الكِتَابَةُ بِأَبْجَدِيَّةٍ ثُنَائِيَةِ التَرقِيْم .
أُمَّي ...
لِروحِكِ الرَحْمَةً و السَلَام ، تَغَمَدَكِ الله بِوَاسِعِ رَحْمَتِه ، و أَسْكَنَكِ فَسِيْحَ جِنَانِه .
**********
أُمَّي !!! ، يَا نَبْضَاً حَيَّاً فِي دَمَّي ...
نَبْضَاً نَسِيَتُهُ طُفُولَتُكِ ، قُرْب حَيْفَا حُلُمَاً مُتَبَسِمِ ...
حَدِيْثُكِ حَوْلَ مِدفَأَة الجَمِيعِ : عَن أَيَامَ البِلَادِ ، و الزِرَاعَةِ و لِلحَصَادِ جُمُوعَ المَوسِمِ ...
كُنْتُ صَغِيْرَاً يَا ابْنَةَ كَنْعَان العَجُوز ، و مَا نَسِيْتُ فَلَسْطِيْنِيَةً فَاضَت الروحُ مِنْهَا لِبَارِيْهَا ( فَلَسْطِيْنَاً ) تُغَنِي بِتَنَسُمِ ...
ذَكَرْتُكِ لَمَّا سَأَل كَنْعَانِيُّ عَتِيْق ؟ ، كَيْفَ هُوَ الكَرمِل الآن ..
و أشْجَارُ السِنْدِيَان ..
أَجَبْتُهُ بُابْتِسَامَهٍ ؛ عَزَائِمُنَا مِن عَزِيْمَتِهِ ، شَامِخَا مَا فَقَدَ الهُوِيَّة ، مَا زالَ جَمَالَ الأَوْسَمِ ...
فَقَالَ لَنَا الجَمِيعَ أَبْنَاءَ أُمِي
كُنْتُ وَاثِقَا فِيْكُمُ ؛ حَمَلْتُم ذِكْرَاهُ عَنِي غَيْرَ مُقَسَمِ ...
مِن زَعْتَرِهِ - تَحْوِيْجَتَهَا العَجُوزُ - نَكْهَتُهُ مَا زَالَت فَلَسْطِيْنَاً لإِحْسَاسِ شَمَّي و مَبْسَمِي ...
مُنْكِ أُمَّي ؛ حَفِظْتُ تَضَارِيْسَ الهُنَاكَ ، و كُلَّ الطُرُقَ القَدِيْمَةِ و دَرْبٌ لِبَحْرِ حَيْفَا تَنَسُمُي ...
شَمْعَةً ضَاءَتَ طًفُولَتَنَا مِن عُمْق الصِعَاب ، و زَرَعَتْ نَدَى يَدَيْهَا فِي نُفُوسِنَا جَمِيْلَ المَرْسَمِ ...
تَعِبَت كَثِيْرَاً و جِدَاً و مَا أَشْعَرَتْنَا ، بَل أَشْعَلَتْنَا ضُوءَ رُوحِهَا ضُوءً لَنَا ، ضُوءٌ لِمَا رَأَت مِن دَيْسَمِ ...
أُمِّي ؛ يَا بِنْتَ أُم البِلَاد ، كُنْتِ لَنَا وَطَنَ المَنَافِي و فُؤَادَاً ثَانِيَاً لِجَمِيْعِنَا ، يَا أَنْتِ دِفْئِي و بَلْسَمِ ...
أَرَاكِ أُمَّي دَوْمَاً هُنَا ، و الآنَ دَومَاً ، فِي بَارِحَتِي كُنْتِ حُضْنِي ، و أَمْسَاً ، و قَبْلَ اَمْسِي كُنْتِ أَنْتِ بَوَاسِمِ...
أُمَّاهُ إِنَّ فَلسْطِيْنُ اقْتَرَبَت مِنَّا كَثِيْرَاً ، نَصْرٌ قَرِيْبٌ يَا أُمَّي فَتَوَسَمِ ...
أُمَّاهُ شَوقِي و مُهْجَتِي أَنْتِ ، كُنْتِ طَيْفَاً فِي مَنَامِي و فِي كُلِّ صَحْوٍ أَرَاكَ أَمَامِيَ بِالجَمَال تَتَجَسَمِي ...
يَا نَبْعَ الحَنَانِ و فَيْضَ العَطَاءِ كُنْتُ و سَتَبْقِيْنَ دَومَاً ، أَنْتِ يَا رِيَاضَ الرَوَاسِمِ ...
سامي يعقوب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق