بأبي وأُمّي
دَعْني بِأنْعُمِ رازِقي أتَمَتَّعُ
أرَأيْتَ غَيْرَ الصّالحاتِ سَتَنْفَعُ
نَبْكي على وَسَخٍ طِوالَ حَياتِنا
تَبّاَ لَنا أعْمى الغُرورُ عُيونَنا
ما أكْلُنا ما شُرْبُنا ما المَصْرَعُ
بِأبي وأُمّي لا أُريدُ ثَقافَةً
منها الضّمائِرُ دائِما تتَوَجَّعُ
ضاقَتْ بنا لُغَةٌ شَساعَتُها المَدى
هذا يُقَزّمُها وهذا يَسْفَعُ
مازالَ قَيْسٌ حَوْلً نَفْسِهِ يَكْتُبُ
والدّهْرُ فيهِ تَوَتُّرٌ وَتَقَلُّبُ
طَوراً يَتيهُ معَ السّرابِ وَتارةً
تَلْقاهُ يَلْهو كالصّغارِ وَيَلْعَبُ
وإذا التّفاهَةُ في النُّفوسِ تَغَلْغَلَتْ
والصّدْقُ أصْبَحَ بالهُراءِ يُكَذَّبُ
فاعْلْمْ بأنَّ البُؤْسََ أرْضَعنا الأسى
منْ ثَدْيِ فاجِرَةٍ تَجيئُ وتَذهَبُ
وسرابُ لَذّتِكَ الذي تَسْعى لَهُ
وهْماً تَراهُ بِهِ النُّفوسُ سَتُغْلَبُ
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق