يا جمال الورد ...!
يا جمال الورد تبسّم
وفز كالعيون بدمع الوفاء
ويا راعيًا وسمَ الوجودِ
نرجوك قبولَ صدقِ الدّعاء
كم راقني فيكَ الهوى
وكم أضاءت ليلي نجومُ السماء
يا زهر الرّبيع تفتّح
إنّك أجمل الأحلام حين الإلتقاء
تُظهِر رونقا بين الفصول
وندى الصّباح إكليلا بنسيم الهواء
آهٍ منك يا ورد
حتّى ولو كنتَ شوكا ما استغنيتُ
عن زراعتك بين قلوب الأحياء
لك في صفير الريّاح سؤال
والجواب في كثير أو قليل الدّواء
أيّما زمن دَلّني على الأحبّة
أكن مشتاقا لكَ مثل شهيق البكاء
إنّي هاديَ الأفئدةَ وردة
تحصّنها بروائع السّلام عند اللّقاء
وإني بالصّبر لطيف على أريجها
كالرّغيف يسدّ الضّنى
فهل تستجيب الجوارح
ويستجيب مَن أسميْتُه النّداء ...؟
حين أرتشف قهوتي والورد فوّاح
أتقمّص الإستجابة روحا فوق السّناء
أذكي بها نار شِتائي
تحميني من رّشق البرد بالجفاء
كلّ العيون تجيد الكلام
إلّا الورود فهي قصيدة الحبّ والولاء
فإن أدمَت دموعا كانت الكفوف
خير جامع لها وخير إناء
تجود عليّ كالدّنيا بماضي ذكرياتها
مثل ملح الطّعام من أكفّ النّساء
تارة أمنح وردة لكل حبيب
فيحلّق ضاحكا فوق بحر الهناء
وتارة أصبغ فوق شرودي فراشات
تحوم بألوانها تملأ الأجواء
أو أكون عصفورا أغرّد طربا
وألج الأوكار إذا أزهر كلّ لحاء
لا أنسى عيونَ الحاسدين رماح
لا تعرف جمالا للورد ولا باقة للإهداء
هي عيون صغيرة أمام عين اللّه
ترى وتحمي ما وراء الأموات والأحياء
يا جمال الورد كن رحيما بالعاشقين
فقد سقاك اللّه بغيث السّماء
واجعل من جمال الحياة جوارا لك
إن تبسّم يفوق عطرك في الفضاء
واحيي العود بنغم الأوتار
لطال ما أعطاك العود سيل الغذاء
هلّا تركتني أداعبك أيّها الورد
وأعالج فيك دوام الأنس والبقاء...!؟
فالصّباح يُسمعنا همساتك
هادئة ما عَمِرت الدنيا بكَ وبالأبناء
بقلمي: دخان لحسن. الجزائر 2025.11.26

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق