الأربعاء، 27 مارس 2024

ديالوج الذكريات" بقلم د. صالح وهبة

 "ديالوج الذكريات"

بقلم د. صالح وهبة 

في خلوة مع النفس وأنا جالس بمكتبي "وقت العصاري "لمحت صورة والدتي فداهمت ذكرياتها عقلي وسبحت في بحر مخيلتي وبدأت تتصارع وتتزاحم هذه الذكريات المحبوسة فتدفقت على لساني ولكن عجز  لساني  عن النطق بها لأنه لم يجد كلمات تكفي للتعبير عنها فتسللت وانهمرت على نهر قلمي فلم اتمالك نفسي ومسكت قلمي وارتعشت يداي ورميت القلم على المكتب  وكررت هذه المحاولة  مرة تلو الأخرى ولما كانت الذكريات أقوى من حواسي، بدأت أتشبث بالقلم  لأكتب وأفضفض عن الحب النقي الخالى من كولسترول الرياء أو المصلحة والتضحية والبذل المتناهي بدون مقابل  ولكن للأسف لم استطع .

فجأة لفحتني شمس العصاري ورحت في غفلة وأخذت تعسيلة من النوم فشاهدت شريط ذكريات جميلة من  الحنان الذي لا يوصف والحضن الدافيء الطاهر والدعاء المستمر  ..

وبعدها رأيت أمي وكانت أسعد لحظات حياتي فقابلتي بابتسامة نقية روحانية .. لا إراديا وجدت نفسي في حوار معها وفي منتصف  الحوار  حيث كانت هذه الرؤيا أقوى من حواسي ؛ صحوت وأنا عيناي تحتبس فيهما الدموع..  ممكن تكون دموع فرح ودموع حزن لأني استيقظت من رؤية جميلة كنت  أتمني ان تطيل  إلى الأبد حتى لا أحرم من الاستمتاع بها، بعدها مسكت قلمي بقوة لأكتب هذا  الجزء من الحوار الذي دار بيني وبينها وهذا نصه:


أنا : أمي يا حكاية عجيبة مالهاش حل .. أمي يا إنسانة عظيمة ما ينفعش أقارنها بحد . 

من لحظة ما سيبتيني وسافرتي السما .. وأنا  عمري ما نسيت بيني وبينك مليون ذكرى ومليون وعد .


أمي : عمر ماكان البعد يتقاس أبدًا بالمسافات .. ده إللي بيني وبينك يا حبيبي أكبر من الكلمات.

انا مابعدتش أنا كل الفكرة بس سافرت .. سبت الأرض ورحت لربنا في السموات . 


أنا : يمكن تمر عليا ساعات ماشوفش النوم ..ده أنا من غيرك حاير  وقلقان ودائما مهموم.

لكن لما بابص ف صورتك انا بارتاح .. واحكي معاكي براحتي وأنا مبسوط 


أمي: انا جنبك طول الأيام وعمري ماغيب ..ايدي هاتفضل ماسكة ف ايدك مش هانسيب  .

يمكن ايوة بعدت بجسمي بقالي كتير .. لكن قلب الأم هايفضل معاك دون تغيير .


أنا: شكرا على أيام قضيتها معاكي زمان .. شكرا على لحظات عمري ما هانساها كمان. 

شكرا على كل اللي ف حضنك شوفته ف يوم ..حب ودفا ومحبة وسند وخير وأمان 


أمي: إن كان ليا جوا ف قلبك حنين أو شوق .. اطمئن ، بعد الضلمة وبعد الليل هايبقى شروق . 

مسيرنا هانتقابل يابني في بيننا ميعاد ..   هانتلاقى  تاني  ياحبيبي واشوفك فوق .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق