاء..

كما نلاحظ أيضا  استخدام مجازي قوي في البيت السادس: "وابْتَعِدْ عن رَسْمِهِ ** كَيْ لا تَدوسَ على الخَيَالِ النَّدِيم". فالشاعرة تحذر من الاقتراب من "رسم" المعلم أو مكانه الحقيقي حتى لا يتم تدنيس صورته الذهنية الجميلة ("الخيال النديم"). إنها صورة شديدة الرقة والعاطفية،تجسد الحفاظ على الذكرى الطيبة.

يشار إلى أن القصيدة مكتوبة على بحر الطويل،وهو بحر شعري أصيل يُستخدم عادة في الشعر الجاد والملحمي والرثاء،مما يناسب موضوع القصيدة المهيب.

ختاما أؤكد أن القصيدة مفعمة بالإبداع الخلاق،ومترعة بالتطريز الشعري الخلاب،هي قصيدة متماسكة من حيث المبنى والمعنىوشكلا وموضوعا،كما أنها نابضة بالعاطفة الصادقة.وقوتها لا تكمن في التجديد الأسلوبي الصارخ،بل في صدق الشعور ووضوح الرسالة.وقد استخدمت الشاعرة  أدوات بلاغية مناسبة لخدمة الفكرة الأساسية،وهي تكريم المعلم وتذكير المجتمع بقيمته التي لا تُقدّر بثمن.ولعل الصورة الأكثر إبداعاً هي تحذير المتلقي من "دوس الخيال النديم"، فهي تلمس وتراً عاطفيا عميقا لدى كل من احتذى بمعلّمٍ عظيم يؤسس لغد مشرق يستظل بظله القادمين في موكب الآتي الجليل.

وخلاصة القول : هذه القصيدة أنشودة مؤثرة تليق بتكريم معلم قدير،تجمع بين رقة الوفاء وجلالة المقام،وتؤكد على الدور المحوري للمعلم في بناء الحضارة الإنسانية.ولكأني بالشاعرة الأستاذة عزيزة بشير تؤكد أن الأمة التي تكرم معلميها،هي أمة تدرك أن طريق نهضتها يبدأ من باب الفصل الدراسي.

لك منا يا شاعرتنا السامقة ( الأستاذة عزيزة بشير) باقة من التحايا تعبق بعطر فلسطين.


محمد المحسن



صَدِيقِي شعر الأديب: محمد علي الهاني- تونس

 صَدِيقِي


صَدِيقِي صَـدُوقْ ** نَظِيــفٌ أَنِيـــقْ


إِلَى الْخَيْرِ يَدْعُــو ** بِقَلْـبٍ مَشُـــوقْ


يُقِيــــمُ الصَّـــلاَةَ ** قُبَيْلَ الشُّــرُوقْ


ويُفْشِـي السَّــلاَمَ ** بِكُــلِّ طَرِيــــقْ


         ****


صَدِيقِي صَـدُوقْ ** بِحُبِّـي خَلِيــــقْ


يُيَسِّــرُ عُسْـــرِي ** إذَا نَابَ ضِيــقْ


يُكَفْكِــفُ دَمْعِــي ** بِكَـفٍّ شَفُـــــوقْ


يَتُــــوقُ إِلَـــــيَّ ** إِلَيـــهِ أَتُـــــوقْ.


شعر : محمد علي الهاني- تونس


قراءة وتعليق في قصيدة جمر الانتظار للشاعر السوري ا. محمد احمد دناور بقلم الناقد محمود البقلوطي من تونس

 محمود البقلوطي من تونس 

قراءة وتعليق في قصيدة جمر الانتظار للشاعر السوري  ا. محمد احمد دناور  


 استهلال وتصدير يعانق كلمات ومعاني  قصيدة "جمر الانتظار" 

ان الاحساس بالبعد والغياب يشعل الحنين والاشتياق، نحاول استحضار الذكريات ونبحر بين المسافات ونتساءل متى يأتي اللقاء لتنتعش الروح ويزهر القلب فالوحدة قاتلة تطول فيها الليالي ويخترقنا الهوس، الهذيان والسهاد

متى نلتقي؟؟؟ 

عيناي تشتاق لرؤياك،  وقلبي يحلق في فلك محياك وروحي تغوص  ببحر هواك،  ونبضي يتوق لضمة يداك وحرفي خلق لوصف محياك وكلماتي تخضع  لسحر نجواك وابجديتي تطوف بمجرات سماك وانغام حرفي تعزف لحنا بين شفتاك وقلبي لم يعشق سواك ومناسك الحب تعلمتها علي يداك  وضيائي  من نور بهاك.

جمر الانتظار عنوان القصيدة عبر عن عذابات البعد والغياب وعن حرقة انتظار الحبيب..

وعندما اتاه خبر  قدوم الحبيبةبعد  البعد وطول الغياب عبر عن مدى لهفته للقائها فقال

وقلت اني قادمة اليك

 والمدى انتظار

فحثي الخطأ ماعاد لدي

صبر   ولااصطبار امضغ الثواني

وينهشُني الحنينُ والقرب ضنين

وبعد أن عبر عن الحالة النفسية التي وصلت إلى درجة عالية من الشوق والحنين جعلته يفقد الصبر والاصطبار ويعد الثواني وهو يترقب مجيء الحبيبة وويقع اللقاء

وهذا ماجعل يناديها قائلا

"هيا هلمي وأغدقي أكداسَ الشوق

وأغمارَ الوداد فبيادرُ العمر خاوية"

وليواصل  ويقفل القصيدة موضحا  ان حضور الحبيبة يملأ الدنيا فرحا وبهجة وتنشد أجمل اللحان العشق لحظة اللقاء..

قصيدة جميلة مكتضة بالاحاسيس والمشاعر الرقيقة المرهفة.. كلماتها رقراقة شفيفة تنساب كالماء العذب تبلل القلب بزخات حروفها لتبعث في الروح نشوة وفي الوجدان بهجة

دام مدادك وروع همسك الناضح بالمعني الجميل والذوق الراقي.. تحياتي. للشاعر محمد احمد دناور

محمود البقلوطي


( جمر الانتظار    )    

   بعدتِ  وشطت بنا الدار

وقلتِ إني قادمة اليك

 والمدى انتظار

فحثي الخطا ماعاد لدي

صبر    ولاصطبار

أمضغ الثواني

وتأكلني أبعاضي

وينهشني الحنين

والقرب ضنين

هيا هلمي  وأغدقي

أكداس الشوق

وأغمار  الوداد

فبيادر  العمر  خاوية

بقدومك يمسي بساطا للفرح

وتنشد حساسين اللقاء 

مزامير  العشق

ياشهرزاد ليلي البهيم

أ..محمد احمد دنوار سوريا حماة حلفايا



ضغائن الحياة بقلم // المهندس _ محمد امام

 ضغائن الحياة

------------------

يقــولـون نِعْــــم البَــلاءُ


غـدا فَــرجــاً تَلْقَ حتْمــا

 

فصبْـرا علـى ذاك صبـرا

 

ولكنَّ صبـــرا تَـوَلَّـــى(1)

 

فمــا صـار فينـا احتمـالُ

 

وخــارتْ(2) قُوانا وحَوْلا

 

جبــالٌ مِــنَ الآهْ تطْغـــى

 

فصــار بنـــا كلُّ فوْضَـى

 

دواءٌ المريضِ استحالَ(3)

 

فكيـفَ تكـونُ النِّهــايــا ؟

 

يقـولُـــوا كلامــا  كلامـا

 

ولا يشْعـرُ الدَّا(4) سُوانا

 

فكمْ مِنْ أحايينَ(5) فـاتت

 

ومحْـذُوفــةٌ مِـنْ دُنـانــا

 

كأنَّ الحيــــاةَ تقـــــــولُ

 

ســآخــذُ ثأري سُقــامــا

 

وهــــذا يــدومُ طويــــلا

 

ضغـــائِنُهـــا لنْ تــزولا

 

وَأيَّامُنــا كاللظى ســاق قهْــرا

 

فلا سعْـدَ فيهـا فيـرْوِيَ ظَمْـأَى

 

وكأنَّ ضغـائنهــــا لا تمــــوتُ

 

ولا تنْتهــي بيننـا بَل وتَقْـــوَى

 

ومعـــــدودةٌ هِيْ كجنَّـــةِ خُلْــدٍ

 

ولكنَّهــا جـَمْـرُ غــــابٍ تَلَظَّــى

 

تساءلْتُ هلْ صرْخُ ذاك الوليدِ

 

بــأوَّل أنفـــاســـهِ كان مَغْــزَى

 

لعلْــمٍ بمـــا سَنُلاقـــي جميعـــا

 

فلا مَرْحبـا بكِ يا دنْيــا مثْــوى

 

و أهْلا بقبْـــرٍ يُوَارِي جِـراحــا 

 

أتتْ لا دواءَ لهــا أو سَـتُنْـسَـى

 

يقولون صبرا و صبْــرُ الوئـامِ

 

بأعماقِ بحْــرٍ غريقــا ويَخْفــى

 

ولـوْلا القضــاءُ لكانـــوا بِكُفْــــر

 

وما يَشْفَعُ القولُ عنْدي " سَتَفْنَى "

 

فإنْ لمْ تُــزَلْ ذي الضغـائـنِ عنِّــا

 

فلن ننْظُــرَ الغيْـثَ يومــا ونبْقــى

 

أريـــــدُ دواءً حُســامـــا

 

يعيْــــدُ يقيـــــنَ فــــؤادا

 

إلاهـــي نقــــولُ كلامـــا

 

فسَـــامحْ و خَفِّفْ بَلانــا

 

وخفِّفْ علينـــا امتحانــا

 

وخفِّفْ علينـــا امتحانــا

 

------------------------

بقلم // المهندس _ محمد امام

 

بحر المتقارب .. شعر حر

1- تولَّى : أَدْبَرَ و هَرَبَ .

2- خارت قُواه: مرِض أو ضعُف جسمانيًّا.

3- استحالَ : صار مُحالا .

4- الدَّاءُ : المرض , حُذفت الهمزة للضرورة .

5- أحايين : أوقات .

 


تأمّل في وجه الأمّة بقلم الكاتب رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس

 تأمّل في وجه الأمّة

هل نلوم أنفسنا أم نلوم العدوّ؟ سؤال يتردّد في أروقة الوجدان العربيّ منذ بدأت هزائمنا، كصوت  تاه في ثنايا ودروب صحاري ووديان الأرض العربيّة ولم ينته لأنّه لم يجد إجابة. إنّنا نوعز هزائمنا في هذا الزّمن إلى سطوة الغرباء على ديارنا وتدخّلهم في كلّ كبيرة وصغيرة تخصّنا، وننسى أن الهزيمة لم تكن متأتّية من الخارج فقط، بل كانت شرارتها الأولى من داخل صدورنا حين خمدت فيها نار الوعي.

كم مرّة علّقنا خيباتنا على مشجب العدوّ؟ كم مرّة رمينا بؤسنا في وجه الغريب، ونحن نعلم علم اليقين -لكنّنا نداري- أنّ الغريب لم ينتصر إلاّ لأنّنا غفلنا، ولم يتقدّم إلاّ لأنّنا سمحنا له؟ نحن الّذين فتحنا له الأبواب باسم التّخاذل او باسم الحياد والعقلانيّة، وسقينا يده بدمائنا ونحن نظنّ أنّنا نحمي أوطاننا أو نتفادى ضربة أخرى.

أين دورنا؟ أين الحميّة الّتي كانت تسري في عروق القبيلة حين تمسّ كرامة واحد منها؟ لقد ذابت الحميّة في دوّامة المصالح الصّغيرة والزّائفة، وتحوّلت قيمنا إلى شعارات ترفع في الخطب على الملإ ثم تدرج أو توارى في المكاتب المظلمة. صار العربيّ غريبا في وطنه وحيث يرفرف علمه، وهو مغترب في شوارع تلهج لغته.

أرهقنا التّبرير، وأرهقتنا الأسطوانة المكسورة: العدوّ غدر، هذه مؤامرة أجنبيّة، ونحن الضّحايا الأبرياء. ولكن هل المؤامرة إلّا تخاذلنا وتقاعسنا؟ هل الغدر إلّا نتيجة سباتنا الطّويل ولامبالاتنا إلّا بمصالحنا الضّيقة؟ إنّ الأمّة الّتي تنتظر من التّاريخ أن ينصفها دون أن تنهض، وتنتظر من الدّعاء في المساجد والكنائس أن يقوم مقام الفعل الإنساني في واقعه، كمن ينتظر من البحر أن يعيد له المركب بعدما غرق بإرادته. او ينتظر من شاة ان تعود حيّة بعد أن تمّ سلخها.

كم نحن بحاجة إلى وقفة صادقة، لا وقفة خطيب في ساحة مكتظّة، بل وقفة ضمير أمام مرآة الحقيقة. متى نكفّ عن تعليق خطايانا على شمعدان العدوّ؟ متى نعترف أنّنا أهملنا بذرة النّهضة حين كانت في أيدينا، ونحن الّذين بدّدنا نهر القوّة في صحراء الفرقة؟

لسنا بلا رجاء، ولكنّ الرّجاء لا يسكن القلوب الكسلى. سيعود للعرب مجدهم حين يكتشفون أنّ النّهضة لا تستجدى من الخارج، بل تستولد من الألم  وتصنع بالأيادي حين يتحوّل إلى وعي. وحين ندرك أن العدوّ الحقيقيّ ليس ذاك الّذي يقف وراء الحدود، بل ذاك الّذي يسكن داخلنا في صورة الكسل، والأنانيّة، واللاّمبالاة.

فيا أبناء العروبة، قبل أن نرفع أكفّنا نحو السّماء للدّعاء، لنسلّط نور الوعي على ذواتنا، فربّ حرب لا تكسب إلّا في ساحات الفكر، وربّ نصر لا يولد إلّا من رحم الاعتراف بالخطأ. وحين نصل إلى لحظة الصّدق مع الذّات عندها فقط، سنجد أنفسنا حاملين وجعنا بأيدينا  وسيوفنا موجّهة إلى أصل الدّاء،  وسيتحوّل وجع الأمّة إلى انبعاث، وستتبدّل الأسئلة إلى إجابات تكتبها الأجيال القادمة بالعزّة والكرامة لا بدموع الخنوع والنّذالة.

رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس


(أمل الرجوع) بقلم الكاتبة زهيدة أبشر سعيد

 (أمل الرجوع)

اليوم فقط اعتراني بصيصُ املٍ باني سأذهب الي دياري

لألتقي من احبهم َوانعم بالدثارِ

مصر أمي لم تحوجني لشيئ فقط محتاجة بأن أروي ثماري

مصر مهما كتبتُ لن افيكِ جزءأً من مقدارِ

وتظلين الملاذ والاحتواء لنا بكل اصرارِ

قد كنت امتلكُ حديقةً وداراً

زرعتُ فيها الكرومَ

والفلَّ وبعضَ الثمارِ

اشتقتُ لسماءِ

السودانِ والنيلُ جاري

اشتقتُ لشربِ القهوةِ ومجالسِ السمارِ

ليتَ هذه  الحربَ اللعينة  تنتهي 

 وننعم باستقرارِ

الي متى ننزحُ ونهاجرُ ليلَ نهارِ

لا أعرف متى تشرقُ الشمسُ ومتى تطير اقماري

الفضاءُ عندِيَ مفتوحٌ والنيلين 

تلاقحُ افكارِ

والهواءُ جميلُ والمعانات تزول بالاصرارِ

هممتُ عندَ  موتي واين يُحْفرُ قبري 

ومن هو حفّاري

انام على مضضٍ

يفجعني صوتُ الآسى والضبابِ

يعمُّ داري

راجعون لعيون النيل وبهجةِ الانوارِ

لكل ليلٍ يخلفُهُ

صباحٌ يغرّد فيه كناري

زهيدة أبشر سعيد

السودان الخرطوم


الناقدة والباحثة: د. آمال بوحرب من تونس الشاعر: إبراهيم شحرور من فلسطين

 الناقدة والباحثة: د. آمال بوحرب من تونس

الشاعر: إبراهيم شحرور من فلسطين 

تُعد قصيدة “صَهِيلُ هَوًى” للشاعر الفلسطيني إبراهيم شحرور كونًا شعريًا مكثفًا، حيث تتداخل الذات مع العالم في فضاء من الرموز والحلم. يتحرك النص على حوافّ الوجود الإنساني باحثًا عن المعنى في قلب تجربة الحب التي تتحول إلى مسار للوعي بالذات والزمن والعدم وتفتح القصيدة أبواب التأويل على مصراعيها مقدمة نفسها كمتن خصب للقراءة من خلال مقاربات متعددة تكشف معًا عن ثراء التجربة الإنسانية التي يعبر عنها النص.


نسيج الصورة والإيقاع

تبني القصيدة عالمها على لغة تصويرية غنية تستحضر صورًا طبيعية (الضياء، الليل، الزهور، البروق، السحاب) وتحولها إلى كائنات حية تنبض بالعاطفة. هذه الصور لا تزين النص فحسب بل تشكل عموده الفقري السردي. فـ “أَنْفَاسِ الضِّيَاءِ” تجعل من المحبوبة مقيمة في القلب كقوة حياتية أساسية و”بَطْنَ السَّمَاءِ” تحول حركة النفس إلى رحلة كونية.

الإيقاع يتشكل عبر التكرار الأسلوبي للضمائر المتصلة (“أَحْبَبْتُكِ”، “سَكَنْتِ”) والجمل الفعلية التي توحي باستمرارية الفعل والعاطفة. هذا التكرار يخلق إحساسًا بالتهادي – ذلك التمايل الداخلي بين الحاضر والغائب، بين الشوق واللقاء مما يعطي النص نغمة تأملية حميمة وكأنه حديث روحي داخلي.


الرموز والدلالات:

يتجاوز النص معناه المباشر ليكون شبكة معقدة من العلامات:

· الضوء/الضياء: علامة على الحياة، الأمل، الذات المتألقة (“سَأَظَلُّ… شَمْسًا”، “أَنْفَاسِ الضِّيَاءِ”) وهو يقابل علامة الليل/السحاب/الانطفاء الدالة على الغياب واليأس والموت الرمزي.

· الزهور/الورود: ترمز إلى الهشاشة والجمال والعاطفة النقية لكنها تُبنى منها أسوار (“سُورًا يُطَوِّقُ خَافِقِي”) فتصبح رمزًا للحماية والوهن في آنٍ واحد.

· الروح/النفس: هما علامتان على الذات الجوهرية حركتهما (“تَمَرَّدَتْ رُوحِي”، “تَسَلَّلَتْ نَفْسِي”) تعبر عن التجاوز والبحث. هذا “التهادي الرمزي” هو قلب العملية السيميائية في النص حيث تتأرجح الذات بين قطبين: التعلق بالوجود (الحب) والانجراف نحو العدم (الغياب).

· النجم: يبدو في البداية علامة على الهداية والجمال لكنه يكشف عن خداعه (“يَغْوِي، فَيَخْتَفِي”) ليصبح رمزًا للحلم الخادع أو الوهم الذي ينطفئ.

هذه العلامات لا تعمل بمعزل عن بعضها ولكن  تتفاعل لتخلق دلالة مستمرة عن صراع الحضور والغياب مؤكدة أن كل جمال يحمل في طياته بذور فنائه.


٣. البعد النفسي: تشريح العاطفة والهوية

يقدم النص الحب ليس كشعور مبسط بل كحالة نفسية مركبة تجمع بين النشوة (“هَتَفَتْ بِكِ الأَحْلَامُ”) والألم (“أَوْصَدْتُ أَبْوَابَ الخِيَانَةِ”). الذات في حالة صراع دائم بين الرغبة الجامحة في الالتحام بالآخر (“أَحْبَبْتُكِ… اِبْتِدَاءْ”) والعجز الذي يفرضه الواقع (“حَتَّى إِذَا مَالَ الزَّمَانُ وَلَا أَتَى فَجْرٌ”).

الحنين (“سِرَّ الحَنِين”) محرك نفسي أساسي فهو مساحة لإعادة بناء الذات. من خلال الألم العاطفي والفقد تعيد الذات تعريف هويتها وتجدّد وعيها بنفسها (“عَلِمْتُ أَنَّ النَّجْمَ كَانَ بَغِرَّةً يَغْوِي”). الحب بهذا المعنى هو عملية تحويل نفسي حيث يتحول الألم إلى مصدر للقوة والاكتمال الداخلي رغم كل شيء.


 جدل الروح وإرادة الحب:

تتحاور القصيدة مع عدد من المذاهب الفلسفية:

· الجدل الهيغلي: تتحرك الذات في مسار جدلي تبدأ من الحب المطلق والأمل تواجهها قسوة الواقع وخيبة الأمل (“فَأَدَرْتُ ظَهْرِي لِلرَّجَاءِ”) لتصل إلى مرحلة  جديدة هي التمسك بالحب كقيمة وجودية بحد ذاتها حتى في ظل الغياب (“فَالحُبُّ يَبْقَى، رُغْمَ لَحْظَاتِ ٱنْطِفَاءِ”).

· إرادة القوة النيتشوية: تمارس الذات “إرادة التهادي” بدلاً من إرادة القوة التقليدية إنها تختار الاستمرار في الحب والتأهب له (“سَأَظَلُّ… مُتَأَهِّبًا”) كفعل مقاومة وجودي إنها “هزيمة” في الحب يتم اختيارها بوعي لتصير نصرًا للمعنى والعاطفة على العدم واللامبالاة مؤكدةً “أخلاق المحب المتهادي”.


 الحب في مواجهة العدم

القصيدة تجسد القلق الوجودي الذي يتحدث عنه هايدغر:

يعيش الشاعر تجربة الحب كطريقة أساسية للوجود في العالم حيث يكشف هذا الحب عن طبيعة الزمن القاسية (“مَالَ الزَّمَانُ”) والموت الرمزي (“انْطِفَاءِ”).

وعندما يصبح الغياب والفقد مواجهة مع العدم في هذا الفراغ تختبر الذات حريتها المطلقة في اختيار كيف تستمر فهي تختار خلق المعنى من خلال التمسك بالحب كدليل على وجودها (“وَأُشْعِلُ الآمَالَ فِي عَتَمَاتِنَا”)

يشبه النص تجربة شعراء وجوديين مثل نزار قباني وفدوى طوقان حيث يصبح الشعر نفسه سلاحًا لمواجهة قسوة الزمن وغياب الآخر رموز الضياء والليل تعيد إنتاج الصراع الوجودي الأساسي: الرغبة في الخلود (“خَالِدًا لَا يَنْثَنِي”) وإدراك حتمية الفناء.


رحلة الذات من الفقد إلى الاكتمال

“صَهِيلُ هَوًى” أكثر من قصيدة حب تقليدية إنها رحلة وجودية شاملة عبر نسج متماسك للعناصر الفنية والرمزية تقدم القصيدة تشريحًا عميقًا للنفس الإنسانية في مواجهة محنتها الكبرى الحب الذي يجمع بين النشوة والألم، الوجود والعدم تنتهي القصيدة بتأكيد نهائي لقدرة الذات على التحول (“شَمْسًا”) والتجاوز الحب هنا رغم “صَهيله” الأليم يظل القوة التي تزهر للكبار (“وَلِلْكِبَارِ ثَنَاء”) مؤكدة أن المعنى يُستمد من استمرارية الفعل المحب نفسه في عالم لا يخلو من عتمات الانطفاء.


نص القصيدة: “صَهِيلُ هَوًى” – إبراهيم شحرور


أَحْبَبْتُكِ وَالحُبُّ الإِلٰهِيُّ اِبْتِدَاءْ

وَسَكَنْتِ فِي قَلْبِي كَأَنْفَاسِ الضِّيَاءِْ

وَتَمَرَّدَتْ رُوحِي عَلَى سُنَنِ العُقُو

فَصَارَ عِشْقِي خَالِدًا لَا يَنْثَنِي أَبَدَاءْ

هَتَفَتْ بِكِ الأَحْلَامُ حِينَ تَفَتَّحَتْ

فِي غَيْمِ شَوْقِنَا بُرُوقُ الاِنْتِضَاءِْ

وَتَسَلَّلَتْ نَفْسِي إِلَيْكِ كَأَنَّهَا

فِي لَيْلِ وَجْدٍ قَدْ سَرَتْ بَطْنَ السَّمَاءِْ

يَا أَنْتِ يَا سِرَّ الحَنِين تَهَافَتَتْ

أَضْلَاعُ قَلْبِي فِي هَوَاكِ بِدُونِ رَوَاءِْ

كَأَنَّنِي أَزْرَعْتُكِ النَّبْضَاتِ مُنْذُ هَوَى

عُمْرِي وَأَوْقَدْتُ مِنْ تَنَاهِيدِي الرَّجَاءْ

وَبَنَيْتُ حَوْلَكِ مِنْ وُرُودِ تَوَجُّسِي

سُورًا يُطَوِّقُ خَافِقِي عَنْ كُلِّ دَاءِْ

قُلْتُ اِسْكُنِي فَالحُبُّ رُكْنٌ لَا يُرَى

إِلَّا إِذَا انْفَتَحَتْ عُيُونُ الأُخْفِيَاءِْ

فَتَفَجَّرَتْ فِي الدَّمْعِ أَشْوَاقِي وَقَدْ

هَمَسَتْ إِلَيْكِ رِيَاحُ قَلْبِي بِامْتِلَاءِْ

أَوْصَدْتُ أَبْوَابَ الخِيَانَةِ لَمْ يَعُدْ

لِلْوَجْعِ فِي عُرْسِ الهَوَى ذَاكَ المَضَاءْ

حَتَّى إِذَا مَالَ الزَّمَانُ وَلَا أَتَى

فَجْرٌ وَعَادَتْ ذِكْرَاكِ صَدْرًا بِابْتِلَاءِْ

عَلِمْتُ أَنَّ النَّجْمَ كَانَ بَغِرَّةً

يَغْوِي فَيَخْتَفِي فِي سَحَابِ الانْطِفَاءِْ

فَأَدَرْتُ ظَهْرِي لِلرَّجَاءِ وَلَيْلَةٍ

أَمْسَى الحَنِينُ بِهَا عَلَى بَابِ العَنَاءِْ

مَضَيْتُ أَمْسَحُ رَشْفَةَ الدَّمْعِ الَّذِي

سَارَتْ خُطَاهُ عَلَى طَرِيقِ الشُّهَبَاءِْ

وَأُشْعِلُ الآمَالَ فِي عَتَمَاتِنَا

فَالحُبُّ يَبْقَى رُغْمَ لَحْظَاتِ الانْطِفَاءِْ

وَتَعُودُ نَفْسِي بَعْدَ قَسْوَةِ خَاطِرٍ

شَمْسًا تُؤَكِّدُ أَنَّ لَا مَوْتَ للضِّيَاءِْ

إِنْ كَانَ حُبُّكِ هَزَّنِي فِي بُعْدِهِ

فَالفَجْرُ يَرْجِعُ شَاءَ مَنْ لَا يَشَاءْ

فَأَنَا الَّذِي أَحْبَبْتُ حَتَّى أَسْكَنَتْ

مِنِّي الرُّؤَى عُمْرًا وَمِنْ رُوحِي قُطَاءْ

سَأَظَلُّ وَلَوْ غَابَ الهَوَى مُتَأَهِّبًا

فَالحُبُّ يَزْهُو لِلْكِبَارِ وَلِلْكِبَارِ ثَنَاء



اِنبلاج بسمة على شفاه الموت بقلم الكاتبة حياة اامخينيني

 اِنبلاج بسمة على شفاه الموت


كان اليوم شديد القيظ

ينبئ برحيل الصيف

وكانت الجدة تصارع قدرها 

سلاحها الأنين و الصبر 

تحلق الجميع في ترقب و جزع

 حول  فراش الالم و الاوجاع

عاشت الجدة في ترمل و إعياء

صابرة صامدة في رقة و طيبة وحياء

 تحملت هموما و أوزارا

ضجت من وطأتها الصدور 

ترملت صغيرة  فتية

شقراء بجدائل ذهبية

و عيون عسلية

لها خدود تحاكي الزهر تيها في البرية

في قمة الأنوثة مات حبيبها 

تاركا إرثا من العيال 

و مسؤوليات جسام

تعلمت أن تتصالح مع الحاضر

لتبني مستقبلا مشرقا لذرية ضعفاء

كافحت مع شبلها الأسن 

فأبهرت القاصي و الداني 

بنضالات امرأة تخلت عن أنوثتها 

لأجل عيون فتية ترنو للدفء و الحنان

مرت السنون

 و تحمل الجسد الصابر من الاوجاع شتى الفنون

ليعلن أخيرا اسدال الستار 

على آخر فصول المسرحية

أغمضت العيون للنور

و أسلمت الروح لبارئها في عجز و حبورر

و الجميع حولها يراقبون لحظة الصفر 

لإعلان النهاية لبدء الحكاية

و انبلاج بسمة على شفاه الموت

ميلاد الحفيدة في لحظات الرحيل الاخيرة

يا لحكمة مدبر الاقدار

ميلاد حياة جديدة

على أنقاض حياة آفلة

حكم تدار بيد الواحد القهار


حياة اامخينيني/مساكن/2025/11/22




ماذا لو أعتذر بقلم الأديب د. قاسم عبدالعزيز الدوسري

 ماذا لو أعتذر

هذا السؤال المنتظر

فربما..

 ه‍د الحواجز بيننا

 لما تكلم.. واستمر

فلربما نسيَ الهموم

ولربما اجتاز الخطر

ماذا لو أشتاق ألينا 

واعتذر...

عن كل هفوةٍ ...

وكل لحظةٍ

 بها نأى

فخلّف  السهر

لو قالها عبر الأثير

أو قالها في هاتفٍ

دون ضجر

أنا آسف ..مما  بدر

يا ليتني لم ابتعد يوما..

فما اقسى القدر...!

ما بيننا لا لم يكن لهو

ولا أحرف

 قد فرقها السطر

ما بيننا عهد وميثاق

كتبناه

 على أرصفة الطريق

خطته ايدينا 

على الجدران

او  على تلابيب* الشجر.

هي قصة للحب..

. لولاها

لما أبقت أثر..

أدنى أثر.

        ..... ..... .... ..... ........

تلابيب الشجر: لب الشجر واطراف ثوبها .(بحر الرجز)

قاسم عبدالعزيز الدوسري



هذا المعلِّمُ والأحِبّةُ حَوْلَهُ بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 أُحيلَ على التّقاعُدِ بعد عُمرٍ طويلٍ في تعليم الأجيال وها هو يودّعهم ويودّعونه بِكلِّ مشاعرِ الألم والوفاء والاعتراف بالجميل!


هذا المعلِّمُ والأحِبّةُ حَوْلَهُ

كُلٌّ يوَدِّعُ والوِداعُ …..………..أليمُ


فَهْوَ الذي أمْضى حياتَهُ مانِحاً

عِلْماً غزيراً لِلجَميعِ ………..يدومُ


طولَ الحياةِ مُؤدِّباً وَمُعلِّماً

وَيُرَبّي أجيالاً ،  ……….عليْهِ سَلامُ


كلٌّ  يودِّعُ  والحَنينُ يشُدُّهُ

حُبُّ المعلِّمِ في القلوبِ، …مُقيمُ


قُلْ للمعلِّمِ : لا تخَفْ فَعُلومُكُم 

سَتَظلُّ تاجاً نرتديهِ، …………كَريمُ


حَيِّ المُعلِّمَ وابتَعِدْ عن رسْمهِ

كَيْ لا تدوسَ على الخيالِ،…. نَديمُ


فَهْوَ المُعلِّمُ والرّسولُ بِعِلمِهِ

عِندَ الإلهِ مُقَدَّسٌ ……….وعظيمُ!


عِندَ الشّعوب ِ وعندَ كُلِّ مُعَلَّمٍ

عَصَبُ الحياةِ، مُعلِّمٌ ……..وَحَكيمُ!


عزيزة بشير



الجمعة، 21 نوفمبر 2025

واحتضن الرصاصة... بقلم الاستاذ فاروق بوتمجت( الجزائر)

 واحتضن الرصاصة...

لم يكن يخاف الرصاص،

كان يخاف فقط أن تفقد الأرض صبرها،

أن يتعب التراب من احتضان دماء الشهداء.

كلما انطلقت نحوه رصاصة،

كان يفتح صدره للريح،

ويغلق قلبه عن الخوف،

يُهدهد جرحه بكلمة،

ويقول لها: "اهدئي... لستِ لي عدوة."

بردها بأنفاس الإيمان،

حتى خمدت نارها على جلده،

وانصهرت في صدره كنجمةٍ صغيرةٍ

أضاءت ظلمة الخندق.

تمرد على الرصاص...

تمرد على فكرة الموت ذاتها،

وصار كل جرحٍ فيه شاهدًا على أن الحياة أقوى من الفناء.#

وحين جاء الفرج،

وانكسر الليل على صهوة النصر،

وقف المقاتل،

على أرضٍ لم تعد ترتجف،

رفع بندقيته نحو السماء،

وقال:

 "احتضنتُ الرصاصة... كي لا تموت الحقيقة."


الاستاذ فاروق بوتمجت( الجزائر)



خمرة الشيب بقلم الشاعر غسان الضمان - سوريا

 خمرة الشيب :

ألا ليت شعري كم بدا الشيب غازيا

فعمري قضى واللحد قد صار دانيا

غزا الشيب رأسي لاح كالغيم أبيضا

وكالطيف يبدو في دجى الليل ساريا

بدا بالمفارق ناصعا في بياضه

كما شعب بالأرض تجتاح رأسيا

فليس بهذا الشيب عار يعيبني

ولكنني أصبحت رثا وباليا

لقد ولت الأيام والحال هدني

وقمت على العكاز أخطو لحاليا

أرى العمر يمضي والشعوب دنية

إلى اللحد نخطو واحدا إثر ثانيا

فذا الشيب يعطي للمشيب وقاره

ولكن عجز الحال قد صار طاغيا

وما زلت مع شيبي أكابد لوعتي

فأين ألاقي من يزيل مصابيا

بلا عتب تبديه أرجوك صاحبي

برغم مشيبي للهيام تواليا

ومن كان ينوي للمشيب أذية

فرحماه قلبا هائما متصابيا

تريث نديمي ليس في منهج الهوى

دساتير تبقي الحب بالجوف جاثيا

وإن شئت من قلبي تقيم وليمة

لتكسر لأضلاعي وتصدح عزائيا

يقولون أني لم أعد ابتغي الهوى

وغيث الهوى بالقلب أضحى بواقيا

ولكن سأبقى في الغرام مخضرما

وأبقى صغير القلب بالعشق لاهيا

سميري تراني بالمحبة مولعا

فليتك تغنيني بحال مواتيا

فنحن رعيل يصدح الحب والهوى

وحسن الغواني كم يعز العواتيا

إذا قمت عن قصد تثير مواجعي

وتقتص من شيبي يطير صوابيا

سأبقى محبا للغرام وأهله

وبالقلب نيران تذيب الحواشيا

فليس أنا من يكنز الحب مفردا

وهذا لدى كل الخلائق ناميا

فلا تبخس الخفاق يوما إذا ابتلى

بعشق حبيب ظل بالروح ثاويا

وسيف الهوى إن كان للقلب واخزا

رجاء فكن لي كالطبيب المداويا

كفانا هراء إنما الحب حاجة

تعشش مابين الضلوع الخوافيا

وأخشى كلام الناس غدرا وغيبة

فهل أشتري من أصدقائي عدائيا ؟

ومن مثل سني يبتغي عشق غادة

أيعقل أن يبدو فتى متصابيا ؟

فلو كانت الحسناء تهفو لكاهل

ومن رمشها ترمي عليه الغوازيا

لكانت عروش السائبات ممالكا

جحافل شتى شاهدتها خواليا

فإني أواسي النفس ذا الدهر خانني

وأني فما زلت الشغوف المعانيا

وأبقى كقيس أصدح الغيد والقطا

ومثل جميل أصدح اللحد قافيا

...................................

بقلمي : غسان الضمان - سوريا



يسألني بقلم الشاعرة زهرة الحواشي

 يسألني 

وَيقطِفُ أنفاسي وَيقطفُ وجنتِي

ويَقطِفُ ما سَرى في مَعبدِ القُبلِ

ويقولُ:  سَقِيتِ وردَكِ منْ شَهدِكِ

 وردُك دائي وشهدُك تِرياقِي


ويهمِسُ لي كلامًا ليس تَفهمُه

منْ لم تُعنَّ بِنارِ الوجدِ لِلخَبَلِ

ثمّ يغمغمُ أنْ هبِّي لموعِدِكِ

لا تُشفِقي ...لا وقتَ للإشفاقِ

زهرة الحواشي 

مقطع من مجموعة وميض الماء.



مرآة الزمان بقلم الكاتبة زينب عياري / تونس

 مرآة الزمان  


سأسابق ظلك مهما ابتعد  

ومهما تجاهلت ودي يوما  

سأتابع الشمس حتى لا تغيب  

وألهيها أن لا تختفي في ذلك الأفق البعيد  


لا تصمت حين التقت عيني بعينك  

فقد حذفت من أمامي كل الكلام  

وأنهيت الحوار دون استئذان  

تحدثت مع غيري ونظرت إلي في استعجاب  

سأعلمك إن نسيت  

أنك أنت من فتح لي الباب  

يومها وعدتني أنك الأمان  

وأنك في الحب أخلص الرجال  


جمعتك بعد أن كنت مبعثرا  

أوراقا تتطاير صفراء بلا حياة  

وخلصتك من ذكريات مدمرة  

وضعت يدي على يديك  

ومن قلب المضيق أنقذتك  

ومن بين الأمواج سبحت ورفعتك  

كان اليم عميقا يكاد يأخذ عمري  

وكل الحيتان جائعة تحوم حولي  

وأنا أجرك وعلى كتفي حملتك  

سبحان من بعث في القوة  


ومن الهلاك والزورق الذي  

كنا فيه في عرض البحر تحطم  

ونجونا على رمل الضفاف ارتمينا  

ونوارس الصباح تجمعت فوقنا  

تنادي وتحلق  

كأنها تطلب لنا العون والنجدة  


وحين فتحت عيني وأنا أغفو  

عادت إلي الروح بعد جهد  

لملمت أطرافي الشمس من البرد  

فجأة ارتميت إليك وأنت ملقى  

تصارع الرمق الأخير وتلهث  

وزودتك من وهج أنفاسي في فمك  

الذي كان من شدة التعب يشتعل  

ومن ريق لساني كأنه العسل رويتك  

ومن خرقة ثيابي التي تمزقت لحفتك  

من الصقيع ترتعش  

وبين أحضان روحي جبرتك  


كاد ينقطع نفسي أموت أنا وتعيش أنت  

ومن لوعة الحب الذي جمعنا  

نجونا ومن الضياع عدنا والتقينا  

صدفة أمام مرآة الزمان  

مضينا واجتمعنا مرة أخرى

      بقلمي زينب عياري  / تونس