اِنبلاج بسمة على شفاه الموت
كان اليوم شديد القيظ
ينبئ برحيل الصيف
وكانت الجدة تصارع قدرها
سلاحها الأنين و الصبر
تحلق الجميع في ترقب و جزع
حول فراش الالم و الاوجاع
عاشت الجدة في ترمل و إعياء
صابرة صامدة في رقة و طيبة وحياء
تحملت هموما و أوزارا
ضجت من وطأتها الصدور
ترملت صغيرة فتية
شقراء بجدائل ذهبية
و عيون عسلية
لها خدود تحاكي الزهر تيها في البرية
في قمة الأنوثة مات حبيبها
تاركا إرثا من العيال
و مسؤوليات جسام
تعلمت أن تتصالح مع الحاضر
لتبني مستقبلا مشرقا لذرية ضعفاء
كافحت مع شبلها الأسن
فأبهرت القاصي و الداني
بنضالات امرأة تخلت عن أنوثتها
لأجل عيون فتية ترنو للدفء و الحنان
مرت السنون
و تحمل الجسد الصابر من الاوجاع شتى الفنون
ليعلن أخيرا اسدال الستار
على آخر فصول المسرحية
أغمضت العيون للنور
و أسلمت الروح لبارئها في عجز و حبورر
و الجميع حولها يراقبون لحظة الصفر
لإعلان النهاية لبدء الحكاية
و انبلاج بسمة على شفاه الموت
ميلاد الحفيدة في لحظات الرحيل الاخيرة
يا لحكمة مدبر الاقدار
ميلاد حياة جديدة
على أنقاض حياة آفلة
حكم تدار بيد الواحد القهار
حياة اامخينيني/مساكن/2025/11/22

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق