الجمعة، 21 نوفمبر 2025

واحتضن الرصاصة... بقلم الاستاذ فاروق بوتمجت( الجزائر)

 واحتضن الرصاصة...

لم يكن يخاف الرصاص،

كان يخاف فقط أن تفقد الأرض صبرها،

أن يتعب التراب من احتضان دماء الشهداء.

كلما انطلقت نحوه رصاصة،

كان يفتح صدره للريح،

ويغلق قلبه عن الخوف،

يُهدهد جرحه بكلمة،

ويقول لها: "اهدئي... لستِ لي عدوة."

بردها بأنفاس الإيمان،

حتى خمدت نارها على جلده،

وانصهرت في صدره كنجمةٍ صغيرةٍ

أضاءت ظلمة الخندق.

تمرد على الرصاص...

تمرد على فكرة الموت ذاتها،

وصار كل جرحٍ فيه شاهدًا على أن الحياة أقوى من الفناء.#

وحين جاء الفرج،

وانكسر الليل على صهوة النصر،

وقف المقاتل،

على أرضٍ لم تعد ترتجف،

رفع بندقيته نحو السماء،

وقال:

 "احتضنتُ الرصاصة... كي لا تموت الحقيقة."


الاستاذ فاروق بوتمجت( الجزائر)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق