يا بحرُ...
جئتكَ وفي نفسي مشاعرُ..
متلاطمة..
ترمقني..وفي عينيكَ سحرٌ غامضٌ...
لايُكْتَبُ.. ولا يُقْرَأُ..
عَصِيٌّ أنْتَ عن الوصفِ...
أيذْكرُ المدى اللازرديٍ ما خبَّأْتُ
من شوقٍ في جوفه.؟! .
على مدى البصرِ...
بينكَ وبين السّماءِ ..
تُلغى المسافاتُ..
ترتشفُ عينايَ فتنتكَ وجمالَ الكونِ...
أقفُ أمامكَ وَجْها لوجهٍ..
أُصْغي لوشوشاتكَ المحمومةِ..
تُفْشي أسرارَ قلوبٍ تيّمها الحبُّ...
كأنّ قصّةَ عشقي..
في ثنايا الموج تَسْري..
أما خبّأتَ في أعماقكَ سرّي.؟!!
وأنتَ مكمنُ الأسرارِ..
لمَ كَسَرْتَ قيدَ الصَّمْتِ..
وأطْلقْتَ للبوح العِنانَ..!!!
أقتربُ منكَ أكثر...
تغوصُ قدما يَ في الما ء...
شيئا فشيئا يلامسُ جسدي
دفْءكَ..
وبينَ أحضانكَ أستلقي..
أغوصُ تحتَ الزّرقةِ وأطفُو..
لكنّي معك لا أشعرُ بالأمان..
أحبّكَ....
لكنّي أعانقكَ بحذرٍ...
ومنكَ أعتذرُ...
يا بحرُ كم يحلو فيك اللَّعبُ..
تارةً نلاحقُ الرّغوةَ البيضاءَ
في شغفٍ..
وطورا يغمُرُنا الموجُ...
حينا تُدغدغنا اناملك فنضحك..
وحينا آخر يبكينا ملحٌ أصاب المُقْلةَ والأنفَ وأحرقَ الحلقَ...
يا بحرُ...
إنْ كنتَ حُبًّا..
فكمْ منْ عاشق في لُجّكَ...
قد غرقَ...
إن كنتَ جنونًا...
فمنّ غيرَ الشّجاعِ يُراقصُ تيّارَكَ َالعاتي...
كم أحبّكَ...
وكم أخشى التّوغُّل في العُمْقِ...
تُغريني السّباحةُ فيكَ..
وانا عاشقةٌ لا تَهْوَى المُغامرةَ...
أخافُ التّورُّطَ في العشقِ..
وأنا لا أجيدُ السّباحةَ وحدي...
كم أحبّك...
وإني في هواك أصارعُ الشّوقَ
والموجَ...
ويا نورسةً حلّقتْ بجواري...
شكوتكِ حالي...
متي ناداكِ الرّحيلُ...
بلّغي من سكنَ النّبضَ...
أنّ بحرَ الصّبر قدْ جفَّ...
وأنّي ملءُ البحرِة أشتاقُكَ...
وانّ المدَّ قد زحفَ...
غامرا كلَّ شواطئي...
لكنَّ مدّ عشقكَ بين ضلوعي
ما كفَّ...
اشْدُدْ يا بحرُ حبْلَ الودِّ
بيني وبينه..
وجُدْ يا غائبي بالوصل أُمْنِيَةً..
لتُشعلَ جذوةَ انتظارٍ تكادُ تَنْطَفئُ..
وتوسَّدي يا ضفافُ وَعْدَ اللّقاءِ...
بقلمي نجوى عزالدين تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق