مرآة الزمان
سأسابق ظلك مهما ابتعد
ومهما تجاهلت ودي يوما
سأتابع الشمس حتى لا تغيب
وألهيها أن لا تختفي في ذلك الأفق البعيد
لا تصمت حين التقت عيني بعينك
فقد حذفت من أمامي كل الكلام
وأنهيت الحوار دون استئذان
تحدثت مع غيري ونظرت إلي في استعجاب
سأعلمك إن نسيت
أنك أنت من فتح لي الباب
يومها وعدتني أنك الأمان
وأنك في الحب أخلص الرجال
جمعتك بعد أن كنت مبعثرا
أوراقا تتطاير صفراء بلا حياة
وخلصتك من ذكريات مدمرة
وضعت يدي على يديك
ومن قلب المضيق أنقذتك
ومن بين الأمواج سبحت ورفعتك
كان اليم عميقا يكاد يأخذ عمري
وكل الحيتان جائعة تحوم حولي
وأنا أجرك وعلى كتفي حملتك
سبحان من بعث في القوة
ومن الهلاك والزورق الذي
كنا فيه في عرض البحر تحطم
ونجونا على رمل الضفاف ارتمينا
ونوارس الصباح تجمعت فوقنا
تنادي وتحلق
كأنها تطلب لنا العون والنجدة
وحين فتحت عيني وأنا أغفو
عادت إلي الروح بعد جهد
لملمت أطرافي الشمس من البرد
فجأة ارتميت إليك وأنت ملقى
تصارع الرمق الأخير وتلهث
وزودتك من وهج أنفاسي في فمك
الذي كان من شدة التعب يشتعل
ومن ريق لساني كأنه العسل رويتك
ومن خرقة ثيابي التي تمزقت لحفتك
من الصقيع ترتعش
وبين أحضان روحي جبرتك
كاد ينقطع نفسي أموت أنا وتعيش أنت
ومن لوعة الحب الذي جمعنا
نجونا ومن الضياع عدنا والتقينا
صدفة أمام مرآة الزمان
مضينا واجتمعنا مرة أخرى
بقلمي زينب عياري / تونس

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق