الأحد، 20 أغسطس 2023

بعد غياب بقلم الأديبة زهراء كشان

 بعد غياب

أيقنت بعد غياب
أنك رحيق الورد و أريجه
في بساتيني في حقول ذكرياتي
و أنك أغلى ممتلكاتي
اعترف أنك زهرة معطرة
تنمو في تلابيب ذاتي
و أنك قنديل ينير درب حياتي
و أنك أغرودة عندليب
يعتلي أفنان سنواتي
فأنت رونق يشرق في ربيع أمنياتي
و أنت ضياء يرسم أفق طموحاتي
و أيقنت بعد غياب
أنك قطر الندى
وأنت الصوت و الصدى.
بقلمي:زهراء كشان
Peut être une image de 1 personne et sourire

عُوْدَه والدكتورة جِيهان بقلم الروائي رضا الحسيني (26)


ا لفصل الثامن { مابعد أمي }
من بعد أُمي كان من الطبيعي أن تتبدل حياتي من أجل عُوْدَه ، لابد و أن يكون عملي في مثل مواعيد مدرسته في الصباح ، فلم يكن بمقدوري أبدا أن أبيت كما كنت أفعل من قبل في المستشفى و أتركه وحده بالبيت
و كانت أول الخسائر وقتها تَبخُر فِكرة ذهاب عُوْدَه للنادي ثلاث مرات أسبوعيا من بينهم يوم الجمعه ، فما عادت أُمي موجودة لتفي بوعدها لكابتن صلاح و لعُوْدَه ، كل
ما استطعت فعله هو أنني طلبت بشكل رسمي تغيير مواعيد عملي لتصير فترة صباحية و وافقت جهة العمل على ذلك مُراعاة لظروفي التي يعلمونها جيدا ، فكنت أخرج في الصباح بعد أن أتناول الإفطار مع عُوْدَه وأغادر البيت بسرعة لألحق بعملي ، و كان زميلي الذي أستلم منه النوبطجية ينتظرني على مضض و يكاد ينفجر في وجهي ، إنه ماجد الذي رفضت عرضه للزواج ، حيث كلَّفوه هو بالمبيت بدلا مني
_ مينفعش كده يا دكتوره ، مش كل يوم هفضل أنتظرك
_ و الله يا دكتور غصب عني ، المترو هو بيأخرني
_ كل يوم تقوليلي نفس الحِجَّة
_ ما هو كل يوم الصبح المترو زحمة و بيتعطل و اسأل اتأكد حضرتك
و كان عُوْدَه للأسف يظل وحيدا داخل شقتنا ينام
و يصحو فلا يجدني ، و لا يجد أُمي التي كانت لاتجعله أبدا يشعر بغيابي ، و كنت أُكلفه بعمل بعض الواجبات حتى أرجع إليه ، ثم اضطررت لأن أجعل جارتنا بالدور الأعلى منا تنزل لتجلس معه بعض الوقت أو تأخذه عندها أحيانا يلعب مع أولادها
و جارتنا هذه هي أم زغلول بذات الوقت صاحبة البيت و هي صديقة أمي الُمقرَّبة منها كثيرا
أما عن فرحة عُوْدَه حين أرجع إليه فتكون لامثيل لها ، حتى أن شارعنا كله يعرف أنني قد رجعت من صوت عُوْدَه حين يراني
_ ههههههههه جِيهان جَت ، جِيهان جَت
ثم يجري نحوي من أي مكان هو فيه ليرتمي في أحضاني و لايرتاح حتى أحمله و أُقبِّله ويضع رأسه على كتفي و هو يُقبِّلني كثيرا ، حتى أن جارتنا الُمندهشة مما يفعله معي عُوْدَه قالت لي ذات مرة :
_ و الله يا جِيهان يا بنتي لو كان ابنك ما كان هيحبك بالجنون ده
_ إحنا يا طنط أكتر من علاقة أخت بأخوها ، أو أم بإبنها ، إحنا حاجة تانية مختلفة خالص
و ذات مساء و نحن نجلس معا فاجأني بسؤال :
_ مش انتِ اسمك جِيهان ؟
_ أه
_ و أنا اسمي عُوْدَه ؟
_ آه
_ طب هي ماما كان اسمها إيه ؟
_ ههههههه بتسأل ليه بقى عن اسمها ؟
_ عشان عاوز أقول اسمها كل ما أقول ماما
_ ليه بقى انت ماسألتهاش عن اسمها ؟! مش كنتم أصحاب و بتلعبوا كتير سوا ؟
_ كنت بتكسف ، و هي كمان كانت تحبني أقولها ماما
_ خلاص خليك على طول تقول ماما عشان تبقى فرحانة كل ماتسمعك
_ و هي هتسمعني ؟
_ طبعا ياحبيبي هتسمعك
_ يبقى عاوز أعرف اسمها
_ اسمها فردوس
_ الله اسمها حلو ، من هنا و رايح هقول ماما فردوس
_ الولد الحِليوة ده يقول زي مايحب هههههههه
انتظروا عُوْدَه والدكتورة جِيهان



هيا نقتل الآلام فينا بقلم الأديبة روضة فرحات

 هيا نقتل الآلام فينا
نعدم الحزن الدفين
نزرع بذرا فريدا
في الارحام خضرا و عيدا
نملأ السلال رحمة
وعلى الآقاصي وردا
ننثر على الارض اللقاح
ينبت جيلا جديدا
حلق يا حمام السلام
و سلم على اهلينا
في بلادنا الحنينة
يا حمام السلام سلم
و تقدم حاملا علما يعلم
رفرف علما على أراضينا
تزهي حياة الشباب
بالرقي يدفع و يعمم
الكاتبة روضة فرحات






...يا سهامُ ... بقلم الكاتب المصطفى نجي وردي

 ...يا سهامُ ...


دعيني ألملم جرحي

يا سهام

وسهامك في جسدي

تتوغل

كلما حاولت الهروبَ

فدعيني أمتٌِع الرؤى 

وعيناكِ حوض بطٌٍ

يداعب فيه بطٌاً

ويسرح كلما آن الأوان

والأعين بحر أغوص فيها

فيسحرني صفاؤها

وأصاب بصعقة

 وتحملني إليك الأشواق...

فكليني يا سهام ابنة عمي

وسهامك قد ملأت علي

كل الآفاق

وهاجت لها اللوعة

والأعماق

وأنا الدرويش أصارع

ذاتي

كلما هممت بفعل

دارت بيَ الدنيا دورتين..

دورة أصابت اللهفة

وأخرى من الهول 

تكاد تضيق..

انت في ذاتي نبع

يفيض كلما راودني الحنين

أتذكرين يوم كنا

نسابق الفَراش وبالنار

نلهو

ويوم أضرمت في قميصي

النارَ..؟!

أتذكرين سيدَ الفصل كان

يصلي

وأنت خلف الباب

تشيد معبداً للمصلين

ويومَ كنت ترددين

والنفس نشوى

دع المساجد للعباد

وطف بنا حول خمار

نجدد طعمَ خمور الأندرينَا

أما كانت تلك خطانا

نتعثر تارة

وتارة تَقْلبين مائدة

الهوى

وقت الاصيل نصلي

والإمام يركب المحراب

يخطب خطبتين

واحدة في الغافلين

وواحدة فينا...

         المصطفى نجي وردي

        المغرب 20\8\2023


القحط بقلم الشاعر منصور العيش

 القحط


يا سماء الغروب بالله أمطري 

و يا سحب الفجر بالقطر أثر 


طال ترقبي و الغيم ما له طلع 

و الأرض عطشى سببت فقري 


لا الزرع في الحقل اخضر نباته 

و لا فاح من بستاني ورد زهري 


يمر السحاب في العلالي جار 

و مروره عادة بالخيرات يغري 


فينجلي الغيم و تصطع شمس 

هي بالترجي تراها نكاية تزري 


مر شتاء تلاه صيف تلاه شتاء 

و ما فازت أراضي بنقطة قطر 


فقلت بعد هذا لقد حرم العيش 

بأرض جف ماؤها و جف صبري 


ها قد صرت متشردا بلا كرامة 

أستجير بدوني و العيون تذري 


فتبا لأعوام قحط عتا مصابها

و تبا لزمان نحس أقبر فخري 


       منصور العيش 

       مالقا

                   18 - 08 - 23


الجزء 85 من رواية فارس الشجرة للكاتب. محمد يوسف

 روايتي فارس الشجره Lord of the tree ...... الجزء الخامس و الثمانون ..... ولما جلسو جميعا كل في مكانه المخصص له نظر الملك جون إلي قائد الفرسان القائد بيتر وساله هل أخبرت فارسنا الشجاع البيرت بما اهمنا وغمنا مما أخبرنا به حاكم قريه الجبل أيها القائد بيتر فإنتبه له الأخير جيداً كما هوا حال الجميع قبل أن يجيبه بيتر بقوله أجل يا مولاي فى عجاله أخبرته بملخص ما سمعناه من السيد صموئيل فاوما له الملك برأسه إيجابا قبل أن ينظر إلي الجميع ويقول أما عن حاكمنا على الإقليم الأوسط الأمير وليمز فقد نال جزاءه وعزلته ابنتنا الأميره اليزبث وحينما أعود من حملتنا هذه سيكون لي معه شأنا آخر فظهرت علامات الارتياح والرضا علي جميع الحاضرين وكان أكثرهم شعورا بها هو حاكم قريه الجبل السيد صموئيل ومرافقوه من أعيان قريته فى حين كان اقلهم اهتماما هو الأمير شارل الذي أنتبه من شروده علي صوت عمه الملك وهو يكمل قوله ولكن وكما قلت لكم تبقي المشكله هنا كما هي وهى هؤلاء المجرمين الذين يسكنون هذه الجبال ويعيثون فى الأرض فسادا وكذلك فتياتنا المختطفات عندهم ولقد دعوتكم لهذا الاجتماع لنناقش بشكل عاجل هذه المشكله ونجد لها الحلول قبل أن نواصل زحفنا إلي الإقليم الجنوبي لأنها وحق الرب أهم عندي من كل حملاتي وانتصاراتي ثم صمت الملك لبرهه من الوقت تفحص خلالها جميع الحضور من القاده وغيرهم قبل أن يكمل قوله والآن أريد أن أسمع رأي كل واحد منكم ثم نظر إلى ابن أخيه الأمير شارل قبل أن يسأله ما رأيك في هذا الأمر أيها الأمير شارل ففكر الأخير بدهاءه سريعا ولما أدرك أنه من غير الصائب أن يكون رأيه تجاهل المشكله ومواصلة التحرك قرر أن يدلى بدلوه في الاتجاه الآخر لعله يحظي ولو لمره واحده باستحسان عمه الملك ثم قال إن لدي عمي الملك جيشا كبيرا وهؤلاء قله من اللصوص ويمكننا أن ننتظر حتى ياتو لاستلام الفتيان العشره ثم نقضي عليهم جميعهم فاطال الملك التفكير في رأي الأمير شارل ثم اوما له برأسه قبل أن ينظر إلي القائد بيتر ويساله عن رأيه فإنتبه له الأخير جيداً قبل أن يقول له أنا أتفق مع الأمير شارل فيما قاله وان كنت أري أن فرقه صغيره من فرساننا وجنودنا كفيله بهؤلاء الاوغاد والأمر بالنهاية لمولاي فاوما له الملك برأسه إيجابا قبل أن ينظر إلي قائد العمليات الحربية القائد جاري ويساله عن رأيه فانتبه له الأخير بدوره قبل أن يقول له لدينا في جيش مولاي جنود مدربون على أعلى مستوي من التدريب لقتال مثل هؤلاء اللصوص ونحن جاهزون تماماً لتنفيذ ما يأمر به مولاي فاوما له الملك برأسه إيجابا ورضا بما قاله قبل أن ينظر إلي نائب قائد الحرس الملكي القائد بيدرو ويساله عن رأيه فإنتبه له الأخير بدوره أيضا وقال أنا أتفق مع رأي الأمير شارل والرأي لمولاي فاوما له الملك برأسه قبل أن يعاود تفحص الجميع لبرهه من الوقت وكأنه يفكر في آراءهم جميعا وبدا عليه أنه لم يحصل على ما يزيح عن كاهله هذا الهم الثقيل ثم نظر إلي الفارس البيرت واطال النظر وكأنه يبحث عنده عن ما يخفف عنه ما هو فيه من الهم والحيره وقال له والآن ما هو رأي فارسنا الشجاع البيرت في قضيتنا هذه فنظر الجميع الي البيرت بما فيهم حاكم قريه الجبل ومرافقوه الذين اراحهم كثيرا ما أدلي به الأمير شارل وكذا باقي القواد قبل أن ينتبهو جميعهم علي صوت البيرت وهوا يقول للملك انا يا مولاي أتفق مع كل ما قيل من الأمير شارل ومن قادتي فشعر شارل كما شعر الجميع بالاستحسان لكلام البيرت الذي أكمل قوله ولكني أختلف معهم في أمر هام فاذداد تركيز الجميع معه أيضا وأكثرهم الملك جون الذي سأله وما هو هذا الأمر فأجابه البيرت بقوله قبل أن أقول لجلالتكم ما هو هذا الأمر أود جلالتكم أن اسأل حاكم القريه السيد صموءيل بعض الأسئله لاحصل منه علي بعض الأجوبة التي قد تكون مفيده فيما يمكن أن تتخذوه جلالتكم من قرارات بهذا الشأن فاوما له الملك برأسه إيجابا قبل أن يقول له هو معك الآن سله ما تشاء فقال له البيرت شكرا جلالتكم ثم نظر إلي حاكم القريه السيد صموئيل وحدق فيه قبل أن يقول له مرحبا بك أيها الحاكم فانتبه له صموئيل جيدا قبل أن يقول له أشكرك أيها الفارس سل ما تريد فقال له البيرت كم يبلغ عدد هؤلاء المجرمين فظل صموئيل لبرهه يفكر دون اجابه حتى ساعده البيرت بقوله بالتقريب لا التحديد فأجابه صموئيل بقوله حوالى ثلاثون رجلا تقريباً فحدق فيه البيرت مجددا قبل أن يقول وإذا أضفنا إليهم ما يتركونهم خلفهم لحراسة حماهم ورعاية أغراضهم نصف عددهم تقريبا يكون إجمالي عددهم تقريباً ما بين الأربعين إلى الخمسين مجرما يذيدون أو يقلون قليلا فاذداد تركيز الملك مع كلام البيرت وتحليلاته وكذا حال جميع الحاضرين وكان اكثرهم تركيزا هوا بيتر وبجواره جاري ينظر إليه مبتسما قبل أن ينتبه مع الجميع علي صوت البيرت وهوا يكمل كلامه مع صموئيل ويسأله مجددا بقوله وما هي طبيعه أسلحتهم وهل يأتون إلى القريه مترجلين ام علي ظهور خيولهم فأجابه صموءيل بقوله يحملون سيوفا ودروعا وهراوات ويغيرون علينا على ظهور خيولهم فاوما له البيرت برأسه إيجابا قبل أن ينظر إلي الملك ويقول له هذا يعني جلالتكم انهم ليسو مجرد مجموعه من اللصوص المتشردين ولكنهم مرتزقه منظمون مدربون ومسلحون جيداً فاوما له الملك برأسه إيجابا وقد كسي الوجوم والضيق وجهه لآخر ما استنتجه البيرت قبل أن ينظر الأخير الي صموئيل ويساله مجدداً بقوله وهل اقتحمو البيوت لاختطاف الفتيات فأجابه صموءيل بقوله لا لم يختطفوهن من بيوتنا وإنما من عند عيون الماء تحت سفح الجبل فحدق فيه البيرت مستذيدا وكأنه يسأله ماذا تقصد ولما رأي منه صموئيل ذلك أكمل قوله لقد تعودت ابنتى أن تصطحب بعض صديقاتها للتريض عند عيون المياه فاغارو عليهن يومها واختطفوهن وفرو بهن الي الجبال ولم نستطيع أن نلحق بهم وقتها ثم توقف صموئيل عن الكلام لما كسي الوجوم وجهه وقد جاهد نفسه لمنع دموعه التي كادت أن تنهمر لولا أنه سيطر عليها كما كسي الوجوم وجوه جميع الحاضرين وساد صمت مطبق تعمد البيرت إعطاءه واطالته حتي يستعيد صموئيل تماسكه ولما رأي البيرت أنه قد فعل سأله مجدداً بقوله وهل من عادة ابنتكم وزميلاتها أن تذهبن للتريض عند عيون المياه كل يوم فقال له صموءيل لا ليس كل يوم وإنما يوم في أول الأسبوع ويوم آخر في آخره فاوما له البيرت برأسه إيجابا قبل أن ينظر إلي الملك ويقول له هذا يعني جلالتكم أن لديهم في القريه خائن وعميل هو من أبلغ هؤلاء المجرمين بموعد ذهاب الفتيات إلى عيون المياه وقبل أن يعقب الملك علي استنتاج البيرت الأخير سمع مع الجميع صوت صموئيل يقول ...... مع أطيب تحياتي العقيد محمد يوسف 




** يحبّ الخير للنّاس ** بقلم الكاتب ** محمّد الزّواري ـ تونس **

 ** يحبّ الخير للنّاس **


استيقظت نسمات الفجر متثائبة.. فاستيقظ معها صالح متثائبا و هو يتمطّى تهدهده سيّارة الأجرة الّتي تطوي الأرض طيّا.. فتح القارورة و تناول جرعة من الماء يستقبل بها الصّباح الجديد..


ـ كم مازال من الوقت للوصول إلى المدينة؟

ـ ربع ساعة تقريبا.. نحن على وشك الوصول..


لم تكن الرّحلة من القرية إلى المدينة شاقّة.. بل كانت مشوّقة.. سيقابل هذا الصّباح ابن عمّه الّذي سبقه إلى المدينة منذ عامين للعمل في أشغال البناء.. في رأس كلّ شهر يتوجّه العمّ إبراهيم إلى مكتب البريد ليقبض الحوالة.. صحيح أنّ المبلغ لا يفي بالحاجة و لكنّه يشعر أنّ ابنه عبد الفتّاح رجل من الرّجال يستطيع تحمّل المسؤوليّة..

 

ـ لماذا سمّيت ابنك عبد الفتّاح يا عمّ إبراهيم؟

ـ ليفتح الله عليّ.. 


و هاهو القدر على عهده.. لقد فتح الله عليه فعلا.. و أصبح عبد الفتّاح يعمل ليلا نهارا.. و يحسّس والديه بأنّه لا يستسلم للظّروف و أنّ الرّجل الحقيقيّ هو من يستطيع جلب الدّراهم بأيّ طريقة كانت.. و لكن بالحلال طبعا.. فالحرام لا يثمر أبدا مثلما كان يردّد العمّ إبراهيم دائما..


أخذ المكان يزدحم شيئا فشيئا أمام عيني صالح.. فعرف أنّه قد وصل إلى المدينة.. أرصفة منظّمة.. بنايات شاهقة.. دكاكين كبيرة متنوّعة لا تشبه دكّان العمّ محمّد في القرية.. توقّفت السّيّارة في المحطّة.. و نزل صالح متوجّها إلى المقهى الّذي تواعد فيه على اللّقاء مع عبد الفتّاح..


ـ المقهى المواجه للمحطّة.. سأكون في انتظارك منذ الصّباح الباكر..


كانت تلك آخر الكلمات الّتي ذكرها له في آخر مكالمة هاتفيّة.. دخل المقهى برهبة.. و أخذ يتصفّح الوجوه وجها وجها.. أين أنت يا عبد الفتّاح؟ أين وعدك لي؟ اتّخذ صالح مجلسه في أقرب طاولة إلى الطّريق في انتظار ابن عمّه.. و بسرعة البرق قدم النّادل يمسح الطّاولة مسحا روتينيّا.. 


ـ صباح الخير.. تفضّل.. ماذا تتناول؟

ـ قهوة.. أجل.. قهوة.. 

ـ سريعة؟

ـ نعم.. قهوة سريعة.. 


و في لمح البصر مضى النّادل لإحضار فنجان القهوة و هو يلقي نظرة خاطفة على روّاد المقهى الّذين كانوا على عدد أصابع اليد.. 


أخرج صالح هاتفه الصّغير من جيبه و نظر إلى الوقت.. أخذت الحيرة تنتابه شيئا فشيئا.. كيف لابن عمّه أن يتأخّر عنه بهذا الشّكل؟ ماذا سيفعل؟ سيـتأخّر عن موعد العمل الموعود.. و قطع تفكيره قدوم النّادل بفنجان القهوة نشطا مبتسما و كأنّ أبواب السّماء مفتوحة في وجهه على الدّوام.. ما سرّ بسمته يا ترى؟ من المؤكّد أنّه العمل.. بالعمل يستطيع أن يظلّ مبتسما.. بل ضاحكا مقهقها.. و ما الّذي سيحزنه عندما يجد جيبه مليئا بالنّقود كلّ يوم؟


العمل.. و ماذا ينقصني أنا أيضا؟ سيأتي عبد الفتّاح قريبا.. و سيعرّفني بمكان العمل الجديد.. إنّه يعرف المدينة شارعا شارعا.. بل شبرا شبرا.. إنّه يعرف كبار المقاولين و كبار البنّائين.. لذلك كان يعمل طول الوقت.. و كان العمل جاريا منذ انتقل إلى المدينة.. العمل متوفّر في المدينة.. أجل.. العمل متوفّر.. و لكن يكفي أن يفهم قيمته من يريد أن يعمل حقّا.. من يريد أن يبني حياته من الصّفر.. كان صالح يخاطب نفسه و هو يلقي نظرة على الهاتف تارة و نظرة على المارّة تارة أخرى علّه يظفر بعبد الفتّاح..


كانت الحياة تدبّ في أوصال المدينة بعد أن أطلّت الشّمس من وراء العمارات الشّاهقة.. فأخذ يتأمّل النّاس.. ملامحهم تدلّ على أنّ أغلبهم من سكّان المدينة.. يبدو أنّ معظمهم من ميسوري الحال برجالهم و نسائهم.. 


هو أيضا يستطيع أن يصبح مثلهم.. سيعمل في حظيرة البناء الّتي سيدلّه عليها عبد الفتّاح.. و سيقبض أجره في آخر كلّ أسبوع.. و سيحتفظ بمصروفه.. و سيرسل لأسرته نقودا عبر مكتب البريد.. و سيدّخر و يدّخر إلى أن يصبح من أعيان القرية.. له أرض زراعيّة و عدد كبير من الخراف.. يجزل العطاء في الأعراس و يحسب له ألف حساب.. سيتزوّج فتاة أحلامه مريم ابنة الحاجّ العروسيّ.. صحيح أنّها انقطعت عن الدّراسة مبكّرا.. و لكنّها مثال للحشمة و الحياء و التّربية الصّالحة.. لا ترفع عينها من الأرض.. تتقن جني الزّيتون و العناية بالماشية.. و تحسن إعداد الكسرة و كلّ ما لذّ و طاب من أطباق تقليديّة.. 


مرّت السّاعة الأولى و ارتفعت أصوات المنبّهات.. و تعالى هدير السّيّارات.. إنّها المدينة.. نعم.. إنّها المدينة بضجيجها و ضوضائها.. هنا لا ينظر أحد إلى الآخر.. لا يكترث بك أيّ شخص.. العمل و لا شيء سوى العمل..


عبد الفتّاح لم يأت بعد.. لقد نفد صبره.. الحلّ أن يهاتفه و يعرف سبب تأخّره.. أخرج هاتفه و طلب الرّقم المناسب.. و لكن لا أحد يردّ على المكالمة.. طلب مرّة و اثنتين وثلاثا.. و لكن لا حياة لمن تنادي.. مرّت السّاعة الثّانية.. و اشتدّت حرارة الشّمس.. و ازداد الشّارع ازدحاما.. و لم يأت عبد الفتّاح بعد.. لم يعرف صالح ما يفعل.. انتفض واقفا.. و أخذ يطوف على روّاد المقهى..


ـ من يعرف عبد الفتّاح؟ شابّ في مقتبل العمر.. أسمر البشرة.. يعمل مع أحد المقاولين.. معروف برصانته و جدّيّته.. يحبّ الخير للنّاس.. للنّاس جميعا.. و لم يكذب مرّة واحدة في حياته.. 


العيون شاخصة مستغربة.. لا أحد يعرف عبد الفتّاح.. لا يهمّ.. لعلّ أحد سكّان المدينة يعرفه.. قطعا سيدلّه أحدهم على مكانه..


نزل صالح إلى الشّارع يسأل المارّة بكبيرهم و صغيرهم.. كان يجول في الشّارع الكبير.. يسأل و يسأل.. كان لا يكفّ عن السّؤال بينما كان هاتفه في جيبه يصدر رنينا متواصلا..كان الضّجيج يملأ المكان.. شاحنات ضخمة.. منبّهات تصمّ الآذان.. صياح الباعة.. لم يفقد صالح الأمل.. إنّ حدسه لا يخطئ أبدا.. إنّه متأكّد.. متأكّد من أنّه سيجد عبد الفتّاح.. سيجده حتما.. سيجده حتما في أحد شوارع المدينة..    


** محمّد الزّواري ـ تونس **



يا بحرُ... بقلمي الكاتبة نجوى عزالدين تونس

 يا بحرُ...


جئتكَ وفي نفسي مشاعرُ..

متلاطمة..

 ترمقني..وفي عينيكَ سحرٌ غامضٌ... 

 لايُكْتَبُ.. ولا يُقْرَأُ..

عَصِيٌّ أنْتَ عن الوصفِ...

أيذْكرُ المدى اللازرديٍ ما خبَّأْتُ

من شوقٍ في جوفه.؟! .

على مدى البصرِ... 

بينكَ وبين السّماءِ ..

تُلغى المسافاتُ..

ترتشفُ عينايَ فتنتكَ وجمالَ الكونِ...

أقفُ أمامكَ وَجْها لوجهٍ..

أُصْغي لوشوشاتكَ المحمومةِ..

تُفْشي أسرارَ قلوبٍ تيّمها الحبُّ...

كأنّ قصّةَ عشقي..

في ثنايا الموج تَسْري..

أما خبّأتَ في أعماقكَ سرّي.؟!!

وأنتَ مكمنُ الأسرارِ..

لمَ كَسَرْتَ قيدَ الصَّمْتِ..

وأطْلقْتَ للبوح العِنانَ..!!!

أقتربُ منكَ أكثر...

تغوصُ قدما يَ في الما ء...

شيئا فشيئا يلامسُ جسدي

دفْءكَ..

وبينَ أحضانكَ أستلقي..

أغوصُ تحتَ الزّرقةِ وأطفُو..

لكنّي معك لا أشعرُ بالأمان..

أحبّكَ....

لكنّي أعانقكَ بحذرٍ...

ومنكَ أعتذرُ...

يا بحرُ كم يحلو فيك اللَّعبُ..

تارةً نلاحقُ الرّغوةَ البيضاءَ

 في شغفٍ..

وطورا يغمُرُنا الموجُ...

حينا تُدغدغنا اناملك فنضحك..

وحينا آخر يبكينا ملحٌ أصاب المُقْلةَ والأنفَ وأحرقَ الحلقَ...

يا بحرُ...

إنْ كنتَ حُبًّا..

فكمْ منْ عاشق في لُجّكَ...

قد غرقَ...

إن كنتَ جنونًا...

فمنّ غيرَ الشّجاعِ يُراقصُ تيّارَكَ َالعاتي... 

كم أحبّكَ...

وكم أخشى التّوغُّل في العُمْقِ...

تُغريني السّباحةُ فيكَ..

وانا عاشقةٌ لا تَهْوَى المُغامرةَ...

أخافُ التّورُّطَ في العشقِ..

وأنا لا أجيدُ السّباحةَ وحدي...

كم أحبّك...

وإني في هواك أصارعُ الشّوقَ

والموجَ...

ويا نورسةً حلّقتْ بجواري...

شكوتكِ حالي...

متي ناداكِ الرّحيلُ...

بلّغي من سكنَ النّبضَ...

أنّ بحرَ الصّبر قدْ جفَّ...

وأنّي ملءُ البحرِة أشتاقُكَ...

 وانّ المدَّ قد زحفَ...

غامرا كلَّ شواطئي... 

لكنَّ مدّ عشقكَ بين ضلوعي

ما كفَّ...

اشْدُدْ يا بحرُ حبْلَ الودِّ

 بيني وبينه..

وجُدْ يا غائبي بالوصل أُمْنِيَةً..

لتُشعلَ جذوةَ انتظارٍ تكادُ تَنْطَفئُ..

وتوسَّدي يا ضفافُ وَعْدَ اللّقاءِ... 


بقلمي نجوى عزالدين تونس 




الشباب والوطن بقلم د. انعام احمد رشيد

 الشباب والوطن 

حاولت أن أكتب 

مايجول بخاطري  

فبكيت ...! 

فكرت في أوضاعنا 

شبابنا وأطفالنا 

عماد مستقبلنا 

تألمت وبكيت 

لعنة النفط خلقناها سوية 

صار معبوداً لنا ثم هوية 

ونسينا هذه الأرض السخية 

لِمَ لَمْ نزرع الأرض طعام

لِمَ لَمْ نمشي على نهج العظام 

ولانقرأ إلا مايكتب عن الحب الغرام 

كلما فكرت في هذا بكيت 

إنها حقاً حقيقة ... من يعرفها 

إنها مصائب تؤلمنا ونعيشها 

إنها نيران ملتهبة من وقودها 

كلما فكرت في هذا بكيت 

لقد استسلمنا للقشور والمظاهر 

ونسينا الجوهر وتمسكنا بالمظاهر 

لقد أعمتنا الميديا والمظاهر 

كلما فكرت في هذا بكيت 

لم تكن أمتنا العريقة حقاً هكذا 

أبــداً فالجيــل الجـديد باعـها 

وشغل بالهاتف وأفلام السهر 

نحن شجعنا الشباب واعطيناه 

كل مايطلب من الدنيا مظاهر 

ونسينا أن نربيه على حب الوطن  

ونغذيه علوم التطور والثقافة 

ليبتعد عن دكاكين الصرافة 

نسينا أن نعلمه على حب التآخي 

وعن كل مايبعده عن العروبة 

إن كل مافي أرضنا خير وذهب 

 آلامك ياوطني أضرمت بقلبي اللهب 

سلمت ياوطني ياوطن العروبة والعرب

د. انعام احمد رشيد 



نص هائم بقلم علد الفتاح السمنودي

 نص هائم


عبد الفتاح السمنودي


        خلوة بالفكر


       والرأس جنوح


     ك ضعفين


      اعصار نوح


     اذ أسلمت وجهي


     لزائر طوقه


      دائره من دوح


      قالت تراني


        قلت بوضوح


        قالت أعزفني


         إن كنت طموح


      قلت حبيبي


          قالت بوح


       قلت ملاكي


        ومسك يفوح


علد الفتاح السمنودي 



* كرة القشً * بقلم الكاتبة سهام بن جويدة

 * كرة القشً *


كرة القشً التي حالت

ذات خريف بيننا...

لملمت حولها ما كان مركونا

من خيوط الشوق المنفلتة

 من مناسج قلوبنا

لملمت...ماكان مدفونا في أعماقنا

من حكاياتنا القديمة

من ضحكات لم نصدح بها

من أهازيج صبانا الصًاخبةالتًائهة

من دمعاتنا التي أجًلنا سقوطها

كي لا يغضب الرًبيع منًأ...

من أحلامنا السًابحة بعيدا...بعيدا...

من لفافة الصًبر السًاكن في زوايا أرواحنا

من ذيول ستائر الحنان المخمليًة

التي حجبنا بها الأسى عن قلوب أحبابنا

فاختاروا طوعا أن يبيعوا ودًنا...


                             ***     

كرة القشً كبرت...تضخًمت...

بعثرت أرواحنا

ما عادت المساءات الجميلة تجمعنا

غرباء نحن...

و الصًمت الرًهيب ترنيمة ليالينا

ومرافئ العمر خاوية إلًأ من بعض الذكريات

نجترًها خوفا من الوجع الآت

خوفا من السًفر المؤجًل إلى حين

خوفا من غدر السًنين


                                 ***

كرة القشً...أيا لفافة الجفاء

كم فاق حجمك المدى...

ما بال الأحبًة ينهش البعد وصالهم

ينخر العند جسور الهناء

تدحرجي...

لفلفي أحزاننا الباقية

خذيها بعيدا عن زوايا أعماقنا الدافئة

وازرعي في الغد أمانينا

و اعقدي صلحا بيننا و بين ليالينا

ثمً ارحلي بعيدا عن أوطاننا ...عن ساحاتنا...

عن ديارنا...عن أرواحنا...

فلطالما إشتقنا إلى عناق طويل

و هدأة حتًى ينبت الزًهر

في الباقي من أعمارنا...


             سهام بن جويدة 



. دوختيني بقلم الكاتب .. غانم ع الخوري ..

 . دوختيني


 بتتذكري يوم كنا تحت التيني

    شو شربتني شفافك لا دوختني


 تقلبنا سوا خمرانين وانسينا 

    تيابنا بعدها لبستك و لبستيني


قلتلك فقير وما بحالتي اللضى

   سبلت عيونك رضيت تشاركيني


 تعاهدنا نقضي عمرنا سوا

    تكوني حدي على الدني تعينيني

 

 نغني الحان من وحي الهوا

    متل عصفور بيحاكي الياسميني


 ما مضى سنتين واكلنا هوا

  صرتي تجرحي بكلامك وتعيريني


 تفرقنا و كل منا بحالو مضى

      هلاء جنابك جايي تصالحيني


 بعد الهجر سنين هلكني الصدأ

   نفسي عافت النسوان يا تقبريني


 خلني بحالي حس طعم الهنا 

    دوري على غيري بعد ما جربتيني


  هلاء عايش طاير حر بالفضا

    بحكيّ الندم ع القفص لا تعيديني


.. غانم ع الخوري ..



الإهمال كلمات : ربعي عبدالحميد

 الإهمال 


أنتظرت و لم يسأل أحد

فنسيت مع طول الأنتظار

مواعيد الأعياد 

و تأقلمت مع وضع الظروف

و التهاون و العناد

و فتحت أبواب السكينة 

لفؤادي ليستريح من العباد

و رسمت على صدر الظنون 

بقايا قلب و خنجر

و قبلة لا تحس و لا تعاد

فزمن الأحضان قد راح مع رحيلها

و بعد غياب الأم يلزمني الحداد

غيرت عداد الزمن و لماذا ؟

و كيف ؟ و من أستفاد ؟

الكل يلعب دور الضحية

و يشتكي من قسوة الجلاد

فالجلد بالنسبة لي 

ليس هو القضية

بل التشفي في الخفاء

و كثرة الحساد

فلماذا تنتظر مني أن أبدا بالتحية 

و من المقصود و ما هو المراد

و أنت قد أحرقت قلبي قبل أرضي

بكل عشقي و بكل زرعي

و أفسدت فرحتي في يوم الحصاد


كلمات : ربعي عبدالحميد

R-A. ١٤٤٥

لماذا عدت؟ بقلم الكاتبة نهلة دحمان الرقيق

 لماذا عدت؟


لماذا عدت؟

بعد أن كنت قد هجرت؟

لماذا؟

لماذا عدت ؟

بعد أن خنت و للعهد ما صنت؟

بعد أن تكبرت،جفوت و تنكرت؟

و بدموعي استهنت؟

و بمشاعري تلاعبت و أهنت؟


لماذا؟

لماذا عدت؟

تحايلت،ألححت و تذللت؟

حتى تكسر خاطري مرة أخرى؟

حتى تنحر خافقي دون أن تشعر

حتى تشيد من ضلوعي جسرا عليه تعبر؟

حتى تقتل في الشوق و الدفق 

و الشعر و السحر؟


لماذا؟ 

لماذا عدت ؟

مادمت تعلم أنك ستهجر؟

و لضلوعي و دموعي ستخون و تكسر؟

ولودي لن تصون و بي ستغدر؟


لماذا؟ 

لماذا عدت؟ 

تحايلت، ألححت و تذللت؟

بعد أن كنتُ قد تجلدت

و على بعدك استأنست وتعودت

من بعد أن كانت قد قتلتني الأشواق 

ومن نار الهجر احترقت و اكتويت

و من قائمة العشاق قد حُظرتُ


لماذا؟ 

لماذا عدت؟ 

أما اكتفيت؟

أما يكفيك ما حفرته من جراح؟

أما اكتفيت بما أسكرتني به من حنظل الأقداح؟


لماذا ؟

لماذا عدت؟ وللهجر عاودت؟

لو كنت أعلم أنك ستهجر مجددا ما كنت صفحت

و لا كنت عدت مهما تذللت

 و تحايلتَ


يا سيدي 

يا سيدي اليوم أنت أهنتَ و أنا هنتُ

لكن غدا أنت المهان

لأنك مهما كابرت ،تنكرت وهجرت

لا بد غدا تعود

و أنا حينها من سيتمنع و يصد

ولو انخسفت أرض 

و توقف نبض

لن أصدق بعد الوعود

و أبدا لن أعود


نهلة دحمان الرقيق 

السبت 19/08/2023 



لم كلما شفتاي قاربت ملمس خمرتك بقلم الكاتبة بسمة الجريبي

 لم كلما شفتاي قاربت ملمس خمرتك


أهرق على الأرض ماءك


قل لي كيف أحتسيك مرة واحدة


من غير تمهل


أيها التائه مني


أي من الوجوه هو وجهك


أي البر هو برك


على الشاطئ انت .. ام في لجة الموج كنهك؟


كلما مررت بي


وشرعت لك بابي


ألف سور يضرب بيني وبينك


خذني على غفلة


اسرقني ذات غفوة


وابسط جناحك كي استظل من حر شكوكي


اني تلمست حضنك يحتويني


بأشيائي البسيطة


فانتزع شأفة الفقد مني


البس ثوب الحقيقة


ثم أيقظني بيدك من كابوس بعدك


انني عالق في وحل ظني ...


هل ستأتي مع نسمات الهوى .. 


ام أنك لست مني ...


ايها الحب قل لي?


بسمة الجريبي 

تونس 17 اوت 2023 



أيا قمرا بقلم د /آمال بوحرب

 أيا قمرا

—————-

أيا قمرا فيِ وَجنتَيهِ نعيمُ 


وَبينَ ضُلوعّي مِن هَواهُ جحيمُ


إلىَ كَم أقاسّي مِنكَ روعاً وقسوةً


وَشوقا وَسقماً إن ذا لعَظيمُ


وَ إني لأنهي النَفسَ عنكَ تجلُداً


وأزعمَ أني بالسلوِ معك زعيمُ


فإن حظرت بالقَلبِ ذكَراكَ خطرةً


طابت النفس واستنشقت النعيم


فاني كالهائم في خطوطك َشغفا 


وإني إن هممتُ لأستقي وردنا 


ظللِتُ بلا لُبٍ إليكَ أهيمُ


د /آمال بوحرب 



الثائرُ يخاطِبُ رَبْعَهُ بقلم الشاعر محمود بشير

 الثائرُ يخاطِبُ رَبْعَهُ


يا ربْعُ حالِي لم يَعُدْ ما كانَا

         وأخالُ صبْرِي جاوَزَ الإمكانَا


في كلِّ يومٍ يسفِكونَ دِماءَنَا 

            في كلِّ يومِ نجْرَعُ الأحزانَا 


والزّرْعُ والزيتونُ قد عاثُوا بِهِ

     قد أهلكُوا الأغصانَ والسيقانَا


فصلٌ يطولُ وما لهُ من آخِرٍ

      إن خابَ جيشٌ أفْلَتُوا قُطعانَا


أنا أكتوِي أقضِي الليالِي ساهِراً

        إنْ نِمْتُ أحلامِي بَدَتْ نيرانَا


أصْحُو سأكْمِنُ للعدُوِّ أصيدُهُ

           إنْ بانَ أَسْقِيهِ الرَّدَىٰ ألوانَا


إنْ نِلْتُ في صَيْدِ العدُوِّ شهادةً

               فَلْتَفْرَحُوا ولْتَقْرَأُوا قُرْآنَا


محمود بشير

2023/8/20 



السبت، 19 أغسطس 2023

قطار الوهم بقلم الأديب صالح إبراهيم الصرفندي

 قطار الوهم


يا لشوق زاد

شوقي

يغازلني طيف

ما برح وجدي

وما طغى

هذا صدى زقاق

المخيم

ظننته يطفئ

لهيب حنيني

ليته جرى


هناك ما زالت

حبيبتي تعبث 

بأوردة 

أنهكها الضنى

في عينيها شوق

زادني 

اشتعالًا 

على شفتيها نصف

ابتسامة

تتحدى زماني

وزمانها 

فهل تعود الليالي

يا ترى


يا زائر حروفي

يا سيدتي

يغتالني حرف الحاء

والباء أرتجف 

في حضرتك 

أخاف الرحيل

ويخيفني انتظار

العناق

و أخشى الرجوع

للوراء


يا سيدتي

أخاف الخريف

وأنين السفر

هنا كل شئ 

خارج أوجاع

الزمن وما 

طوى


تمهلي خطاي

إني أحتضر 

تصفعني 

ذكريات الأمس 

وخطى العناق

تجمدت

لهفتي لا تستكين

عيناك قدري

ترانيم صوتك

مسمعي

و وجع الرحيل 

بات مقتلي

يا زهرتي

لم التخفي وراء

سراب الرؤى


الأديب صالح إبراهيم الصرفندي 



اغمضت عينايا حبا بقلم الكاتبة لمياء السبلاوي

 اغمضت عينايا حبا

وسبحت في الأحلام

شرقا وغربا..

فرأيت النور قصرا..

ورأيت الصبر جزاء..

ورأيت الشوك وردا..

ورأيت الذهب قمحا..

ورأيت القمح ذهبا..

ورأيت الخير بحرا..

ورأيت البحر أملا..

ورأيت الذنب وحشا..

ففتحت عينايا خوفا..

من أن تأكلني الذنوب..

فوجدت الرب عفوّا..

يفرح بالعائد دوما..

ويسقيه من الحب مطرا

ويجزل العطاء كرما..

رأيت كل ذلك ..

بعيون الحبيب المصطفى..

فعرفت ان الإبتلاء خيرا..

وأن الخيرة في ما اختاره الله..

وسجدت للرحمان طوعا..

وتركت صحبة المنافقين جنبا

مخافة أن أُسحب تحتاََ..

وأصبحت الحياة أجمل..

بين رحيم يعفو..

وأخ بكى لإخوانه شوقا..

ثم جلست قرب قبور الراحلين

استغفر للشعب جهرا وسرا..

هذا ليس ضعفا..

هذا من كرم المؤمنين 

وفي الكرم عبادة.. 

آهِِ.. لو تعلم أنك عائد 

يا عبدا..

لضحكت من المتقلبين ..

والمرائين والناكرين والمكارين..

فهم يهدونك حسناتهم جهلا..

وأنا لا أحب الخلق ضعفا..

ان الحب عبادة وحجََّا..


بقلمي لمياء السبلاوي 



طبع الحياة يغر بقلم الشاعرة فاطمة الاحمدي

 طبع الحياة يغر 

وايامها سمساره 

تدمي القلوب تضر 

تبات العيون سهاره 

منها نذوق المر 

كل البشر محتاره 

تاري الزمان يكر 

حبلو على الجراره

فاطمة الاحمدي

لن أنكسر بقلم أسماء الحاج مبارك

 لن أنكسر

أتينا و أتى بنا القدر
و كنا أرواحا عابرة
مهما طال السفر
نتوق للعزلة
أم من الخذلان
نحتضر
متاهات الظنون
و غدر البشر
وشاة تترصدنا
فريسة أبدا أبدا
لن نقبل بالغدر
حتى لو غابت عنا
القدرة فلن ننفجر
فوجودنا لن يتكرر
و دوما نحيا نورا
لا ظلمة القبر
حذار و الظنون
حذار كل الحذر
فظنونك أبدا
لن تغتفر
لجبر الخواطر
نحن نستقيم
و نقيم الوتر
جبرا ندركه
في جوف الخطر
و صبرا عن كل غادر
تلفحنا شرارة و عليها
نصبر و نصطبر
فإياك إياك والظنون
و ارتق خيرا وتجاوز
عن شر البشر
و إن كنت غير مقتدر
فاعذرني هنا يحتم
البتر
بتر عضد لسوء سند
للجسد وليكن عبرة
لمن لم يعتبر
فحذار من سوء الظن
حذار كل الحذر
و ثق أنا الأسمى
و صيغتي اسم تفضيل
ممنوعة من الصرف
و قاموس قواعدي
يأبى الكسر فلن
أقهر ولن أنكسر
أسماء الحاج مبارك
Peut être une image de 1 personne et texte

****بوح عاشق متيم**** بقلم الكاتب عبداللطيف المنصوري

 ****بوح عاشق متيم****

وقفت على شط
قلبك
اصغي لتدفق
نبضاته
اسبح عبر شلالات
عيونك
اعزف سمفونية
العشق الابدي
اهيم بين تنايا
ماض رحل
وحاضريسرع
بنا
نحو الذي ياتي
ولايأتي
كبحار اضاع بوصلته
وكسرت امواج البحر
مركبه
كطائر نورس
حلق عاليا
ورسم بجانحيه
صورة بحر
تلاطمت أمواجهه
امتدت رماله
تعالت اغاني
رواده
كعاشق متيم
يسرد قصائد
نزار
وصولات عنترة
ودموع عبلة
وحكايات
جميل وبثينة
عبداللطيف المنصوري
أصيلة 18/7/2023
هدية لمدينة أصيلة ،المدينة الساحرة
Peut être une image de 1 personne et lunettes