الغدر
بقلم الأديبة والشاعرة
حنان فاروق العجمي
الغدر ألمٌ وإيلام
وسطورٌ مُغلَّفة مُغَلَّقة بإتقان
الغدر ضمير ارتحل بين الأنام
وإفاقة مغدور وسطَ أوهام الظلام
ليلٌ كئيبٌ راودَ نهارًا
سرق أحلامَهُ جهارًا
امتص رحيقَ نورِه مِرارًا
ووضع السُّم في العسلِ مِدرارًا
أنكرَ الذنبَ بشهودٍ عِيان
وبجرأةٍ قال شرِبَ الحلوَ وخان
وكان الحُكمُ اخفضوا الرؤوس بإذعان
وكان خطبهُم النسيان!!
الغرضُ ليس السجعَ ولا القافية
المُرادُ إدراك الهاوية
السَّوادُ زار فجرًا كان طاغية
لهجت صدورُ قومٍ داعية
استنجَدَت من كيانٍ
من جورِ سجَّانٍ
يحمل أكفانًا ويقول
ائتوني برقابكم طواعية
وشابت الأصواتُ خَفَتَت
والحناجر الشدَّاقة اندثرت
ونارٌ كعلامات الساعة هَبَّت
احترق كل شيء كل شيء
حبَّات عرقِ الجبين الناصعِ سالت
بأي ذنب يُفعَلُ بي هذا استصرخت
السُّخريةُ كانت إجابة
وعتمةُ الدربِ ما وُجِدَ لها إذابة
دَمَعَت العيون عنها بالإنابة
انهمرت من هول الصدمة
من يأس اللحظات
من بؤسٍ قد أضحك وأبكى
بَحَثَت عن مَصَبٍّ للعبرات
ولكن لم تجد هيهات
فاض نهرُها على طيَّاتِ حزنِ القلوب
فارتوى داؤها وبانت الكروب
وعلى وقعِ نغمات السيلِ
ازداد الأنين شجنًا وما استكان
أطرَبَ السَّمع خور بركان
اتضحت الرؤية أرواح تشقى
أسرابٌ من طيور الظلامِ تَتْرَى
صومعة الطِّيبِ تكاد تَفنَى
ذكرى ماضٍ آسنٍ يريدُ أن يبلَى
تَوَقَّف يا قيْظًا يَتَسَرَّب
داخل الأعماق يجِفُّ ويَنضب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق