الأربعاء، 6 أكتوبر 2021

حتى تظل الثورة التونسية.. شعاع أمل يضيء في الأفق التونسي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حتى تظل الثورة التونسية.. شعاع أمل يضيء في الأفق التونسي

قد لا أجانب الصواب إذا قلت إنّ تونس استثناء، إذا ما قيست ببقــــية البلــــدان العربية، لاسيما تلك التي استنشقت مثلــــنا نسيم الحرية، في ظل إشراقات ما ســـمي “بالربيع العربي”، لكن روائح البارود سرعان ما انتشرت في أجوائها ليرخي شــــتاء الخمول بظـــلاله عليها،ثم يحجَب ربيعــــها وتتحوّل تبـــعا لذلك مدنها وقراها إلى مدافن ومداخن، حيث الموت طــــيف يُرى في الهواء، أو يتجـــوّل في هيئة قطيع من غربان.
قلت تونس استثناء،فهي ليست مصر ولا سورية ولا العراق،ولا هي اليمن،ولا ليبيا المتاخمة لحدودها شرقا..بقدر ما هي أيقونة “الربيع العربي»”، وهذا يعود إلى شعبها العظيم الذي أدرك بوعيه التاريخي،ونضجه العميق أن التحول الديمقراطي الحقيقي لن يتحقق إلا بالإصرار على المسار السياسي،وإعلاء شأن الانتخابات،لا الانقلابات،مهما كانت أنواعها.
ومن هنا، لا يمكن نفي أهمية التجربة الانتخابية التونسية التي بدت،على الرغم من كل العوائق،خطوة ناجحة لمواصلة السياق الديمقراطي،الذي انخرطت فيه البلاد،واستعدادا جديا لدى القوى السياسية للتداول على السلطة انتخابياً،وهو ما يحمل الماسكين اليوم بزمام السلطة مسؤولية ضميرية جسيمة في الحفاظ على هذا المنجز الثوري،وعدم الانجرار إلى رغبة الإقصاء الكامنة في نفوس بعض السياسيين ممن يغلبون- التقل على العقل- والفتق على الرتق-من أجل أهدافهم ومطامعهم-الضيقة-سيما في ظل محيط إقليمي ملتهب،ووضع دولي تغلب عليه الحسابات والتجاذبات،فهذه الديمقراطية التونسية ولدت لتبقى وتتطور،وليست مما يمكن استغلاله للوصول إلى الحكم،والبقاء فيه بصورة نهائية،فعصر الاستبداد انتهى زمانه في تونس التحرير.
أقول هذا، لأنّه ببساطة، تونس استثناء،قياسا بالبلدان العربية التي- كما أسلفت-زارها على عجل الربيع العربي ثمّ غادرها تاركا مكانه لنعيق المدافع ونباح الرشاشات.
وعلى هذا الأساس، تحتاج تونس التحرير وهي تستشرف المستقبل بتفاؤل خلاّق إلى من يؤازرها ويدفع بها في الاتجاه الصحيح كي تستكمل مسارها الانتقالي، تبني مؤسساتها الديمقراطية المنتخبة، وتمضي بخطى ثابتة نحو بناء صرح الجمهورية الثانية بسواعد فذة، وفي إطار الهدوء والمحافظة على وحدتنا الوطنية والاجتماعية.
تونس البلد الصغير بحجمه،والكبير بمنجزاته، تحتاج-الآن..وهنا-إلى الاستقرار كي- تهضم مكاسبها الديمقراطية – التي أنجزتها في زمن متخم بالمصاعب والمتاعب.. أنجزتها بخفقات القلوب ونور الأعين، وبدماء شهداء ما هادنوا الدهرَ يوما.. كما تحتاج أيضا إلى استعادة عافيتها، واستعادة ثقة المؤسسات المالية الكبرى، وكذلك الدول القادرة على المساعدة.
تونس اليوم، تصنع التاريخ.. تصنع مجدها وحضارتها من جديد.. ولا مكان فيها قطعا، للاستفزاز،التجييش،التشهير،التنابز والتراشق بالتهم.
أقول هذا، لأنّ الوقائع بدورها تقول إنه ليس من السهل الارتداد بحركة التاريخ التي انطلق قطارها من دون توقف.وعلى الرغم مما يعرض لها من تعطيل أو إرباك، فالشعوب ليست جمادات، وإنما هي كائنات فاعلة، طبقا لحرية أصلية فيهم، بحيث «إذا كان ممكناً أن نملي مسبقاً ماذا يجب عليهم أن يفعلوا، فإنه لا يمكن أن نتنبأ بما هم فاعلون،كما يقول كانط،وإن نار الثورة المقدسة التي أوقد جذوتها البوعزيزي، ذات يوم، لن تنطفئ حتى إن خفت نورها،لأن الأجيال العربية قد تسلمت مشعلها وستحافظ عليها مهما كانت الأثمان
إذن ستظل تونس الاستثناء،رغم الانتكاسات التي مرت بها الثورة التونسية،كاغتيال أحد مؤسسي تيار الجبهة الشعبية، الشهيد شكري بلعيد، والمنسق العام لحزب التيار الشعبي الشهيد محمد البراهمي،هذا بالإضافة إلى عديد المطالب الرئيسية، التي ثار من أجلها الشباب التونسي ولم تكتمل بعد،حيث لا تزال نسبة كبيرة من الشعب التونسي ترزح تحت نير الفقر،كما أنّ عددا كبيرا من الشباب لم تتح لهم فرص للعيش الكريم وغدوا بالتالي علامة قاتمة في تاريخ العملية الديموقراطية الصعبة التي تمر بها تونس .
من هنا، ندرك أن المهمة الجسيمة أمام القادة التونسيين هي تحقيق الرخاء والاستقرار في مجتمعهم، وأن يحافظوا، في الوقت نفسه،على المكاسب التي حققتها الثورة في الحرية والديمقراطية.
فمن أولى مسؤوليات الحُكم والحُكام-اليوم..وغدا،حماية المواطنين،وتقوية شعورهم بالانتماء إلى وطن لهم فيه حقوق، وعليهم واجبات تجاهه، لا أن يتم استغلالهم لمصلحة الحاكم أو النظام.
وهنا أضيف، عند اندلاع ثورات الربيع العربي، نشأ أمل في الوطن العربي بأن التغيير القادم هو لمصلحة الشعوب،ولما فيه خيرها وتقدمها وازدهارها، فنالت تأييداً مبكراً، إلا أن تسلط بعض الحكام للبقاء في السلطة بأي ثمن، وانقلاب آخرين على العملية الديمقراطية، مهما كانت خسائر الوطن والمواطن، واستعداء شرائح واسعة من المواطنين الثائرين، فجّرت الشعور الفئوي والقبلي والطائفي والمذهبي، فتمزقت الأوطان وتشرذمت، وطغت أشكال الانتماءات على حساب الانتماء الوطني وخيّمت في الأجواء روائح البارود على حساب نسيم الحرية.
في كل مجريات الربيع العربي، تقدّم الهمّ الاجتماعي على الهم الوطني،وكان القاسم المشترك بين الأنظمة التي شملتها هذه الثورات هو القمع وتجاوز القانون وإذلال الناس والمعاملة التمييزية بينهم،على أسس العشيرة أو الطائفة أو الولاء أو الثروة.واللافت ترافق ضعف الحساسية الوطنية تجاه إسرائيل وأمريكا مع اندلاع الثورات العربية، ما يؤكد أن الاستبداد العربي المترافق بشتى أصناف الفساد وانعدام المحاسبة حليف موضوعي للاحتلال.
ختاما، يمكن القول إنّ العديد من الدول العربية التي زارها «الربيع» العربي فجأة ثم توارى خلف الغيوم الداكنة، لا تزال غارقة في حروب عبثية، أنتجت قتلا ودمارا وخرابا. ولكن على الرغم من هذه الأجواء الرمادية التي ترخي بظلالها على المنطقة العربية، نرى شعاع أمل يضيء في الأفق التونسي يحدونا أمل في أن تستمر الحال على هذا المنوال، لعل القادة العرب يستيقظون من سباتهم ويحققون لشعوبهم الأمن والاستقرار اللذين تصبو هذه الشعوب إليهما.
محمد المحسن
Peut être une image de Med Elmohsen et texte


الثلاثاء، 5 أكتوبر 2021

لقميصه بداية عشق بقلم سلوى بونوار

 ⚘لقميصه بداية عشق⚘

كورقة يابسة لفظها مساء خريف ...
بعترثها اظافر الريح...
تفتش عن ظل
تستظل به.. من وعثاء التفكير...***
اصطدمت يداها بطرف ثوب كان مفضلا لديه..***
أخذ لونه من زرقة السماء ولون البحار..
لم يكن ثوبا عاديا..***
كان عليه بقايا من
عطره
ورائحة سجائره. ..
متشبع بنكهة رجولته..***
مغمضة العينين...
لامست ازارار ياقته...
مغناطيسية الذكرى...
سحبتها الى كان
ياما كان..
اطلقت العنان..***
سارت تتحسس مواضعا لامستها كفاه..
بشوق تتبع حواشيه...***
قماشه هذا...
تتمتم مازال يحمل آثاره عليه ..
مهمهمة
كان حقا يليق به...***
تغيب بأريج فاح
من خيوط حاكت
ثناياه .....***
غال نفيس...
اهداها اياه ...***
في صفو وهناء...***
طارت به تعانقه
في حضنها ضمته..
استنشقته فيه...***...
عصفت بها الاشواق اليه.. ..
استفاقت على عبرة حنين
حركها حفيف وانين ... ***
عبير آسر اشجاها...***
ترك شيئا منه قبل
الرحيل....
يصبر قلبا
عذابه قمطرير عندما
يحمي الألم فيها الوطيس***
كان لزرقته حكاية
كانت منه البداية ...
كان ثوبا خلقت
منه اروع رواية ....***
اتنان على الطريق....
تراه من بعيد...
لاعلامة الا ماكان
يرتديه..***
عشق دون هداية ..
عشقته بلا هوادة.. ***
لا تفكير ماالنهاية !!؟؟؟...
عشقته..
وكفى..
لا كيف..
ولا لم؟؟؟؟ ***
جعلت
القميص وسادا ..
ترقرق دمع و
أساح تناهيد..***
بلسان الامل نبست
هكذا ياسادة..:
مازالت الرواية حبلى
بأروع الحكايا....
حب هيام تواعادا
ان يعيشاه للابد
ومابعد النهاية***
سلوى بونوار
✍️14/4/2017✍️
Aucune description de photo disponible.

.....مسكين يل ما عشق....... بقلم الشاعر عيسى وسوف باظة

 .....مسكين يل ما عشق.......

مسكين يل ما عشق
يظل العمر مسكين
يعيش بتعاسة وقهر
الماعاشر الحلوين
والما يﻻقي محب
يصيرن همومو تنين
هم العشق بالقلب
وهم الدمع بالعين
وتشب نار الهوى
التكويه ع الجنبين
ويموت فيه الصبر
ويجيب صبر منين
وﻻعاد ينفع أمل
مهموم عالحالين
والطب عنو عجز
يلقى عﻻجو وين
مدام إنو إبتلى
بلوات لمجانين
ماظن يلقى دوى
نماعاشر الحلوين
بقلمي
الشاعر عيسى وسوف باظة

... محاسن الصدف ... بقلم .. غانم ع الخوري ..

 ... محاسن الصدف ...

أمد بنظري و شوف بعيوني صبية
جاية تتهادى من البعيد و تطل عليّا
أرفقت يدي ع جبيني تحقق عينيا
شايفها مهرة أصيلة شاردة بالبرية
أو ريم مضمر غزال يورد المية
ياربِ دخلك العون و تتلطف بيّا
اقتربت و لاحت ملامحها عليّا
لا هيَ بدوية و لاهيَ حضيرية
اشتم بنسايمها عطر الجورية
ممزوج بشذا الياسمينة الشامية
الهيئة هذه الصبية سورية
شفتها كما الطير من الجنة
حمامة بيضة و الكف محنى
الشاعر يكتبلها قصدان معنى
ومطرب يردد الألحان ويتغنى
بالله حدى يخبرني مين هي
يمكن عرفتها رمت سهام عينيها
والقلب معذور يخفق لها بحنية
جارة العاصي بنت البلد الأبية
ذبل جفونها حزن و غدر الأيام
و أرق نومها سيئات الأحلام
سافرت مع سرب الحمام
و حط المقام بالبلاد الغربية
الصدفة الجميلة فيها جمعتني
ماكنت أعرفها أبد و لا تعرفني
و يوم ماحدثها بالغلا نادتني
كلماتها عذبة بالمحبة صافية .
.. غانم ع الخوري ..
Peut être une image de ‎1 personne, position debout et ‎texte qui dit ’‎محا محاس محاسن الصدف‎’‎‎

ORIZONTUL //NAE CRISTIAN

 ORIZONTUL

Doar tu unești cerul cu pământul,
Eu curios alerg grăbit spre tine.
Și în zadar spre tine mi-e avântul,
Căci tu mereu te-ndepărtezi de mine.
Și iar alerg neobosit spre tine,
Să pot atinge cerul cel albastru.
Iar cu picioarele înfipte bine,
În lut, să simt că încă sunt terestru.
Tu ești o vrajă, o dulce magie,
Între pământ și cerul larg ești prins.
Ca o linie trasată pe hârtie.
Dar totuși imposibil de atins.
În zori voi veni iar spre tine,
Și de nimic eu nu voi ține cont.
Unde pământ și cer, varsă suspine.
Iar tu sălăsluiești drag Orizont.
NAE CRISTIAN
BUDEȘTI 03 10 2021
Peut être une image de herbe et nuage

حكاية قدر بقلم الكاتبة رانية مرعي

 حكاية قدر

بيننا طريق ..
كان ملعبَ ذكرياتٍ لم تجمعنا
ولكنّ طيف اللقاء
كان على مفارق الانتظار
يراقبُ العمرَ
يطوي رزنامة الوقت
ويعِدُ نبضًا لم يولد بعد
بحبٍّ خالد
بيننا همسات ..
تشفقُ على أحلامٍ ضائعة
وخيالات لم تكتمل يومًا
ومرايا تحملُ ظلًّا
لحبيبٍ غريب
يسأل القمر كلّ حنين
عن رسالة بلا عنوان
بيننا وعد ..
وشمهُ الزمن يوم مولدنا
على جبهتين من نور
وتلاه على أذن الحقيقة
لتشهدَ أمام الله
على قصةٍ حاكتها الملائكة
لقلبين تعانقا في حكاية جدّة
طرّزت النهاية
بنبوءة
بصلاة
ورحلت مطمئنة
مع القدر
رانية مرعي
Peut être une image de Rania Merhi et bijoux

ربيع من نوع آخر قد حلّ. بقلم دخان لحسن الجزائر

  العودة إلى المدرسة

إلى الذين يلتحقون اليوم بمقاعد الدراسة
من الأساتذة والتلاميذ والمؤطرين الإداريين والعمال.
إلى الهياكل العلمية التي تفتح أبوابها.
أهدي هذه التراتيل الشعرية ترحابا بهذا الحدث الهام في حياتنا
كأولياء ومعلمين وتلاميذ
تحية وتشجيعا لهم جميعا لما سيبذلونه من جهد يشرف الانتماء إلى المدرس الجزائرية
( بداية العام الدراسي 2021-2022)
ربيع من نوع آخر قد حلّ...........................
حقوله مدارسي
أزهاره تلاميذي
أنهاره وروافده أساتذتي
أبارك عودة الربيع بعد صائفتي
ربيع من نوع آخر قد حلّ...........................
مدرستي يا أصل العلم والمعرفة في بلادي
أغصانكِ كتبي، أقلامي وكراريسي
ثماركِ نصوصي وتماريني
بكِ أفكاري
أحلل فيها سكري وأملاحي
أمحو بها جهلي وأعلو هِمتي
ربيع من نوع آخر قد حلّ...........................
أتوقُ لأدخل مدرستي
أقف أمام ساريتي
اسمع الإيعاز من معلمي
ارفع علمي وانشد السلام الوطني
ساحتها بأمجادي تذكرني
مقعد تحت شجرتي
وأزهار تعانق باب حجرتي
لفيف أصحابي يبتسمون لابتساماتي
يسمعون حكاياتي
بها ماضي حياتي أو قادم صولاتي
ربيع من نوع آخر قد حلّ.....................
إلى حجرة الدرس مع رفاقي
أجلس أمام السبورة على طاولتي
ريشتي ومحبرتي صارتا من تراثي
لوحتي وطباشيري أصلُ تعلّماتي
انقل عن معلمي الحرف العربي
أصقل به شخصيتي وأبني كياني
هو قدوةٌ وأنا أكنّ له كلّ احتراماتي
ربيع من نوع آخر قد حلّ....................
أنتِ الربيع يا مدرستي
أنتِ العلم والعالم
أنتِ الثبات عند الحافة
أنتِ الجمال في الكون بلا فنان
أنتِ الحياة روحك أطفالي
أنتِ الحافظ لتاريخي ومعتقداتي
أنتِ المنتصر رغم السهام
أنتِ عربية النطق بين اللغات
أنتِ التي أزاول فيك العلوم وتلاوة قرآني
أنا مسلم مؤمن وأنتِ من ربّاني
أنا مَن بصماتك كلّلت نجاحاتي
أنا اللؤلؤ وأنتِ صدفاتي
ربيع من نوع آخر قد حلّ...................
آه يا مدرستي !
أسوارك هشةٌ رغم الجذور
ثقوبُ سبورتك أطالت جلوسي
حاصروكِ بالأحزان فلم تيأسي
شاكسوك بالأيادي فلم تتعبي
حاولوا مسح الأصالة منك فلم تقبلي
واصلتِ عبر الزمن تربية أجيالي
تساندك في كل حين وقفاتي
ربيع من نوع آخر قد حلّ............................
أهديكِ يا مدرستي تاجا يزيد علاك
أهديكِ صُحبتي واجتهادي
أهديكِ انضباطا يحفّزُ العلم تحفّهُ أخلاقي
أهديكِ صيْحتي تنبّهُ من أنساك
أهديكِ زهرةً تعطرك وتعطرُ من حيّاك
أهديكِ ألف شكرٍ لك ولأساتِذتي
أزُفُّ لك باقةً من التهاني والأماني
ربيع من نوع آخر قد حلّ............................
دمتِ يا مدرستي ودام معلِّموك
منهاجا لحياتي
وسراجا يشعّ نورا لأجدّد قراءاتي
ومفتاحا أضبط به ميقاتي
وربيعا يسعدني ويسعد أحفادي
دخان لحسن الجزائر سبتمبر 2021
Peut être une image de 3 personnes et personnes debout

على هامش الصراع بين الشرق والغرب بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش الصراع بين الشرق والغرب :

متى سيتنفس العالم مزيدا من هواء التوازن..؟!
العلاقة بين الشرق والغرب قديمة، شائكة وتحكمها تراكمات التاريخ.. وهي تراكمات- في أغلبها- متخمة بالتوتر، والغضب، والسوداوية..الغرب كان يسعى طوال الوقت إلى بناء امبراطوريات تكفل لشعوبه حياة متميزة، وكان الشرق، أرضا مناسبة لهذه التوسعات.. الغرب أيضا ينظر إلى شعوب الشرق على أساس أنها شعوب همجية، تسعى لإزعاج وجوده على الأرض.. ولم تكن النظرة- بالتالي- من الشرق إلى الغرب إلا ردا على من وصفه بـ'المستعمر الغازي' و'الذي يسعى للهيمنة على مقدراتنا'.
وإذن؟
العلاقة،إذا كانت في أبسط أشكالها علاقة حذر، وتربص وإنتظار لما يمكن أن يحصل من الطرف الآخر. هذا الحذر كان ينقلب إلى ما يمكن وصفه بمواجهة بين الطرفين، وهو الأمر الذي يلخص ما يجري بعد أحداث مانهاتن.
والأسئلة التي تنبت على حواشي الواقع: ترى ما الذي يمكن أن تسفر عنه المواجهة الدائرة الآن بين طرفين كل منهما يرى (حسب تعبير هيغل) أنه على حق ويدافع عن أفكاره؟ وما التأثيرات التي يمكن أن تخلفها هذه المواجهة على الساحة الثقافية العربية؟ وقبل ذلك: هل هناك- بعيدا عن الأفكار الفضفاضة - حلول لرأب الصدع- الذي ظهر بينهما؟
لقد غدت العلاقة بين الشرق والغرب علاقة إرهاب متبادلة، تختلف الوسائل، لكن المعنى الدامي والتدميري واحد، سواء كان بإجتياح من الطائرات الأمريكية لشعب أعزل يفترش التراب'أفغانستان'أو كان بالقصف المدمر للعاصمة العراقية- بغداد- أو كان بما حدث من تدمير مؤلم للذات والآخر بالإختراق المفاجئ لثلاثة من أجساد أمريكية: جسد المال ممثلا في مبنى التجارة العالمي، العقل العسكري المدبر 'البنتاغون' وتهديد الكيان السياسي ممثلا في'البيت الأبيض'.
في بداية القرن الجديد تحولت العلاقة بينهما إلى علاقات نهش وإبادة، وهي بإختصار- هستيريا- معاصرة، تقطر دما وخرابا، لم تكن العلاقة على هذا النحو في أي مراحل التاريخ، ربما كان الحوار بينهما داميا إلا أن ما يجري يمثل لحظة تاريخية أكثر تعقيدا وعنفا، فاللحظة الراهنة، إذن أقرب إلى لحظة عمياء.. وحين تكون هذه اللحظة مدججة بأحدث أنواع التقنيات وأسلحة الدمار المتنوعة، فإنه يمكن تأكيد نبؤات- نستر داموس- التي تؤكد أن القيامة قد تقوم الآن ويُدمر العالم ذاته بأحقاده المتبادلة. التوازن مفقود، والعولمة المتوحشة تحاول إبتلاع العالم وهذا الأمرأكّده- فوكوياما - حيث أشارإلى أنه لم تعد هناك أطراف متعددة لكي نتحدث عن حرب، بل ثمة- سوبرمان- واحد يرث تواريخ القوى، وإن كان.. هو بلا تاريخ..
ولكن.
من المفارقات المذهلة أن تعلن - اليونسكو- التابعة للأمم المتحدة في23 نوفمبر01 يوما عالميا لحافظ الشيرازي- شاعر العشق الذي لم يكتب سوى في الغزل ولم يتغنّ إلا بوحدة الوجود والإنسان مهما إختلفت الأديان والأعراق.. وفي سنة 1999، أيضا كان - لجلال الدين الرومي- صاحب مثنوي ظهور بالغ الأثرفي أمريكا، حيث تُرجمَت أشعاره في الحب الإلهي إلى الأنقليزية، وكانت الأكثر مبيعا في أمريكا بالذات وليس عجيبا ان يطبعوا بطاقات معايدة تحتوي على أشعاره.. ذلك ما يطرح علينا سؤالا حول إمكانية الخصومة في العالم أي إمكانية أن تتخذ من الولايات المتحدة خصما لنا، والعكس بالعكس.
ولكن أيضا.. ثقافة السلام، وفقا للخطاب الأمريكي، تستدعي حتما تحقيرأي فكرة أونزعة للمقاومة، ومن ثم ارتفعت معاول- كتاب الطابور الخامس- لتهيل التراب على كل صور المقاومة، خلال الحرب العراقية- الأمريكية.
أما سجل المقاومة العراقية اليومية للإحتلال فليس سوى 'حوادث متفرقة ' أو عمليات يقوم بها 'أنصار صدّام' وكأن دعاة الخطاب الأمريكي يستكثرون مقاومة الإحتلال على الشعب العراقي.. وأما عمليات المقاومة الفلسطينية فيتم وصفها بـ'الإرهاب' ويدور الحديث بعد ذلك عن خطاب 'ديني جديد' ينزع فتيل المقاومة من 'جوهر' الدين الإسلامي ويحرّم الد فاع عن الوطن.. وإذا تركنا المسرح السياسي الذي تنشط فوق منصته فرقة- كتاب الرد السريع- فسنجد أن الخطاب الثقافي الأمريكي لم يهمل المسرح الأدبي والفكري وأدار على خشبته التهاويل الفكرية المجسمة في أردية فاخرة.. فبدلا أن يقال ان الصراع الحقيقي يدور بين شعوب المنطقة والهيمنة الإستعمارية، يقال لنا بأصوات - الحكمة - أن القصة تكمن في 'صراع الحضارات' وأننا نعاني من إعتلال خلقي، يجعلنا لا نقبل ذلك 'الآخر' ويتجاهل الجميع أن تاريخ حضارتنا كله هو تاريخ تفاعل مع الحضارات الأخرى، كما لا يحدد لنا أحد بصراحة من هو 'ذلك الآخر' وما إذا كان الإسم الحركي لإسرائيل مثلا..
ما المطلوب؟
المطلوب أن تحدّق الحضارة الغربية 'المنتصرة- المنكسرة' في ذاتها وتطرح على نفسها- لا سؤال القوة- بل سؤال التوازن والجوهر، القوة بلا أخلاق عمياء، وإذا كانت قادرة على تدميرالآخربيد فهي ستبدأ بنفسها أولا.
والمطلوب أولا وأخيرا أن يتنفس العالم مزيدا من هواء التوازن.. هذا لب المسألة.
محمد المحسن
Peut être une image de Med Elmohsen