دعيني أعيش
طقوس هذا الصباح الجديد
دعيني أنعم بنور هذا الصباح
على وجنتيك،
على حاجبيك،
على شفتيك،
دعيني أتوه بسحر يديك،
بدفء أنفاسك و الجدائل...
دعيني أعيش اللقاء السعيد
بسحر شعاعك الذهبي
على وجنات السنابل،
على المجادل و النسمات العليلة...
دعيني أعيش
هذه اللحظات الجميلة
قبل أن يمر الصباح،
يمر الضحى
و يأتي سراب الظهيرة...
دعيني أشم عبير الحياة
على راحتيك
فإني أضعت الحياة
على قارعة الشوارع،
و تهت بدربي
و لم أجد الساريات
و لم أجد الدلائل...
أراني هويت إلى قاع بئر عميق
كيوسف في جب المكائد
فأرسلي حبال كلامك
و الهدهدات الناعمة
دعيني أحتسي
كؤوس اللقاء
بنهم الشوق
يا أمي إني أنازع،
خذيني،
انقذيني من هول الضياع
ما أحلى هذا الصباح
على ثغر بقرتك،
على ثغاء خرافك البيضاء
التي تسرق منك
بين الحين و الحين
بعض السنابل،
و عدت لحين
طفلة غريرة
بين عطر الزهور
و صوت البلابل...
دعيني أقبل
قطع الفضاء الرحب الفسيح،
بين شعاع الشمس
و خيرات أرضك الخصبة
و الجداول،
دعيني أفتك من قدري
اللحظات القليلة
من عمري دقائق
لا تفي باللقاء
لكني أحاول
دعيني أنسى
أني تجاوزت الثلاثين،
أني اشتغلت
، أني كبرت
و أنجبت طفلتي الأولى،
أني أناضل
أني فتحت بيتا آخر
دعيني أخبئ وجهي قليلا
بين يديك
و تحت الرداء
على خصرك
دعيني
أعيد السنين الخوالي
بدفء هذا الصباح العليل
و هذا الشعاع المضيء
دعيني
أستجمع قوتي
و أفتك الحياة
من بين أنياب الوجود الغائر
دعيني
أحمل أمتعتي
و ابنتي
و حفنة ضحكات
و هدهدات
ثم أغادر...
فاطمة بركون/تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق