السبت، 22 نوفمبر 2025

اِنبلاج بسمة على شفاه الموت بقلم الكاتبة حياة اامخينيني

 اِنبلاج بسمة على شفاه الموت


كان اليوم شديد القيظ

ينبئ برحيل الصيف

وكانت الجدة تصارع قدرها 

سلاحها الأنين و الصبر 

تحلق الجميع في ترقب و جزع

 حول  فراش الالم و الاوجاع

عاشت الجدة في ترمل و إعياء

صابرة صامدة في رقة و طيبة وحياء

 تحملت هموما و أوزارا

ضجت من وطأتها الصدور 

ترملت صغيرة  فتية

شقراء بجدائل ذهبية

و عيون عسلية

لها خدود تحاكي الزهر تيها في البرية

في قمة الأنوثة مات حبيبها 

تاركا إرثا من العيال 

و مسؤوليات جسام

تعلمت أن تتصالح مع الحاضر

لتبني مستقبلا مشرقا لذرية ضعفاء

كافحت مع شبلها الأسن 

فأبهرت القاصي و الداني 

بنضالات امرأة تخلت عن أنوثتها 

لأجل عيون فتية ترنو للدفء و الحنان

مرت السنون

 و تحمل الجسد الصابر من الاوجاع شتى الفنون

ليعلن أخيرا اسدال الستار 

على آخر فصول المسرحية

أغمضت العيون للنور

و أسلمت الروح لبارئها في عجز و حبورر

و الجميع حولها يراقبون لحظة الصفر 

لإعلان النهاية لبدء الحكاية

و انبلاج بسمة على شفاه الموت

ميلاد الحفيدة في لحظات الرحيل الاخيرة

يا لحكمة مدبر الاقدار

ميلاد حياة جديدة

على أنقاض حياة آفلة

حكم تدار بيد الواحد القهار


حياة اامخينيني/مساكن/2025/11/22




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق