الاثنين، 24 نوفمبر 2025

كأنّكِ مريم بقلم الكاتبة :هادية السالمي دجبي _ تونس

 كأنّكِ مريم

معطّرَةٌ بالسّواد


 أكُفُّ الحمام و أجنُحُها.


و مُوغِلةٌ في القتامةِ 


أيْدي الضِّباعِ و أعيُنُها.


و هذي النّوافذُ 


أتْرعَها وَرَقُ اللّيلِ  و الْوَجَلُ.


و هذي المناضدُ 


نَضَّتْ قَرَابِينَها، 


و بين الْمَجامِرِ


ألْقَتْ عناوينها. 


تَداعَى الذّبابُ إليها 


يَلُوكُ  غُبارَ الْفُتاتِ على جمْرِها.


عليها هَوَى وَرَقُ التُّوتِ لمّا ذَوَى. 


             **************


مُعَطَّرَةٌ بالسَّوادِ


 أكُفُّ الْحَمامِ و أَجْنُحُها.


و مُوغِلةٌ في الْخَواءِ 


مَآقي السّماءِ و أَضْلُعُها . 


و كَعْبُ " أَخِيلَ " 


بها تَتَلَهّى الْوَقَاوِقُ و الْعَنْكَبُ.


و أنتِ هنا 


يتَجَرَّعُ وجهُكِ 


زرقَةَ بَدْرٍ  ينامُ على الْقَرَفِ.


كأنّكِ مريمُ 


تكتُبُ شوْقَ النَّخِيلِ بِطُهْرِ الْيَدِ ، 


و تغرِسُ في الطّينِ 


مُضْغَةَ حَرْفٍ 


يَنِزُّ ضياءً على الْخَزَفِ… 


و تسألُ عن زكرِيَّاءَ نخلَتَها، 


و تسألُ  عنه جداولَ 


يَمْتَشِقُ الْعنكبُوتُ منابِعَها.


كأنّكِ أختٌ لِهارونَ 


تَنْأَى بِغُصَّتِها.


تُرَتِّبُ أنْفاسُها جُمَلَ النَّصِّ 


في الْمُقَلِ  . 


و يَنْضُو بأَجْراسِها 


صَدَأُ  النَّضَدِ.


و مِنْ خَطْوِها 


يتدَفَّقُ ماءُ الأساطير 


في النُّجُدِ… 


بقلمي :هادية السالمي دجبي _ تونس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق