«(:)»مجالس القاضى الرمضانية«(:)»
المجلس التاسع عشر
إدارة : د/علوى القاضى.
... سألنى أحد الأحبه قال أنه يتبع فى عبادته أوراد مختلفة ولكنه لايجيد ورد المحاسبة ، وطلب أن أعلمه كيف يؤديه
... وبعد حمد الله ، والثناء عليه بإسمه التواب ، والصلاة والسلام على حبيبه المصطفى ، وتوحيد القصد لله ، والدعاء بالتوفيق ، أجبته ؛
... أيها الأحباب حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، وإعلم أخى الكريم أنه مع (ورد المحاسبة) دائما هناك وقفه مع النفس ، (النفس الأمارة) دائما بالسوء التي يسكنها الشيطان والهوي
... ومن الضرورى في (ورد المحاسبة) دائما أن نستلهم إستحضار (النفس اللوامة) ، التي دائما تلومنا علي أي فعل لايرضي عنه رب العزه والتي دائما يسكنها الضمير الحي
... أحبابى من الضروري وقفه مع النفس فى كل دقيقة أوثانية من حياتنا ، كل منا يحاسب نفسه قبل فوات الأوان
... نحن فى شهر رحمة وغفران وبإذن الله ٱخره عتق من النار ، وكل يوم يمر علينا نجد أن ربنا يهيئ لنا من أسباب الرحمة والمغفرة الكثير ، ولكننا لانستحضرها
... وأبواب الخير مفتوحة تنتظر دخولك
... فمن أساء إليك أبدل الإساءة بالإحسان
... ومن نسيك أتصل عليه للإطمئنان
... وصل رحمك لأن صلة الرحم من وصايا الرحمن
... وحافظ على الصلاة وقراءة القرآن
... وأعمل بإخلاص وصدق كل فى مجال
... وداوموا جميعا علي فعل الخير
... وأكثروا من عمل الخير وأعطفوا على المريض والفقير
... وأعطوا صدقاتكم للمحتاجين والأعمال الخيرية
... ولاتنسوا الإستغفار والدعاء في الثلث الأخير من الليل
... وإدعوا لكل طالب وطالبة
... واعلموا أنكم إذا صفت نفوسكم وأبتعدتم عن الغل والحقد والحسد تسود المحبة والألفة بينكم
... أدعو لحكام المسلمين بالهداية ونصرة الدين ونصرة نبيكم صل الله عليه وسلم
... وأخيرًا كن دائما على وعد مع ربك أنك ستقف مع نفسك وتراجعها وتلتزم بورد المحاسبة بصفة دائمة
... لأنك أيقنت أنك يجب أن تحاسب نفسك قبل أن تحاسب أمام الديان
... ولاتنكروا العشرة بسبب موقف عآبر ، ولاتمحوا الماضي الجميل مقابل موقف لم يعجبكم حتى لاتفقدوا أعز الناس وأحلى الذكريات ، فالطيور تأكل النمل وعندما تموت فإن النمل يأكلها ، فالظروف قد تتغير فلا تقلل من شأن أحد
... فأنتم تمدحون الذئب وهو خطر عليكم ، وتحتقرون الكلب وهو وفى وحارس لكم !
... وكثير منكم يحتقر من يخدمه ، ويحترم من يهينه !
. . أخى الحبيب إذا المرء لايلقاك إلا تكلفا ، فدعه ولاتكثر عليه التأسفا ، ففى الناس إبدال ، وفى الترك راحة ، وفى القلب صبر للحبيب ولو جفا ، فما كل من تهواه يهواك قلبه ، ولاكل من صافيته لك قد صفا ، إن لم يكن صفو الوداد حقيقة ، لاخير فى ود يجيئ تكلفا ، ولاخير فى خل يخون خليله ، ويلقاه من بعد المودة بالجفا ، سلام على الدنيا إن لم يكن بها خليلا صادق الوعد منصفا
... أخى الحبيب تحرر من القيود التي تضعها لنفسك ، من إنتظار تقييم الناس ، أوتصريح منهم لتكون سعيدا في حياتك ، أو راضيا عن نفسك ، أفكارك ، معتقداتك ، مشاعرك هي ملكك أنت ، فتحكم فيها بنفسك ، واجعل همك هو إرضاء ربك ، ورضاك عن نفسك أهم وأسهل من رضا الناس ( الشبه مستحيل ) ، إفرح لأنك تريد أن تفرح ، وإغضب إذا وجد مايستحق غضبك فعلاّ (ولاتبالغ في الحالتين) ، ولاتهتم أن تشاهدك الناس ، ولاتنتظر تفاعلهم معك
... فى ورد المحاسبة إهتم كثيرا ، ب (القراءة) لأنها تصنع إنساناً كاملاً ، و (المشورة) لأنها تصنع إنساناً مستعداً ، و (الكتابة) لأنها تصنع إنساناً دقيقا
... وفى ورد المحاسبة إذا أردت النجاح في هذا العالم عليك أن تتغلّـب على أسس ومفاتيح الفقر الستة ، (النوم ، المال الحرام ، الخوف ، الغضب ، الإتكال على الغير ، المماطلة) !
... وإذا كنت تتفاخر بالتزام أجدادك ، كن ملتزما ليفخر بك أحفادك !
... ولا تقول لصاحبك وهو يتأمل في القصور ، أين نحن حين قسمت هذه الاموال !! ، ولكن خذه للمستشفى وقل له ، وأين نحن حين قسمت هذه الأمراض؟!
... اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وبارك اللهم لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شر ماقضيت ، فإنك سبحانك تقضى ولايقضى عليك ، وأنه لايذل من واليت ، ولايعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت
... تحياتي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق